عرض مصدر ديناصور

{{صندوق معلومات كائن
| الاسم = الديناصورات
| الصورة = Dinosaurs-all.jpg
| عرض الصورة = 300 بك
| التعليق = باتجاه عقارب الساعة: ال[[تريسيراتوبس|ترايسيراتوبس]]، مجسم [[دينونيكوس|لداينونيكوس]] <small>(في الأعلى)</small> [[ستيغوصور]] <small>(في الأسفل)</small>، مجسم [[براكيوصور]]، [[إغواندون|إغوانودون]]، [[أباتوصور]] و[[تيرانوصور]].
|المجال الزمني الأحفوري={{الجدول الزمني للمستحاثات|231.4|65.5|أول ظهور=243}}{{سج}}'''(أواخر [[العصر الثلاثي]]–أواخر [[العصر الطباشيري|الطباشيري]])'''<br /><small>تعتبر [[طائر|الطيور]] [[أصنوفة|الأصنوفة]] الوحيدة الباقية المتحدرة من الديناصورات</small>
| حالة الحفظ = لا
| النطاق = [[حقيقيات النوى]]
| المملكة = [[حيوان|الحيوانات]]
| الشعبة = ال[[حبليات]]
| الشعيبة = ال[[فقاريات]]
{{Taxobox_norank_entry | taxon = [[عظائيات الوجه]]}}
{{Taxobox_norank_entry | taxon = [[أركوصورات|الأركوصوريات]]}}
{{Taxobox_norank_entry | taxon = [[مشطيات القدم الطيرية]]}}
{{Taxobox_norank_entry | taxon = [[أشباه الديناصورات]]}}
| الاسم العلمي = Dinosauria
| واضع الاسم = [[ريتشارد أوين|أوين]]
| عام وضع الاسم = 1842
| تسمية الطائفة = [[ريتشارد أوين]]، 1842
| ماهية التقسيم = الصفوف والرتب
| التقسيم = <div>
انظر [[#التصنيف العلمي|التصنيف العلمي]]
</div>
}}
'''الديناصورات''' أو '''الدَناصِير''' ومفردها '''ديناصور''' أو '''دَيْنُصُور''' أو '''دينوسور''':<ref>{{استشهاد بويكي بيانات|Q114972534|ص=115}}</ref> (كلمة معربة للفظ لاتيني مركب، معناه عظاءة مرعبة جدا)<ref>المعجم الكبير لمجمع اللغة العربية بمصر حرف الدال طبعة 2004 ص 734</ref> هي مجموعة متنوعة من [[انقراض|الحيوانات البائدة]] كانت طيلة 160 مليون سنة هي [[فقاريات|الفقاريات]] المهيمنة على سطح [[الأرض|الكرة الأرضية]]، تحديداً منذ أواخر [[العصر الثلاثي]] (منذ حوالي 230 مليون سنة) حتى نهاية [[العصر الطباشيري]] (منذ حوالي 65.5 مليون سنة). اندثرت معظم [[نوع (تصنيف)|أنواع]] و[[فصيلة (تصنيف)|فصائل]] الديناصورات خلال حدث [[انقراض العصر الطباشيري الباليوجيني|انقراض العصر الطباشيري-الباليوجيني]]، وقد اعتقد العلماء لفترة طويلة أنها لم تخلف ورائها أي نسب، إلا أن ذلك الافتراض ثبت خطؤه، إذ اكتشف الباحثون في وقت لاحق أن [[طائر|الطيور]] هي أقرب أنسباء الديناصورات الباقية في العصر الحالي، وذلك من خلال ما ظهر من [[مستحاثة|مستحثات]] تربط بين [[أصنوفة|الأصنوفين]]، إذ تبيّن أن جميع الطيور اليوم تتحدر من [[سلف مشترك]] تطور من [[وحشيات الأرجل|الديناصورات الثيروبودية]] خلال [[العصر الجوراسي]]. كذلك فإن معظم التصنيفات الحديثة تضع الطيور كمجموعة باقية من [[رتبة (تصنيف)|رتبة]] الديناصورات.<ref>{{استشهاد بكتاب |مؤلف1-الأخير=Gauthier |مؤلف1-الأول=Jacques|مؤلف2-الأخير=de Querioz|مؤلف2-الأول=Kevin |عنوان=New Perspectives on the Origin and Early Evolution of Birds: Proceedings of the International Symposium in Honor of John H. Ostrom|صيغة=PDF|تاريخ الوصول=2009-09-22 |ناشر=Peabody Museum of Natural History, Yale University|ردمك=0-912532-57-2|الفصل=Feathered dinosaurs, flying dinosaurs, crown dinosaurs, and the name 'Aves'.|مسار الفصل=http://vertebrates.si.edu/herps/herps_pdfs/deQueiroz_pdfs/2001gaudeqost.pdf|سنة=2001 |مؤلف=Jacques Gauthier, Lawrence F. Gall, editors.}}</ref><ref name=consensus>{{استشهاد بدورية محكمة | مؤلف1-الأخير = Zhou | مؤلف1-الأول = Z. | سنة = 2004 | عنوان = The origin and early evolution of birds: discoveries, disputes, and perspectives from fossil evidence | صحيفة = Naturwissenchaften | المجلد = 91 | العدد = 10| صفحات = 455–471 | doi = 10.1007/s00114-004-0570-4}}</ref>

تُعتبر الديناصورات إحدى أكثر مجموعات [[حيوان|مملكة الحيوان]] أشكالاً؛ فسليلتها من [[طائر|الطيور]] أكثر [[فقاريات|الفقاريات]] تنوعًا على وجه البسيطة، إذ يوجد منها ما يفوق 9,000 نوع.<ref name="radiations">{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف=Alfaro, M.E., F. Santini, C. Brock, H. Alamillo, A. Dornburg. D.L. Rabosky, G. Carnevale, and L.J. Harmon |سنة=2009|عنوان=Nine exceptional radiations plus high turnover explain species diversity in jawed vertebrates|صحيفة=Prceedings of the National Academy of Sciences USA|المجلد=106|العدد=32|صفحات=13410–13414|pmid=19633192|doi=10.1073/pnas.0811087106|pmc=PMC2715324}}</ref> استطاع علماء الأحياء القديمة التعرف على ما يزيد عن 500 [[جنس (تصنيف)|جنس]]<ref name="Wang, S.C., and Dodson, P. 2006 13601–13605">{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف=Wang, S.C., and Dodson, P. |سنة=2006|عنوان=Estimating the Diversity of Dinosaurs|صحيفة=Proceedings of the National Academy of Sciences USA|المجلد=103|العدد=37|صفحات=13601–13605|pmid= 16954187|doi=10.1073/pnas.0606028103|pmc=1564218}}</ref> و1,000 [[نوع (تصنيف)|نوع]] مختلف من الديناصورات غير الطيرية،<ref name="Will the real dinosaurs stand up">[http://news.bbc.co.uk/2/hi/science/nature/7620621.stm Will the real dinosaurs stand up?], BBC, September 17, 2008 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160507054548/http://news.bbc.co.uk/2/hi/science/nature/7620621.stm |date=07 مايو 2016}}</ref> واليوم يمكن العثور على أشكال مختلفة من الديناصورات في جميع قارات العالم، سواء أكانت حية ممثلة بالطيور، أم نافقة تُعرّف بواسطة [[مستحاثة|مستحثاتها]].<ref name="MacLeod"/> كان عدد من الديناصورات [[حيوانات عاشبة|عاشبًا]] وكان بعضها الآخر [[لواحم (رتبة)|لاحمًا]]، وكذلك سارت أنواع منها على قائمتيها الخلفيتين، فيما سارت أنواع أخرى على أربع قوائم، واستطاع بعضها أن يتنقل باستخدام الطريقتين. طوّرت العديد من الديناصورات غير الطيرية امتدادات خارجية [[هيكل (أحياء)|لهيكلها العظمي]] شكلت لها درعًا جسديًا أو طوقًا عظميًا أو [[قرن (توضيح)|قرونًا]]، وقد حققت بعض الفصائل شهرة عالمية لغرابة شكلها الخارجي كما يتصوره العلماء. سيطرت الديناصورات الطيرية على أجواء [[الأرض|الكرة الأرضية]] منذ انقراض [[تيروصور|الزواحف المجنحة]] التي كانت تعدّ منافستها الأساسية والسبب الرئيسي الذي يكبح تطورها. تشتهر الديناصورات بفعل حجم بعض الأنواع الضخمة، الأمر الذي يولد فكرة لدى العامّة مفادها أن جميع هذه الحيوانات كانت عملاقة، إلا أنه في واقع الأمر فإن معظم الديناصورات كانت بحجم [[إنسان|الإنسان]] أو أصغر حتى. يُعرف أن معظم فصائل الديناصورات كانت تبني أعشاشًا لتضع فيها [[البيض (توضيح)|بيضها]] وتحضنه حتى الفقس.

أصبحت [[هيكل (أحياء)|الهياكل العظمية]] للديناصورات المعروضة في المتاحف حول العالم تشكل معالم جذب سياحية مهمة، منذ أن اكتُشف أول أحفور لديناصور في أوائل [[القرن 19|القرن التاسع عشر]]، وتحوّلت هذه الحيوانات إلى رمز من رموز [[ثقافة|الثقافة]] العالمية والمحلية لبعض البلدان. صُوّرت الديناصورات في الكثير من الروايات والأفلام السينمائية التي حققت نجاحًا كبيرًا ونسبة مبيعات هائلة، مثل سلسلة «[[الحديقة الجوراسية]]» ([[اللغة الإنجليزية|بالإنجليزية]]: Jurassic Park)، كذلك فإن أي اكتشاف جديد على درجة كبيرة من الأهمية تغطيه وسائل الإعلام المختلفة وتقدمه للجمهور المهتم بهذه الأمور.

== تأثيل ==
[[ملف:Richard Owen.JPG|تصغير|150بك|السير [[ريتشارد أوين]]، مُبتكر تسمية «'''ديناصور'''».]]
صِيغَ مُصطلح '''ديناصوريا''' {{لات|Dinosauria}} رسميًا في سنة [[1842]] بواسطة [[إحاثة (علم)|عالم الإحاثة]] [[إنجليز|الإنجليزي]]، السير [[ريتشارد أوين]] الذي استخدمه للإشارة إلى «القبيلة أو الطبقة المميزة للزواحف السحلية» التي قد مُيزت في [[إنجلترا]] وحول العالم.<ref name=Owen1842>Owen, R. (1842). [https://books.google.com/books?id=dy5LAAAAYAAJ&pg=PA60&f=false#v=onepage&q&f=false "Report on British Fossil Reptiles." Part II.] ''Report of the Eleventh Meeting of the British Association for the Advancement of Science; Held at Plymouth in July 1841''. London: John Murray, Albemarle Street, 1842. Pages 60–204. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20140919221901/http://books.google.com/books?id=dy5LAAAAYAAJ&pg=PA60&f=false |date=19 سبتمبر 2014}}</ref> اشتُق المصطلح من الكلمات [[اللغة اليونانية|الإغريقية]]: ''«داينوس»'' ([[اللغة اليونانية|باليونانية]]: δεινός) بمعنى «عظيم»، «قوي»، أو «مذهل»، و''«سوروس»'' ([[اللغة اليونانية|باليونانية]]: σαύρα) بمعنى «عظاءة» أو «زاحف».<ref name=Owen1842/><ref>{{استشهاد ويب
|مسار=http://www.perseus.tufts.edu/hopper/resolveform?redirect=true&lookup=deino/s&lang=greek&doc=Perseus:text:1999.01.0169&formentry=0
|عنوان=Liddell-Scott-Jones Lexicon of Classical Greek |تاريخ الوصول=2008-08-05
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20081008112631/http://www.perseus.tufts.edu/cgi-bin/lexindex?lookup=deino/s&lang=greek&doc=Perseus:text:1999.01.0169&formentry=0 | تاريخ أرشيف = 08 أكتوبر 2008}}</ref> ومع أن الاسم العلمي يُفسر غالبًا بأنه إشارة إلى [[أسنان (توضيح)|أسنان]] الديناصورات و[[مخلب|مخالبها]] وبقية خصائصها المخيفة، فقد قصد أوين أن يُشير به إلى حجم الديناصورات ومهابتها.<ref name=FBS97>{{استشهاد بكتاب|مؤلف=Farlow, J.O., and Brett-Surman, M.K.|سنة=1997|الفصل=Preface |محرر=Farlow, J.O., and Brett-Surman, M.K. (eds.) |عنوان=The Complete Dinosaur|ناشر=Indiana University Press|صفحات=ix-xi|ردمك=0-253-33349-0}}</ref>

تُستخدم كلمة «ديناصور» في [[اللغة الإنجليزية|الإنجليزية العامية]] أحيانًا للإشارة إلى شيء غير ناجح أو شخصٍ فاشل،<ref name=MerriamWebster>{{استشهاد ويب
|مسار=https://www.merriam-webster.com/dictionary/dinosaur
|عنوان=dinosaur&nbsp;– Definition from the Merriam-Webster Online Dictionary
|تاريخ الوصول=2008-08-05
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190520071623/https://www.merriam-webster.com/dictionary/dinosaur | تاريخ أرشيف = 20 مايو 2019}}</ref> مع أن الديناصورات قد سادت في الأرض مائة وستين مليون سنة، وانتشرت سلالات أحفادها [[طائر|الطيور]] وتنوعت. تُستخدم تسمية «'''ديناصور'''» في [[اللغة العربية]] إجمالاً للإشارة إلى هذه [[حيوان|الحيوانات]]، وهي لفظ محرّف لكلمة ''"Dinosaur"'' [[اللغة الإنجليزية|الإنجليزية]]، والبعض يكتبها «'''دينوصور'''» كما في [[اللغة الفرنسية|اللفظ الفرنسي]] ''"Dinosaure"''.

== الانتشار والموطن ==
=== الانتشار الجغرافي ===

[[ملف:Pangaea continents ar.png|تصغير|240بك|خريطة لقارة بانجيا العظيمة التي ضمت معظم يابسة الأرض عند ظهور الديناصورات، وهي توضح مواقع قارات العالم اليوم بما في ذلك أمريكا الجنوبية التي ظهرت فيها أولى الديناصورات الحقيقية المعروفة.]]

