ميلوش أوبيليتش

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
مَيلوش أوبيليتش
Милош Обилић
«مَيلوش» بريشة «ألكسندر دوبريتش» 1828.

معلومات شخصية
تاريخ الميلاد غَير معروف
الوفاة 28 يونيو 1389
سهل قوصوه، قوصوه
الحياة العملية
المهنة فارس
سبب الشهرة أغتيال السُلطان العُثماني «مُراد الأول».

مَيلوش أوبيليتش (بالسيريلية الصربية: Милош Обилић) كان فارسًا صربيًا أسطوريًا اشتهر بصفته قاتل السُلطان «مُراد الأول». كان في خدمة الأمير «لازار» أثناء الغزو العُثماني لصربيا في أواخر القرن الرابع عشر. لم يرد ذكره في المصادر المُعاصرة، لكنه ظهر بشكل بارز في الروايات اللاحقة لمَعركة قوصوة عام 1389.[1] على الرغم من أن قاتل السُلطان العُثماني ظل مجهولاً في المصادر حتى أواخر القرن الخامس عشر، إلا أن انتشار قصة اغتيال «مُراد» في المصادر الفلورنسية والصربية والعثمانية واليونانية يُشير إلى أن نسخًا منها انتشرت على نطاق واسع عبر البُلقان في غضون نصف قرن من الواقعة.

ليس من المؤكد ما إذا كان «ميلوش» قد وجد بالفعل، لكن عائلة الأمير «لازار» التي عززت سيطرتها السياسية قد ولدت أسطورة قوصوة، بما في ذلك قصة «ميلوش».[2] أصبح شخصية رئيسية في الشعر الملحمي الصربي، حيث ارتقى إلى مُستوى أنبل بطل وطني في الفولكلور الصربي خلال العصور الوسطى. إلى جانب مقتل الأمير «لازار» وخيانة «فوك برانكوفيتش» المزعومة، أصبح «ميلوش» جُزءًا لا يتجزأ من التقاليد الصربية المُحيطة بمعركة قوصوة. في القرن التاسع عشر، تم تكريم «ميلوش» كقديس في الكنيسة الصربية.

أقدم المصادر

لم تذكر المصادر الأولى عن معركة قوصوة، والتي فَضلت عمومًا الأمير «لازار»، لا تذكُر «ميلوش» أو اغتياله للسُلطان.[3] تم تسجيل الاغتيال نفسه لأول مرة من قبل الشماس «إجناتيجي» في 9 يوليو 1389، بعد 12 يومًا فقط من المعركة.[4] كما ورد ذكر اغتيال السلطان «مُراد» وأحد أبنائه في تعليمات مجلس الشيوخ الفينيسي الصادرة في 23 يوليو 1389، على الرغم من أن أهل البُندقية لم يكونوا مُتأكدين مما إذا كانت الأخبار حول الاغتيال صحيحة.[5] في 1 أغسطس 1389 كتب الملك «تفرتكو الأول» ملك البوسنة (حكم من 1353 إلى 1391) رسالة إلى تروغير لإبلاغ مواطنيها بالهزيمة العثمانية.[6] تم الإبلاغ عن الانتصار على الأتراك من قبل مُستشار فلورنسا «كولوتشيو سالوتاتي» (المتوفى 1406)، في رسالته إلى الملك «تفرتكو»، بتاريخ 20 أكتوبر 1389، نيابة عن مجلس الشيوخ الفلورنسي.[7][8] قاتل السُلطان لم يُذكر اسمه ولكنه وصف بأنه واحد من اثني عشر نبيلاً مسيحياً تمكنوا من اختراق الصفوف العُثمانية:

بُورِكت أيدِي الأُمراء الاثنَي عَشر المُخلصِين الَذين شَقوا طَريقهُم بالسَيف واختَرقوا خُطوط العَدو ودائِرة الجِمال المُسَلسِلة، وَوصلوا بِبِطولة إلى خَيمة أمورات [مُراد] نَفسه. وخَيرُهُم ذلكَ الدُوق الذي طَعنهُ برقَبته وبَقر بَطنهُ بالسَيف. طُوبى للَذين ضَحوا بأرواحِهُم ودِمائِهُم وسقطوا شُهداء على جُثتِه القَبِيحة.[8][9]

