هذه المقالة يتيمة. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها

نوروز قبطي

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

النيروس أو النوروز القبطي هو أول أيام السنة المصرية من شهر توت وكان أقباط مصر يحيونه. ويعني النيروس بالقبطية الأنهار والنوروز بالفارسية يعني اليوم الجديد وبالسريانية يعني العيد.

عيد النيروز، هو عيد رأس السنة المصرية ويعتبر أول يوم في السنة الزراعية الجديدة، ويالتالى يوافق أول شهر توت وهو أول شهور السنة القبطية.

أصل اللفظ

أتت لفظة نيروز من الكلمة القبطية (ني - يارؤو) = الأنهار، وذلك لأن ذاك الوقت من العام هو ميعاد اكتمال موسم فيضان النيل، سبب الحياة في مصر. ولما دخل اليونانيين مصر أضافوا حرف ال«سي» للأعراب كعادتهم فأصبحت «نيروس» فظنها العرب كلمة نيروز الفارسية. أما عن «ال نوروز أو النيروز الفارسية» فتعني اليوم الجديد (ني = جديد، روز= يوم) وهو عيد الربيع عند الفرس ومنه جاء الخلط من العرب.

عيد النيروز عند المصريين القدماء

كان الفلاح المصرى القديم يتبع التقويم القبطى المعروف الآن في زراعته. ولأهمية الزراعة عند القدماء المصريين اختاروا أول توت كبداية للسنة المصرية لأنه يوافق اكتمال موسم فيضان النيل. وهو الموسم الذي يعم فيه الخير والبركة على الجميع وتزداد فيه خصوبة الأرض وتتضاعف المحاصيل.

عيد النيروز عند الأقباط

ومع عصر الإمبراطور دقلديانوس -و هو أقسى عصور الاضطهاد ضد المسيحية- أحتفظ المصريين بمواقيت وشهور سنينهم التي يعتمد الفلاح عليها في الزراعة مع تغيير عداد السنين وتصفيره لجعله السنة الأولي لحكم دقلديانوس =282 ميلادية = 1 قبطية = 4525 توتية (فرعونية)، ومن هنا أرتبط النيروز بعيد الشهداء عند المسيحيين. وكان في تلك الأيام البعيدة يخرج المسيحيين في هذا التوقيت إلي الأماكن التي دفنوا فيها أجساد الشهداء مخبئة ليذكروهم. ويحتفل الأقباط بهذا العيد حتى أيامنا ولذلك يعتبر أن عيد النيروز هو أقدم عيد لأقدم أمة.

عيد النيروز في عصر المماليك

ويذكر المقريزي الذي عاش في عصر المماليك مظاهر الاحتفال برأس السنة المصرية في العصور الوسطي، والذي كان واحد من الاحتفالات الكبرى التي يحتفل به المصريون جميعا مسلمون ومسيحيون، كما كانت الدولة منذ العصر الفاطمي تحتفل علي المستوي الرسمي بهذه المناسبة بتوزيع العطايا والخلع إلي جانب الاحتفالات الشعبية، والتي كانت تأخذ شكل كرنفال carnival شعبي رائع يخرج فيه الناس إلي المتنزهات العامة ويرشون بعضهم بالماء، ويختارون من بينهم شخص ينصبونه أمير للنيروز يسير بموكبه في الشوارع والحارات ويفرض علي الناس الرسوم ويحصله منهم ومن يرفض يرشه بالماء، وكل هذا طبعا من باب الدعابة واللهو. ذكره المقريزي في تاريخه:[1]

«في سنة أربع وستين وثلثمائة: وفي يوم النوروز زاد اللعب بالماء ووقود النيران وطاف أهل الأسواق وعملوا فيلة وخرجوا إلى القاهرة بلعبهم ولعبوا ثلاثة أيام وأظهروا السماجات والحلي في الأسواق ثم أمر المعز بالنداء بالكشف وأن لا توقد نار ولا يصب ماء وأخذ قوم فحبسوا وأخذ قوم فطيف بهم على الجمال.»
«وقال القاضي الفاضل في متجددات سنة أربع وثمانين وخمسمائة يوم الثلاثاء رابع عشر رجب يوم النوروز القبطي وهو مستهل توت ، وتوت أول سنتهم وقد كان بمصر في الأيام الماضية والدولة الخالية من مواسم بطالاتهم ومواقيت ضلالاتهم فكانت المنكرات ظاهرة فيه والفواحش صريحة فيه ويركب فيه أمير موسوم بأميرالنوروز ومعه جمع كثير ويتسلط على الناس في طلب رسم رتبه ويرسم على دور الأكابر بالجمل الكبار ويكتب مناشير ويندب مرسمين كل ذلك يخرج مخرج الطير ويقنع بالميسور من الهبات ويجتمع المغنون والفاسقات تحت قصر اللؤلؤ بحيث يشاهدهم الخليفة وبأيديهم الملاهي وترتفع الأصوات ويشرب الخمر والمزر شربًا ظاهرًا بينهم وفي الطرقات. ويتراش الناس بالماء وبالماء والخمر وبالماء ممزوجًا بالأقذار وإن غلط مستور وخرج من بيته لقيه من يرشه ويفسد ثيابه ويستخف بحرمته فإما أن يفدي نفسه وإما أن يفضح ولم يجر الحال على هذا ولكن قد رش الماء في الحارات وقد أحيى المنكرات في الدور أرباب الخسارات»

مصادر