عرض مصدر فتح طبرمين


{{يتيمة|تاريخ=أكتوبر 2022}}
'''فتح طبرمين''' عام [[289 هـ|289ه‍ـ]] الموافق [[902]]م.
في هذه السنة أنهت [[الدولة الأغلبية]] حكم [[الإمبراطورية البيزنطية|الإمبراطورية الرومانية]] لمدينة طبرمين الواقعة في شمال شرق صقلية. قاد الحملة الملك [[إبراهيم بن أحمد الأغلبي]] المعروف بإبراهيم الثاني رغبتاً بالجهاد وإعلاء كلمة اللّٰه. هزمت قوات الملك إبراهيم الحامية الرومانية في معركة ضارية أمام أسوار المدينة، وفرضت حصارًا على المدينة. تُركت بعد ذلك طبرمين دون دعم من الحكومة الرومانية، واستسلمت في 1 أغسطس.
{{معلومات نزاع عسكري
| نزاع = فتح طبرمين
| جزء_من = [[الفتح الإسلامي لصقلية]]
| الصورة = File:MadridSkylitzesFol100vDetail.jpg
| عنوان الصورة = عرب يُخضعون صقلية في العهد البيزنطي.
<br/>
لوحة فنية قديمة من عمل فنان بيزنطة اليوناني مدريد سكايلتزس
| قائد1 = [[إبراهيم بن أحمد الأغلبي|إبراهيم الثاني]]
| قائد2 = يوستاثيوس<br/>مايكل شاراكتوس<br/>قسطنطين كرامالوس
| مقاتل3ج = [[الإمبراطورية البيزنطية]]
| إحداثيات = {{إحداثيات|37|51|25|N|15|16|39|E}}
}}

== خلفية ==
بعد [[حصار سرقوسة (877-878)|سقوط]] [[سرقوسة]] [[الدولة الأغلبية|بيد الأغالبة]] حكام [[إفريقية]] عام 878،{{Sfn|Vasiliev|1968}}{{Sfn|Metcalfe|2009}} اقتصر الوجود [[الإمبراطورية البيزنطية|البيزنطي]] في [[صقلية]] على الثلث الشمالي الشرقي من الجزيرة (في منطقة تدعى ڤال ديمون) وهذه المنطقة أصبحت عبارة عن قاعدة تكدس فيها بقية العناصر الرومانية. في أعقاب الاستيلاء على سرقوسة وفتحها، شن الأغالبة غارات متكررة ضد ڤال ديمون في ثمانينيات القرن الثامن ، لكنهم أحرزوا تقدمًا طفيفًا.{{Sfn|Metcalfe|2009}}{{Sfn|Vasiliev|1968}} بإعتبارها المعقل الرئيسي المتبقي في أيدي البيزنطيين،{{Sfn|Vasiliev|1968}} كانت مدينة [[طبرمين]] وضواحيها أحد الأهداف الرئيسية لهجمات الأغالبة خلال هذه الفترة، حيث تعرضت للهجوم عدة مرات{{Sfn|Metcalfe|2009}}{{Sfn|Vasiliev|1968}} إلى أن توقف ذلك عام 890م بسبب نشوب إضطرابات وخلافات داخلية بين مسلمي صقلية، مما أدى إلى اندلاع حرب أهلية كاملة بين الفصائل العربية والبربرية في جيش الأغالبة عام 898.{{Sfn|Metcalfe|2009}}{{Sfn|Vasiliev|1968}}