أكدت رواية إيطالية أخر للمُغامر «برتراندو دي مينانيلي» من عام 1416، أن الأمير «لازار» هو الذي قتل السُلطان العثماني.[10]

جاء أول ذكر للقاتل داخل المصادر الصربية في سيرة ابن الأمير «لازار» «ستيفان لازاريفيتش» التي كتبها «قُسطنطين الفيلسوف» في أربعينيات القرن الرابع عشر. ويوصف البطل، الذي لا يزال مجهولاً، بأنه رجل نبيل الولادة سعت الألسنة الحسودة إلى تشويه سُمعته أمام الأمير. لإثبات ولائه وشجاعته، ترك خط المواجهة، واغتنم الفرصة لطعن السُلطان حتى الموت وقتل نفسه بعد ذلك بوقت قصير.[11] إن المرحلة الأولى من العار والخلاص التي يمر بها من خلال المؤامرة الشُجاعة لقتل السُلطان هي مكونات سردية ستصبح ضرورية لتكوين الأسطورة الصربية التي تطورت في العصور اللاحقة.[12]

المصادر العُثمانية

«ميلوش» يَطعن السُلطان «مُراد الأول»، بريشة «بول ريكوت» 1694.

ترك مقتل السُلطان «مُراد الأول» انطباعًا على أقدم المصادر العُثمانية. وعادة ما كانت تصف «مُراد» غير مصحوبًا بحاشيته اثناء تجوله في ساحة المعركة وطعنه جُندي مسيحي مجهول كان يرقد بين الجُثث حتى الموت. في أوائل القرن الخامس عشر، على سبيل المثال، كتب الشاعر العُثماني «تاجُ الدين أحمدي» (المتوفى 1413) أن "أحد المسيحي، الذي كان مُلطخًا بالدماء ويبدو أنه كان مُختبئًا بين جُموع قتلى العدو، نهض وهرع إلى مُراد وطعنه بالخنجر".[13][14]

أوضح المؤرخ «خليل إنالجيك» أن أحد أهم المصادر العٌثمانية المُعاصرة حول معركة قوصوة هو المؤرخ «أنوري» (المُتوفى 1512). جادل «إنالجيك» بأن «أنوري» قد استند على شهادة شاهد عيان مُعاصر للمعركة، على الأرجح «هوكا عمر»، مبعوث أرسله السُلطان إلى الأمير «لازار» قبل المعركة.[15] يوضح «أنوري» أنه قبل أن يُصبح نبيلًا صربيًا، كان «ميلوش» مُسلمًا في بلاط السُلطان الذي هجر العثمانيين ورفض الإسلام. يُزعم أن السلطان استدعاه للعودة إلى خدمته عدة مرات. يوضح إنفيري أنه على الرغم من وعد «ميلوش» بالعودة، إلا أنه لم يفعل أبدًا. وفقًا لهذه الرواية، عندما تم أسر الأمير «لازار»، اقترب «ميلوش» من السُلطان الذي كان يركب فحلًا أسودًا وقال "أنا ميلوش بان، أريد أن أعود إلى الإسلام وأقبل يدك". عندما اقترب «ميلوش» من السُلطان، ضربه بالخنجر المخبأ في طرفه. بعدها قطع رجال السلطان «ميلوش» إلى أشلاء بالسيوف والفؤوس.[15]

مُنممة عُثمانية تعُود الى القرن السادس عشر تُصور مَقتل قاتل السُلطان «مُراد»، بريشة «عُثمان النقاش».