شهد العالم خلال فترة [[حقبة الحياة الوسطى|الحقبة الوسطى]] التي عاشت أثناءها الديناصورات لمُدة 165 مليون عام الكثير من التغيرات على الكوكب، من أبرزها [[نظرية الانجراف القاري|انجراف مواقع القارات]] وتغير [[مناخ|المناخ]]<ref name="الموطن2">[https://www.msnucleus.org/membership/html/k-6/rc/pastlife/2/rcpl2_4a.html استكشاف بيئة الحقبة الوسطى]. تاريخ الولوج 13-03-2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20120424214835/http://msnucleus.org/membership/html/k-6/rc/pastlife/2/rcpl2_4a.html |date=24 أبريل 2012}}</ref> الذين أثّرا إلى حد كبير على حياة الديناصورات وبيئاتها.<ref name="الموطن1">[https://books.google.com.sa/books?id=M8nt10bkovIC&printsec=frontcover#v=onepage&q&f=false كتب غوغل "The Evolution And Extinction of Dinosaurs" (تطور وانقراض الديناصورات)]. لـ"David B. Weishampel" و"David E. Fastovsky". ص387-402. تاريخ الولوج 13-03-2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20191216143326/https://books.google.com.sa/books?id=M8nt10bkovIC&printsec=frontcover |date=16 ديسمبر 2019}}</ref> لكن هذه الزواحف قطنت عموماً خلال فترة وُجودها على [[الأرض]] القارات السبع جمعاءً بما في ذلك [[القارة القطبية الجنوبية|أنتاركتيكا]] و[[أستراليا]] وجميع القارات الأخرى.<ref name="الموطن3">[http://news.nationalgeographic.com/news/2007/12/071212-antarctica-dino.html صور الأخبار: اكتشاف ديناصور عملاق في أنتاركتيكا]. '''[[منظمة ناشيونال جيوغرافيك|ناشيونال جيوغرافيك]]'''. تاريخ الولوج 13-03-2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160406172420/http://news.nationalgeographic.com/news/2007/12/071212-antarctica-dino.html |date=06 أبريل 2016}}</ref><ref name="الموطن4">[http://www.abc.net.au/dinosaurs/meet_the_dinos/ozdino1.htm برفقة الديناصورات: الديناصورات الأسترالية]. تاريخ الولوج 13-03-2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170613215524/http://www.abc.net.au/dinosaurs/meet_the_dinos/ozdino1.htm |date=13 يونيو 2017}}</ref>

مع مطلع العصر الثلاثي كانت لا تغطي الأرض سوى قارة واحدة عملاقة اسمها [[بانجيا]]،<ref name="الموطن5">[http://www.kavenga.com/otherpages/dino.htm الديناصورات الأسترالية]. تاريخ الولوج 13-03-2011. {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20120623021933/http://www.kavenga.com/otherpages/dino.htm |date=23 يونيو 2012}}</ref> وكان مناخ العالم آنذاك أكثر حرارة بقليل مما هو اليوم،<ref name="الموطن3"/> وقد كان لربط القارات هذا أهمية بالغة في إتاحة تنقل الديناصورات وانتشارها بين القارات. كانت أولى الديناصورات الحقيقية المَعروفة هي [[إيورابتور|الإيورابتور]] و[[هيريراصور|الهيريراصور]] الذين عثرَ على بقاياهما في [[الأرجنتين]] في طبقات [[العصر الثلاثي]]، ولذلك تعدّ دراسات علمي [[علم الوراثة العرقي|العلاقات التطورية]] و[[جغرافيا حيوية|الجغرافيا الحيوية]] قارة [[أمريكا الجنوبية]] مهد الديناصورات وموطن نشوئها الأول.<ref name="الموطن1"/> ونظراً إلى أن كل يابسة الأرض كانت مُتحدة آنذاك في [[بانجيا]]، فقد اتسعت مناطق انتشار هذه الزواحف بُسرعة لكي تشمل قارات [[أمريكا الشمالية]] و[[إفريقيا|أفريقيا]] و[[أوروبا]] فضلاً عن أمريكا الجنوبية نفسها، وبالرغم من هذا فقد كانت [[نوع (تصنيف)|أنواع]] الديناصورات لا تزال قليلة في ذلك الوقت، ولذا فكان كل نوع منها يَشغل مساحة جغرافية واسعة نسبياً. ويَجعل انتشار الديناصورات الثلاثية الواسع هذا من دراستها وتتبع تنوعها وانتشارها أمراً صعباً.<ref name="الموطن2"/><ref name="الموطن1"/>

[[ملف:Staurikosaurus BW.jpg|تصغير|240بك|يمين|ديناصوران يَتعاركان في بيئة العصر الثلاثي.]]

مع مجيء [[الجوراسي المبكر|العصر الجوراسي المبكر]] (200 - 170 مليون سنة خلت) كانت لا تزال قارة بانجيا مُترابطة إلى حد ما، وظلت روابط اليابسة قائمة بين كافة القارات السبع، ولذلك احتفظت الديناصورات والفقاريات الأرضية الأخرى بمُعدل [[توطن]]ها الفريد الذي كان مُنخفضاً بشكل غير اعتيادي مع اتصال العالم ببعضه. وخلال هذه الفترة ([[العصر الجوراسي]]) بدأت الديناصورات تهيمن وتفرض سيطرتها الحقيقية على أشكال الحياة الأرضية، وكذلك زادت أكثر من انتشارها الجغرافي عبر العالم.<ref name="الموطن1"/> وخلال هذا العصر قبل 180 مليون سنة تقريباً بدأت قارة بانجيا بالتفكك،<ref name="الموطن6">[https://animals.jrank.org/pages/3529/Dinosaurs-GEOGRAPHIC-RANGE.html انتشار الديناصورات الجغرافي]. تاريخ الولوج 13-03-2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20150920221757/http://animals.jrank.org/pages/3529/Dinosaurs-GEOGRAPHIC-RANGE.html |date=20 سبتمبر 2015}}</ref> مما سبب الكثير من التغيرات الجغرافية والمناخية على الكوكب. فخلال تلك الفترة بدأ جليد [[قطب (توضيح)|القطبين]] بالذوبان وأخذ [[مستوى سطح البحر|مستوى البحر]]<ref name="الموطن1"/> بالارتفاع وبغمر مساحات ضخمة من أراضي الكوكب، وقد زاد هذا بدوره من مُستوى [[رطوبة|الرطوبة]] ومن ثم [[مطر|الأمطار]]، فأصبح المُناخ أكثر اعتدالاً بينما نمت [[غابة|غابات]] غنية بأشكال الحياة المُتنوعة، وساعدت هذه الظروف البيئية الديناصورات على زيادة أعدادها وهيمنتها. كما أخذت القارات بالتفكك والانعزال عن بعضها سريعاً في هذا الوقت، ففي العصر [[الجوراسي المتأخر]] انجرفت [[أمريكا الشمالية]] شمالاً مُنفصلة بذلك عن [[أمريكا الجنوبية]]، وبذلك شكلت أمريكا الشمالية جنباً إلى جنب مع [[أوروبا]] جزءاً من قارة [[لوراسيا]]، بينما ظلت الجنوبية مُتحدة مع [[القارة القطبية الجنوبية|أنتاركتيكا]] و[[شبه القارة الهندية]] و[[أستراليا]] مُشكلين [[غندوانا|غوندوانا]] قبل أن تنجرف أستراليا بعيداً مُبتدئة بذلك انعزالها الطويل المُستمر إلى يومنا هذا.<ref name="الموطن7">[http://www.dinosaurplanet.info/reptiles/the-jurassic-period.html زواحف وديناصورات العصر الجوراسي]. تاريخ الولوج 13-03-2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200316132859/http://www.dinosaurplanet.info/reptiles/the-jurassic-period.html |date=16 مارس 2020}}</ref> ومع هذا التفكك السريع وانعزال أجزاء العالم عن بعضها البعض بدأت الديناصورات تخسر قدرتها على التنقل بين القارات، وبدأت معدلات التوطن عند أنواعها بالارتفاع، بينما أخذت ديناصورات كل قارة [[التطور|تتطور]] وحدها مُنعزلة عن ديناصورات القارات الأخرى.<ref name="الموطن1"/>

لا يُوجد أي دليل صريح حتى الآن على حدوث ارتفاع شديد في الحرارة أو تغير ذو قيمة في المناخ خلال [[العصر الطباشيري]]، وهو آخر عصور [[حقبة الحياة الوسطى|الحقبة الوسطى]] التي عاشت خلالها الديناصورات. أما بالنسبة للقارات فقد ابتعدت عن بعضها البعض كما لم تبتعد قبلاً سوى مرات قليلة في تاريخ الأرض كله، فقد كانت أنحاء العالم مَعزولة عن بعضها كثيراً وأخذ مُعدل التوطن عند الديناصورات بالارتفاع طوال العصر [[الطباشيري المتأخر]].<ref name="الموطن1"/> وخلال هذا العصر قسمت العالم العديد من البحار الضحلة هنا وهناك، ففصل بين غرب أمريكا وشرقها بحر ضحل، وقد كان يَتصل غربها قبل ذلك مع آسيا عبر [[جسر يابسة]] قبل أن يَفصل بين نصفي القارة هذا البحر فيُصبح غربها جزيرة معزولة بينما يتحد شرقها مع أوروبا و[[جرينلاند|غرينلاند]]، أما بقية أراضي العالم الجنوبية فقد تابعت الانجراف مُبتعدة عن بعضها.<ref name="كتاب1">كتاب "the Ultimate Dinosaur Book" لـ"David Lambert"، ص14-19، من دار "Dorling Kindersley (DK)" في [[لندن]].</ref> وكنتيجة لهذا فقد اختلفت أنواع الديناصورات بين القارات، فسادت بشكل عام خلال هذه الفترة في [[نصف الأرض الجنوبي]] مجموعات الديناصورات القديمة التي لطالما قطنته، مثل [[سحليات الأرجل|الصوروبودات]] و[[طيريات الأرجل|الأورنيثوبودات]] وال[[أنكيلوصوريات]]، بينما ظهرت في [[نصف الأرض الشمالي|النصف الشمالي]] أنواع جديدة تماماً مثل [[قرنيات الوجه|السيراتوبسيات]] و[[هادروصوريات|الهادروصوريات]]. وقد ازداد تنوع الديناصورات إلى حد كبير وملحوظ<ref name="الموطن1"/> خلال هذا العصر، بينما تقلصت نسبياً المساحة الجغرافية التي يَتوزع عليها كل نوع مع ازدياد هذا التنوع. واستمرت الديناصورات على هذه الوتيرة خلال العصر الطباشيري وتنوعها يَزداد مع ازدياد [[توطن]]ها<ref name="الموطن2"/><ref name="كتاب1"/> قبل أن تنقرض تماماً في نهاية ذلك العصر ضمن [[انقراض العصر الطباشيري الباليوجيني|انقراض العصر الطباشيري-الباليوجيني]].<ref name="انقراض الديناصورات">[https://naturalhistory.si.edu/research/paleobiology العصر الطباشيري:انقراض الديناصورات]. تاريخ الولوج 19 مارس 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160814160445/http://paleobiology.si.edu/geotime/main/htmlversion/cretaceous4.html |date=14 أغسطس 2016}}</ref>

=== البيئات الطبيعية ===

[[ملف:Trias jaeger.jpg|تصغير|250بك|صحراء [[الثلاثي المبكر|ثلاثية قديمة]] يُجاورها بحر ضحل في خلفية الصورة.]]

بالنسبة للبيئات التي قطنتها الديناصورات خلال فترة وُجودها على الأرض بعيداً عن انتشارها الجغرافي فتحديدها أصعب قليلاً. فبشكل عام، من الصعب جداً تخمين طبيعة البيئات التي كانت مَوجودة الماضي باستخدام معلومات الأحافير والصخور التي تكون مُتوافرة عادة.<ref name="البيئة1">[https://www.enchantedlearning.com/subjects/dinosaurs/questions/faq/Habitat.shtml ما هي المواطن التي عاشت فيها الديناصورات؟]. تاريخ الولوج 15-03-2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170726130518/http://www.enchantedlearning.com/subjects/dinosaurs/questions/faq/Habitat.shtml |date=26 يوليو 2017}}</ref> والسبب وراء هذا أنه لا يُعثر سوى على القليل من أحافير [[حيوان|الحيوانات]] أو [[نبات|النباتات]] التي عاصرت وُجود ديناصور ما (في حال عثرَ عليها أساساً)، علماً بأن دراسة النباتات القديمة بالإضافة إلى دراسة النظائر [[كيمياء أرضية|الجيوكيميائية]] التي يُمكن من خلالها تحديد [[حرارة|الحرارة]] في تلك العُصور هما الوسيلتان الأساسيتان لمعرفة طبيعة البيئات القديمة (بينما لا تخدم [[عظم|عظام]] الديناصور سوى في معرفة موقع موته)، وحتى في الحالات التي يُعثر فيها على بقايا تلك النباتات فإن تحديد ما بدت عليه البيئة التي قطنها الديناصور وما كانت معالمها وتضاريسها هو أمر بالغ الصعوبة، مما يَدفع مُعظم [[إحاثة (علم)|الإحاثيين]] إلى عدم التطرق لهذا الأمر وترك دراسته.<ref name="البيئة1"/><ref name="البيئة2">[https://www.britannica.com/animal/dinosaur التاريخ الطبيعي: الديناصورات (زواحف منقرضة) - الموطن]. '''[[موسوعة بريتانيكا|الموسوعة البريطانية]]'''. تاريخ الولوج 15-03-2011. {{استشهاد ويب |مسار=https://www.britannica.com/animal/dinosaur |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=15 مارس 2011 |تاريخ أرشيف=29 نوفمبر 2014 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20141129155215/http://www.britannica.com/EBchecked/topic/163982/dinosaur/31918/Natural-history |حالة المسار=bot: unknown }}</ref> من المَشاكل الأخرى أيضاً التي تمنع معرفة طبيعة البيئات القديمة بشكل دقيق اختلاف مدى إمكانية حفظ بيئة ما عن أخرى، فبعضها يُمكنها أن تحفظ بشكل جيد بينما تختفي أخرى تماماً بحيث تتعذر معرفتها، وعموماً مُعظم آثار [[غابة|الغابات]] وأراضي [[نهر|الأنهار]] المُرتفعة و[[سهل|السهول]] من [[مادة عضوية|المواد العضوية]] تتحلل وتتآكل ثم تختفي سريعاً، ولذا فإن بقاياها نادراً ما تحفظ بحيث تتيح التعرف عليها. بينما لا يُمكن للعلماء غالباً التعرف إلا على الأراضي النهرية المُنخفضة و[[سهل فيضي|السهول الفيضية]] و[[دلتا|الدلتا]] وأراضي [[البحيرات (ولاية)|البحيرات]] وما إلى ذلك من البيئات المائية.<ref name="البيئة2"/> لكن لا زالت - بالرغم من كل ذلك - توجد بعض الدراسات التي يُمكنها أن تعطي فكرة ما عن طبيعة بيئات هذه الزواحف وأن تلقي الضوء عليها.<ref name="البيئة3">[https://news.softpedia.com/news/Dinosaur-Habitats-Contained-More-Species-than-Thought-183348.shtml احتوت بيئات الديناصورات أنوعاً أكثر مما اعتقد سابقاً]. تاريخ الولوج 15-03-2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160308120655/http://news.softpedia.com/news/Dinosaur-Habitats-Contained-More-Species-than-Thought-183348.shtml |date=08 مارس 2016}}</ref> وعموماً، ربما تكون الديناصورات قد قطنت مجموعة مُتنوعة جداً من البيئات تتراوح من الغابات الرطبة إلى الصحارى القاحلة.<ref name="البيئة4">[https://www.desertusa.com/animals/dinosaurs-desert.html ديناصورات صحراء الولايات المتحدة]. تاريخ الولوج 15-03-2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20140206111102/http://www.desertusa.com/mag98/dec/papr/dinos.html |date=06 فبراير 2014}}</ref> وفيما يلي سرد لم يُتوقع أن يَكون البيئات التي عاشت فيها الديناصورات.

