إحداثيات: 15°31′26″N 32°40′51″E / 15.52389°N 32.68083°E / 15.52389; 32.68083

مملكة علوة

من أرابيكا، الموسوعة الحرة

هذه هي النسخة الحالية من هذه الصفحة، وقام بتعديلها 176.29.139.28 (نقاش) في 00:57، 20 أكتوبر 2023 (تصحيح). العنوان الحالي (URL) هو وصلة دائمة لهذه النسخة.

(فرق) → نسخة أقدم | نسخة حالية (فرق) | نسخة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
مملكة علوة
مملكة علوة
→
القرن 6 – 1504 ←

عاصمة سوبا
نظام الحكم ملكية
الديانة المسيحية
التاريخ
التأسيس القرن 6
الزوال 1504
تاريخ السودان
أهرامت مروي
هذه المقالة جزء من سلسلة
ما قبل التاريخ
إنسان سنجة
الممالك الكوشية
مملكة كوش
مملكة كرمة
نبتة
مروي
الممالك النوبية
مملكة المقرة
مملكة علوة
مملكة نوباتيا
الممالك الإسلامية
دخول الإسلام
السلطنة الزرقاء
سلطنة دارفور
مملكة المسبعات
الحكم العثماني
الغزو التركي
التركية السابقة
الثورة المهدية
محمد أحمد المهدي
حكم الخليفة
ثورة ود حبوبة
تاريخ السودان الحديث (منذ 1956)
حركة اللواء الأبيض
عبد الفضيل الماظ
مؤتمر الخريجين
تاريخ السودان
الانقلابات في السودان

بوابة السودان

15°31′26″N 32°40′51″E / 15.52389°N 32.68083°E / 15.52389; 32.68083مملكة علوة، وتعرف أيضًا باسم ألوديا (باليونانية: Aρουα)،[1] هي مملكة نوبية قامت في العصور الوسطى على ما هو الآن جنوب ووسط السودان. كانت عاصمتها مدينة سوبا، وتقع بالقرب من الخرطوم الحديثة عند التقاء النيلين الأزرق والأبيض.

تأسست علوة في وقت ما بعد سقوط مملكة كوش القديمة، نحو 350 بعد الميلاد، وقد ورد ذكرها لأول مرة في السجلات التاريخية في عام 569. كانت آخر الممالك النوبية الثلاث التي دخلت المسيحية في عام 580، بعد نوباتيا والمقرة. من المحتمل أن تكون قد وصلت إلى ذروتها خلال القرنين التاسع والثاني عشر عندما أظهرت السجلات أنها تفوقت على جارتها الشمالية، المقرة، من حيث الحجم والقوة العسكرية والازدهار الاقتصادي، ولكنها حافظت معها على روابط سلالات وثيقة. ونظرًا إلى كونها دولة كبيرة ومتعددة الثقافات، كانت مملكة علوة تُدار من قبل ملك قوي وحكام مقاطعات يعينهم. وُصِفت العاصمة سوبا بأنها مدينة ذات «مساكن واسعة وكنائس مليئة بالذهب والحدائق»،[2] وازدهرت كمركز تجاري. ووصلتها البضائع من المقرة والشرق الأوسط وغرب إفريقيا والهند وحتى الصين. ازدهرت معرفة القراءة والكتابة باللغتين النوبية واليونانية.

بدأت مملكة علوة تتراجع منذ القرن الثاني عشر، وخاصة القرن الثالث عشر، وربما يعود ذلك إلى الغزوات من الجنوب، والجفاف، وتحول طرق التجارة. في القرن الرابع عشر، يُعتقد أن الطاعون دمر البلاد، أثناء بداية هجرة قبائل العرب إلى أعالي وادي النيل. وبحلول عام 1500 سقطت سوبا في يد العرب و الفونج. ومن المحتمل أن يكون هذا بمثابة نهاية مملكة علوة، على الرغم من أن بعض التقاليد الشفوية السودانية ادعت أنها نجت وشكلت مملكة فازوغلي داخل الحدود الإثيوبية السودانية. بعد تدمير سوبا، أنشأ الفونج سلطنة سنار، لتبدأ فترة من الأسلمة والتعريب.