أحد المؤرخين من أدرنة، يُبرر التقصير في حماية السُلطان بالقول إن الجيش كان مُنشغلاً بمُطاردة العدو من الخلف "المسيحي نَذر نفسه واقترب من مُراد، الذي كان جالسًا وحده على حصانه، وتظاهر بأنه يرغب في تقبيل يد السُلطان، ثُم طعنه بخنجره".[16][17][18]

مُنذ أواخر القرن الخامس عشر، بدأت المصادر اليونانية أيضًا في تسجيل الحدث. يدعي الباحث الأثيني «لاونيكوس تشالكوكونديلز» (المولود 1490) أنه يعتمد على التقاليد اليونانية عندما يُشير إلى قاتل «مُراد» باسم «ميلوش»:

رَجل نبيل المُولد ... قرر طَواعية إنجاز هذا العَمل البُطولي. طلب ما يحتاجه من الأمير لازار، ثم انطلق إلى مُعسكر مُراد بنية تسليم نفسه. مُراد، الذي كان يقف وسط قواته قبل المَعركة، كان حريصًا على استقبال الفارين. وصل ميلوش إلى السُلطان وحُراسه، وسَل خنجره على مُراد، وقتله.[3]

كتب المؤرخ «مايكل دوكاس» في النصف الثاني من نفس القرن، واعتبر القصة جديرة بالتضمين في كتابه "التاريخ البيزنطي". يروي كيف ادعى الشاب النبيل أنه يعرف مفتاح النصر، من خلال التظاهُر بالهروب من ساحة المعركة، حتى يأسُره الأتراك، وتمكن من الوصول إلى «مُراد» وقتله.[19]

في عام 1976، اقترح «ميودراغ بوبوفيتش» أن العناصر السردية للسرية والخدعة لعملية الأغتيال في التقليد الصربي قد تم ادخالُها من مصادر تركية، سعياً للتشهير بقدرات خصومهم المسيحيين من خلال عزو موت «مراد» إلى "الأساليب الخَداعة".[20] يتفق معه المؤرخ «توماس أ. إميرت» في هذا الرأي.[21]

يقول «إميرت» إن مصادر تركية تحدثت عن الاغتيال عدة مرات، بينما لم تذكره المصادر الغربية والصربية إلا بعد ذلك بكثير. ويعتقد أن الصرب علموا بالاغتيال، لكنهم قرروا عدم ذكره في حساباتهم الأولى لأسباب غير معروفة.

في عام 1512، كتب المؤرخ العُثماني «مُحمد نشري» وصفًا تفصيليًا للمعركة والذي أصبح مصدرًا للأوصاف العثمانية والغربية اللاحقة. أخذت رواية «نشري» عدة عناصر من التقاليد الصربية الشعبية، ووصف الاغتيال بطريقة تنعكس سلبًا على مُرتكبيها.[22]

المصادر الصربية

يُعد «ميلوش أوبيليتش» بطلًا رئيسيًا في أسطورة قوصوة الصربية، التي تُشكل معركة قوصوة الجزء المركزي فيها. وفقًا للأسطورة، كان «ميلوش» صهرًا للأمير الصربي «لازار». نشب شجار بين زوجته وأختها التي كانت متزوجة من «فوك برانكوفيتش»، حول التفوق في شجاعة أزواجهما. نتيجة لذلك، أعتبر «برانكوفيتش» الأمر أهانة وخاض قتالًا مع «ميلوش». مملوءًا بالكراهية، قام «برانكوفيتش» بتشويه صورة «ميلوش» عند «لازار»، قائلاً إنه تآمر مع الأتراك لخيانة الأمير. في عشاء «لازار» عشية المعركة، لام الأمير «ميلوش» لعدم ولائه. لإثبات ولائه، ذهب «ميلوش» إلى المُعسكر التركي متظاهرًا بالانشقاق. في لحظة مواتية، قام بطعن وقتل السُلطان «مُراد الأول»، الذي قام مرافقوه بعدها بإعدام «ميلوش». ثم تُتابع الأسطورة لوصف الأحداث المُتعلقة بالمعركة.[23]

«ميلوش» يُثبت ولائه بالدَم، بريشة «آدم ستيفانوفيتش» 1871.
«ميلوش» في طريقه الى مُعسكر العدو، بريشة «ألكسندر دوبريتش» 1861.

