تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
المعلقة (أم الفحم)
المُعَلَّقَة، إحدى أحياء مدينةُ أُمّ الفحم الفلسطينيَّة؛ المُنفصلة عنها وما يَفصلهُ عنها هو الأحراش الكثيفة. سُميَّ بهذا الاسم نسبةً لأشجارِ العُلِّيك المُتواجد بكثرة في المنطقةِ، وما يُميِّزُ هذا الحيُّ وُجودَ عينَ ماءٍ فيهِ يرتوي منهُ جميعَ أهالي الحيّ؛[1] البالغُ عددهم حواليّ 350 نسمة. ومن معالمِ الحيِّ ملعب كُرة القدم، المسجد وروضة الأطفال، أمّا عن طُلَّابِ المدارسِ فيتعلَّمُون في مدارسِ مدينةِ أُمّ الفحم. ومن أهمِّ أعلامِ الحيِّ داهود أبو عطيّة وأخيهِ أسعد أبو عطيّة؛ من ثُوَّارِ ثورة فلسطين الكُبرى التي اندلعت عام 1936م ضد الانتداب البريطاني على فلسطين.
التاريخ
الانتداب البريطاني
في ظلِّ الاستعمار البريطاني وهجرةُ اليهود لفلسطين وهُجوم العصابات الصهيونيّة كالهاجانا وإرجون وغيرها على القُرى والمُدن الفلسطينيّة أدَّى كُلّ هذا إلى اندلاعِ ثورة فلسطين الكُبرى عام 1936م، وعلى أثرِ هذا قامَ القائدُ السُّوري فوزي القاوقجي بزيارةِ فلسطين وتحديدًا إلى أُمِّ الفحم ليقُوم بدروهِ بمُساعدةِ الثُّوَّار الفلسطينيِّين في جبالِ نابلس، وقد عرضَ عليهم الوحدة تحت قيادة واحدة، وعيّنوا اجتماعا لذلك وكانَ في منطقةِ أُمّ الفحم وتحديدًا في المُعلَّقة، بما أنّها قريبة من الشَّارعِ العامّ المارّ بوادي عارة ليتسنَّى لهُم مُراقبة الجيش عن كثب.[2]
ولمَّا علمَ أهالي أُمّ الفحم بقُدومِ القائدُ فوزي القاوقجي جاءوا ليستقبلوهُ وليكرموهُ فأخذوا يذبحون الخرافَ والدّجاجَ، فذُهلَ القائدُ فوزي القاوقجي من كَرَمِ أهالي أُمّ الفحم فأخذَ يقولُ: «والله إنّه كانَ بوُدّي أن يكونَ اِسْمُكِ أُمّ الفخر، ولكن لا بأس بِاِسْمِ أُمّ الفحم؛ فإنَّ الفحمُ عندما يُذَكَّى يلتهبُ ويكُون جمرًا، وأُمّ الفحم هي مجموعةٌ من الجمرِ الذي يخرقُ أكبادَ المُستعمرين بإذنِ الله».
وعندما جاء القائدُ فوزي القاوقجي ليستريح فإذ بإمرأةٍ مُسنّة تتسائل: «وين البيك؟» فاستقبلها وهُو جالسٌ تحتَ شجرةِ رُمَّان، وأعطتهُ مالاً كانت قد إدخرته للقيامِ بالحجِّ ولكن عند علمها بقُدومه أعطتهُ المال لشراءِ الأسلحة للثُوَّار، فقال: «الله يحيّي نسائكُم ورجالكُم يا أهلَ جبل نابلس». وكانَ قد أنشدَ الفحماويُّون لهُ:[2]