هذه المقالة يتيمة. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها

معركة جزر إيجيتس

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
معركة جزر إيجيتس

كانت معركة جزر إيجيتس معركة بحرية وقعت في 10 مارس عام 241 قبل الميلاد بين أساطيل قرطاج وروما خلال الحرب البونيقية الأولى. وقعت المعركة بين جزر إيجيتس، قبالة الساحل الغربي لجزيرة صقلية. كان القرطاجيون تحت قيادة هانو، وكان الرومان تحت السلطة العامة لغايوس لوتاتيوس كاتولوس، لكن خلال المعركة كان القائد هو كوينتوس فاليريوس فالتو. حسمت هذه المعركة الحرب البونيقية الأولى التي استمرت 23 عامًا.

كان الجيش الروماني يحاصر القرطاجيين في آخر معاقلهم على الساحل الغربي لجزيرة صقلية منذ عدة سنوات. كان الرومان في حالة إفلاس عندما اقترضوا المال لبناء أسطول بحري استخدموه لمد الحصار إلى البحر. جمع القرطاجيون أسطول أكبر أرادوا استخدامه لتوصيل الإمدادات إلى صقلية، حيث تمركز الكثير من الجيش القرطاجي هناك كمشاة بحرية. لكن اعترض الأسطول الروماني القرطاجيون وفي معركة شاقة، هزم الرومان المدربون بشكل أفضل الأسطول القرطاجي الذي عانى من نقص في عدد أفراده وتدريبه، وما أعاقه بشكل أكبر حمولته بالإمدادات كما أنه لم يكن مشكلًا بعد مجموعته الكاملة من مشاة البحرية.

كنتيجة مباشرة، دعت قرطاج من أجل السلام ووافقت على معاهدة لوتاتيوس، التي بموجبها تنارلت قرطاج عن صقلية لروما ودفعت تعويضات كبيرة. ومنذ ذلك، كانت روما القوة العسكرية الرائدة في غرب البحر الأبيض المتوسط، وبشكل متزايد في منطقة البحر الأبيض المتوسط ككل.

المصادر الأولية 

كان المصدر الرئيسي لجميع جوانب الحرب البونيقية الأولى هو المؤرخ بوليبيوس (حوالي 200 – 118 قبل الميلاد)، وهو يوناني أُرسل إلى روما في عام 167 قبل الميلاد كرهينة. تتضمن أعماله دليلًا، ضائعًا الآن، عن التكتيكات العسكرية، لكنه معروف اليوم بعمله التاريخ، الذي كتبه في وقت ما بعد عام 146 قبل الميلاد، أو بعد نحو قرن من معركة إيجيتس. يعتبر عمل بوليبيوس موضوعيًا بشكل عام ومحايدًا إلى حد كبير كما هو الحال بين وجهات النظر القرطاجية والرومانية.[1][2]

دُمرت السجلات القرطاجية المكتوبة مع عاصمتهم قرطاج في عام 146 قبل الميلاد، وبالتالي فإن رواية بوليبيوس للحرب البونيقية الأولى تستند إلى العديد من المصادر اليونانية واللاتينية المفقودة الآن. كان بوليبيوس مؤرخًا تحليليًا، وحيثما أمكن، أجرى مقابلات شخصية مع المشاركين في الأحداث التي كتب عنها. يتناول الكتاب الأول من عمله التاريخ المكون من أربعين مجلدًا الحرب البونيقية الأولى. كانت دقة حساب بوليبيوس موضع نقاش على مدار 150 عامًا الماضية، لكن الإجماع الأخير هو قبولها إلى حد كبير في ظاهرها، وتستند تفاصيل المعركة في المصادر الحديثة بالكامل تقريبًا إلى تفسيرات عمل بوليبيوس. يعتبر المؤرخ الحديث أندرو كاري أن «بوليبيوس تبين أنه موثوق إلى حد ما». بينما يصفه دكستر هويوس بأنه «مؤرخ واسع الاطلاع ومجتهد ومتبصر». توجد تواريخ أخرى لاحقة للحرب، ولكن بشكل مجزأ أو موجز، وعادة ما تغطي العمليات العسكرية على الأرض بتفاصيل أكثر من تلك الموجودة في البحر. عادةً ما يأخذ المؤرخين المعاصرين في عين الاعتبار التاريخ اللاحق لديودور الصقلي وكاسيوس ديو، على الرغم من أن الكلاسيكي أدريان غولدزورثي يقول إن «عمل بوليبيوس» عادةً ما يُفضل عندما يختلف مع أي عمل آخر.[3][4]

تشمل المصادر الأخرى النقوش والأدلة الأثرية والأدلة التجريبية من عمليات إعادة البناء مثل أوليمبياس ثلاثية المجاديف. منذ عام 2010 وُجد عدد من القطع الأثرية من موقع المعركة، وما يزال التحليل واستعادة المزيد من العناصر جاريًا.[5]

