تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
اضطهاد اليهود خلال فترة الموت الأسود
جزء من سلسلة مقالات عن |
معاداة السامية |
---|
تمثل اضطهاد اليهود خلال فترة الموت الأسود بسلسلة من الهجمات العنيفة التي استهدفت المجتمعات اليهودية بعد اتهامها زورًا بالتسبب بتفشي الموت الأسود (وباء الطاعون) في القارة الأوروبية في الفترة بين عامي 1348 و 1351.
تاريخ الاضطهاد
في تلك الفترة، تبنت الكنيسة سياسة حماية اليهود بشكل رسمي، وذلك لأن المسيح كان يهوديًا. بالمقابل، وعلى أرض الواقع، غالبًا ما كان اليهود عرضة لمشاعر الكره من قبل المسيحيين.[1] مع انتشار مرض الطاعون في جميع أنحاء أوروبا في منتصف القرن الرابع عشر، وما نتج عنه من القضاء على ما يقارب نصف سكان القارة، بدأ الناس بالبحث عن تفسير للمرض، إلا أن فهمهم للأسباب العلمية وراء تفشي الوباء كان محدودًا للغاية.
غالبًا ما كان اليهود، في تلك الفترة، بعتبرون كبش فداء، إذ انتشرت شائعات حول تحملهم مسؤولية تفشي الوباء من خلال تسميمهم الآبار بشكل متعمد.[2][3] يعتقد الكثيرون أن السبب وراء إطلاق هذه الاتهامات يعود لتأثر أتباع الديانة اليهودية بالوباء بدرجة أقل من غيرهم،[4][5] إذ اختار العديد منهم الامتناع عن استخدام الآبار المشتركة في البلدات والمدن. أُجبر بعض اليهود، تحت التعذيب، على الاعتراف بتسميمهم الآبار.[1]
وقعت أولى المذابح المرتبطة بانتشار الطاعون الأسود في شهر أبريل من عام 1348 في مدينة تولون الواقعة في منطقة بروفنس الفرنسية، حيث تعرض الحي اليهودي للنهب، وقتل أربعون يهوديًا داخل منازلهم؛ ووقعت المذبحة الثانية في مدينة برشلونة بإسبانيا.[6] في عام 1349، انتشرت مذابح اليهود في مختلف أرجاء القارة الأوروبية، بما في ذلك مجزرة إيرفورت ومجزرة بازل، إضافة لمجازر مملكة أرغون ومجازر كونتية فلانديرز.[7][8] أُحرق، في 14 فبراير 1349، 2000 يهوديًا أحياءً في مذبحة « يوم القديس فالنتين» في مدينة ستراتسبورغ الفرنسية التي لم يكن مرض الطاعون قد وصل إليها بعد. بعد فترة وجيزة من افتعال المحرقة (لم تكن كافية لاندثار رماد الدخان) قام مسيحيو المدينة بنهب ممتلكات اليهود الثمينة التي لم تتأثر بالنيران.[9][10] دُمر، في تلك الفترة، 510 تجمع لليهود، وأقدم بعض أفراد هذه التجمعات على قتل أنفسهم تجنبًا للوقوع ضحية للاضطهاد.[11] في ربيع عام 1349، تعرض التجمع اليهودي في مدينة فرانكفورت أم ماين للإبادة، وتبع ذلك القضاء على التجمعات اليهودية في مدينتي ماينتس وكولونيا. حاول يهود مدينة ماينتس، البالغ عددهم 3000 شخص، الدفاع عن أنفسهم وتمكنوا من صد الهجوم المسيحي بشكل مؤقت، لكن، سرعان ما تمكن المسيحيون من اكتساح المدينة وإبادة جميع يهودييها.[9]
رُميت جثث اليهود، في مدينة شباير الألمانية، داخل براميل النبيذ وأُلقيت بعدها في نهر الراين. انتهت أسوأ حالات العنف بحق اليهود في الراينلاند بحلول نهاية عام 1349. بالمقابل، بدأت في نفس الفترة تقريبًا وتيرة المجازر بحق اليهود في مدن الرابطة الهانزية، الواقعة على ساحل بحر البلطيق وفي أوروبا الشرقية، بالتصاعد. وصل عدد مذابح اليهود بحلول عام 1351 إلى 350 مذبحة، وتعرض 60 تجمع يهودي رئيسي، إضافة إلى 150 تجمع آخر صغير، للإبادة بشكل كامل. تسببت هذه المجازر بنزوح جماعي ليهود أوروبا الشمالية باتجاه الشرق، تحديدًا نحو بولندا وليتوانيا، وبقوا هناك لستة قرون لاحقة. منح ملك بولندا، كازيمير الثالث الأعظم، النازحين الملجأ والحماية بما يتوافق مع مراسيمه السابقة المتعلقة باليهود. في 9 أكتوبر من عام 1334، عاد كازيمير ليؤكد على الامتيازات التي سبق لملك بولندا، بوليسوف الخامس الورع، أن منحها لليهود في عام 1264. حظر كازيمير خطف الأطفال اليهود لفرض المعمودية المسيحية تحت عقوبة الإعدام، وفرض عقوبات شديدة على كل من يدنس المقابر اليهودي[12] عُرف عن الملك كازيمير تعاطفه مع اليهود، وحماسه للاستفادة من إمكانياتهم الاقتصادية.[13]
انظر أيضًا
مراجع
- ^ أ ب Diane Zahler (2009). The Black Death. Twenty-First Century Books. ص. 64–. ISBN:978-0-8225-9076-7. مؤرشف من الأصل في 2020-12-05.