المصادر

تعد علوة أقل الممالك النوبية في العصور الوسطى دراسةً إلى حد بعيد،[3] بسبب قلة الأدلة عنها.[4] تأتي معظم المعلومات عنها من حفنة من المؤرخين العرب في العصور الوسطى. ومن أهم هؤلاء الجغرافي المسلم اليعقوبي (القرن التاسع)، وابن حوقل والأسواني (القرن العاشر) اللذين زارا البلاد، والقبطي أبو المكارم (القرن الثاني عشر).[5][6] وقد وصف الأسقف المعاصر يوحنا الأفسسي[7] الأحداث المتعلقة بتنصير المملكة في القرن السادس؛ تناولت مصادر سودانية مختلفة في فترة ما بعد القرون الوسطى سقوطها.[8][9] وأشار الأسواني إلى أنه تعامل مع مؤرخ نوبي «كان على دراية جيدة بمملكة علوة»،[10] ولكن لم يُكتشف أي عمل تأريخي نوبي من العصور الوسطى حتى الآن.[11]

في حين أن العديد من المواقع التابعة للملكة علوة معروفة،[12] إلا أن أعمال التنقيب الواسعة اقتصرت على العاصمة سوبا.[13] واكتُشفت أجزاء من هذا الموقع في أوائل الخمسينيات من القرن العشرين، وأجريت المزيد من الحفريات في الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين.[14] وكان من المقرر أن يبدأ مشروع بحثي جديد متعدد التخصصات في أواخر عام 2019.[15] تبلغ مساحة سوبا نحو 2.75 كيلومتر مربع (1.06 ميل مربع) ومغطاة بالعديد من أكوام أنقاض الآجر التي كانت تنتمي سابقًا إلى أبنية ضخمة.[14] تشمل الاكتشافات التي أجريت حتى الآن عددًا من الكنائس وقصر ومقابر والعديد من الاكتشافات الصغيرة.[16]

الجغرافيا

كانت علوة تقع في النوبة، وهي منطقة امتدت، في العصور الوسطى، من أسوان في جنوب مصر حتى نقطة غير محددة جنوب التقاء نهري النيل الأبيض والأزرق.[17] كان قلب المملكة هو ما يعرف اليوم ب ولاية الجزيرة، وهي سهل خصب يحده من الغرب النيل الأبيض ومن الشرق النيل الأزرق.[18] على النقيض من وادي النيل الأبيض، فإن وادي النيل الأزرق غني بالمواقع الأثرية المعروفة، ومن بينها سوبا.[19] إن مدى نفوذ مملكة علوة في الجنوب غير واضح،[20] على الرغم من أنه من المحتمل أن يكون على حدود المرتفعات الإثيوبية.[21] تقع مواقع علوة في أقصى الجنوب بالقرب من مدينة سنار.

إلى الغرب من النيل الأبيض، ميّز ابن حوقل بين بلدة الجبلين، التي كانت تسيطر عليها المقرة وربما تتوافق مع شمال كُردفان، والأهدين التي تسيطر عليها علوة، والتي تتوافق مع جبال النوبة، وربما امتدت إلى أقصى الجنوب حتى جبل الليري، بالقرب من الحدود الحديثة مع جنوب السودان.[22] وقد اقترح وجود صلات نوبية بدارفور، لكن الأدلة غير متوفرة.[23]

من المحتمل أن المنطقة الشمالية من مملكة علوة امتدت من التقاء النيلين باتجاه مجرى بلدة أبو حمد بالقرب من جزيرة مقرات.[24] وربما شكلت بلدة أبو حمد أقصى البؤر الاستيطانية الشمالية المعروفة لعلوة باسم الأبواب،[25] على الرغم من أن بعض العلماء يقترحون أيضًا موقعًا أخر إلى الجنوب، بالقرب من نهر عطبرة.[26] ولم يكتشف أي دليل على وجود استيطان كبير تابع لعلوة شمال التقاء النيلين،[27] على الرغم من تسجيل وجود عدة حصون هناك.[28]

