جمال الفيصل

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
جمال الفيصل
معلومات شخصية

جمال طاهر فيصل (1915 – 28 أيلول/ سبتمبر 1995) هو ضابط سوري، وأحد مؤسسي الجيش السوري، عُيّن قائداً للجيش الأول من عام 1958 ولغاية 28 سبتمبر 1961.[1] أفتتح في عهده متحف دمشق الحربي وكان قائد القوات السورية في معركة التوافيق ضد إسرائيل في عام 1960. لم يشارك في أي من الانقلابات العسكرية التي تعاقبت على سورية في السنوات 1949-1954 وكان من المعارضين لانقلاب الانفصال الذي أطاح بجمهورية الوحدة سنة 1961.

حياته

ولِد جمال فيصل في مدينة حمص، دَرَس الابتدائية في مدرسة منبع العرفان، ثم الثانوية في مدرسة التجهيز الأولى بحمص، شارك في المظاهرات المطالبة باستقلال سوريا عام 1936، انتسب للكلية الحربية عام 1937 بعد أن سمحت فرنسا ولأول مرة لأربعين ضابطاً سورياً بالانتساب للكلية الحربية والانضمام إلى الجيش الفرنسي بهدف تشكيل نواة الجيش السوري المزمع إنشاؤه وفقاً لمعاهدة باريس 1936 بين فرنسا والكتلة الوطنية السورية، تخرج من الكلية الحربية عام 1939 وتخرج من كلية حمص الحربية عام 1939، التحق بعدها بجيش الشرق التابع لسلطة الانتداب الفرنسي في سوريا. في عام 1941 عُيّن معاوناً لرئيس حامية دير الزور، قبل انشقاقه عن الفرنسيين وانضمامه إلى الثوار عندما قصفت فرنسا العاصمة دمشق في 29 أيار 1945. حكمت عليه فرنسا بالإعدام وعند تأسيس الجيش السوري في 1 آب 1945 كان من ضباطه الأوائل. حيث عين رئيساً لأركان المنطقة الشرقية إثر تشكيل الجيش الوطني السوري قبيل الاستقلال ثم رئيساً للشعبة الرابعة في رئاسة الأركان العامة بدمشق شعبة التموين والإمداد برتبة رئيس (نقيب) فبناها من الصفر، كما بعث إلى انكلترا لدراسة شؤون الدفاع عام 1947 ثم عاد ليعين معاوناً لشؤون الدفاع، ونتيجة افتقار الجيش السوري الناشئ للسلاح تقدم لرئاسة الأركان بمقترح جمع التبرعات من الشعب لتسليح الجيش السوري فتم الإعلان عن أسبوع التسلح وفيه تم جمع مبلغ ٢٥ مليون ليرة سورية بعد أن كان من المتوقع أن لا يتجاوز المبلغ المجموع ٣ ملايين ليرة، وخلال رئاسته للشعبة الرابعة بعث إلى كل من انكلترا، فرنسا، بلجيكا وتركيا للبحث عن صفقات شراء أسلحة وفحصها إلا أن تلك الصفقات كانت تتوقف بسبب منع حكومات تلك الدول إتمامها إلى أن تمكن الجيش السوري بفضل جهوده من إبرام صفقة أسلحة من تشيكوسلوفاكيا إلا أن الموساد تمكن من إغراقها أثناء شحنها إلى سوريا مستغلاً إهمال الضابط المكلف بتأمينها. أشرف على إمداد جيش الإنقاذ بقيادة فوزي القاوقجي وجيش الجهاد المقدس بقيادة عبد القادر الحسيني بما توفر من أسلحة الجيش السوري خلال حروب فلسطين، عين قائداً لفوج المشاة السادس التابع للواء الثاني على الجبهة الجنوبية برتبة مقدم خلال حرب فلسطين عام 1948، عين مرافقاً للرئيس هاشم الأتاسي خلال فترته الرئاسية الأولى، عين رئيساً للشعبة الأولى لرئاسة الأركان شعبة التنظيم والإدارة عام 1949، بعث إلى فرنسا لاتباع دورة أركان حرب ثم عاد ليعين مديراً للكلية