دفعت الحرب الأهلية في صقلية إلى إرسال [[أبو العباس عبد الله الثاني|أبو العباس عبد الله]]، نجل أمير الأغالبة [[إبراهيم بن أحمد الأغلبي|إبراهيم الثاني]]، حاكمًا للجزيرة عام 900. عندما حط أبو العباس في صقلية، تحول الصراع بين الفصائل إلى شجار بين مدينتي [[باليرمو]] [[جرجنت|وجرجنت]]، وطبيعته الدقيقة غير معروفة. حاول أبو العباس الصلح بين المتنازعين وبعد فشل المفاوضات، سار [[أبو العباس عبد الله الثاني|أبو العباس عبد الله]]<ref group="ملحوظة">يُعرف بـ عبد الله الثاني للتفرقة بينه وبين [[أبو العباس عبد الله بن إبراهيم|أبو العباس عبد الله بن إبراهيم الأول]]</ref> إلى باليرمو، و استولى عليها في 18 سبتمبر 900. فر عدد كبير من المتمردين من المدينة إلى البيزنطيين في طبرمين، ووصل بعضهم حتى [[القسطنطينية]] نفسها.{{Sfn|Metcalfe|2009}}{{Sfn|Eickhoff|1966}} حاول البيزنطيون الاستفادة من الثورة، وبدأوا في تجميع القوات في [[مسينة|ميسنة]] و[[رية قلورية]]، بينما تم إرسال أسطول من القسطنطينية تحت قيادة قائد يدعى مايكل.{{Sfn|Eickhoff|1966}}{{Sfn|PmbZ}} ومع ذلك، لم يتوانى أبو العباس، وبمجرد أن قمع التمرد، سار ضد البيزنطيين، ودمر ضواحي طبرمين وشن حصارًا على [[قطانية]] قبل العودة إلى الشتاء في باليرمو.{{Sfn|Vasiliev|1968}}{{Sfn|Metcalfe|2009}} في الربيع التالي، استأنف هجومه واعتدى على ديمينا. لتشتيت الاستعدادات البيزنطية، عبرت قواته بعد ذلك إلى البر الرئيسي الإيطالي، وأسقط قلورية. عند عودته إلى صقلية، هزم أبو العباس أسطولًا بيزنطيًا واستولى على ثلاثين من سفنه.{{Sfn|Vasiliev|1968}}{{Sfn|Metcalfe|2009}}

== وصول إبراهيم الثاني وسقوط طبرمين ==
[[ملف:Gloeden, Wilhelm von (1856-1931) - n. ... - Taormina - Teatro greco.jpg|وصلة=//upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/9/95/Gloeden, Wilhem von (1856-1931) - Taormina - Teatro greco.jpg/250px-Gloeden, Wilhem von (1856-1931) - Taormina - Teatro greco.jpg|تصغير|250x250بك| منظر لتلة القلعة (Castello di Monte Tauro) في تاورمينا من المسرح القديم المدمر بالمدينة ، تصوير [[ويليام فون غلودين|Wilhelm von Gloeden]] ، {{قرابة|1890}}]]
في أوائل عام [[902|902م]]، قام مجموعة من رعايا الملك إبراهيم الثاني بالتواصل مع الخليفة المعتضد وقاموا بتأليبه عليه، مما دعى المعتضد لإرسال رسول [[القيروان|للقيروان]] طالباً حضوره إلى بغداد وأمراً بعزله عن الحكم، حينها أعلن إبراهيم الثاني أنه ذاهب إلى بغداد عن طريق أوروبا، ومعنى ذلك أنه سيزحف بجيش من خلال أوروبا وصولا إلى [[القسطنطينية]] رجوعاً إلى بغداد. ومصادر أخرى تذكر بأنه قال أنه ذاهب إلى مكة عن طريق أوروبا وسيؤدي الحج بعد قهره لها. إرتدى إبراهيم الثاني لباس زاهد بسيط، وذهب إلى [[سوسة (تونس)|سوسة]] حيث أعلن هناك عن نيته وبدء بجمع المتطوعين للإنضمام إليه.{{Sfn|Vasiliev|1968}}