كانت البطانة تقع بين النيل وعطبرة،[29] وهي أرض عشبية صالحة للماشية.[24] وشوهدت العديد من المواقع المسيحية على طول عطبرة ودلتا القاش المجاورة (بالقرب من كسلا).[30] وفقًا لابن حوقل، كانت المنطقة المحيطة بدلتا القاش تحت حكم ملك تابع موالٍ لعلوة.[31] في الواقع، يبدو أن الكثير من الأراضي الحدودية السودانية الإثيوبية الإريترية، التي كانت تحت سيطرة مملكة أكسوم الإثيوبية، كانت تحت نفوذ علوة.[32] تشير روايات كل من ابن حوقل والأسواني إلى أن علوة سيطرت أيضًا على الصحراء على طول ساحل البحر الأحمر.[21]

التاريخ

الأصول

قد يعود اسم ألوديا (علوة) إلى العصور القديمة، وربما ظهر أولًا باسم ألوت على لوحة تذكارية كوشية من أواخر القرن الرابع قبل الميلاد. وظهرت مرة أخرى على أنها علوة في قائمة المدن الكوشية للمؤلف الروماني بلينيوس الأكبر (القرن الأول الميلادي)، والتي قيل إنها تقع جنوب مروي.[33] وهناك مدينة أخرى اسمها علوة مذكورة في نقش أكسومي من القرن الرابع، وتقع هذه المرة بالقرب من ملتقى نهري النيل وعطبرة.[34]

بحلول أوائل القرن الرابع، كانت مملكة كوش، المسيطرة على جزء كبير من ضفاف الأنهار في السودان، في حالة انحطاط، وبدأ النوبيون (المتحدثون باللغات النوبية) بالاستقرار في وادي النيل.[35] كانوا يعيشون في الأصل غرب النيل، لكن التغيرات في المناخ أجبرتهم على الاتجاه شرقًا، ما أدى إلى صراعات مع الكوش من القرن الأول قبل الميلاد على الأقل.[36] وفي منتصف القرن الرابع، احتل النوبيون معظم المنطقة التي كانت تسيطر عليها مملكة كوش ذات يوم،[34] بينما أصبحت مملكة الكوش تقتصر على الروافد الشمالية لنهر البطانة.[37] يذكر نقش أكسومي كيف أن النوبيين المحاربين هددوا أيضًا حدود مملكة أكسوم شمال نهر تكازي (سيتي)، ما أدى إلى قيام حملة أكسومية.[38] ويصف هزيمة النوبيين على يد قوات أكسوم وما تلاها من مسيرة إلى التقاء النيل وعطبرة. هناك نهب الأكسوم العديد من البلدات الكوشية، بما في ذلك علوة.[34]

تشير الأدلة الأثرية إلى أن مملكة كوش لم تعد موجودة في منتصف القرن الرابع. من غير المعروف ما إذا كانت حملات الأكسوم لعبت دورًا مباشرًا في سقوطها. يبدو من المرجح أن وجود أكسوم في النوبة لم يدم طويلًا.[39] في النهاية، شهدت المنطقة تطور المراكز الإقليمية التي دفنت النخب الحاكمة في الجثوات الكبيرة.[40] كانت هذه الجثوات، ضمن ما سيصبح علوة، معروفة من الحباجي وجبل قيسي وربما جبل أولياء.[41] ومن المعروف أن المدافن التي جرى التنقيب عنها في الحباجي تعود إلى أواخر القرن الرابع،[42] وتحتوي على مجموعة متنوعة من الأسلحة تقلد الطقوس الجنائزية الملكية الكوشية.[43] وفي الوقت نفسه، يبدو أن العديد من المعابد والمستوطنات الكوشية، بما في ذلك العاصمة السابقة مروي، هجرت إلى حد كبير.[44] وذاب الكوشيون أنفسهم في نسيج النوبيين[45] وأصبحت لغتهم اللغة النوبية.[46]