هناك نوعان من وجهات النظر حول نُشوء أسطورة قوصوة. من وجهة نظر واحدة، يكمن أصلها في المنطقة التي دارت فيها معركة قوصوة. من وجهة نظر أخرى، نشأت الأسطورة في مناطق البُلقان الغربية التي كانت تحت تأثير الفرنسيين (أغنية البطولة). صرح عالم اللغة الصربي «دراغوتين كوستيتش» أن ملحمة الفروسية الفرنسية لم يكن لها في الواقع أي دور في تشكيل الأسطورة، لكنها "عدلت فقط الأسطورة التي تم إنشاؤها وتشكيلها في أول مظاهرها الشعرية".[24] تم العثور على النواة التي نشأت منها الأسطورة في الأدب الديني الذي يحتفي بالأمير «لازار» كشهيد وقديس، والذي كُتب في صربيا المورافية بين عامي 1389 و 1420. ومن الأهمية بمكان في هذا الصدد خطاب الأمير «لازار» الذي ألفه البطريرك الصربي «دانيلو الثالث». تطورت الأسطورة تدريجياً خلال القرون اللاحقة.[25]

حكاية البطل السيئ الذي اخترق المُعسكر العُثماني وقتل السُلطان «مُراد»، موجودة في حياة الديسبوت ستيفان لازاريفيتش التي كتبها «قسطنطين الفيلسوف» في ثلاثينيات القرن الرابع عشر. لم يذكر اسم البطل في هذا العمل. تم تسجيل موضوع الشجار بين «برانكوفيتش» و«ميلوش» لأول مرة في الهرسك في مُنتصف القرن الخامس عشر. تم ذكر عشاء «لازار» عشية المعركة وتوبيخه لـ«ميلوش» في نصوص من القرن السادس عشر. تم تسجيل الجدال بين بنات «لازار» حول شجاعة أزواجهن لأول مرة من قبل المؤرخ «مافرو أوربين» في عام 1601. تم تسجيل أسطورة قوصوة بكُل عناصرها، في حكاية معركة قوصوة التي تم تأليفها في بداية القرن الثامن عشر في خليج كوتور أو الجبل الأسود. كان هذا نصًا شائعًا للغاية، تم إنتاج نُسخه باستمرار لمدة 150 عامًا في منطقة تمتد من جنوب يوغوسلافيا السابقة إلى بودابست وصوفيا. لعبت الحكاية دورًا بارزًا في إيقاظ الوعي القومي للصرب في مملكة الهابسبورغ، والتي بدأت في النصف الأول من القرن الثامن عشر.[26]

أول مؤلف يُشير إلى قاتل السُلطان «مُراد الأول» باسمه الكامل هو «كونستانتين ميهايلوفيتش»، وهو صربي إنكشاري من قرية أوستروفيتشا، بالقرب من رودنيك، في كتابه مذكرات الإنكشارية حوالي عام 1497. في مقطع يهدف إلى استنتاج درس أخلاقي حول عدم الولاء من الهزيمة الصربية في قوصوة، «ميهايلوفيتش» يُحدد "ميلوش كوبيكا"[27] باعتباره الفارس الذي قتل «مُراد» يوم الجمعة الماضي في المعركة.[28] المرة التالية التي ورد فيها اسم في المصادر كانت بعد ثلاثة عقود، في عام 1530، عندما كتب الراهب «بنديكت كوريبيتش» مذكرات عن رحلاته عبر شُبه جزيرة البلقان. كانت زيارته إلى قبر «مُراد» في فوشا قوصوة مُناسبة لقصة الفارس الذي سماه "ميلوش كوبيلوفيتش".[29] يشرح «كوريبيتش» الإذلال الذي تعرض له «ميلوش» قبل المعركة، وعشاءه الأخير مع «لازار» ونُبلائه، ودخوله إلى خيمة «مراد»، والقتل الوحشي وموته أثناء مُحاولته الهروب على ظهر الخيل. كتب الراهب، وإن لم يكن صريحًا بشأن مصادره، أن «ميلوش» كان شخصية مشهورة في التقاليد الشعبية للصرب، الذين يغنون عن مآثره البطولية على الحدود.[30] سجل بعض الأساطير حول معركة قوصوة وذكر الأغاني الملحمية عن «ميلوش» في مناطق بعيدة عن قوصوة، مثل البوسنة وكرواتيا.[31] في عمله عام 1603، وصف «ريتشارد نولز» "الأغاني الريفية" للصرب حول معركة قوصوة وأشار إلى «ميلوش» باسم "كوبليتز".[32]