جمع إبراهيم الثاني جيشاً من المتطوعين ووصلوا إلى [[طرابنش]] في 8 يوليو، وجهوا أنظارهم على الفور إلى [[طبرمين]]، آخر معقل بيزنطي رئيسي في صقلية.{{Sfn|Vasiliev|1968}} كان البيزنطيون قد حشدوا قوات كبيرة هناك، {{Sfn|Vasiliev|1968}} بقيادة الأدميرال الأعلى للأساطيل يوستاثيوس، {{Sfn|PmbZ}} ومايكل شاراكتوس (على ما يبدو نفس القائد البحري الذي وصل عام 901 وهزم من قبل عبد الله الثاني، وخدم الآن ''[[إستراتيجوس|كاستراتيجيو]]'' [[قلورية|كالابريا]])، {{Sfn|PmbZ}} وقائد طبرمين، ''[[بطارقة الروم|البطريق]]'' قسطنطين كرامالوس، الذي كان على الأرجح أيضًا ''استراتيجيو'' صقلية.{{Sfn|PmbZ}} بدلاً من انتظار الحصار، قاد القادة البيزنطيون قواتهم للقاء المسلمين في قتال مفتوح. وفقًا للمصادر الإسلامية، كانت المعركة التي تلت ذلك محل نزاع حاد، وبدأ البيزنطيون في السيطرة، عندما أمر إبراهيم بتلاوة سطر من ''[[سورة]]'' [[سورة الحج|الحج]] من [[القرآن]]. صرخ طلباً لمساعدة الله، ودخل المعركة بنفسه، حيث هُزم البيزنطيون بخسائر فادحة.{{Sfn|Vasiliev|1968}} انسحب معظم القوات البيزنطية المتبقية إلى القلعة (قلعة دي مولا {{وإو|Castello di Mola|it}}) أو هربوا على متن سفنهم.{{Sfn|Vasiliev|1968}}

حاصر إبراهيم الثاني على الفور المدينة التي استسلمت في 1 أغسطس، حسب المصادر الغربية: تم ذبح الحامية المتبقية، وكذلك العديد من النساء والأطفال، وبيع البقية كعبيد. ومثُل الأسقف المحلي بروكوبيوس، أمام إبراهيم حينها طالبه باعتناق الإسلام. وعندما رفض الأسقف تعرض للتعذيب وقطع رأسه. وقام بحرق جثته وجثث السجناء الآخرين الذين تم إعدامهم.{{Sfn|Vasiliev|1968}}
[[ملف:Two_messengers_inform_Emperor_Leo_VI_of_a_Saracen_attack.jpg|وصلة=https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/8/8d/Two_messengers_inform_Emperor_Leo_VI_of_a_Saracen_attack.jpg/250px-Two_messengers_inform_Emperor_Leo_VI_of_a_Saracen_attack.jpg|تصغير|250x250بك|رسل يبلغون الإمبراطور ليو السادس بهجمات العرب ، صورة مصغرة من ''سكايليتزيس مدريد'']]
ووفقًا لمصدر عربي، فقد نعى [[قائمة الأباطرة البيزنطيين|الإمبراطور البيزنطي]] [[ليو السادس الحكيم]] سقوط طبرمين برفضه ارتداء تاجه لمدة سبعة أيام. وفي المصادر البيزنطية - البطريرك [[نقولا ميستيكوس|نيكولاس ميستيكوس]] و جورج هامارتولوس - سبب في فقدان طبرمين، اللذان إهمالاً لم يقوما بإرسال اسطولهم، بدلا من ذلك كانوا يجددون كنيستان للإمبراطور قسطنطين.{{Sfn|Vasiliev|1968}}{{Sfn|Tougher|1997}} أدت الأخبار إلى انتشار الذعر، حيث بدأت شائعة تفيد بأن إبراهيم الثاني كان ينوي الزحف إلى القسطنطينية نفسها.{{Sfn|Vasiliev|1968}} تمكن القادة البيزنطيون من الهروب من طبرمين والعودة إلى القسطنطينية، لكن مايكل شاركتوس اتهم أوستاثيوس وقسطنطين كرامالوس بالخيانة. وحكم على الرجلين بالإعدام، لكن شفاعة البطريرك نيقولا ميستيكوس خففت حكمهما إلى النفي مدى الحياة إلى دير.{{Sfn|PmbZ}}{{Sfn|Tougher|1997}}

== ما بعد ذلك ==
استغل إبراهيم نجاحه والحالة التي اضحت بها الإمبراطورية فقام بإرسال مجموعات للمداهمة على معاقل مختلفة في المدن المجاورة، مما اضطرهم إما إلى الاستسلام والتدمير أو دفع الجزية. بهذه الطريقة ، تم القبض على ديمونا [[آتشي كاستيلو|وروميتا]] [[روميتا|وأسي]] أو أجبروا على دفع الجزية كرمز للخضوع. تم تشجيع السكان المحليين على اعتناق الإسلام، أو حيث اضطروا لترك حصونهم وفروا إلى الجبال، تم هدم الجدران وسد الآبار بالحجارة لجعلها غير صالحة للسكن.{{Sfn|Metcalfe|2009}}{{Sfn|Vasiliev|1968}}

