عرض مصدر رأي مارا برسرابيون في شخصية يسوع المسيح

{{صندوق معلومات كاتب}}
{{يتيمة|تاريخ=أكتوبر 2019}}
[[ملف:SVouet.jpg|يسار|تصغير|348x348بك|كما يذكر [[INRI|الكتاب]] [[تيتولوس كروسيس|المقدس]] أعلاه العنوان اللاتيني [[يسوع الناصري ملك اليهود|INRI]] وهو اختصار لاتيني لـ ''Iesus Nazarenus ، Rex Iudaeorum'' ، والذي يترجم إلى " [[يسوع ، ملك اليهود|يسوع الناصري ملك اليهود]] . ]]
'''[[مارا بن سرافيون|يعد مارا بن سرافيون]]''' [[رواقية|فيلسوفًا رواقيًا]] من [[سوريا (ولاية رومانية)|مقاطعة سوريا الرومانية]]. أُشتهر [[wikisource:Ante-Nicene Fathers/Volume VIII/Memoirs of Edessa And Other Ancient Syriac Documents/A Letter of Mara, Son of Serapion|برسالة كتبها]] باللغة [[اللغة السريانية|السريانية]] إلى ابنه الذي يدعي اسمه سيريبيون.<ref name="Cradle">''The Cradle, the Cross, and the Crown: An Introduction to the New Testament'' by Andreas J. Köstenberger, L. Scott Kellum 2009</ref><ref name="Ute">''Evidence of Greek Philosophical Concepts in the Writings of Ephrem the Syrian'' by Ute Possekel 1999 {{ردمك|90-429-0759-2}} pages 29-30</ref> تم تأليف هذه الرسالة في وقت في الفترة بين عام 73 م قبل حلول القرن الثالث الميلادي، ويرجح معظم العلماء تاريخ هذه الرسالة إلى فترة وجيزة بعد عام 73 ميلاديًا خلال القرن الأول.<ref name="voorst53">Van Voorst, Robert E (2000). ''Jesus Outside the New Testament: An Introduction to the Ancient Evidence''. Eerdmans Publishing. {{ردمك|0-8028-4368-9}} pages 53-56</ref> قد تعدُ الرسالة إشارة غير مسيحية مبكرة إلى [[صلب يسوع]].<ref name="Cradle" /><ref name="Chilton455">''Studying the Historical Jesus: Evaluations of the State of Current Research'' edited by Bruce Chilton, Craig A. Evans 1998 {{ردمك|90-04-11142-5}} pages 455-457</ref>

تشير الرسالة إلى المعاملة الظالمة «لثلاثة رجال حكماء»: وفيها يهاجم [[أثينا|الأثينيين]] لإعدامهم [[سقراط]] وأهل [[ساموس]] لحرقهم [[فيثاغورس]]. غير أن أهم ما جذب اهتمام الباحثيين لرسالته ذكره لـ«ملك اليهود الحكيم يسوع المسيح» الذي قتله اليهود ما جلب عليهم الدمار.<ref name="Cradle" /><ref name="Ute" /> يوضح المؤلف أنه في الحالات الثلاث جميعها، نتج عن هذا الخطأ العقاب المستقبلي للمسؤولين من قبل الله وأنه عندما يتعرض الحكماء للاضطهاد، لا تنتصر حكمتهم في النهاية فقط، ولكن الله يعاقب مضطهديهم.<ref name="VVoorst53">''Jesus outside the New Testament: an introduction to the ancient evidence'' by Robert E. Van Voorst 2000 {{ردمك|0-8028-4368-9}} pages 53-55</ref> ويبدو مارا شديد التعاطف مع تلك الشخصية اليهودية، فيذكر أن تعاليمه انتشرت في العالم أجمع بالرغم من موته.

يتفق معظم المؤرخون في أن ملك اليهود هذا إشارة إلى [[يسوع]] غير أنهم اختلفوا في تحديد فترة كتابة الرسالة. فيؤكد [[وليم كيورتن]] عودتها إلى سنوات قليلة بعد سقوط [[مملكة كوماجيني|كوماجينا]] (72 م.) مسقط رأس مارا وفشل [[الثورة اليهودية الكبرى]] (73 م.)، وذلك بسبب وجود ذكر حي لهذين الحدثين بالرسالة. في حين يرجئها مؤرخون آخرون للقرن الثاني بعيد [[ثورة بار كوخبا]] سنة 135، أو حتى للقرن الثالث.