في الشعر والأغاني الملحمية الصربية، غالبًا ما يتم تجميع «ميلوش» جنبًا إلى جنب مع «كاراجورجي» و«فوك كاراديتش» و«نجوش» كصربي من أصل ديناري مُميز باعتبارهم العقول الأخلاقية والفكرية العظيمة للماضي على عكس المُعاصرين البلغار، الذين لم يتمكنوا من نَيل مثل هذه المكانة.[33] في قصيدة "ابن التنين أوبيليتش"، أُعطي «ميلوش» أصلًا أسطوريًا باعتباره ابنًا لتنين للتأكيد على قوته الخارقة على المُستوى الجسدي والروحي؛ في هذا، ينضم إلى صفوف العديد من أبطال الشعر الصربي الآخرين الذين قاتلوا ضد الاضطهاد العُثماني ويُزعمون أنهم من نسل تنين.[34]

الإرث

نَصب «ميلوش» في قوصوة.

لم يكن حتى أوائل القرن التاسع عشر حيث تم تبجيل «ميلوش» كقديس في الكنيسة الصربية. خلال الثورة الصربية (1804-1815)، تم رسم لوحة جدارية لـ«ميلوش» كقديس في رواق الأمير «لازار» في دير هيلاندر على جبل آثوس.[35] يشير المؤرخ «رادي ميهالجيتش» إلى أن هذه التقديس كان حركة شعبية نشأت بين الصرب جنوب نهر سافا والدانوب خلال الفترة العثمانية.[36]

في وقت لاحق من نفس القرن، تم إعطاء شخصية «ميلوش» البطولية دفعة وطنية في القصيدة الملحمية إكليل الجبل (1847) للشاعر «بيتار الثاني بتروفيتش نجوش». تمدح القصيدة شجاعة في المعركة، وتصفه بأنه "ضحية شعور نبيل، عبقري عسكري، رعد مُخيف حَطم التيجان".[37] أسس «نجوش» أيضًا نوط ميلوش للشجاعة.[38]

أصبح هذا الحدث ومعركة قوصوة نفسها جزءًا لا يتجزأ من الوعي القومي والتاريخ والشعر الصربيين. ألهمت حكايات «نجوش»، بما في ذلك قصة «ميلوش»، الأجيال اللاحقة من الصرب، ولا سيما «غافريلو برينسيب»، قاتل الأرشيدوق «فرانز فرديناند» ومُشعل الحَرب العالمية الأولى.[39]

في عام 1913، منح الملك «بيتر الأول» نوط شجاعة ميلوش أوبيليتش للجنود الذين أنجزو أعمال بطولية، أو لشجاعتهم الشخصية التي ظهرت في ساحة المعركة. أعطيت خلال حروب البُلقان، الحرب العالمية الأولى، وأثناء الحرب العالمية الثانية، لأعضاء الجيش اليوغوسلافي أو القوات المُتحالفة معها وتوقفت مع نهاية الحرب.

في أواخر الثمانينيات، بدأ القوميون الدينيون ببث المزيد من الحياة في شخصية ميلوش وأسطورة قوصوة.[40] تم أخذ الإلهام من ملحمية إكليل الجبل لـ«نجوش»، مع تصويره الأمير «لازار» على أنه شهيد يشبه المسيح و«ميلوش» باعتباره الصربي الذي ضحى بنفسه لإثبات ولائه والسعي للانتقام.[41] كان الحدث الرئيسي الذي عبّر عن هذه الفكرة هو الذكرى 600 لمعركة قوصوة في 28 يونيو 1989، والتي عقدت في سهل غازيمستان، بالقرب من موقع المعركة.[42]

تم الاستشهاد بإنجاز «ميلوش» كمصدر للإلهام في الخُطب العامة للقادة السياسيين، ولا سيما الرئيس «سلوبودان ميلوسيفيتش»، الذي أشار إليه في خطابه في سهل غازيمستان بمناسبة ذكرى المعركة.[43] غالبًا ما قارن نظامُه السياسي بينه وبين «ميلوش»، الذي أُعلن أنه "مُنقذ الأمة".[44]