[[ملف:Placerias BW.jpg|تصغير|260بك|يمين|قطيع من ديناصورات [[بلاسيرياس|البلاسيرياس]] يَجوب صحراء العصر الثلاثي.]]

نظراً إلى أن كافة أراضي العالم كانت مُتحدة في قارة [[بانجيا]] العظيمة بالغة الضخامة خلال العصر الثلاثي، فقد كان من الطبيعي وُجود امتدادات داخلية ضخمة للقارة بعيدة جداً عن أي [[بحر]] أو [[محيط (توضيح)|مُحيط]]، وكنتيجة لهذا فقد ظلت مُعظم المساحات الداخلية للقارة جافة وبعيدة عن [[ماء|الماء]] وامتدت عبرها صحارى هائلة، بينما لم تكن [[رطوبة|الرطوبة]] كافية لنمو النباتات سوى على حواف القارة قرب المسطحات المائية المُحيطية.<ref name="البيئة5">[https://www.factmonster.com/dk/encyclopedia/science/dinosaur-habitats مواطن الديناصورات الطبيعية]. تاريخ الولوج 15-03-2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20161221153930/http://www.factmonster.com/dk/science/dinosaurs/dinosaur-habitats.html |date=21 ديسمبر 2016}}</ref> وقد كانت الحياة مُختلفة جداً في ذلك العصر مع الجفاف السائد، فلم تكن توجد أي [[كاسيات البذور|نباتات مزهرة]] أو [[عشب]] على الأرض بينما انتشر [[صنوبر|الصنوبر]] و[[سراخس|السراخس]] عبر القارة. ومن أسباب الجفاف وقلة التنوع الأحيائي الذين سادا هذا العصر أنه أتى مُباشرة بعد [[انقراض البرمي-الثلاثي|أضخم انقراض في تاريخ الأرض]]، ولهذا السبب فحتى عندما جاء العصر [[الثلاثي المتأخر]] كانت لا تزال الأرض تتعافى من آثار الانقراض.<ref name="البيئة6">[http://www.abc.net.au/dinosaurs/chronology/220/default.htm برفقة الديناصور - الخط الزمني: قبل 220 مليون عام]. من '''[[بي بي سي|هيئة الإذاعة البريطانية]]'''. تاريخ الولوج 15-03-2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170628143119/http://www.abc.net.au/dinosaurs/chronology/220/default.htm |date=28 يونيو 2017}}</ref> ولذا فقد عاشت الديناصورات خلال هذه الفترة في بيئة جافة ولم يَكن تنوعها كبيراً بعد،<ref name="الموطن1"/> وقد تركز وُجودها على ضفاف [[نهر|الأنهار]] التي كستها السراخس، ومن الأنواع التي قطنت هذه الأراضي ديناصور [[هيريراصور|الهيريراصور]] المُبكر. أما في المناطق الأبعد من ذلك عن [[بحر|البحار]] فقد امتدت أراضٍ شبه صحراوية استطاعت أن تنمو فيها بعض أنواع النباتات القصيرة والصغيرة المتكيفة مع المناخ القاحل (وربما بدت تلك المناطق شبيهة بأراضي [[جنوب إفريقيا|جنوب أفريقيا]] اليوم)، ومن الأنواع التي قطنت هذه الأراضي ديناصور [[عظاءة مسطحة|البلاتيوصور]] العاشب جنباً إلى جنب مع [[إيورابتور|الإيورابتور]] و[[السينتاصوس]].<ref name="البيئة6"/>

[[ملف:Europasaurus holgeri Scene 2.jpg|تصغير|260بك|يمين|بيئة العصر الجوراسي التي انتشرت فيها الأشجار العملاقة و[[سحليات الأرجل|الديناصورات طويلة العنق]].]]

بحلول [[العصر الجوراسي]] بدأت طبيعة الأرض الجغرافية بالتغير مما كان له أثر كبير على بيئات الديناصورات الطبيعية. فقد أخذت قارة بانجيا العظيمة بالتفكك والانقسام مُبتعدة بعضها عن بعض، ومع تكون الصدوع بين القارات بدأت المياه تملأ هذه الأودية والأراضي المُنخفضة المختلفة مُحولة إياها إلى مُحيطات جديدة تفصل بين القارات بعد أن كانت كل المياه تحيط بقارة واحدة فقط (فتكون بذلك [[المحيط الأطلسي]] إلى جانب عدة مُحيطات أخرى)، وقد ساعد هذا كثيراً على وُصول المياه إلى قلب بانجيا لكي تسقي صحاريها. فبعد أن دخلت المياه عُمق القارة بدأت [[ريح|الرياح]] المُصطدمة بالبحار الداخلية بحمل [[رطوبة|الرطوبة]] معها إلى الصحارى الجافة،<ref name="كتاب1"/><ref name="كتاب4">كتاب "قاموس الديناصورات: إنكليزي - فرنسي - عربي"، من "دار المجاني".</ref> فأخذت [[نبات|النباتات]] تنمو وتزدهر في أنحاء القارات ماحية بذلك الصحارى الثلاثية القديمة ومُكونة مصدراً هاماً جداً لتغذية الديناصورات التي وصلت إلى قمة ازدهارها في هذا العصر، فبعد أن ظلت صغيرة الحجم طوال العصر الثلاثي نمت فجأة لتصبح من أكبر حيوانات الكوكب وأكثرها نجاحاً.<ref name="الموطن1"/><ref name="كتاب4"/> لكن كما كانت الحال في العصر الثلاثي فقد تركزت الخضرة والديناصورات المختلفة بجانب ضفاف [[نهر|الأنهار]]، ومع هطول الأمطار نمت غابات من [[سراخس|السراخس]] و[[جنكة|الغينكجو]]، ومن الديناصورات التي قطنت هذه الغابات النهرية والسرخسية [[ستيغوصور|الستيغوصور]]. وقد تميز العصر الجوراسي أيضاً [[غابة صنوبرية|بالغابات الصنوبرية الكثيفة]] التي غطّت القارات خلاله وتألفت من أنواع بدائية من [[صنوبر|الصنوبر]]، وقد قطنت هذه الغابات أنواع من [[سحليات الأرجل|الصوربودات]] مثل المامينكيصور.<ref name="البيئة6"/>

[[ملف:Edmontosaurus annectens, by Charles R. Knight.jpg|تصغير|220بك|ديناصورا [[أناتوتيتان|أناتوتايتان]] في مستنقع من العصر الطباشيري.]]

ابتعدت القارات عن بعضها كثيراً خلال [[العصر الطباشيري]] وبدأت خريطة العالم بأخذ شكل غير بعيد كثيراً عن شكلها الحالي، بالرغم من تغطية البحار الضحلة لجزء كبير منها،<ref name="كتاب1"/> وقد كان لهذا أيضاً تأثير على بيئة الكوكب. فوجود أراض بعيدة جداً عن بعضها وفي أجزاء مُختلفة من الكوكب يَعني أيضاً وجود أنواع متعددة من المناخ ومن ثم البيئات الطبيعية.<ref name="البيئة2"/> وأيضاً، توجد دلائل على أن الديناصورات قطنت خلال هذا العصر بعض البيئات القطبية اعتماداً على دلائل من موقعين في قارة [[أستراليا]] التي كانت لا تزال ضمن [[الدائرة القطبية الجنوبية]] في العصر الطباشيري، ويُمكن معرفة ذلك من دراسة أحافير النباتات وبنى [[صخر|الصخور]] التي كانت متجمدة في الأرض القطبية قبل ملايين السنين.<ref name="البيئة8">[http://www.abc.net.au/dinosaurs/chronology/106/default.htm برفقة الديناصورات: خط زمني: قبل 106 مليون سنة]. '''[[بي بي سي]]'''. تاريخ الولوج 15-03-2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170628144209/http://www.abc.net.au/dinosaurs/chronology/106/default.htm |date=28 يونيو 2017}}</ref>

خلال العصر الطباشيري، انتشرت على أطراف القارات أراضي [[مستنقع|المستنقعات]] و[[دلتا|دلتا الأنهار]] - وهي من نوع البيئات التي تحفظ جيداً -، وقد سادت في هذه المستنقعات الأشجار التي تحتاج إلى الماء بشدة مثل [[سرو (توضيح)|السرو]]. أما من ناحية الديناصورات، فقد كانت هذه البيئات مثالية للديناصورات صائدة [[سمك|السمك]] مثل [[سبينوصور|السبينوصور]]. وإلى جانب هذه النوعية من البيئات شبه المائية، فقد كان النوع الآخر السائد من البيئات في العصر الطباشيري هو «[[غابة|الغابات]] المختلطة» والتي كانت نتيجة بدء ظهور [[كاسيات البذور|النباتات المزهرة]] في العصر الطباشيري، وقد كانت هذه الغابات مأوى للعديد من الديناصورات العاشبة مثل الكوريثوصور،<ref name="البيئة5"/> كما مثلت في المناطق القريبة من [[نهر|الأنهار]] موطناً لبعض اللواحم الشهيرة مثل [[تيرانوصور|التيرانوصور]].<ref name="البيئة7">[http://www.askabiologist.org.uk/answers/viewtopic.php?id=694 موطن التي ريكس الطبيعي - موقع اسأل بيولوجياً]. تاريخ الولوج 15-03-2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160314082334/http://askabiologist.org.uk/answers/viewtopic.php?id=694 |date=14 مارس 2016}}</ref> من جهة أخرى كان للديناصورات وُجود في بعض البيئات الأكثر اختلافاً خلال هذا العصر، فقد قطنت بعض أنوعها على سبيل المثال في هذه الفترة المناطق القطبية المتجمدة في [[ألاسكا]] و[[أستراليا]]، ولو أنها لم تكن مختلفة كثيراً عن الديناصورات التي قطنت المناطق المجاورة الأكثر دفئاً.<ref name="البيئة8"/> وبالرغم من أن [[مستحاثة|الأحافير]] لا تقدم الكثير من المعلومات عن بيئات [[جبل|الجبال]] القديمة، إلا أنه يُعتقد أن بعض أنواعها كانت تقطن هذه المناطق مثل الإدمونتيا. كما أن عدداً كبيراً من الديناصورات الطباشيرية قطنت مناطق [[حجر رملي|الحجر الرملي]] في [[صحراء|الصحارى]]، ومن هذه الأنواع الغاليميموس<ref name="البيئة5"/> و[[أوفيرابتور|الأوفيرابتور]] و[[فيلوسيرابتور|الفيلوسيرابتور]] و[[بروتوسيراتوبس|البروتوسيراتوبس]].

== وصف ==
=== التعريف المعاصر ===
[[ملف:Triceratops AMNH 01.jpg|يمين|تصغير|225بك|[[هيكل (أحياء)|هيكل عظمي]] للديناصور ثلاثي القرون ''[[تريسيراتوبس|تريسراتوبس]]'' في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي في [[نيويورك|مدينة نيويورك]] ب[[الولايات المتحدة|الولايات المتحدة الأمريكية]].]]
وفقًا لتصنيف النشوء، فإن الديناصورات تُعرف عادة بأنها المجموعة التي تحتوي على ''«[[تريسيراتوبس|العظاءات ثلاثية القرون]]، [[طائر|الطيور المعاصرة]]، بالإضافة إلى أقرب أسلافها، وكل المتحدرين منها»''.<ref name="مولد تلقائيا1">{{استشهاد بكتاب |الأخير=Benton |الأول=Michael J. |مؤلف-وصلة=Michael J. Benton |محرر=Weishampel, David B.; Dodson, Peter; and Osmólska, Halszka (eds.)|عنوان=The Dinosauria |مسار=https://archive.org/details/dinosauriandedit00weis |طبعة=2nd |سنة=2004|ناشر=University of California Press |مكان=Berkeley |ردمك=0-520-24209-2 |صفحات=[https://archive.org/details/dinosauriandedit00weis/page/n25 7]–19 |الفصل=Origin and relationships of Dinosauria| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220531011300/https://archive.org/details/dinosauriandedit00weis | تاريخ أرشيف = 31 مايو 2022 }}</ref> اقترح البعض بأن الديناصورات ينبغي أن تُعرف وفق درجة قرابتها لأقرب سلفٍ مشترك للديناصور العظيم ''[[ميغالوصور]]'' والديناصور ذي سن الإغوانة ''إغواندون''، بما أن هذين نوعان من ثلاثة نص عليها ريتشارد أوين عندما عرّف الديناصورات لأول مرة.<ref name="olshevsky2000">{{استشهاد بدورية محكمة | مؤلف1-الأخير = Olshevsky | مؤلف1-الأول = G. | سنة = 2000 | عنوان = An annotated checklist of dinosaur species by continent | صحيفة = Mesozoic Meanderings | المجلد = 3 | صفحات = 1–157}}</ref> ينتج عن التعريفين نفس مجموعة الحيوانات المعرفة بكونها ديناصورات، ومن ضمنها: [[وحشيات الأرجل|الثيروبودات]]، أو [[لواحم (رتبة)|اللواحم]] ذات القائمتين؛ شبيهات طويلات الأعناق أو [[سحليات الأرجل|الصوروبودات]]، وهي [[حيوانات عاشبة|عواشب]] رباعية القوائم؛ العظاءات المنصهرة أو ال[[أنكيلوصوريات]]، وهي آكلة للعواشب، مدرعة رباعية القوائم (تشبه التمساح)؛ العظاءات المغطاة أو [[ستيغوصوريات|الستيغوصوريات]]، وهي عواشب رباعية القوائم ذات صفائح عظمية على ظهرها؛ العظاءات القرناء أو [[قرنيات الوجه|السيراتوبسيات]]، وهي عواشب رباعية القوائم ذات قرون وأهداب، والعظاءات طيريّة الورك أو الأورنيثوبودات، وهي عواشب ثنائية أو رباعية القوائم من ضمنها «[[هادروصوريات|بطية المنقار]]». كُتبت هذه التعريفات لتستجيب للمفاهيم العلمية حول الديناصورات التي تسبق الاستخدام الحديث للتطور العرقي. ويُقصد باستمرارية المعنى منع أي التباس بشأن معنى المصطلح «ديناصور».