الخلفية  

العمليات في صقلية       

في عام 264 قبل الميلاد، دخلت ولايتا قرطاج وروما في حرب، وبدأت الحرب البونيقية الأولى. وكانت قرطاج قوة بحرية راسخة في غرب البحر الأبيض المتوسط. وُحد مؤخرًا البر الرئيسي لإيطاليا جنوب نهر أرنو ووضع تحت السيطرة الرومانية. كان السبب المباشر للحرب هو السيطرة على بلدة ميسانا الصقلية (مسينة الحديثة). وعلى نطاق أوسع، كان الجانبان يرغبان في السيطرة على سرقوسة، أقوى مدينة في صقلية.[6]

السفن

A diagram depicting the positions of the rowers of the three different oars in a trireme
Depiction of the positions of the rowers of the three different oars in a Greek trireme

خلال هذه الفترة كانت السفينة الحربية الموحدة للبحر الأبيض المتوسط هي كوينكريم، أي «ذات المجاديف الخمسة». وكانت الكوينكريم عبارة عن قادس، طولها نحو 45 مترًا (150 قدمًا)، بعرض يقدر بنحو 5 أمتار (16 قدمًا) عند مستوى الماء، وسطح السفينة نحو 3 أمتار (10 قدم) فوق سطح البحر، مع سعة 100 طن (110 طن أمريكي، 100 طن بريطاني). اقترح خبير القادس جون كوتس أنه يمكن للكوينكريم الحفاظ على سبع عقد (8 ميل في الساعة، 13 كم/ ساعة) لفترات طويلة. حققت النسخة المقلدة للأوليمبياس الحديثة سرعات 8.5 عقدة (10 ميل في الساعة، 16 كم/ ساعة) وطافت حتى العقدة 4 (4.6 ميل في الساعة، 7.4 كم/ ساعة) لساعات متتالية. سُجل متوسط سرعات من العقدة 5-6 (6-7 ميل في الساعة، 9-11 كم/ ساعة) في رحلات معاصرة تصل إلى أسبوع.[7]

بُنيت سفن كسفن الكاتافراكت، أو سفن «محمية»، مع بدن مغلق وظهر كامل قادر على حمل مشاة البحرية والمرجام. كان لديهم «صندوق مجذاف» منفصل متصل بالبدن الرئيسي الذي يحتوي على المجدفين. سمحت هذه الميزات بتعزيز البدن وزيادة القدرة الاستيعابية وتحسين ظروف التجديف. النظرية المقبولة عمومًا فيما يتعلق بترتيب المجاذيف في الكوينكريم هي أنه سيكون هناك مجموعات -أو ملفات- من ثلاثة مجاذيف، واحدة فوق الأخرى، مع مجذفين على كل من المجاذيف العلوية وواحد في الأسفل، فيكون المجموع خمسة مجاذيف لكل ملف. يُكرر هذا على جانب القادس ليصل إلى مجموع 28 ملفًا على كل جانب، إجمالي 168 مِجذاف.[8][9]

كان للرومان خبرة بحرية قليلة. في المناسبات القليلة التي شعروا فيها بالحاجة إلى وجود بحري كانوا يعتمدون عادةً على أسراب صغيرة يوفرها حلفائهم اللاتينيين أو اليونانيين. في عام 260 قبل الميلاد، شرع الرومان في بناء أسطول واستخدموا سفينة كوينكريم قرطاجية غارقة كمخطط خاص بهم. وباعتبارهم باني سُّفن مبتدئين، بنى الرومان نسخًا أثقل من السفن القرطاجية، وبالتالي أبطأ وأقل قدرة على المناورة. كانت الكوينكريم العمود الفقري للأسطول الروماني والقرطاجي في الحروب البونيقية، على الرغم من أن الهاكسريمس (ستة مجدفين لكل صف)، والكوادريريم (أربعة مجدفين لكل صف) وثلاثية المجاديف أو الترايريمس (ثلاثة مجدفين لكل صف) مذكورة أيضًا في بعض الأحيان. لذلك كان الأكثر انتشارًا هو النوع الذي يستخدمه بوليبيوس كاختصار «لسفينة حربية» بشكل عام. حملت سفينة الكوينكريم طاقمًا يتألف من قرابة 300 - 280 مجدفًا و 20 طاقمًا وضابطًا على سطح السفينة. كما أنها عادةً ما تحمل 40 جنديًا من مشاة البحرية. وعندما كان يُشك باقتراب اندلاع معركة، كان يزداد العدد ليصل إلى 120.