الذي لا يعرف الكلل، وقد عبر إبراهيم الآن إلى البر الرئيسي في أوائل سبتمبر، حيث بدأت مدن بعيدة مثل [[نابولي]] تستعد لمقاومة هجومه. في النهاية، توقف تقدمه عند حصار [[كزنسة|كوزنسا]]، حيث توفي إبراهيم بسبب [[زحار|الزحار]] في 23 أكتوبر. لحسن الحظ بالنسبة للأغالبة، قدم سكان كوزنسا، غير مدركين لذلك، شروطًا. سمح ذلك لحفيد إبراهيم، [[زيادة الله الثالث|زيادة الله]]، بإنهاء الحملة العسكرية بنجاح رمزي، والعودة إلى صقلية محملاً بالغنائم.{{Sfn|Vasiliev|1968}}{{Sfn|Metcalfe|2009}}
== مراجع ==
<references group="" responsive="0"></references>
{{مراجع|مجموعة=ملحوظة}}

== مصادر ==

* {{استشهاد بكتاب
| الأخير = Eickhoff
| الأول = Ekkehard
| عنوان = Seekrieg und Seepolitik zwischen Islam und Abendland: das Mittelmeer unter byzantinischer und arabischer Hegemonie (650–1040)
| ناشر = De Gruyter
| سنة = 1966
| لغة = German
}}
* {{Prosopographie der mittelbyzantinischen Zeit|volume=online}}
* {{The Muslims of Medieval Italy}}
* {{استشهاد بكتاب
| الأخير = Tougher
| الأول = Shaun
| عنوان = The Reign of Leo VI (886–912): Politics and People
| سنة = 1997
| مكان = Leiden
| ناشر = Brill
| isbn = 978-9-00-410811-0
| مسار = https://books.google.com/books?id=iPquae5A4zIC
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230123112634/http://books.google.com/books?id=iPquae5A4zIC|تاريخ أرشيف=2023-01-23}}
* {{Byzance et les Arabes|volume=2.1}}

== قراءة متعمقة ==

* {{استشهاد بكتاب
| الأخير = Dolley
| الأول = R. H.
| الفصل = The Lord High Admiral Eustathios Argyros and the betrayal of Taormina to the African Arabs in 902
| عنوان = Atti dello VIII congresso di studi bizantini
| مكان = Rome
| سنة = 1953
| صفحات = 340–353
}}
** [[تاريخ شمال إفريقيا من الفتح الإسلامي إلى نهاية الدولة الأغلبية|تاريخ شمال أفريقيا من الفتح الإسلامي إلى نهاية الدولة الأغلبية]]
** دولة الأغالبة في أفريقيا، ياسر الخزاعلة.
** تاريخ مملكة الأغالبة لابن وردان
** نهاية الأرب في فنون الأدب ج24، [[شهاب الدين النويري|النويري]]

{{الفتوحات الإسلامية}}
{{شريط بوابات|إيطاليا|الإسلام|الإمبراطورية البيزنطية|التاريخ|التاريخ الإسلامي|الحرب|العصور الوسطى}}

[[تصنيف:902]]
[[تصنيف:أغالبة]]
[[تصنيف:الحروب الإسلامية البيزنطية]]
[[تصنيف:الفتح الإسلامي لصقلية]]
[[تصنيف:تاورمينا]]
[[تصنيف:حصارات الحروب العربية البيزنطية]]
[[تصنيف:الإمبراطورية البيزنطية في عقد 900]]
[[تصنيف:مجازر ضد المسيحيين]]
[[تصنيف:مذابح القرن 10]]
[[تصنيف:مذابح في الإمبراطورية البيزنطية]]
[[تصنيف:معارك الأغالبة]]
[[تصنيف:نزاعات في عقد 900]]