هناك شبه إجماع عالمي بين [[إحاثة (علم)|علماء الإحاثة]] على كون [[طائر|الطيور]] سليلة [[وحشيات الأرجل|الديناصورات الثيرابودية]] في العصر الحاضر. وباستخدام تعريف [[فرع حيوي|علم الأفرع]] المحدد الذي يوجب تضمين كل سلالات سلفٍ واحد شائع في مجموعة واحدة لجعل هذه المجموعة طبيعية، فإن الطيور تعدّ ديناصورات، وبناءً على ذلك فإن «رتبة» الديناصورات غير منقرضة. تصنف الطيور بواسطة معظم علماء الإحاثة على أنها تنتمي إلى مجموعة «[[مانيرابتورا|ذات الأيادي السالبة]]» الفرعية {{لات|Maniraptora؛ [[نقحرة]]: مانيرابتورا}}، التي تنتمي بدورها إلى مجموعة العظاءات الحلقية أو الكويلوروصوريات {{لات|Coelurosauria}}، التي تنتمي إلى مجموعة الثيرابودات، التي تنتمي إلى مجموعة العظاءات مفصلية الورك أو الصوريسكيات {{لات|Saurischia}}، التي تنتمي إلى [[أصنوفة]] الديناصورات.<ref name="KP04">Padian, K. (2004). Basal Avialae. In: Weishampel, D.B., Dodson, P., and Osmólska, H. (eds.). ''The Dinosauria'' (second edition). University of California Press, Berkeley, 210–231. ISBN 0-520-24209-2.</ref>

من وجهة نظر [[فرع حيوي|علم الأفرع]]، فإن [[طائر|الطيور]] تعدّ ديناصورات، على الرغم من أن كلمة «ديناصور» في الخطاب الاعتيادي لا تتضمن الطيور بل يُقصد بها تلك [[زواحف|الزواحف]] البائدة. كذلك، فإنه من الصحيح تقنيًا الإشارة إلى الديناصورات بوصفها مجموعة مميزة تحت نظام تصنيف [[كارولوس لينيوس|لينيوس]] الأقدم، الذي يقبل التصنيف شبه العرقي الذي يستثني بعض السلالات المتحدرة من سلفٍ واحد مشترك.

=== وصف عام ===
[[ملف:Ichthyosaurus BW.jpg|تصغير|235بك|رسم رقمي [[إكتيوصور|للزاحف السمكي]] دلفيني الشكل ''إكثيوصور''، أحد أبرز [[جنس (تصنيف)|أجناس]] الكائنات البائدة المعاصرة للديناصورات، والتي يعتقد العامّة أنها تعدّ ديناصورات أيضًا.]]
بناءً على ما سلف، يُمكن وصف الديناصورات - دون الطيور - أنها [[زواحف]] [[أركوصورات|أركوصورية]] أرضية ذات قوائم منتصبة وُجدت مُنذ [[العصر الثلاثي|العصر الثلاثي المتأخر]]، كما يدل عمر الطبقات الصخرية حيث عُثر على أحافيرها، حتى [[العصر الطباشيري|العصر الطباشيري المتأخر]].<ref name=DFG97>{{استشهاد بكتاب |الأخير=Glut |الأول=Donald F. |مؤلف-وصلة=Donald F. Glut |عنوان=Dinosaurs: The Encyclopedia |مسار=https://archive.org/details/dinosaursencyclo05dfgl |سنة=1997 |ناشر=McFarland & Co |مكان=Jefferson, North Carolina |صفحة=[https://archive.org/details/dinosaursencyclo05dfgl/page/n46 40] |ردمك=0-89950-917-7| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220414032215/https://archive.org/details/dinosaursencyclo05dfgl | تاريخ أرشيف = 14 أبريل 2022 }}</ref> تُعتبر كثيرٌ من الحيوانات القبتاريخية ديناصوراتٍ في التصورات الشعبية، ومن أبرز الأمثلة على ذلك [[إكتيوصور|الزواحف السمكية]] {{لات|Ichthyosauria}}، [[موزاصور|الزواحف الميزية أو الموزاصورات]] {{لات|Mosasauridae}}، [[بليزوصورات|البلصورات]] {{لات|Plesiosauroidea}}، [[تيروصور|الزواحف المجنحة أو البتروصورات]] {{لات|Pterosauria}}، والديناصور ثنائي الأسنان المنتظمة ''ديمترودون''، إلا أنها لا تُصنف علميًا على أنها ديناصورات، فالزواحف المائية كالزواحف السمكية والميزية والبلصورات لم تكن مخلوقاتٍ أرضية أو أركوصورات، وكانت الزواحف المجنحة أركوصورات لكنها لم تكن أرضية، بينما كان الديمترودون حيوانًا [[العصر البرمي|برميًا]] أقرب إلى الثدييات من الزواحف.<ref name="مولد تلقائيا2">{{استشهاد بكتاب |الأخير=Lambert |الأول=David |المؤلفون=and the Diagram Group |عنوان=The Dinosaur Data Book |مسار=https://archive.org/details/dinosaurdatabook00lamb |سنة=1990 |ناشر=Avon Books |مكان=New York |ردمك=0380758962 |صفحة=[https://archive.org/details/dinosaurdatabook00lamb/page/288 288]| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220317041226/https://archive.org/details/dinosaurdatabook00lamb | تاريخ أرشيف = 17 مارس 2022 }}</ref> كانت الديناصورات الفقاريات المهيمنة على النظام الأرضي في [[حقبة الحياة الوسطى|الحقبة الوسطى]]، وقد وصلت ذروة تنوعها وازدهارها خلال العصرين [[العصر الجوراسي|الجوراسي]] و[[العصر الطباشيري|الطباشيري]]. كانت مجموعات الحيوانات الأخرى خلال هذه الحقبة مقيدة من حيث الحجم والبيئة الملائمة، وعلى سبيل المثال، فنادرًا ما تجاوزت الثدييات حجم قطة، وكانت غالبًا لواحم بحجم القوارض تتغذى على فرائس صغيرة.<ref name="مولد تلقائيا3">{{استشهاد بكتاب |الأخير=Morales |الأول=Michael |محرر=Farlow, James O.; and Brett-Surman, Michael K. (eds.) |عنوان=The Complete Dinosaur |مسار=https://archive.org/details/completedinosaur0000unse |سنة=1997 |ناشر=Indiana University Press |مكان=Bloomington |ردمك=0-253-33349-0 |صفحات=[https://archive.org/details/completedinosaur0000unse/page/607 607]–624 |الفصل=Nondinosaurian vertebrates of the Mesozoic}}</ref> يُستثنى من هذه الحالة الربنومام العملاق (''Repenomamus giganticus'')، وهو حيوان ثديي ينتمي لرتبة «ثلاثية الأسنان المخروطية» {{لات|Triconodonta}} تراوح وزنه ما بين 12 إلى 14 كيلوغرامًا، وعُرف بأكله الديناصورات الصغيرة مثل الديناصور الببغائي ''[[سيتاكوصور|السيتاكوصور]]''.<ref name=huetal2005>{{استشهاد بدورية محكمة |مؤلف=Hu Yaoming |سنة=2005 |عنوان=Large Mesozoic mammals fed on dinosaurs |صحيفة=Nature |المجلد=433 |صفحات=149–152|doi=10.1038/nature03102 |pmid=15650737 |مؤلف2-الأخير=Meng |مؤلف2-الأول=J |مؤلف3-الأخير=Wang |مؤلف3-الأول=Y |مؤلف4-الأخير=Li |مؤلف4-الأول=C |العدد=7022}}</ref>
[[ملف:Stegosaurus at the Field Museum.jpg|يمين|تصغير|235بك|هيكل عظمي للديناصور المغطى ''[[ستيغوصور]]''، في [[المتحف الميداني للتاريخ الطبيعي]]، [[شيكاغو]]، [[الولايات المتحدة|الولايات المتحدة الأمريكية]].]]
[[ملف:Various dinosaurs.png|تصغير|يسار|235بك|هياكل ديناصورات غير طيرية، طبقًا لحركة عقرب الساعة من اليسار: [[تيرانوصور]]، [[ديبلودوكس]]، [[باراصورولوفوس]]، [[دينونيكوس|داينونيكوس]]، [[بروتوسيراتوبس]]، و[[ستيغوصور]].]]
كانت الديناصورات مجموعة حيوانية شديدة التنوع، ووفقًا لدراسة أجريت في سنة [[2006]] فإن خمسمائة نوعٍ من الديناصورات قد تمّ تصنيفها حتى الآن ووُثق وجودها السابق، ويُقدر عدد الأنواع المحفوظات في السجلات الأحفورية بحوالي ألف وثمانمائة وخمسين نوعًا، ويُعتقد أن حوالي 75% منها لا تزال بانتظار أن تُكتشف.<ref name="Wang, S.C., and Dodson, P. 2006 13601–13605"/> وتنبأت دراسة سابقة بوجود ثلاثة آلافٍ وأربعمائة نوعٍ من الديناصورات، بينها مجموعة كبيرة لم تُحفظ في سجلات أحفورية.<ref name="russell1995">{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف=Russell, Dale A.|سنة=1995|عنوان=China and the lost worlds of the dinosaurian era|صحيفة=Historical Biology|المجلد=10|صفحات=3–12|doi=10.1080/10292389509380510}}</ref> واعتباراً من [[17 سبتمبر]] [[2008]] سُمي ألف وأربعة وسبعون نوعًا من الديناصورات.<ref name="Will the real dinosaurs stand up"/> كان بعض هذه الديناصورات عاشب وبعضها الآخر لاحم، كما أن بعضها كان يخطو على قائمتين، وبعضها على أربع قوائم، وبعضٌ ثالث كديناصور الرمال ''أموصور'' والديناصور ذي سن الإغوانة ''إغوانودون'' كان يمشي على قائمتين وعلى أربع قوائم . كان لبعض الديناصورات درع عظمي، أو نتؤات جمجمية كال[[قرن (توضيح)|قرون]]. وبالرغم من أنها تعرف بحجمها الهائل، فإن كثيرًا من الديناصورات كانت بحجم [[إنسان|الإنسان]] أو أصغر. وُجدت بقايا الديناصورات في كُل القارات الأرضية، بما فيها [[القارة القطبية الجنوبية]].<ref name="MacLeod"/> لم يحصل أن اكتشفت ديناصورات عاشت في بيئة مائية أو كانت قادرة على الطيران حتى الآن،<ref name=RMetal10>{{استشهاد بدورية محكمة |الأخير=Amiot |الأول=R. |المؤلفون=Buffetaut, E.; Lécuyer, C.; Wang, X.; Boudad, L.; Ding, Z.; Fourel, F.; Hutt, S.; Martineau, F.; Medeiros, A.; Mo, J.; Simon, L.; Suteethorn, V.; Sweetman, S.; Tong, H.; Zhang, F.; and Zhou, Z. |سنة=2010 |عنوان=Oxygen isotope evidence for semi-aquatic habits among spinosaurid theropods |مسار=https://archive.org/details/sim_geology_2010-02_38_2/page/139 |صحيفة=Geology |المجلد=38 |العدد=2 |صفحات=139–142 |doi=10.1130/G30402.1| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220317142826/https://archive.org/details/sim_geology_2010-02_38_2/page/139 | تاريخ أرشيف = 17 مارس 2022 }}</ref> برغم أن الثيرابودات المريشة يُمكن أن تكون قد طوّرت مقدرة على الطيران.

=== الخصائص التشريحية المميزة ===
[[ملف:Edmontonia dinosaur.png|تصغير|يسار|ديناصور [[إدمونتونيا]]، أحد أجناس العظاءات المنصهرة أو ال[[أنكيلوصوريات]]، والذي كان له درعًا عظميًا خارجيًا، إحدى السمات المشتركة بين بضعة أنواع من الديناصورات التي عاشت في أواخر [[العصر الطباشيري]].]]
أظهرت الاكتشافات الحديثة أنه من الصعب على العلماء وضع قائمة جامعة متفق عليها لخصائص الديناصورات التشريحية المميزة، إلا أنه من المتفق عليه أن لجميع الديناصورات اختلافات معينة في [[هيكل (أحياء)|هياكلها العظمية]] عن هياكل أسلافها من [[أركوصورات|الأركوصورات]]. وقد ظهر لدى بضعة فصائل من الديناصورات المتأخرة سمات متطورة جعلتها تختلف بعض الشيء عن تلك الفصائل السابقة من ناحية بنيتها العظمية، إلا أن هذه السمات لا تجعل منها فصائل فريدة في رتبة الديناصورات، إذ أنها كانت موجودة لدى الفصائل البدائية التي ظرت في أواخر [[العصر الثلاثي]]، وانتقلت عبر [[جين|مورثاتها]] خلال الأجيال المتعاقبة إلى سليلتها، ويُطلق العلماء على السمات المشتركة بين مجموعتين تصنيفيتين تسمية «التواسم المشترك» ([[اللغة الإنجليزية|بالإنجليزية]]: Synapomorphies) ومثالها خاصية [[ذوات الدم الحار|الدم الحار]] بين [[ثدييات|الثدييات]] و[[طائر|الطيور]].