يظهر «ميلوش» في المُصطلح الصربي القافي "Dva loša ubiše Miloša" أو "Dva su loša ubila Miloša" والذي يُترجم "قتلت ميلوش بسلعتان ذات جودة سيئة". يتناول المُصطلح مسألة سيادة الكمية على الجودة باعتبارها حقيقة حزينة في الحياة، حيث كان الأعداء يفوقون «ميلوش».[45]

في الشعر الملحمي الصربي، يُقارن «ميلوش أوبيليتش» مع بقية ابطال الصرب. مع «ميلان توبليكا» و«إيفان كوسانتشيتش»،[46] مع الأمير «ماركو»[47] والإخوة «يوغوفيتش».[48]

المراجع

  1. ^ "Battle of Kosovo | Summary". Encyclopedia Britannica (بEnglish). Retrieved 2021-06-16.
  2. ^ Judah (2009). The Serbs. Yale University Press. ص. 32. ISBN:978-0-300-15826-7.
  3. ^ أ ب Emmert 1996
  4. ^ Историјски гласник: орган Друштва историчара СР Србије. Друштво. 1994. ص. 9. اطلع عليه بتاريخ 2013-09-12. најстарији помен, настао свега 12 дана после битке,
  5. ^ Colin Heywood؛ Colin Imber (1994). Studies in Ottoman History in Honor of Professor V.L. Ménage. İsis Press. ص. 270. ISBN:978-975-428-063-0. اطلع عليه بتاريخ 2013-09-12. For present purposes, the key importance of the July 23 senate deliberation record is its indication that one of Murad's sons died in...
  6. ^ Seka Brkljača؛ Institut za istoriju Sarajevo (1996). Bosna i svijet. Institut za istoriju. ص. 66. اطلع عليه بتاريخ 2013-09-12. O porazu Osmanlija pisao je 1. avgusta Trogiru, a oko dva mjeseca kasnije Firenci
  7. ^ Emmert 1996
  8. ^ أ ب Emmert 1991
  9. ^ Emmert cites V.V. Makušev, "Prilozi k srpskoj istoriji XIV i XV veka," Glasnik srpskog ucenog društva 32 (1871): pp. 174–5.
  10. ^ Sima M. Ćirković (1990). Kosovska bitka u istoriografiji: Redakcioni odbor Sima Ćirković (urednik izdanja) [... et al.]. Zmaj. ص. 38. اطلع عليه بتاريخ 2013-09-11. Код Мињанелиjа, кнез је претходно заробл>ен и принуЬен да Мурату положи заклетву верности! и тада је један од њих, кажу да је то био Лазар, зарио Мурату мач у прса
  11. ^ Emmert 1996
  12. ^ Emmert 1996
  13. ^ Emmert 1996
  14. ^ Ahmedi, ed. Olesnicki, "Turski izvori o Kosovskom bo ju."Glasnik skopskog naucnog drustva 14 (1934): 60–2, as cited by Emmert below.
  15. ^ أ ب İnalcık 2000، صفحة 25.
  16. ^ Emmert 1996
  17. ^ Emmert 1991
  18. ^ Oruc, Tevarih I Al-i Osman, as cited by Emmert.
  19. ^ Emmert 1996
  20. ^ Greenawalt، Alexander. "Kosovo Myths: Karadzic, Njegos, and the Transformation of Serb Memory". York University. اطلع عليه بتاريخ 2013-01-27.
  21. ^ Emmert 1996
  22. ^ Emmert 1996
  23. ^ Ređep، Jelka (1991). "The Legend of Kosovo". Oral Tradition. Columbia, Missouri: Center for Studies in Oral Tradition. ج. 6. ISSN:1542-4308.
  24. ^ Ređep، Jelka (1991). "The Legend of Kosovo". Oral Tradition. Columbia, Missouri: Center for Studies in Oral Tradition. ج. 6. ISSN:1542-4308.
  25. ^ Ređep، Jelka (1991). "The Legend of Kosovo". Oral Tradition. Columbia, Missouri: Center for Studies in Oral Tradition. ج. 6. ISSN:1542-4308.
  26. ^ Ređep، Jelka (1991). "The Legend of Kosovo". Oral Tradition. Columbia, Missouri: Center for Studies in Oral Tradition. ج. 6. ISSN:1542-4308.