== مرور الخطاب وسياقه ==
تم حفظ [[wikisource:Ante-Nicene Fathers/Volume VIII/Memoirs of Edessa And Other Ancient Syriac Documents/A Letter of Mara, Son of Serapion|خطاب مارا برسرابيون]] في مخطوطة تعود إلي القرن السادس أو السابع (''BL Add.'' 14658) كانت تحتفظ بها [[المكتبة البريطانية]]، وكانت مؤلفة في فترة ما بين عام 73 م والقرن الثالث الميلادي.<ref name="Cradle" /> وتذكر سجلات تعود إلي القرن التاسع عشر بأن المخطوطة التي تحتوي على هذا النص كانت واحدة من ضمن العديد من المخطوطات التي حصل عليها [[هنري تاتام]] من [[دير العذراء - السريان|دير القديسة مريم المعروف بالسريان]] في [[صحراء نيترية|الصحراء النيترية]] في مصر والتي حصلت عليها المكتبة البريطانية في عام 1843.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=Wright|الأول=W.|عنوان=Catalogue of the Syriac Manuscripts in the British Museum Acquired since the Year 1838, Volume III|ناشر=Longmans & Company (printed by order of the Trustees of the British Museum)|سنة=1872|مسار= https://archive.org/stream/catalogueofsyria03brituoft#page/n24/mode/1up|صفحات=xiii,1159|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220120060028/https://archive.org/stream/catalogueofsyria03brituoft|تاريخ أرشيف=2022-01-20}} "The manuscripts arrived at the British Museum on the first of March 1843, and this portion of the collection is now numbered Add. 14,425--14,739." BL Add. 14,658 is included among these manuscripts.</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=Perry|الأول=Samuel Gideon F.|عنوان=An ancient Syriac document, purporting to be the record of the second Synod of Ephesus|ناشر=Oxford: Printers to the University (privately printed)|سنة=1867|مسار= https://books.google.com/books?id=WbsGAAAAQAAJ&pg=PR5|صفحات=v-vi|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200124215845/https://books.google.com/books?id=WbsGAAAAQAAJ&pg=PR5|تاريخ أرشيف=2020-01-24}}</ref> نشر [[وليم كيورتن|ويليام كوريتون]] ترجمة الخطاب باللغة الإنجليزية في عام 1855.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=Ross|الأول=Steven K.|عنوان=Roman Edessa: Politics and Culture on the Eastern Fringes of the Roman Empire|ناشر=Psychology Press|سنة=2001|مسار= https://books.google.com/books?id=ZgqOR2t2fYsC&pg=PA119|صفحة=119|ISBN=9780415187879|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200124215846/https://books.google.com/books?id=ZgqOR2t2fYsC&pg=PA119|تاريخ أرشيف=2020-01-24}}</ref>

توضح بداية الرسالة كما ذكر الكاتب «من مارا، ابن سيريبيون، إلى ابني سيريبيون، تحياتي».<ref name="Chilton455" /> وتذكر الرسالة الكلمات المفتاحية كما يلي: <blockquote>ماذا يمكن أن نقول عندما يتم أضطهاد الحكمة من قبل الطغاة بقوة، يتم أسر حكمتهم بالأهانات وتستبدُ عقولهم بدون دفاع؟

ما الذي جناه أهل آثينا من قتل [سقراط] ؟ جائهم مجاعة وطعون كعقاب علي جرمهم وما الذي جناه أهل [ساموس] من حرق [فيثاغورث] ؟

في لحظة غمرت الرمال أرضهم وما الذي جناه اليهود من إعدام ملكهم الحكيم؟ نتيجة ذلك تم أفناء مملكتهم لقد انتقم الله بالعدل لهؤلاء الرجال الحكماء الثلاثة: فلقد

مات الأثينيون من الجوع والطاعون؛ أما بالنسبة لأهل ساموس فغارقين في البحر واليهود اصبحوا مقفرين ومطردون من مملكتهم الخاصة، يعيشون في تشتت

كامل. لكن سقراط لم يمت بسبب تعاليم [[أفلاطون]] ولا فيثاغورس بسبب تمثال [[جونو (الأساطير)|جونو]] ولا الملك الحكيم بسبب «القانون الجديد» الذي وضعه ونشره بين الناس. </blockquote>يشرح المؤلف في هذا المقطع أنه عندما يتعرض الحكماء للقمع من قبل الطغاة، لا تنتصر حكمتهم في النهاية فحسب، بل يعاقبهم الله أيضًا الذين قاموا بقمعهم.<ref name="VVoorst53" />