إن نشأة مملكة علوة غير معروفة.[47] واكتمل تشكيلها في منتصف القرن السادس، وقيل إنها كانت موجودة جنبًا إلى جنب مع الممالك النوبية الأخرى نوباتيا وماكوريا في الشمال.[26] وكانت سوبا، التي تطورت بحلول القرن السادس إلى مركز حضري رئيسي،[48] بمثابة عاصمتها.[26] وفي عام 569 ذكرت مملكة علوة لأول مرة، والتي وصفها يوحنا الأفسسي بأنها مملكة على أعتاب التنصير.[47] بشكل مستقل عن يوحنا الأفسسي، جرى التحقق من وجود المملكة أيضًا من خلال وثيقة يونانية من أواخر القرن السادس من مصر البيزنطية، تصف بيع جارية من علوة.[49]

انظر أيضا

مراجع

  1. ^ Lajtar 2009، صفحات 93–94.
  2. ^ Zarroug 1991، صفحة 20.
  3. ^ Welsby 2014، صفحة 183.
  4. ^ Welsby 2014، صفحة 197.
  5. ^ Werner 2013، صفحة 93.
  6. ^ Zarroug 1991، صفحات 15–23.
  7. ^ Zarroug 1991، صفحات 12–15.
  8. ^ Welsby 2002، صفحة 255.
  9. ^ Vantini 2006، صفحات 487–491.
  10. ^ Zarroug 1991، صفحات 19–20.
  11. ^ Welsby 2002، صفحة 9.
  12. ^ Zarroug 1991، صفحات 58–70.
  13. ^ Werner 2013، صفحة 25.
  14. ^ أ ب Edwards 2004، صفحة 221.
  15. ^ Drzewiecki et al. 2018، صفحة 28.
  16. ^ Werner 2013، صفحات 161–164.
  17. ^ Werner 2013، صفحات 28–29.
  18. ^ Zarroug 1991، صفحة 41.
  19. ^ Welsby 2014، Figure 2.
  20. ^ Obluski 2017، صفحة 15.
  21. ^ أ ب Welsby & Daniels 1991، صفحة 8.
  22. ^ Spaulding 1998، صفحة 49.
  23. ^ Edwards 2004، صفحة 253.
  24. ^ أ ب Zarroug 1991، صفحة 74.
  25. ^ Zarroug 1991، صفحات 21–22.
  26. ^ أ ب ت Welsby 2002، صفحة 26.
  27. ^ Welsby 2014، صفحة 192.
  28. ^ Welsby 2014، صفحات 188–190.
  29. ^ Zarroug 1991، صفحة 62.
  30. ^ Welsby 2014، صفحة 187.
  31. ^ Zarroug 1991، صفحة 98.
  32. ^ Fattovich 1984، صفحات 105–106.
  33. ^ Zarroug 1991، صفحة 8.
  34. ^ أ ب ت Hatke 2013، §4.5.2.3.
  35. ^ Rilly 2008، صفحة 211.
  36. ^ Rilly 2008، صفحات 216–217.
  37. ^ Werner 2013، صفحة 35.
  38. ^ Hatke 2013، §4.5.2.1., see also §4.5. for the discussion of a Greek inscription with similar content.
  39. ^ Hatke 2013، §4.6.3.
  40. ^ Welsby 2002، صفحات 22–23.
  41. ^ Welsby 2014، صفحة 191.
  42. ^ Welsby 2002، صفحة 28.
  43. ^ Welsby 2002، صفحات 40–41.
  44. ^ Edwards 2004، صفحة 187.
  45. ^ Werner 2013، صفحة 39.
  46. ^ Edwards 2004، صفحة 182.
  47. ^ أ ب Werner 2013، صفحة 45.
  48. ^ Welsby 1998، صفحة 20.
  49. ^ Pierce 1995، صفحات 148–166.

وصلات خارجية