- ^ Anna Foa (2000). The Jews of Europe After the Black Death p. 146 "There were several reasons for this, including, it has been suggested, the observance of laws of hygiene tied to ritual practices and a lower incidence of alcoholism and venereal disease"
- ^ Richard S. Levy (2005). Antisemitism p. 763 "Panic emerged again during the scourge of the Black Death in 1348, when widespread terror prompted a revival of the well poisoning charge. In areas where Jews appeared to die of the plague in fewer numbers than Christians, possibly because of better hygiene and greater isolation, lower mortality rates provided evidence of Jewish guilt."
- ^ "Blaming the Jews for the Black Death Plague". www.sixmillioncrucifixions.com. مؤرشف من الأصل في 2019-01-29. اطلع عليه بتاريخ 2016-06-09.
- ^ "The Black Death". www.jewishhistory.org. مؤرشف من الأصل في 2021-03-02. اطلع عليه بتاريخ 2016-06-09.
- ^ Anna Foa (2003).The Jews of Europe after the black death . p. 13 "This was the context in which the Plague made its appearance in 1348. The Black Death The Plague was not unknown in ... The first massacres took place in April 1348 in Toulon, where the Jewish quarter was raided and forty Jews were murdered in their homes. Shortly afterward, violence broke out in Barcelona and in other Catalan cities."
- ^ Codex Judaica: chronological index of Jewish history; p. 203 Máttis Kantor (2005). "1349 The Black Death massacres swept across Europe. ... The Jews were savagely attacked and massacred, by sometimes hysterical mobs—normal social order had ..."
- ^ John Marshall (2006). John Locke, Toleration and Early Enlightenment Culture; p. 376 "The period of the Black Death saw the massacre of Jews across Germany, and in Aragon, and Flanders",
- ^ أ ب Robert S. Gottfried (11 مايو 2010). Black Death. Simon and Schuster. ص. 74–. ISBN:978-1-4391-1846-7. مؤرشف من الأصل في 2020-04-25.
- ^ See Stéphane Barry and Norbert Gualde, «La plus grande épidémie de l'histoire» ("The greatest epidemic in history"), in L'Histoire magazine, n° 310, June 2006, p. 47 باللغة الفرنسية
- ^ Durant, Will. "The Renaissance" Simon and Schuster (1953), pp. 730–731, (ردمك 0-671-61600-5)
- ^ "In Poland, a Jewish Revival Thrives—Minus Jews". The New York Times. 12 July 2007. Probably about 70 percent of the world's European Jews, or Ashkenazi, can trace their ancestry to Poland — thanks to a 14th-century king, Casimir III, the Great, who drew Jewish settlers from across Europe with his vow to protect them as "people of the king"
- ^ Robert S. Gottfried (11 مايو 2010). Black Death. Simon and Schuster. ص. 74–. ISBN:978-1-4391-1846-7. مؤرشف من الأصل في 2020-04-25.
He had a Jewish mistress and seemed well-disposed in general to Jews. Perhaps too he was anxious to have the commercial skills which some of the immigrants could offer.