تشمل السمات الجسدية والتشريحية المشتركة عند معظم الديناصورات: عرفًا طويلاً على [[عظم عضد]]ها أو القسم العلوي من [[ذراع (توضيح)|أذرعها]] مخصص لاستيعاب العضلات الترقوية الصدرية؛ بالإضافة إلى لوح في نهاية حرقفتها، أي عظم [[حوض (توضيح)|الحوض]] الرئيسي؛ [[قصبة الساق|ظنبوبًا]] ذو حافة سفلية عريضة وشفة ناتئة نحو الخلف؛ ورباطات على عظم [[كاحل|الكاحل]] لتثبيته على الظنبوب.
[[ملف:Massospondylus Skull Steveoc 86.jpg|تصغير|رسم [[جمجمة|لجمجمة]] [[طويل الفقار|الديناصور طويل الفقرات ''ماسوسبونديلوس'']] تظهر فيها النافذات الحرارية، إحدى السمات التشريحية المشتركة بين بضعة مجموعات من [[أركوصورات|الأركوصورات]].]]
تشارك كثير من الديناصورات في عدّة سمات عظميّة أخرى، إلا أنه بسبب كون هذه السمات مشتركة بين مجموعات من [[أركوصورات|الأركوصورات]] دون الأخرى أو لم تكن مشتركة بين جميع [[فصيلة (تصنيف)|فصائل]] الديناصورات، فإن العلماء لا يعدّونها سماتًا مشتركة بين مجموعات بعيدة. فعلى سبيل المثال كان لأسلاف الديناصورات زوج من النافذات الحرارية في [[جمجمة|جمجمتها]] تقع خلف [[عين (توضيح)|أعينها]]، مخصصة لتعديل حرارة جسدها كما للكثير من الزواحف المعاصرة، بصفتها ثنائية الثقوب (ذات فجوتين في جمجمتها إحداها تقع أعلى العين والثانية أسفلها)، كذلك كانت لها فجوات إضافية على [[ثقوب الجمجمة|الخطم]] و[[فك|الفك السفلي]] بوصفها أركوصورات.<ref name=TRHJ00>{{استشهاد بكتاب|مؤلف=Holtz, Jr., T.R. |سنة=2000|الفصل=Classification and evolution of the dinosaur groups |محرر=Paul, G.S. (ed.) |عنوان=The Scientific American Book of Dinosaurs|مسار=https://archive.org/details/scientificameric0000unse_z5s3 |ناشر=St. Martin's Press|صفحات=[https://archive.org/details/scientificameric0000unse_z5s3/page/140 140]–168|ردمك=0-312-26226-4| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220308150406/https://archive.org/details/scientificameric0000unse_z5s3 | تاريخ أرشيف = 8 مارس 2022 }}</ref> كذلك كان العلماء يعتقدون أن سماتًا أخرى تعدّ مشتركة بين الديناصورات وكائنات أخرى، لكن الأبحاث الحديثة أظهرت أن هذه السمات ظهرت قبل الديناصورات، أو لم تتطور عند تلك البدائية منها، ومن ثم تطورت عند المجموعات اللاحقة بشكل منفصل، ومن هذه السمات: [[عظم الكتف|عظم كتف]] طويل، و[[عجز (تشريح)|عجز]] يتألف من 3 فقرات أو أكثر؛ وتجويف في [[ورك]]ها.<ref name=LARB99>{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف=Langer, M.C., Abdala, F., Richter, M., and Benton, M.J. |سنة=1999|عنوان=A sauropodomorph dinosaur from the Upper Triassic (Carnian) of southern Brazil|صحيفة=Comptes Rendus de l'Academie des Sciences, Paris: Sciences de la terre et des planètes|المجلد=329|صفحات=511–517}}</ref> يواجه العلماء صعوبة أخرى في تحديد الخصائص التشريحية الخاصة بالديناصورات تتمثل في أن تلك البدائية منها تتشابه مع أركوصورات عديدة أخرى من عدّة نواح، أو أنه يُعرف بشأنها قليلٌ من المعلومات، لدرجة جعلت الكثيرين يخلطون بينها منذ زمن.<ref name=NIP07>{{استشهاد بدورية محكمة |الأخير=Nesbitt |الأول=Sterling J. |سنة=2007 |عنوان=A critical re-evaluation of the Late Triassic dinosaur taxa of North America |صحيفة=Journal of Systematic Palaeontology |المجلد=5 |العدد=2 |صفحات=209–243 |doi=10.1017/S1477201907002040 |مؤلف2-الأخير=Irmis |مؤلف2-الأول=Randall B. |مؤلف3-الأخير=Parker |مؤلف3-الأول=William G.}}</ref>
[[ملف:Sprawling and erect hip joints - horiz ar.png|تصغير|يمين|مقارنة بين قوائم الديناصورات والكائنات القريبة منها.]]
كانت الديناصورات ذات [[ساق|قوائم]] منتصبة كما معظم [[ثدييات|الثدييات]] المعاصرة، وبهذا فإنها تختلف عن أغلبية [[زواحف|الزواحف]] الأخرى التي تمتلك قوائمًا منبطحة.<ref>استطاع العلماء تمييز هذه الخاصية قبل سنة 1909: {{استشهاد ويب |عنوان=Dr. Holland and the Sprawling Sauropods |مسار=http://hmnh.org/library/diplodocus/holland1910.html| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20120219050242/http://www.hmnh.org/library/diplodocus/holland1910.html | تاريخ أرشيف = 19 فبراير 2012 |url-status=dead}} بالإمكان الاطلاع على النقاشات التي دارت بشأن العديد من الرسومات الافتراضية في {{استشهاد بكتاب |عنوان=Hot Blooded Dinosaurs |مؤلف=Desmond, A. |ناشر=DoubleDay |سنة=1976 |ردمك=0385270631}}</ref> ويقول العلماء أن الوضعيّة المنتصبة هذه إنما هي نتيجة امتلاكها تجويفًا أفقيًا في [[حوض (توضيح)|حوضها]] مواجهًا للأمام يقابله نتوء داخلي كبير على عظم [[فخذ|الفخذ]].<ref name="مولد تلقائيا4">{{استشهاد بكتاب|مؤلف=Benton, M.J.|سنة=2004|عنوان=Vertebrate Paleontology|ناشر=Blackwell Publishers|صفحات=xii-452|ردمك=0-632-05614-2|no-pp=true}}</ref> سمحت هذه الوضعية للديناصورات أن [[تنفس|تتنفس]] بسهولة أثناء ترحالها، الأمر الذي يُحتمل أنه سمح بازدياد قدرة تحملها ودرجة نشاطها بمقدار لا تستطيع الزواحف الأخرى «المنبطحة» الوصول إليه، بسبب بنيتها العظمية المختلفة.<ref name="مولد تلقائيا5">{{استشهاد بكتاب |الأخير=Cowen |الأول=Richard |عنوان=History of Life |مسار=https://archive.org/details/historylife00cowe |طبعة=4th |الفصل=Dinosaurs |ناشر=Blackwell Publishing |ردمك=1405117567 |صفحات=[https://archive.org/details/historylife00cowe/page/n165 151]–175 |سنة=2004 |oclc=53970577| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220407153300/https://archive.org/details/historylife00cowe | تاريخ أرشيف = 7 أبريل 2022 }}</ref> يُحتمل أيضًا أن تكون القوائم المنتصبة قد ساعدت على نشوء وتطوّر الديناصورات العملاقة، بما أنها تخفف من الضغط على الأضلع وتقوسها الذي يتسبب به الطول والوزن الزائد.<ref name="مولد تلقائيا6">{{استشهاد بدورية محكمة |الأخير=Kubo |الأول=T. |سنة=2007 |عنوان=Evolution of hindlimb posture in archosaurs: limb stresses in extinct vertebrates |صحيفة=Palaeontology |المجلد=50 |العدد=6 |صفحات=1519–1529 |doi=10.1111/j.1475-4983.2007.00723.x |مؤلف2-الأخير=Benton |مؤلف2-الأول=Michael J.}}</ref> كان لبعض [[أركوصورات|الأركوصورات]] من غير الديناصورات قوائمًا منتصبة، لكنها اختلفت عن قوائم الديناصورات من ناحية أنها كانت متعامدة مع الأقدام ومتوازية مع بعضها البعض، وذلك بسبب تكوين مفصل وركها، حيث أن الحرقفة كانت تُشكل لوحًا بارزًا، بدلاً من أن تمتلك نتوءًا من [[عظم فخذ|عظم الفخذ]] يركب على محجر [[ورك|الورك]]، كما الديناصورات الحقيقية.

== التاريخ والنشوء ==
=== الأصول والأسلاف ===
[[ملف:Eoraptor lunensis.jpg|تصغير|أحفور للديناصور الفجري ''أيورابتور''، إحدى أقدم [[جنس (تصنيف)|أجناس]] الديناصورات، في إحدى مواقع الحفريات [[الأرجنتين|بالأرجنتين]].]]
اعتقد العلماء لفترة طويلة أن الديناصورات [[متعددة العرق|متعددة الأعراق]]، حيث كان منها العديد من المجموعات غير المرتبطة، التي تشابهت مع غيرها في بعض الأحيان كونها تعرّضت لظروف بيئية مشابهة دفعتها لتتطور في نمط متشابه.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة |مؤلف=Seeley, H.G. |سنة=1887 |عنوان=On the classification of the fossil animals commonly named Dinosauria |صحيفة=Proc R Soc London |ناشر=[[الجمعية الملكية]] |المجلد=43 |صفحات=165–171 |doi=10.1098/rspl.1887.0117}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب |مؤلف=Romer, A.S. |سنة=1956 |عنوان=Osteology of the Reptiles |ناشر=University of Chicago |ردمك=089464985X}}</ref><ref name="Ostrom1980EvidenceOfEndothermyInDinosaurs">{{استشهاد بكتاب |مؤلف=Ostrom, J.H. |سنة=1980 |الفصل=The evidence of endothermy in dinosaurs |محرر=Thomas, R.D.K. and Olson, E.C. |عنوان=A cold look at the warm-blooded dinosaurs |صفحات=82–105 |ناشر=American Association for the Advancement of Science |مكان=Boulder, CO}}</ref> إلا أن الاكتشافات الحديثة أظهرت أن كل [[نوع (تصنيف)|أنواع]] و[[فصيلة (تصنيف)|فصائل]] الديناصورات تُشكل معًا مجموعة واحدة غير متفرعة.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة |سنة=1974 |عنوان=Dinosaur monophyly and a new class of vertebrates |صحيفة=Nature |المجلد=248 |صفحات=168–172 |  doi=10.1038/248168a0 |مسار=https://www.nature.com/articles/248168a0 |مؤلف=Bakker, R. T., and Galton, P.| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20170711024502/http://www.nature.com/nature/journal/v248/n5444/abs/248168a0.html | تاريخ أرشيف = 11 يوليو 2017}}</ref>

انشقت الديناصورات عن أسلافها من [[أركوصورات|الأركوصورات]] منذ حوالي 230 مليون سنة، أي منذ أواسط حتى أواخر [[العصر الثلاثي]]، وبهذا فإنها تكون قد ظهرت بعد 20 مليون سنة من [[انقراض البرمي-الثلاثي|حادثة انقراض العصر البرمي-الثلاثي]]، التي قضت على ما يقرب من 95% من [[كائن حي|أشكال الحياة]] على [[الأرض]]،<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف=Kump LR, Pavlov A & Arthur MA|عنوان=Massive release of hydrogen sulfide to the surface ocean and atmosphere during intervals of oceanic anoxia|مسار=https://archive.org/details/sim_geology_2005-05_33_5/page/397|صحيفة=Geology|سنة=2005|المجلد=33|العدد=5|صفحات=397–400|doi=10.1130/G21295.1| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220312230041/https://archive.org/details/sim_geology_2005-05_33_5/page/397 | تاريخ أرشيف = 12 مارس 2022 }}</ref><ref name="TannerLucas">{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف=Tanner LH, Lucas SG & Chapman MG|عنوان=Assessing the record and causes of Late Triassic extinctions|صحيفة=Earth-Science Reviews|المجلد=65|العدد=1–2|صفحات=103–139|سنة=2004|doi=10.1016/S0012-8252(03)00082-5|مسار=http://nmnaturalhistory.org/pdf_files/TJB.pdf|صيغة=PDF|تاريخ الوصول=2007-10-22 |مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20071025225841/http://nmnaturalhistory.org/pdf_files/TJB.pdf |تاريخ أرشيف = October 25, 2007}}</ref> وقد دعمت [[تأريخ إشعاعي|الدراسات الإشعاعية لتحديد عمر طبقات الصخور]] التي حوت [[مستحاثة|المستحثات]] الخاصة بجنس الديناصور الفجري ''أيورابتور''، وهو أحد أكثر أجناس الديناصورات بدائيةً، دعمت هذه النظرية سالفة الذكر.<ref name="Sereno1999">{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف=Sereno PC|عنوان=The evolution of dinosaurs|سنة=1999|صحيفة=Science|المجلد=284|العدد=5423|صفحات=2137–2147|doi=10.1126/science.284.5423.2137|pmid=10381873}}</ref> يقول علماء الأحياء القديمة أن الأيورابتور يشابه السلف المشترك لكل الديناصورات؛ وإن ثبتت صحة هذه النظرية فإن هذا يفيد بأن الديناصورات البدائية كانت [[افتراس|مفترسات]] صغيرة الحجم ذات قائمتين.<ref name=SFRM93>{{استشهاد بدورية محكمة |الأخير=Sereno |الأول=P.C. |مؤلف-وصلة=Paul Sereno |سنة=1993 |عنوان=Primitive dinosaur skeleton from Argentina and the early evolution of Dinosauria |صحيفة=Nature |المجلد=361 |صفحات=64–66|doi=10.1038/361064a0 |مؤلف2-الأخير=Forster |مؤلف2-الأول=Catherine A. |مؤلف3-الأخير=Rogers |مؤلف3-الأول=Raymond R. |مؤلف4-الأخير=Monetta |مؤلف4-الأول=Alfredo M.}}</ref> أظهرت بعض الاكتشافات [[طيريات الرقبة|لديناصورات طيرية العنق]] في طبقات العصر الثلاثي [[الأرجنتين|بالأرجنتين]] أن هذه الحيوانات كانت بالفعل مفترسات صغيرة ذات قائمتين، الأمر الذي يدعم النظرية سالفة الذكر.