  27. ^ Mihailović, Konstantin (1865) [1490—1501], Turska istorija ili kronika (Турска историја или кроника (Memoirs af a Janissary)) (بсрпски / srpski), Glasnik Srpskoga učenog društva (الأكاديمية الصربية للعلوم والفنون), vol. 18, p. 77, Ту је онда Милош Кобица убио цара Мурата
  28. ^ Emmert 1996
  29. ^ Emmert 1996
  30. ^ Emmert 1996
  31. ^ Pavle Ivić (1996). Istorija srpske kulture. Dečje novine. ص. 160. Бенедикт Курипечић. пореклом Словенаи, који између 1530. и 1531. путује као тумач аустријског посланства, у свом Путопису препричава део косовске легенде, спомиње епско певање о Милошу Обилићу у крајевима удаљеним од места догађаја, у Босни и Хрватској, и запажа настајање нових песама.
  32. ^ Serb World: 1979–1983. Neven Publishing Corporation. 1979. ص. 4. Richard Knolles, writing in 1603, refers to the 'country songs' of the Serbs which tell of the alleged duplicity of the ...In 1603, the English historian Richard Knolles called lim 'Cobelitz'
  33. ^ Gavrilović 2003، صفحة 722 citing Cvijić.
  34. ^ Gavrilović 2003، صفحات 721, 725
  35. ^ Emmert 1996
  36. ^ Emmert 1996
  37. ^ Emmert 1996
  38. ^ "Svetozar N. Popović – Obilića medalja odličje kao obaveza prema Crnoj Gori – Montenegrina.net | Kultura, umjetnost i nasljeđe Crne Gore. Culture, Arts & Heritage of Montenegro".
  39. ^ Judah (2009). The Serbs. Yale University Press. ص. 64. ISBN:978-0-300-15826-7.
  40. ^ Sells 1996، صفحات 89–90
  41. ^ Sells 1996، صفحات 79, 89–90
  42. ^ Sells 1996، صفحات 68, 79
  43. ^ Judah 2000، صفحة 56
  44. ^ Stevanovic 2004، صفحات 174
  45. ^ "Табановић – Народне пословице и изреке: Ко није служио, не умије ни заповедати". www.tabanovic.com. مؤرشف من الأصل في 2017-08-10. اطلع عليه بتاريخ 2016-06-08.
  46. ^ Nebojša Popov (يناير 2000). The Road to War in Serbia: Trauma and Catharsis. Central European University Press. ص. 192–. ISBN:978-963-9116-56-6.
  47. ^ Tanya Popovic (1988). Prince Marko: The Hero of South Slavic Epics. Syracuse University Press. ص. 26–. ISBN:978-0-8156-2444-8.
  48. ^ Anamaria Dutceac Segesten (16 سبتمبر 2011). Myth, Identity, and Conflict: A Comparative Analysis of Romanian and Serbian Textbooks. Lexington Books. ص. 208–. ISBN:978-0-7391-4865-5.

المصادر

أولية

ثانوية

  • Chadwick، H. Munro (1912). The heroic age. Cambridge archaeological and ethnological series. Cambridge: Cambridge University Press. ص. 315.
  • Ivanova, Radost (1993). "The Problem of the Historical Approach in the Epic Songs of the Kosovo Cycle." Études balkaniques 4: 111–22.
  • Khan, Mujeeb R. (1996) "The 'Other' in the Balkans. Historical constructions of Serbs and 'Turks'." Journal of Muslim Minority Affairs 16.
  • Kostic, Dragutin (1934–1935). "Milos Kopilic-Kobilic-Obilic." Revue Internationale des Etudes Balkaniques 1–2: 232–54. A study of Miloš Obilić's name.
  • Mihaljcic, Rade (1989). The Battle of Kosovo. Belgrade.
  • Мирослав Пантић, "Кнез Лазар и косовска битка у старој књижевности Дубровника и Боке Которске", Зборник радова о кнезу Лазару, Београд, 1975