تطلب حمل المجدفين على التجديف كوحدة، ناهيك عن تنفيذ مناورات قتالية أكثر تعقيدًا، تدريبًا طويلًا وشاقًا. سيحتاج ما لا يقل عن نصف المجدفين إلى بعض الخبرة للتعامل مع السفينة بشكل فعال. ونتيجة لذلك، تعرض الرومان في البداية لبعض العقبات عند مواجهة القرطاجيين الأكثر خبرة. جُهزت جميع السفن الحربية بمِدق، وهي مجموعة ثلاثية من شفرات برونزية بعرض 60 سم (2 قدم) يصل وزنها إلى 270 كيلوجرام (600 باوند) موضوعة على خط الماء. صُنعت المِدقات بشكل فردي باستخدام سبك بالشمع المفقود لتلائم بشكل ثابت قوس القادس، وأُمنت بمسامير برونزية. من الناحية المثالية، يمكن أن تُهاجم سفينة العدو من جانبها أو خلفها، وبالتالي يمكن تجنب احتمالية التعرض للاصطدام. كانت المهارة مطلوبة للتصادم مع قادس معاكس بقوة كافية لكسر الأخشاب والتسبب في الإغراق، لكن ليس بقوة وذلك بتطويق بإحكام المِدق الخاص بالسفينة بشكل وثيق وإغراق العدو. اعتمدت كل سفينة إلى حد كبير على السفن التابعة لأسطولها من أجل الحماية، وتضمنت التكتيكات مناورات أسراب كاملة بدلًا من سفن فردية، رغم أن المعارك تنقسم في بعض الأحيان إلى سلسلة من معارك سفينة في مواجهة سفينة والتي شُبهت بالمعارك الجوية.

250- 264 قبل الميلاد

اخترع الرومان الكورفوس، وهو جهاز مكنهم من التصارع على سفن العدو بسهولة. انهزمت القوات القرطاجية في معارك بحرية في ميلاي عام 260 قبل الميلاد، وسولتشي 257 قبل الميلاد، وأكنوموس 256 قبل الميلاد، وكيب هرمايوم 255 قبل الميلاد. بعد فترة وجيزة من هذه المعارك، دمرت غالبية الأسطول الروماني في عاصفة، مع خسائر بشرية قدرت بـ 100٫000 رجل، أسهم وجود الكورفوس عدم استقرار السفن في العاصفة.[10][11] لم يستخدموا الكورفوس بعد ذلك،[12] أعاد الرومان بناء أسطولهم بسرعة، فخسروا 150 سفينة في عاصفة أخرى عام 253 قبل الميلاد. أعيد بناؤها مرة أخرى، حاصروا القاعدة الرئيسية لقرطاج في صقلية في ليليبايوم مع 200 سفينة حربية عام 250 قبل الميلاد.[13]

استعادت قرطاج السيطرة على البحر عام 249 قبل الميلاد، بانتصارات على الأسطول الروماني المحاصر في دربانا وفنتياس. أهانت هذه الهزائم الرومان إلى حد اقتصار نشاطهم البحري على العمليات الصغيرة طوال سبع سنوات.[14][15][16] أدى غياب الأساطيل الرومانية إلى تفكك معظم أسطول قرطاج البحري. يقول جولدزورثي إن بحرية قرطاج خملت ومن المحتمل أن سفن قليلة بقيت في الخدمة. سحبت معظم السفن الحربية من صقلية. فضلت قيادة قرطاج توسيع منطقة سيطرتها في شمال أفريقيا على حساب النميديين الأصليين.

تولى هانوا إدارة العمليات في أفريقيا عام 248 قبل الميلاد، استمرت السيطرة على  منطقة كبيرة بحلول عام 241 قبل الميلاد. وفقًا للمؤرخ نايجل باغنال، عدت قرطاج خلال هذه الفترة صقلية مسرحًا ثانويًا.[17]

المراجع

  1. ^ Tipps 1985، صفحة 432.
  2. ^ Goldsworthy 2006، صفحة 20.
  3. ^ Goldsworthy 2006، صفحة 98.
  4. ^ Goldsworthy 2006، صفحة 22.
  5. ^ Royal & Tusa 2019، صفحات 13–18.
  6. ^ Warmington 1993، صفحة 168.
  7. ^ Casson 1995، صفحة 283.
  8. ^ Goldsworthy 2006، صفحات 91–92, 97.
  9. ^ Bagnall 1999، صفحة 66.
  10. ^ Goldsworthy 2006، صفحات 107–108, 110–115, 115–116.
  11. ^ Bagnall 1999، صفحة 78.
  12. ^ Bagnall 1999، صفحة 86.
  13. ^ Miles 2011، صفحات 189–190.
  14. ^ Casson 1995، صفحات 149–150.
  15. ^ Rankov 2015، صفحة 163.
  16. ^ Goldsworthy 2006، صفحة 122.
  17. ^ Bagnall 1999، صفحات 92–94.