كانت الموائل الأرضية مأهولة بأنواع عديدة من [[أركوصورات|الأركوصورات]] الأولى والزواحف شبيهة الثدييات خلال الزمن الذي ظهرت فيه الديناصورات، ومن هذه الكائنات: السحالي العقابية أو [[أيتوصوريات|الأيتوصورات]] {{لات|Aetosauria}}، و[[كلبيات الأسنان]] {{لات|Cynodontia}}. انقرضت معظم هذه الحيوانات أثناء [[العصر الثلاثي]] في حدثيّ انقراض كبيرين، فمن المعروف أنه خلال القسمين الثاني والثالث من الدور الأول للعصر الثلاثي، أي منذ حوالي 215 مليون سنة، انقرض الكثير من تلك الكائنات البدائية، ومن ثم وقعت حادثة انقراض أخرى منذ حوالي 200 مليون سنة هي حادثة [[انقراض الثلاثي-الجوراسي|انقراض العصر الثلاثي-الجوراسي]]، وفيها اندثر ما تبقى من الأركوصورات البدائية، وخلت الأرض لشبيهات التماسيح والديناصورات [[ثدييات|والثدييات]] و[[تيروصور|الزواحف المجنحة]] و[[سلحفاة|السلحفيات]].
[[ملف:Herrerasaurusskeleton.jpg|تصغير|[[هيكل (أحياء)|هيكلين عظميين]] لفصيلتين مختلفتين من الديناصورات البدائية: ديناصور هيريرا ''هيريراصور'' (الكبير)، الديناصور الفجري ''أيورابتور'' (الصغير)، بالإضافة إلى [[جمجمة]] للديناصور المفلطح ''بلاتيوصور''.]]
أخذت الديناصورات تتنوع وتتفرع [[فصيلة (تصنيف)|لفصائل]] مختلفة وأشكال وأحجام عديدة خلال المراحل الأخيرة من [[العصر الثلاثي]]، وذلك عن طريق سيطرتها على الموائل الطبيعية التي فرغت من قاطنتها، ولعبها لذات الدور البيئي التي لعبته الحيوانات السابقة لها. كان العلماء يعتقدون أن الديناصورات ساهمت في تسريع وتيرة [[انقراض]] الحيوانات البرية الأخرى التي عاصرتها خلال العصر الثلاثي بسبب أن الأخيرة لم تقو على منافستها، فتناقصت أعدادها كنتيجة لهذا، وحلت الديناصورات بدلاً منها، إلا أن هذه النظرية تبدو الآن أقل واقعيةً لأسباب مختلفة: فسجل [[مستحاثة|المستحاثات]] لا يُظهر نموًا سريعًا وازدهارًا كبيرًا في أعداد وفصائل الديناصورات خلال تلك الفترة كما توقع العلماء؛ بل يظهر بأنها كانت لا تزال نادرة في بداية الدور الأول من أواخر العصر الثلاثي حيث تراوحت نسبتها بين 1% و 2% من إجمالي الحيوانات التي كانت موجودة آنذاك، أما في الدور الثاني من أواخر ذلك العصر، تفيد المستحاثات أن أعدادها قد ارتفعت وفصائلها قد ازدادت، حيث تراوحت نسبتها بين 50% و 90% من إجمالي الحيوانات. كذلك كان العلماء يقولون أن الوضعية المنتصبة للديناصورات البدائية كانت عاملاً مساعدًا جعلها تتفوق على معظم الكائنات الأخرى رباعية القوائم، إلا أنه يُعرف الآن أن هذه الخاصية كانت موجودة عند الكثير من الحيوانات التي عاصرت أوائل عهد الديناصورات، ولم تكن سمة مميزة لمجموعة كائنات واحدة. أخيرًا فإن الأحافير تُظهر انفجارًا في أشكال الحياة حصل في أواخر العصر الثلاثي وأدى إلى بروز بعض مجموعات الحيوانات، مثل مجموعة «[[رصغيات الساق|مصلبة الكاحلين]]» {{لات|Crurotarsi}} التي لم يبق من رتبها وصفوفها اليوم إلا [[تمساحيات|التمساحيات]]، التي كانت أكثر تنوعًا من الديناصورات بكثير، وبحسب الظاهر فإن هكذا مجموعات متنوعة وكبيرة من شأنها أن تهيمن على المجموعات الأقل عددًا وتنوعًا، لذا فإن نشوء وارتقاء الديناصورات حتى أصبحت هي الكائنات المسيطرة على [[الأرض]] كان بفعل «الحظ» أكثر من تفوقها، كما يفيد العلماء من أنصار هذا الاتجاه.<ref name="SBetal08">{{استشهاد بدورية محكمة|الأخير=Brusatte|الأول=S.L.|سنة=2008|عنوان=Superiority, competition, and opportunism in the evolutionary radiation of dinosaurs|صحيفة=Science|المجلد=321|العدد=5895|صفحات=1485–1488 |doi=10.1126/science.1161833|pmid=18787166|مؤلف2-الأخير=Benton|مؤلف2-الأول=MJ|مؤلف3-الأخير=Ruta|مؤلف3-الأول=M|مؤلف4-الأخير=Lloyd|مؤلف4-الأول=GT}}</ref>

=== تراجع التنوّع خلال العصر الطباشيري ===
[[ملف:Macronaria scrubbed enh.jpg|تصغير|يمين|أربعة أجناس من طويلات العنق صغيرة الخيشوم، أحد أبرز مجموعات الديناصورات تنوعًا خلال [[العصر الجوراسي]]: من اليسار إلى اليمين [[كاماراصور|الديناصور المحجري ''كماراصور'']]، الديناصور الذراعي ''براكيوصور''، الديناصور الزرافي العملاق ''جيرافاتايتن''، و''اليوليوبوس''.]]
[[ملف:Ornithopods jconway.jpg|تصغير|عدد من الديناصورات طيرية الحوض، تعدّ هذه المجموعة أكثر مجموعات [[العصر الطباشيري]] تنوعًا وآخر ما ظهر من مجموعات الديناصورات. أقصى اليسار: الديناصور المنحني ''كامبتوصور''، اليسار: ديناصور سن الإغوانة ''إغوانودون''، وسط الخلفية: ديناصور شاندونغ ''شاندونجوصور''، وسط المقدمة: ديناصور البلوط ''درايوصور''، اليمين: الديناصور ذي الخوذة ''كوريثوصور''، أقصى اليمين (الصغير): الديناصور متفاوت الأسنان ''هيترودونتوصور''، أقصى اليمين (الضخم) ''التينونتوصور''.]]
تفيد [[إحصاء|التحليلات الإحصائية]] المستندة إلى بعض المعلومات غير المدروسة، إلى أن الديناصورات ازداد تنوعها خلال أواخر [[العصر الطباشيري]]، حيث ظهرت فيها أجناس جديدة تفرعت إلى [[فصيلة (تصنيف)|فصائل]] و[[نوع (تصنيف)|أنواع]] كثيرة. إلا أنه في عام [[2008]]، قال بعض العلماء أن هذا الكلام غير دقيق، وإن ما قيل حول تنوع الديناصورات في تلك الفترة إنما هو نتيجة خطأ علمي، وأفادوا أن الديناصورات لم يظهر فيها سوى مجموعتين جديدتين في أواخر العصر الطباشيري هما بطيّات المنقار أو الهادروصورات، وذوات القرون أو السحالي القرناء. يفيد العلماء أن ما كبح ظهور مجموعات جديدة من الديناصورات هو تطوّر [[نبات|النباتات]]، ففي أواسط العصر الطباشيري أصبحت [[كاسيات البذور|النباتات المزهرة مغطاة البذور]] جزءًا مهمًا من [[نظام بيئي|النظام البيئي]] العالمي، وانتشرت على سطح [[الأرض|الكرة الأرضية]] مستبدلة عاريات البذور مثل الصنوبريات، ويدل براز الديناصورات المتحجر أن هذه الكائنات استمرت تقتات على [[عاريات البذور|النباتات عارية البذور]] بشكل أكبر من مغطاة البذور، فيما تحوّلت الكثير من [[حشرة|الحشرات]] النباتية [[ثدييات|والثدييات]] إلى الاقتيات على مصدر الغذاء الجديد، وفي الوقت نفسه حصل انفجار في أنواع [[سحلية|السحالي]] و[[أفعى|الأفاعي]] [[تمساحيات|والتمساحيات]] و[[طائر|الطيور]]، فأخذت فصائل جديدة منها تظهر وتزدهر وتحل مكان الديناصورات شيءًا فشيئًا. يقول بعض العلماء أن فشل الديناصورات في التنوع والارتقاء في الوقت الذي كان فيه النظام البيئي حولها يتغيّر، حكم عليها بالانقراض بعد بضعة ملايين السنين.<ref name="LloydDavisPisaniEtAl2008DinosAndKTR">{{استشهاد بدورية محكمة
|عنوان=Dinosaurs and the Cretaceous Terrestrial Revolution
|مؤلف=Lloyd, G.T., Davis, K.E., Pisani, D
|صحيفة=Proceedings of the Royal Society: Biology |تاريخ=22 July 2008
|pmid=18647715
|pmc=2603200 |doi=10.1098/rspb.2008.0715
|مسار= http://journals.royalsociety.org/content/7k63203q852h4006/ |تاريخ الوصول=2008-07-28
|المجلد=275
|العدد=1650
|صفحات=2483–90
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200405141855/http://journals.royalsociety.org/content/7k63203q852h4006/|تاريخ أرشيف=2020-04-05}} The URL contains links to all the content, and it's all free.</ref>

=== التصنيف العلمي ===
تُصنّف الديناصورات، بما فيها [[طائر|الطيور]]، على أنها [[أركوصورات]] ومثلها كمثل [[زواحف|الزواحف]]. وتتميز الأركوصورات [[جمجمة|بجماجم]] «قنطريّة»، أي أنها تمتلك فجوات أو «نافذات» حرارية قنطرية أو قوسيّة في الموقع الذي تتصل فيه عضلات الوجه بالجمجمة، بالإضافة إلى نافذة أخرى قبمحجرية تقع في مواجهة [[عين (توضيح)|العينين]]، وهذه السمات مشتركة بين الديناصورات ومعظم الزواحف المعاصرة والطيور. تتشارك الديناصورات في سمات تشريحية عديدة أخرى مع غيرها من الأركوصورات، لعلّ أبرزها هو [[أسنان (توضيح)|الأسنان]] التي تنمو من أغمد عوض أن تكون امتداد مباشر لعظم [[فك|الفك]]، وبالمقابل فهي تختلف عن غيرها من الأركوصورات بشكل بارز من ناحية مشيتها، فقوائم الديناصورات تمتد مستقيمةً أسفل جسدها، في حين أن قوائم [[سحلية|السحالي]] [[تمساحيات|والتمساحيات]] مفلطحة، تبدو للناظر وكأنها تنبثق من جانبها.

يُصنف عدد من العلماء الديناصورات [[رتبة عليا (تصنيف)|كطبقة]] أو [[فرع حيوي]] آخر غير مُسمّى بعد. تُقسم الديناصورات إلى رتبتين: [[سحليات الورك|سحلية الحوض]] و[[طيريات الورك|طيرية الحوض]]، وفقًا لبنية [[حوض (تشريح)|حوضها]]. تضم رتبة سحلية الحوض تلك [[أصنوفة|الأصنوفات]] التي تتشارك في أحد أسلافها مع [[طائر|الطيور المعاصرة]] عوض طيرية الحوض، وتضم الأخيرة جميع الأصنوفات التي تتشارك في أحد أسلافها مع [[تريسيراتوبس|الديناصور ثلاثي القرون ''ترايسيراتوبس'']] عوض سحلية الحوض. حافظت الديناصورات سحلية الحوض على بنية ورك أسلافها، حيث بقي [[ناحية عانية|عظم العانة]] مواجهًا للأمام، على الرغم من أن بعض [[فصيلة (تصنيف)|الفصائل]] و[[نوع (تصنيف)|الأنواع]] المنتمية لهذه الرتبة طوّرت بعض السمات الخاصة بها في وقت لاحق، مثل [[هيريراصوريات|الديناصورات الهيراريّة]] {{لات|Herrerasauridae}}<ref name=GSP88>{{استشهاد بكتاب|الأخير=Paul |الأول=G.S. |سنة=1988 |عنوان=Predatory Dinosaurs of the World |مسار=https://archive.org/details/predatorydinosau00paul_114 |مكان=New York |ناشر=Simon and Schuster |صفحات=[https://archive.org/details/predatorydinosau00paul_114/page/n245 248]–250|ردمك=0671619462| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220407083555/https://archive.org/details/predatorydinosau00paul_114 | تاريخ أرشيف = 7 أبريل 2022 }}</ref> و[[عظائيات حاصدة|الديناصورات البليدة]] {{لات|Therizinosauroidea}}<ref name="clarketal2004">Clark, J.M., Maryanska, T., and Barsbold, R. (2004). "Therizinosauroidea", in ''The Dinosauria'', 2nd ed. 151–164.</ref> و[[درومايوصوريات|الديناصورات السريعة]] {{لات|Dromaeosauroidea}}<ref name="مولد تلقائيا7">Norell, M.A., and Makovicky, P.J. (2004). "Dromaeosauridae", in ''The Dinosauria'', 2nd ed. 196–210.</ref> والطيور،<ref name=KP04/> حيث أصبحت عانتها أضيق أو أوسع بدرجات مختلفة. تضم رتبة [[سحليات الورك|سحليات الحوض]] [[وحشيات الأرجل|الديناصورات الثيروبودية]] و[[أشباه سحليات الأرجل|شبيهات طويلة العنق]] {{لات|Sauropodomorpha}}.
[[ملف:Dino evol 1 modificated ar.png|مركز|600بك]]
<div style="text-align: center;">'''أ'''. الديناصور الفجري ''إيورابتور''، أحد أقدم الديناصورات سحلية الحوض، '''ب''' ديناصور ليسوتو ''ليسوتوصور''، من أقدم الديناصورات طيرية الحوض، '''جـ''' حوض ديناصور صليب الجنوب ''ستوريكوصور'' (حوض سحليّ)، '''د''' حوض ''الليسوتوصور'' (حوض طيريّ)</div>
تميزت الديناصورات طيرية الحوض بحوض شديد الشبه بحوض [[طائر|الطيور]]، حيث كانت عظام عانتها ذيلية الشكل تتجه نحو الخلف كما الطيور، كذلك تُظهر [[مستحاثة|المستحاثات]] أن عددًا كبيرًا من هذه الحيوانات كان يمتلك زائدةً أو «حدبة» عظميّة تتجه نحو الأمام. ضمّت هذه الفئة من الديناصورات أنواعًا عديدة من العواشب الضخمة.

