الحسبة (تجارة)

من أرابيكا، الموسوعة الحرة

هذه هي النسخة الحالية من هذه الصفحة، وقام بتعديلها عبود السكاف (نقاش | مساهمات) في 05:44، 21 أغسطس 2023 (اضافة معلومات لأصل الحسبة). العنوان الحالي (URL) هو وصلة دائمة لهذه النسخة.

(فرق) → نسخة أقدم | نسخة حالية (فرق) | نسخة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الحسبة هي الأمر بالمعروف إذا ظهر تركه والنهي عن المنكر إذا ظهر فعله، والمراد بالمعروف هو الأمر بالواجبات، والمندوبات والنهي عن المنكر النهي عن المحرمات والمكروهات.[1]

تعريف

تعني الحسبة الحساب والتحقق وهي مفهوم تطبيقي وليس مذكوراً صراحة في القرآن الكريم ولا في مجموعة الحديث الصحيح. في مراجعة لكتاب محمد عمر ميمون تفسر الحسبة كالتالي «تطبيق مفهوم الحسبة يفهم عموما على أنه إحدى الآليات لضمان تصحيح الممارسات الاقتصادية والتجارية بين الأمة الإسلامية».[2]

الأصل

كانت البداية في عهد النبي محمد فقد كان يتفقد الأسواق والأسعار ويمنع الغش وفي ذلك الحديث الصحيح عن أبي هريرة قال:" أن رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ. فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا. فَنَالَتْ أَصَابِعُهُ بَلَلًا. فَقَالَ "مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ؟ " قَالَ: أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ. يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ " أَفَلَا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كَيْ يَرَاهُ النَّاسُ؟ مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مني".[3]

ثم في عهد الخليفة عمر بن الخطاب أصبحت الحسبة مؤسسة مدنية للإشراف على سير الشؤون الاقتصادية والتجارية وكذلك في مشروعية العقود. تأسيسها تم على أساس هذه الآية: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ۝١٥٢ [الأنعام:152].

كان يشرف عمر بن الخطاب على أسواق وأسعار أسواق المدينة بنفسه، كما أولى بعض الصحابيات مثل الشفاء بنت عبدالله على سوق المدينة، وأبقى سمراء بنت نهيك على سوق مكة[4] [5]

وفي أيام الخليفة عثمان بن عفان تولى الحارث بن الحكم الاشراف على أسواق المدينة[6] كما كان الخليفة علي بن أبي طالب يمشي في السوق ومعه درته يأمر الناس بالمعروف، وينهاهم عن المنكر، روى ابن سعد في طبقاته عن الحر بن جرموز عن أبيه قال: "رأيت عليًّا -رضي الله عنه- وهو يخرج من القصر إلى السوق وعليه قطريتان، إزار إلى نصف الساق ورداء مشمر قريب منه، ومعه درة له يمشي بها في الأسواق، ويأمرهم بتقوى الله وحسن البيع، ويقول: أوفوا الكيل والميزان، ويقول: لا تنفخوا اللحم".[7]

وكان يستمر بالخروج إلى الأسواق وحده وهو خليفة المسلمين يرشد الضال، ويعين الضعيف، ويمر بالباعة والبقالين، ويفتح عليه القرآن، ويقرأ: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ۝٨٣ [القصص:83]

انظر أيضا

المصادر

  1. ^ "بغية الإربة في معرفة أحكام الحسبة لابن الديبع • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة". shamela.ws. مؤرشف من الأصل في 2020-01-28. اطلع عليه بتاريخ 2019-04-09.
  2. ^ Muhammad Umar Memon. Review of Public Duties in Islam: The Institution of the Hisba. by ابن تيمية; Muhtar Holland (trans.) International Journal of Middle East Studies, Vol. 17, No. 1. (Feb., 1985), pp. 141-142. <141:PDIITI>2.0.CO;2-H Stable URL
  3. ^ مسلم بن الحجّاج القشيري (1374هـ). صحيح مسلم. تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي. القاهرة: مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه. ج. 1. ص. 99.
  4. ^ عبدالحي الكتاني. التراتيب الإدارية والعمالات والصناعات والمتاجر والحالة العلمية التي كانت على عهد تأسيس المدنية الإسلامية في المدينة المنورة العلمية. بيروت: دار الأرقم. ج. 1. ص. 240.
  5. ^ ابن حزم الأندلسي (1962م). جمهرة أنساب العرب. تحقيق: عبدالسلام هارون. مصر: دار المعارف. ص. 156.
  6. ^ البلاذري (1979م). أنساب الأشراف. تحقيق: إحسان عباس. بيروت: جمعية المستشرقين الألمانية. ج. 5. ص. 537.
  7. ^ ابن سعد (1410). الطبقات الكبرى. تحقيق: محمد عبد القادر عطا. بيروت: دار الكتب العلمية. ج. 3. ص. 20.

قراءات اضافية

الحسبة لشيخ الإسلام ابن تيمية