الحربية بحمص عام 1951، بعث إلى فرنسا للمرة الثانية لاتباع دورة الحرب العليا ثم عاد ليعين معاوناً لرئيس الأركان برتبة عقيد عام 1953 في عهد أديب الشيشكلي وخلال هذا العهد تمكنت سوريا من تأمين أولى صفقات الأسلحة من المعسكر الشرقي كما وتصدى الجيش السوري لعدة محاولات إسرائيلية لتحويل مجرى نهر الأردن، إثر تنحي الشيشكلي عين قائداً للواء السادس وآمراً لموقع السويداء في المنطقة الجنوبية حيث ساهم في إعادة الألفة بين الجيش وأهالي المنطقة بعد التاريخ القمعي الذي مارسه الشيشكلي ضدهم ثم عاد ليترأس الشعبة الأولى لرئاسة الأركان عام 1954، وفي العام 1955 تشكلت القيادة المشتركة للجيشين السوري والمصري ليترأس جناحها السوري وعلى إثر تشكيلها تمكن الجيش السوري من استرداد أراضٍ زراعية محتلة من إسرائيل كما شارك في التصدي للعدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وتحديداً في عمليات السويس، وفي نفس العام نجا أعضاء القيادة المشتركة والمشير عبد الحكيم عامر من الاغتيال بعد استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي للطائرة المرافقة لطائرة المشير وإسقاطها ظناً منهم أنها طائرة المشير خلال إحدى رحلات الزيارة لقوات الجبهة، عاد بعدها العقيد الفيصل إلى سوريا ليعين مديراً للشؤون الإدارية والمالية للجيش السوري وأضيف لها قيادة الدرك السوري بالوكالة برتبة زعيم (عميد) ثم عين قائداً لوحدات الجبهة ثم انتدب قائداً للدرك السوري خلال عهد الرئيس شكري القوتلي عام 1957. ثر إعلان الوحدة السورية المصرية عين نائباً لقائد الجيش الأول (السوري) للجمهورية العربية المتحدة برتبة لواء ثم قائداً للجيش الأول للجمهورية العربية المتحدة خلفاً للفريق عفيف البزري الذي استقال إثر خلافه مع المشير عبد الحكيم عامر، وعلى الرغم من تسريح العديد من الضباط خلال فترة الوحدة تنفيذاً لتعديلٍ على قانون التقاعد أقره المشير عامر بالاتفاق مع الفريق البزري قبل استقالة الأخير في إطار توحيد قوانين الجيشين السوري والمصري بتسريح الضابط إذا تجاوز فترة معينة في الخدمة دون ترفيع فقد عمل الفريق الفيصل على تحسين وضع الجيش السوري حيث واجهته الكثير من الصعوبات تغلب عليها من خلال العمل الدؤوب إلى أن أصبح وضع الجيش مطمئناً وكانت أهم الإنجازات: استيعاب صفقات الأسلحة الشرقية التي وقعتها سوريا قبيل الوحدة، إعادة تنظيم الجيش السوري وزيادة قوته لا سيما عبر تدعيم سلاحي المدفعية والمدرعات حيث ازداد تسليح سلاح المدفعية بنسبة 300٪؜ بالمقارنة بتسليحه قبل استلامه قيادة الجيش، إدخال مختلف أنواع الأسلحة إلى قطعات الجيش المختلفة لتصبح كل منها وحدة مستقلة قتالياً، وضع خطط العمليات الحربية وبرامج التدريب بالتنسيق مع الجيش المصري، تأسيس كلية الأركان وقادة الكتائب ومدرسة المخابرات الحربية وبناء المطارات والثكنات ومساكن الجنود، إنشاء مستودعات وورشات صيانة الأسلحة والذخائر ومعامل تجهيزات الجنود والمشافي الميدانية، إنشاء ألوية الاحتياط للدفاع عن المدن والمراكز الحيوية، الإشراف على إعداد المعجم العسكري