في سياق الرسالة هو أن [[الإمبراطورية الرومانية|الرومان]] قاموا دمروا مدينة مارا في حرب، وأخذوه سجينًا مع آخرين. كُتبت الرسالة من السجن لتشجيع ابن كاتب الرسالة على متابعة تعلم الحكمة. يأخذ شكل مجموعة من الأسئلة الخطابية التي تسأل عن الفوائد التي يجنيها الناس من اضطهاد الحكماء.  

فلمح مارا إلى أن نتيجة احتلال الرومان لأرضه سيؤدي في النهاية إلى جلب العار والخزي للرومان كما حصل مع أولئك الحكماء الثلاثة. وتنص رسالته على السعي وراء الحكمة لمواجهة صعوبات الحياة.<ref name="VVoorst53" />
<br />

== التحليل التاريخي للخطاب ==

تم الترجيح من خلال هذه الرسالة أنها لا تتضمن أي مواضيع مسيحية، وأن عددًا من كبار العلماء مثل [[سيباستيان بروك]] يعتبرون مارا يدين [[وثنية (مصطلح)|بالوثنية]].<ref name="Ute" /><ref name="Chilton455" /><ref name="Averil2">Sebastian Brock in ''The Cambridge Ancient History Volume 13'' edited by Averil Cameron and Peter Garnsey (Jan 13, 1998) {{ردمك|0521302005}} page 709</ref><ref name="Fergus2">''The Roman Near East, 31 B.C.-A.D. 337'' by Fergus Millar {{ردمك|0674778863}} page 507</ref> يشير عدد قليل من العلماء إلى أن مارا ربما كان [[ديانات توحيدية|موحد]].<ref name="voorst53" />

و يتم دعم الأصل غير المسيحي للرسالة من خلال ملاحظة أن «ملك اليهود» لم يكن عنوانًا مسيحيًا خلال الفترة الزمنية التي كُتب فيها الخطاب.<ref name="Chilton455" /><ref name="VVoorst53" /> وإن التصريح الوارد في الرسالة بأن الملك الحكيم يعيش عليه بسبب «القانون الجديد» الذي وضعه، يُنظر إليه أيضًا كدليل على الأصل غير المسيحي للخطاب، لأنه يتجاهل الاعتقاد المسيحي بأن يسوع ما زال حي بعد أن [[قيامة يسوع|قام من الأموات في اليوم الثالث بعد صلبه]].<ref name="Chilton455" /><ref name="VVoorst53" /> وكما تشير وجهة نظر أخرى أن مارا يشير إلى القيامة المسجلة في تعاليم يسوع التي تقول إنه يحيا من خلالها، فبالتالي «القانون الجديد» الذي وضعه ونشره بين الناس (هو أشارة لتعاليم يسوع السامية التي ذُكرت في «[[إنجيل|العهد الجديد]]» أي قانون المحبة والسلام).

و هذا يعني أنه من المستحيل أن نستنتج إذاكما إذا كان يؤمن بأن يسوع قام من الأموات ام لا؟، ولكن يُترك الأمر للتخمين بما إذا كان مسيحيًا أو غير مسيحي فهو اتفق مع المسيحيين فيما يتعلق بيسوع باعتباره «ملكًا حكيمًا» وفقًا [[إنجيل|لما ذكر في الأناجيل]]. بالنظر إلى أن تصور الإنجيل لصلب يسوع فلقد وضع الكثير من اللوم على إعدام يسوع أمام الحاكم الروماني [[بيلاطس البنطي]] (مع الغوغاء اليهود الذين يتصرفون فقط كمحرضين)، فإن بعض الأناجيل تتفق مع أن اليهود هم المسؤولون.<ref name="Chilton455" /> والإشارة إلى «ملك اليهود» بدلاً من كونه المخلص أو [[ابن الله]] تشير إلى أن انطباعات برسرابيون لم تتشكل من مصادر مسيحية، على الرغم من أن اليهود الذين أعتنقوا المسيحية أطلقوا عليه اسم ملك اليهود.<ref name="Chilton455" />