استنادًا إلى المدونة الدولية لتسميات الحيوان، يمكن القول أن ما بين 630 إلى 650 نوعًا من الديناصورات كانت تعيش على وجه البسيطة منذ ملايين السنين، وما زال العلماء يقومون باكتشافات جديدة كل سنة تضيف أنواعًا وفصائل جديدة إلى القائمة الموجودة. يُلاحظ أن أكثر من نصف الديناصورات المكتشفة غير ممثل إلا بعينة واحدة وغالبًا ما تكون غير مكتملة، كذلك فإن أقل من 20% من الأنواع المصنفة غير معروفة إلا عن طريق 5 عينات أو أقل حتى. يحوي الجدول التالي المجموعات الأساسية من الديناصورات بالإضافة لبعض الأجناس والفصائل:
{| border="1" width=100% style="text-align:center;border-collapse: collapse;border:1px solid #111;"
| rowspan="9" |'''[[سحليات الورك|سحليّة الورك]]'''
| colspan="4" |
{| border="0" width=100%
| align=center|[[هيريراصوريات|الديناصورات الهيراريّة]]
| align=center|[[ملف:Herrerasil.jpg|100بك]] 
|align=center bgcolor="#eeeecc" width=130| [[هيريراصور|الهيريراصور]]<br />[[ستوريكوصور|الستوريكوصور]]
|}
|-
| rowspan="4" align=center| [[وحشيات الأرجل|الديناصورات الثيروپودية]]
| colspan="3" |
{| border="0" width=100%
| align=center|[[سيلوفايسيات|الديناصورات الحلقية]]
| align=center|[[ملف:Coelophysis silhouette.jpg|100بك]] 
|align=center bgcolor="#eeeecc" width=130| [[سيلوفايسس|السويلوفيسس]]<br />[[ليلينستيرنوس|الليلينستيرنوس]]<br />[[دايلوفوصور|الدايلوفوصور]]
|}
|-
| rowspan="3" align=center| [[وحشيات الأرجل الحديثة|الثيروپوديات الحديثة]]
| colspan="2" |
{| border="0" width=100%
| align=center| [[سيراتوصوريات|الديناصورات القرناء]]
| align=center| [[ملف:Ceratosil.jpg|100بك]] 
|align=center bgcolor="#eeeecc" width=130| [[سيراتوصور|السيراتوصور]]<br />[[ماجونغاصور|الماجونغاصور]]<br />[[كارنوتوروس|الكارنوتور]]
|}
|-
| rowspan="2" align=center| [[صلبات الذيل|الديناصورات صلبة الذيل]]
|
{| border="0" width=100%
| align=center| [[ميجالوصورات|الديناصورات العظمى]]
| align=center| [[ملف:Spinosil.jpg|100بك]]
|align=center bgcolor="#eeeecc" width=130| [[سبينوصور|السپينوصور]]<br />[[سوكوميمس|السوكوميمس]]<br />[[تورفوصور|التورڤوصور]]
|}
|-
|
{| border="0" width=100%
| align=center| [[وحشيات الأرجل الطيرية|الثيروپودات الطيرية]]
| align=center| [[ملف:Tyrannosaurus silhouette.jpg|100بك]]
|align=center bgcolor="#eeeecc" width=130| [[ألوصور|الألوصور]]<br />[[تيرانوصور|التيرانوصور]]<br />[[فيلوسيرابتور|الڤيلوسيراپتور]]
|}
|-
| rowspan="4" align=center| [[أشباه سحليات الأرجل|شبيهات طويلة العنق]]
| colspan="3" |
{| border="0" width=100%
| align=center|[[عظائيات الأرجل البدائية|طويلات العنق الأوليّة]]
| align=center|[[ملف:Massospondylus silhouette.jpg|100بك]] 
| bgcolor="#eeeecc" align=center width=130| [[أنشيصور|الأنشيصور]]<br />[[عظاءة مسطحة|البلاتيوصور]]<br />[[طويل الفقار|الماسوسپونديلوس]]
|}
|-
| rowspan="3" align=center|[[سحليات الأرجل|طويلات العنق]]
| colspan="2" |
{| border="0" width=100%
| align=center| طويلات العنق [[قاعدي (تصنيف)|القاعدية]]
| align=center|[[ملف:Basal sauropod silhouette.jpg|100بك]] 
| bgcolor="#eeeecc" align=center width=130| [[مامنتشيصور|المامنتشيصور]]<br />[[شونوصور|الشونوصور]]<br />[[أوميصور|الأوميصور]]
|}
|-
| rowspan="2" align=center|[[عظائيات الأرجل الحديثة|طويلات العنق الحديثة]]
|
{| border="0" width=100%
| align=center| [[دبلودوكينات|الديناصورات الطويلة]]
| align=center| [[ملف:Diplosil.jpg|100بك]]
| align=center bgcolor="#eeeecc" align=center width=130| [[ديبلودوكس|الديپلودوكس]]<br />[[أباتوصور|الأپاتوصور]]<br />[[عظاءة أمارغا|الأمارغاصور]]
|}
|-
|
{| border="0" width=100%
| align=center| [[كبيرات المنخر]]
| align=center| [[ملف:Brachiosaurus silhouette.svg|100بك]]
| align=center bgcolor="#eeeecc" align=center width=130| [[براكيوصور|البراكيوصور]]<br />[[كاماراصور|الكاماراصور]]<br />[[أمبيلوصور|الأمبيلوصور]]
|}
|-
| rowspan="8" | '''[[طيريات الورك|طيريّة الورك]]'''
| colspan="4" |
{| border="0" width=100%
| align=center| [[هيترودونتوصوريات|الديناصورات متفاوتة الأسنان]]
| align=center| [[ملف:Heterodontosaurus silhouette.jpg|50بك]] 
| align=center bgcolor="#eeeecc" width=130|ال[[هيترودونتوصور|الهيترودونتوصور]]<br />[[أبريكتوصور|الأبريكتوصور]]
|}
|-
| rowspan="7" align=center| [[عظائيات وجنية|الديناصورات الوجنيّة]]
| rowspan="3" align=center| [[ديناصورات مدرعة|المدرّعات]]
| colspan="2" |
{| border="0" width=100%
| align=center| المدرعات [[قاعدي (تصنيف)|القاعدية]]
| align=center| [[ملف:Scelidosaurus silhouette.jpg|100بك]]
| align=center bgcolor="#eeeecc" width=130| [[سيليدوصور|السيليدوصور]]<br />[[سكوتيللوصور|السكوتيللوصور]]
|}
|-
| rowspan="2" align=center| [[عريضات الأرجل|عريضة الأرجل]]
| align=right |
{| border="0" width=100%
| align=center| [[ستيغوصوريات|الديناصورات المغطاة]]
| align=center| [[ملف:Stegosaurus silhouette.jpg|100بك]]
| align=center bgcolor="#eeeecc" width=130| [[ستيغوصور|الستيجوصور]]<br />[[كنتروصور|الكنتروصور]]<br />[[هويانغوصور|الهويانغوصور]]
|}
|-
| align=right |
{| border="0" width=100%
| align=center| [[أنكيلوصوريات|الديناصورات المنصهرة]]
| align=center| [[ملف:Ankylosaurus silhouette01.jpg|100بك]]
| align=center bgcolor="#eeeecc" width=130| [[يوبلوسيفالس|اليوپلوسيفالس]]<br />[[إدمونتونيا|الإدمونتونيا]]<br />[[أنكيلوصور|الأنكيلوصور]]
|}
|-
| rowspan="4" align=center|[[سيرابودا|قرناء الورك]]
| rowspan="2" align=center|[[هامشيات الرأس|مهدبة الرأس]]
| align=right |
{| border="0" width=100%
| align=center| [[عظائيات سميكة الرأس|سميكة الرأس]]
| align=center| [[ملف:Pachycephalosauria silhouette.png|100بك]]
| align=center bgcolor="#eeeecc" width=130| [[دراكوركس|الدراكوركس]]<br />[[ستيجيمولوك|الستيجيمولوك]]<br />[[باكيسيفالوصور|پاكيسيفالوصور]]
|}
|-
| align=right |
{| border="0" width=100%
| align=center| [[مثيلات قرنيات الوجه|ذوات القرون]]
| align=center| [[ملف:Protoceratops silhouette.jpg|100بك]]
| align=center bgcolor="#eeeecc" width=130| [[تريسيراتوبس|التريسيراتوبس]]<br />[[بروتوسيراتوبس|الپروتوسيراتوپس]]<br />[[توروصور|التوروصور]]
|}
|-
| rowspan="2" align=center| [[طيريات الأرجل|طيرية الأرجل]]
| align=right |
{| border="0" width=100%
|align=center| طيرية الأرجل القاعدية 
|align=center| [[ملف:Hypsilophodon silhouette.jpg|70بك]]
|align=center bgcolor="#eeeecc" width=130| [[هيبسيلوفودون|الهيپسيلوفودون]]<br />[[أغيليصور|الأجيليصور]]<br />[[ليلياناصورا|الليلياناصورا]]
|}
|-
| align=right |
{| border="0" width=100%
|align=center|[[إغواندونيات|ذوات الأسنان الإجوانية]]
|align=center|[[ملف:Parasaurolophus silhouette.jpg|100بك]]
|align=center bgcolor="#eeeecc" width=130| [[إغواندون|الإجوانودون]]<br />[[إدمونتوصور|الإدمونتوصور]]<br />[[باراصورولوفوس|الپاراصورولوفوس]]
|}
|}

=== التطور ===
[[ملف:Evolution of dinosaurs AR.png|تصغير|يسار|370px|شجرة عرقية تُظهر تطور ونشوء الفروع المختلفة من الديناصورات.]]
ارتبط تطور الديناصورات بعد نهاية [[العصر الثلاثي]] بتطور [[نبات|النباتات]] وبزحل [[قارة|القارّات]]، ففي أواخر ذاك العصر وعند بداية [[العصر الجوراسي]]، كانت جميع قارّات العالم متصلة ببعضها البعض وتُشكل قارة عظمى تُعرف باسم قارة «بانجيا»، وكانت جمهرة الديناصورات مكونة بمعظمها من اللواحم الحلقية وطويلات العنق الأولية العاشبة،<ref name=HCL04>{{استشهاد بكتاب |الأخير=Holtz |الأول=Thomas R., Jr. |المؤلفون=Chapman, Ralph E.; and Lamanna, Matthew C. |محرر=Weishampel, David B.; Dodson, Peter; and Osmólska, Halszka (eds.)|عنوان=The Dinosauria |مسار=https://archive.org/details/dinosauriandedit00weis |طبعة=2nd |سنة=2004|ناشر=University of California Press |مكان=Berkeley |ردمك=0-520-24209-2 |صفحات=[https://archive.org/details/dinosauriandedit00weis/page/n645 627]–642 |الفصل=Mesozoic biogeography of Dinosauria| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220531011300/https://archive.org/details/dinosauriandedit00weis | تاريخ أرشيف = 31 مايو 2022 }}</ref> كذلك سيطرت على الأرض غابات من [[عاريات البذور|الأشجار عارية البذور]]، وبشكل خاص ال[[صنوبر]]يات، التي شكلت غذاءً بارزًا [[حيوانات عاشبة|للعواشب]]. افتقدت طويلات العنق الأولية إلى الآليات المعقدة اللازمة في الفم لمعالجة أوراق الصنوبريات الإبريّة، لذا كانت تبتلعه كاملاً، ويُحتمل أن تكون قد امتلكت بعض الخاصيّات الأخرى في [[أمعاء|قناتها الهضميّة]] لتجزئة الطعام وتكسيره إلى العناصر الغذائية اللازمة لبقائها.<ref name="مولد تلقائيا8">{{استشهاد بكتاب |الأخير=Fastovsky |الأول=David E. |المؤلفون=and Smith, Joshua B. |محرر=Weishampel, David B.; Dodson, Peter; and Osmólska, Halszka (eds.)|عنوان=The Dinosauria |مسار=https://archive.org/details/dinosauriandedit00weis |طبعة=2nd |سنة=2004|ناشر=University of California Press |مكان=Berkeley |ردمك=0-520-24209-2 |صفحات=[https://archive.org/details/dinosauriandedit00weis/page/n632 614]–626 |الفصل=Dinosaur paleoecology| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220531011300/https://archive.org/details/dinosauriandedit00weis | تاريخ أرشيف = 31 مايو 2022 }}</ref> استمرت الديناصورات متجانسة ومتماثلة طيلة أواسط وحتى أواخر العصر الجوراسي، حيث كانت المفترسات من السيراتوصوريات وال[[سبينوصوريات]] وال[[كارنوصوريات]] تنتشر في مختلف المناطق، إلى جانب عواشب ضخمة ممثلة بالديناصورات المغطاة أو الستيغوصوريات وطويلات العنق أو الصوروبوديات. ومن الأماكن التي تُظهر هذا التجانس في أنواع وأجناس ديناصوراتها على الرغم من بعدها عن بعضها حاليًا: تكوين موريسون في ولاية [[كولورادو]] في [[الولايات المتحدة]]، وتكوين تنداجورو في [[تنزانيا]]. وحدها ديناصورات [[الصين]] من تلك الحقبة تُظهر اختلافًا عن باقي الديناصورات التي عاصرتها، حيث كان منها [[وحشيات الأرجل|لواحم ثيروبوديّة]] متخصصة في أنواع معينة فقط من الطرائد، وطويلات عنق لا نمطيّة مثل ديناصور ال[[مامنتشيصور]].<ref name=HCL04/> أخذت الديناصورات المنصهرة، أو الأنكيلوصوريات، تصبح أكثر شيوعًا خلال أواخر العصر الجوارسي، وكذلك الحال بالنسبة للديناصورات طيرية الورك، وبحلول ذلك الوقت كانت طويلات العنق الأوليّة قد انقرضت، وأصبحت الصنوبريات و[[سرخسيات|السراخس]] أكثر النباتات انتشارًا. كانت طويلات العنق غير قادرة على معالجة الطعام في فمها كما كان حال أسلافها، إلا أن الديناصورات طيرية الورك كانت قد طوّرت مقدرةً على تقطيع الطعام ومضغه في فمها قبل أن تبتلعه، وذلك عن طريق ظهور [[فك|أفكاك]] متحركة لها، لكن لعلّ أبرز حدث تطوريّ وقع خلال العصر الجوراسي هو ظهور [[طائر|الطيور الحقيقية]]، التي تطورت من اللواحم الحلقية.<ref name=KP04/>
[[ملف:Knight hadrosaurs.jpg|تصغير|رسم قديم لديناصورات بطيّة المنقار يعود لسنة [[1897]]، بريشة شارل روبرت نايت. كان العلماء يعتقدون في تلك الفترة أن هذه الكائنات برمائية غير قادرة إلا على مضغ نباتات المستنقعات الطريئة، وقد تبيّن فيما بعد مدى خطأ هذه النظرية وأن بطيّة المنقار كانت من أنجح المجموعات بفضل قدرتها على معالجة مختلف أنواع النباتات القاسية.]]
أخذت الديناصورات تتفرع لأشكال أكثر تنوعًا خلال أوائل [[العصر الطباشيري]] بسبب تفكك قارة [[بانجيا]] وانعزال المزيد من الجمهرات عن مثيلتها. كانت الديناصورات المنصهرة إلى جانب ذوات الأسنان الإغوانية والديناصورات الذراعية أو البراكيوصوريات، هي أول المجموعات التي انتشرت خلال فجر هذا العهد وتوزعت في مختلف أنحاء [[أوروبا]] و[[أمريكا الشمالية]] و[[شمال إفريقيا|شمال أفريقيا]]، وفي وقت لاحق استبدلت اللواحم الجوارسية الأفريقية بلواحم أوائل العصر الطباشيري العملاقة، مثل [[سبينوصور|السبينوصور]] و[[كاركارودونتوصور|الكاركارادونتوصور]]، وورثت أجناس جديدة من طويلات العنق مواطن الصوروبودات الجوارسية، ومن هذه الأجناس: الريباكيصور والتياتانوصور، التي عاشت في [[أمريكا الجنوبية]] إلى جانب [[إفريقيا|أفريقيا]]. ظهرت في آسيا خلال هذه الفترة [[فصيلة (تصنيف)|فصائل]] و[[فيلق (تصنيف)|فيالق]] جديدة من اللواحم الحلقية، لعلّ أبرزها هو الديناصورات السريعة أو الدروميوصوريات، المعروفة أكثر باسم «الكواسر»، كذلك ظهرت الترودونيات وكواسر البيض أو الأوڤيرابتورات، وأصبحت هذه مجتمعةً تُشكل مجموعة اللواحم الأساسية. أيضًا انتشرت الأنكيلوصوريات وبرزت ذوات قرون بدائية مثل الديناصور الببغائي ''سيتكوصور''، وأصبحت إحدى أبرز العواشب.<ref name=HCL04/> تُظهر المستحاثات أن الديناصورات المغطاة اختفت من على وجه الأرض خلال أواخر الدور الأول من العصر الطباشيري أو خلال أوائل الدور الأخير منه، كذلك يتبين أن النباتات المزهرة كانت قد نشأت وبدأت بالانتشار على نطاق شديد الضيق. طوّرت فصائل عديدة من الديناصورات وسائل مختلفة لمعالجة الطعام قبل ابتلاعه خلال أوائل العصر الطباشيري، فذوات القرون مثلاً طوّرت المقدرة على تقطيع النباتات بأسنانها المكدسة في صفوف، وطوّرت ذوات الأسنان الإغوانية المقدرة على طحن النبات بأسنانها، وتفوّقت في هذا المجال بطيّة المنقار. ظهرت لدى بعض طويلات العنق صفوف من الأسنان خلال هذا العصر أيضًا، ومن أبرز الأمثلة على ذلك ديناصور النيجير ''نيجيرصور''.<ref name=serenoetal07>{{استشهاد بدورية محكمة |الأخير=Sereno |الأول=P.C. |سنة=2007 |عنوان=Structural extremes in a Cretaceous dinosaur |صحيفة=PLoS ONE |المجلد=2 |العدد=11 |صفحات=e1230 |مسار=https://journals.plos.org/plosone/article?id=10.1371/journal.pone.0001230 |doi=10.1371/journal.pone.0001230 |pmid=18030355 |مؤلف2-الأخير=Wilson |مؤلف2-الأول=JA |مؤلف3-الأخير=Witmer |مؤلف3-الأول=LM |مؤلف4-الأخير=Whitlock |مؤلف4-الأول=JA |مؤلف5-الأخير=Maga |مؤلف5-الأول=A |مؤلف6-الأخير=Ide |مؤلف6-الأول=O |مؤلف7-الأخير=Rowe |مؤلف7-الأول=TA |pmc=2077925 |مؤلف8-الأخير=Kemp |مؤلف8-الأول=Tom| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20160604095953/http://www.plosone.org/article/fetchArticle.action?articleURI=info:doi/10.1371/journal.pone.0001230 | تاريخ أرشيف = 4 يونيو 2016}}</ref>
[[ملف:Nothronychus BW2.jpg|تصغير|يمين|رسم للديناصور كسلاني المخلب ''نوثرونيكوس''، أحد أجناس الديناصورات البليدة، ومن أكثر أشكال الديناصورات القارتة غرابةً. ظهر هذا الجنس خلال أواخر العصر الطباشيري، وهو يُشكل بالنسبة للبعض ذروة تطور الديناصورات.]]
[[ملف:Gallimimus 1 NHM3.jpg|تصغير|هيكل عظمي للديناصور محاكي الدجاج ''غاليمايمس'' في [[متحف التاريخ الطبيعي]] [[لندن|بلندن]]، [[المملكة المتحدة|بريطانيا]]. كانت هذه الديناصورات إحدى أبرز فصائل الديناصورات النعاميّة التي برزت أواخر [[العصر الطباشيري]].]]
سيطرت 3 [[فصيلة (تصنيف)|فصائل]] كبرى من الديناصورات على مناطق مختلفة من العالم خلال أواخر [[العصر الطباشيري]]، ففي قارة «لوراسيا»، التي تكونت من [[أمريكا الشمالية]] و[[آسيا]]، كانت الديناصورات الطغاة أو التيرانوصوريات بالإضافة لعدّة أنواع من الكواسر ذات الأيادي السالبة هي [[وحشيات الأرجل|الضواري الثيروبوديّة]] السائدة، وعاشت إلى جانبها مجموعة كبيرة من العواشب طيرية الحوض تمثلت ببطيّة المنقار وذوات القرون والديناصورات المنصهرة وسميكة الرأس. أما في القارة الجنوبية أو قارة «[[غندوانا]]» فكانت الديناصورات الأبيليّة أو الأبيليصورات هي الثيروبودات المهيمنة، وكانت التيتانوصوريات هي أكثر العواشب انتشارًا. كذلك عاشت الدروميوصوريات إلى جانب فصائل مختلفة من ذوات الأسنان الإغوانية والأنكيلوصوريات والتيتانوصوريات في أماكن مختلفة من [[أوروبا]].<ref name=HCL04/> كانت النباتات المزهرة قد أصبحت واسعة الانتشار بحلول هذه الفترة من الزمن، وأخذت [[عشب|الأعشاب]] البدائية بالظهور في نهاية العصر الطباشيري،<ref name=PSAS05>{{استشهاد بدورية محكمة |الأخير=Prasad |الأول=V. |سنة=2005 |عنوان=Dinosaur coprolites and the early evolution of grasses and grazers |صحيفة=Science |المجلد=310 |العدد=5751 |صفحات=1170–1180 |doi=10.1126/science.1118806 |pmid=16293759 |مؤلف2-الأخير=Strömberg |مؤلف2-الأول=CA |مؤلف3-الأخير=Alimohammadian |مؤلف3-الأول=H |مؤلف4-الأخير=Sahni |مؤلف4-الأول=A}}</ref> وكنتيجة لهذا التنوع في الغطاء النباتي، ازدهرت بطيّة المنقار وذوات القرون وظهرت منها أنواع مختلفة في جميع أنحاء [[أمريكا الشمالية]] و[[آسيا]]، وبطبيعة الحال ظهرت أنواع جديدة من اللواحم الثيروبوديّة لتغتنم هذا التنوع في الطرائد، وإلى جانبها ظهرت ديناصورات [[قارت]]ة فريدة من نوعها، مثل الديناصورات البليدة والديناصورات النعاميّة المعروفة أيضًا باسم «الديناصورات محاكية الطيور» {{لات|Ornithomimosauria}}.