بثلاث لغات: العربية والانكليزية والفرنسية لتوحيد مصطلحات الجيوش العربية، تأسيس المتحف الحربي في التكية السليمانية بدمشق لتخليد نضال الشعب السوري ضد الاستعمار، تأسيس مدارس أبناء الشهداء، وفي شباط من عام 1959 رقي إلى رتبة فريق، وفي ربيع عام ١٩٥٩ قاد أول مناورات شاملة على مستوى كامل قطعات الجيش السوري، شارك في المناورة البحرية المشتركة لجيوش الجمهورية العربية المتحدة، كما أشرف على مساندة الجمهورية العربية المتحدة لثورة 14 تموز 1958 في العراق والتي أسقطت الحكم الملكي الهاشمي المرتبط بحلف بغداد والذي فرض على العراق التبعية لبريطانيا، أشرف على إمداد الجمهورية العربية المتحدة بالسلاح للحرس الملكي المغربي بناءً على طلب الملك المغربي محمد الخامس لاستكمال استقلال المغرب ومواجهة بقايا النفوذ الفرنسي فيها في كانون الثاني من عام 1960 كما جرت في عهده معركة التوافيق والتي انتصرت فيها قوات من الجبهة السورية على نظيرتها في الجيش الإسرائيلي في قرية التوافيق الحدودية في الجولان ليلة الأول من شباط من عام 1960. امتنع الفريق الفيصل عن الاشتراك في جميع الانقلابات العسكرية في سوريا منهياً حياته المهنية بتفضيله التقاعد على الاشتراك في انقلاب الانفصال في الثامن والعشرين من أيلول ١٩٦١ والذي نفذه ضباط الانفصال مستغلين انشغال قيادة الجيش بعملية استطلاع جوي مصرية سورية مشتركة فوق المطارات الحربية الإسرائيلية ليلة الانفصال حيث رافق الفريق الفيصل المشير عبد الحكيم عامر لإيصاله سالماً إلى القاهرة رافضاً كل عروض ضباط الانفصال للبقاء على رأس الجيش الذي غدر بالوحدة واستلام البلد والتصرف بمقدراتها وهو ما عرضه عليه اللواء عبد الكريم زهر الدين قائد الجيش في عهد الانفصال فأجابه الفريق جمال الفيصل قائلاً : (يا عبد الكريم لقد أقسمت يمين الولاء للجمهورية العربية المتحدة وسأبر بقسمي وإن الرجال تعرف بمواقفها الحاسمة في الفترات الحرجة من حياتها، وإن العمل الذي قام به الضباط الانفصاليون سيكون له نتائج سيئة جداً على مستقبل الأمة العربية تفوق نتائج حروب المغول وتحطيم الخلافة العباسية كما تفوق نتائج الحروب الصليبية. وإنكم بعملكم الذي قمتم به اليوم قد حطمتم الوحدة العربية وقضيتم عليها لفترة طويلة من الزمن لا يعلم إلا الله مدتها). عاد الفريق جمال الفيصل بعد ثلاثة أشهر فقط من حدوث الانفصال إلى دمشق ليواجه بدعاوى قدمها بعض الحاقدين على الوحدة تمكن الفريق الفيصل من بيان بطلانها إثر إبراز الوثائق التي تثبت ذلك. بقي الفريق الفيصل في دمشق حتى أتم ولداه دراستهما في جامعتها ثم عاد إلى مسقط رأسه في حمص لتوافيه المنية في 28 أيلول عام 1995 في الذكرى الرابعة والثلاثين لحدوث الانفصال.

[2]

المراجع

  1. ^ "تعيين اللواء الركن جمال فيصل قائدا للجيش الاول". الجريدة الرسمية ع. 12. 29 مايو 1958. مؤرشف من الأصل في 2023-10-18. اطلع عليه بتاريخ 2023-10-18.
  2. ^ "جمال الفيصل - التاريخ السوري المعاصر". 18 سبتمبر 2017. مؤرشف من الأصل في 2023-04-06. اطلع عليه بتاريخ 2023-10-18.