لا يرى اللاهوتي [[روبرت فان فورست]] أدنى شك في أن الإشارة إلى إعدام «[[يسوع ، ملك اليهود|ملك اليهود]]» تتعلق [[صلب يسوع|بصلب يسوع]].<ref name="VVoorst53" /> يقول فان فورست أن الأسباب المحتملة لقيام برسيريبيون بذكر اسم يسوع في رسالته تتضمن مع اضطهاد المسيحيين المستمر في ذلك الوقت ورغبته في عدم الإساءة إلى خاطفيه الرومانيين الذين دمروا اورشليم أيضًا.<ref name="VVoorst53" /> ويرى آخرون مثل [[كريج ايفانز|كريج أيه.إيفانز]] قيمة أقل لهذه الرسالة، بالنظر إلى تاريخها غير المؤكد، والغموض في المرجع الخاص بها.<ref name="Evans412">''Jesus and His Contemporaries: Comparative Studies'' by Craig A. Evans 2001 {{ردمك|978-0-391-04118-9}} page 41</ref>

ينص [[بروس تشيلتون|بروس شيلتون]] على أن إشارة برسيريبيون إلى «ملك اليهود» قد تكون مرتبطة بنقوش اللاتينية [[INRI]] والتي هي اختصارللجملة اللاتينية ''Iesus Nazarenus ، Rex Iudaeorum'' والتي يترجم بالعربية إلى [[يسوع ، ملك اليهود|يسوع الناصري ملك اليهود]] والتي كانت مكتوبة على صليب يسوع بثلاثة لغات العبرانية واليونانية واللاتينية كما هو مذكور في [[إنجيل مرقس]] (15:26) وَكَانَ عُنْوَانُ عِلَّتِهِ مَكْتُوبًا: «مَلِكُ الْيَهُودِ».<ref name="Chilton455" /> ويقول فان فورست إن أوجه الشبه بين المعاملة الظالمة تجاه لرجال الثلاثة هي تدمير [[أثينا]] [[ساموس|وساموس]] تؤدي إلى استنتاج مفاده أن برسيريبيون يعتبر [[حصار القدس (70)|تدمير أورشليم]] عقابًا على [[رفض المسيح|رفض]] اليهود [[رفض المسيح|ليسوع]] ولصلبهم له.<ref name="VVoorst53" />

ومع ذلك، يجادل إيفانز بأنه على عكس الإشارات بشكل علني إلى سقراط وفيثاغورس، فإن برسيريبيون لا يذكر يسوع صراحةً بالاسم، مما يجعل الهوية الفعلية للـ «الملك الحكيم» في الرسالة أمر مثير للجدل.<ref name="Evans412" />

== المراجع ==
{{مراجع}}

== قراءة متعمقة ==

* {{استشهاد بكتاب|مؤلف1=Cureton|الأول=William|عنوان=Spicilegium Syriacum: containing remains of Bardesan, Meliton, Ambrose and Mara Bar Serapion|ناشر=Rivingstons|سنة=1855|مسار= https://books.google.com/books?id=V9XOvs64HLAC&ots=Mojx58mVe4&dq=spicilegium%20Cureton&pg=PA70|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200124215847/https://books.google.com/books?id=V9XOvs64HLAC&ots=Mojx58mVe4&dq=spicilegium%20Cureton&pg=PA70|تاريخ أرشيف=2020-01-24}}
* {{استشهاد بدورية محكمة|الأخير=Ramelli|الأول=Ilaria|عنوان=The Letter of Mara Bar Serapion in Context, Utrecht University, 10–12 December 2009|صحيفة=Hugoye: Journal of Syriac Studies|المجلد=13|العدد=1|تاريخ=Winter 2010|صفحات=92–106|مسار= http://www.bethmardutho.org/images/hugoye/volume13/hv13n1crserapion.pdf|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200327172632/http://www.bethmardutho.org/images/hugoye/volume13/hv13n1crserapion.pdf|تاريخ أرشيف=2020-03-27}}

== روابط خارجية ==
[[wikisource:Ante-Nicene Fathers/Volume VIII/Memoirs of Edessa And Other Ancient Syriac Documents/A Letter of Mara, Son of Serapion|نص خطاب مارا في ويكي مصدر]]{{شريط بوابات|أعلام|فلسفة |سوريا |يسوع |المسيحية}}
<br />

[[تصنيف:أدب سرياني]]
[[تصنيف:كتاب رومان قدماء على عدو المسيح]]