اندثرت الديناصورات من على وجه الأرض بعد وقوع حدث [[انقراض العصر الطباشيري الباليوجيني|انقراض العصر الطباشيري-الباليوجيني]]، منذ حوالي 65 مليون سنة في نهاية [[العصر الطباشيري]]، ولم ينج منها أي نوع أو [[أصنوفة]] سوى [[طائر|الطيور]]. كذلك نجت بعض [[زواحف|الزواحف]] الأخرى ذات الجماجم القنطريّة، مثل [[تمساحيات|التمساحيات]]، [[سحلية|السحالي]]، [[أفعى|الأفاعي]]، السحالي شبيهة الزواحف، وشبيهات الغريال.<ref name=AF04>{{استشهاد بكتاب |الأخير=Archibald |الأول=J. David |المؤلفون=and Fastovsky, David E. |محرر={{Ill-WD2|Weishampel, David B.|id=Q1173620}}؛ Dodson, Peter; and Osmólska, Halszka (eds.)|عنوان=The Dinosauria |مسار=https://archive.org/details/dinosauriandedit00weis |طبعة=2nd |سنة=2004|ناشر=University of California Press |مكان=Berkeley |ردمك=0-520-24209-2 |صفحات=[https://archive.org/details/dinosauriandedit00weis/page/n690 672]–684 |الفصل=Dinosaur Extinction| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220531011300/https://archive.org/details/dinosauriandedit00weis | تاريخ أرشيف = 31 مايو 2022 }}</ref>

== الخواص الأحيائية ==
يشتق [[إحاثة (علم)|علماء الإحاثة]] و[[إحاثة (علم)|الأحياء القديمة]] معلوماتهم عن الديناصورات من مجموعة كبيرة من السجلاّت الأحفورية وغير الأحفورية، وهذه تشمل: العظام المتحجرة، [[كوبروليت|البراز المتحجر]]، آثار الأقدام المحفوظة، [[حصاة المعدة]]، طبعات [[ريشة (توضيح)|الريش]] [[جلد|والجلد]] الصخريّة، بالإضافة لبعض الأعضاء الداخلية و[[نسيج حيوي|الأنسجة الحيوية]] المحنطة تحنيطًا طبيعًا.<ref name="softtissue">{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف=Dal Sasso, C. and Signore, M. |تاريخ=1998)|عنوان=Exceptional soft-tissue preservation in a theropod dinosaur from Italy|صحيفة=Nature|المجلد=292|العدد=6674|صفحات=383–387|doi=10.1038/32884}}</ref><ref name="Schweitzer2005"/> تساهم الكثير من الدراسات الأخرى غير الأحفورية بالمساعدة على فهم هذه الكائنات وأسلوب حياتها، ومن هذه الدراسات: ال[[فيزياء]] وبشكل خاص دراسات [[ميكانيكا حيوية|الميكانيكا الحيوية]]، ال[[كيمياء]]، [[علم الأحياء]]، و[[علوم الأرض]] الأخرى غير [[إحاثة (علم)|علم الأحياء القديمة]]. كان حجم الديناصورات وسلوكها من أكثر المواضيع إثارة لاهتمام العلماء، لذا فإنها تعرضت للدراسة المكثفة وظهرت فيها نظريات عديدة خلال عقود من الزمن.

=== الحجم ===
تعدّ الديناصورات كمجموعة، إحدى أضخم الكائنات الحية التي سارت على سطح [[الأرض]] قديمًا وحديثًا، وقد بلغت بعض [[فصيلة (تصنيف)|الفصائل]] و[[نوع (تصنيف)|الأنواع]] أحجامًا ضخمة جدًا، ومن أبرز الأمثلة على ذلك: طويلات العنق أو الصوروبودات. كان أصغر طويلات العنق حجمًا لا يزال يفوق جميع الأنواع الأخرى التي شاطرته موطنه معظم عهد الديناصورات، أما أكبرها قدًا فكان يفوق جميع الكائنات الحية التي عاشت على الأرض سواءً في الدهور القديمة أو خلال الدهر الحالي، حيث لم تستطع أي دابّة أخرى أن تتفوق عليها في الحجم حتى أثناء العصر الذهبي للثدييات، عندما بلغت الأخيرة أحجامًا ضخمة، فال[[باراسيراثيريم]] أو شبه الأقرن، وهو أضخم الثدييات البريّة البائدة، لا يقترب حتى من مقارعة أكبر طويلات العنق، وكذلك الحال بالنسبة [[ماموث كولومبي|للماموث الكولومبي]]، أحد أضخم أنواع [[فيل|الفيلة]] المنقرضة. وحدها بعض الثدييات البحرية المعاصرة تقارب في حجمها حجم طويلات العنق العملاقة أو تتفق عليها، ومنها [[حوت أزرق|الحوت الأزرق]] الذي يصل وزنه إلى 173000 كيلوغرام (381000 رطل) ويزيد طوله عن 30 مترًا (100 قدم).<ref name=Cosewic>{{استشهاد ويب|مسار=https://wildwhales.org/cetaceans/blue/sr_blue_whale_e.pdf.pdf|صيغة=PDF|ناشر=Committee on the Status of Endangered Wildlife in Canada|سنة=2002|عنوان=Assessment and Update Status Report on the Blue Whale ''Balaenoptera musculus''|تاريخ الوصول=2007-12-05| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20071202155151/http://www.wildwhales.org/cetaceans/blue/sr_blue_whale_e.pdf.pdf| تاريخ أرشيف = December 2, 2007|url-status=dead}}</ref> يقترح العلماء عددًا من الإيجابيات كان الحجم الضخم يحققها لطويلات العنق ومنها: الحماية من الضوراي، الاقتصاد في استهلاك الطاقة اللازمة للبقاء، وإطالة أمد الحياة، لكن يظهر أن أهم تلك الحسنات كانت المتعلقة بالغذاء، [[جهاز هضمي|فالجهاز الهضمي]] عند الحيوانات الكبيرة أكثر كفاءةً في هضم الطعام من ذاك الخاص بالحيوانات الصغيرة، بما أن الطعام يمضي فترة أطول داخله، وهذا بدوره يجعل من تلك الحيوانات قادرة على الاقتيات على أنواع من الطعام أقل غذاءً لا تستطيع الحيوانات الصغيرة البقاء بمجرد الاقتيات عليها. عُثر على أحافير طويلات العنق، وما زال يُعثر عليها، في طبقات من الصخور ترجع لفترات يُحتمل أن تكون جافة أو موسميّة الجفاف، لذا فإن هذا يدعم ما قال به العلماء من أنها قادرة على الاقتيات على نباتات قليلة الغذاء بفضل حجمها الضخم، لا سيما وأن هذا سيساعدها على البقاء في هكذا بيئة غير ثابتة المناخ.<ref name=KC06>{{استشهاد بكتاب |الأخير=Carpenter |الأول=Kenneth |مؤلف-وصلة=Kenneth Carpenter |سنة=2006 |الفصل=Biggest of the big: a critical re-evaluation of the mega-sauropod ''Amphicoelias fragillimus'' |محرر=Foster, John R.; and Lucas, Spencer G. (eds.) |عنوان=Paleontology and Geology of the Upper Jurassic Morrison Formation |ناشر=New Mexico Museum of Natural History and Science |مكان=Albuquerque |سلسلة=New Mexico Museum of Natural History and Science Bulletin '''36'''  |صفحات=131–138}}</ref>
[[ملف:Largestdinosaursbysuborder scale-ar.png|تصغير|770بك|مركز|رسم يُقارن أحجام أكبر الديناصورات المعروفة في خمسة فروع حيوية، بحجم الإنسان.]]
كانت معظم الديناصورات أصغر حجمًا بأشواط من طويلات العنق، وتشير الأدلّة الحالية أن حجم الديناصورات اختلف من [[العصر الثلاثي]] حتى أوائل [[العصر الجوراسي|الجوراسي]] وأواخره، ثم خلال [[العصر الطباشيري|الطباشيري]].<ref name="Sereno1999"/> يتبيّن عند تصنيف [[وحشيات الأرجل|اللواحم الثيروبوديّة]] إلى فئات وفق [[قيمة أسية|قيمة أسيّة]]، أن معظمها يحتل مركزًا ضمن القائمة التي تحوي نظيرتها التي يتراوح وزنها بين 100 و 1000 كيلوغرام (بين 220 و 2200 رطل)، وبالمقابل ظهر أن اللواحم [[العصر الهولوسيني|المعاصرة]] تقبع بأغلبها ضمن الفئة التي يتراوح وزنها بين 10 و 100 كيلوغرامات (بين 22 و 220 رطلاً).<ref name=JF93>{{استشهاد بكتاب |الأخير=Farlow |الأول=James A. |مؤلف-وصلة=James Farlow |سنة=1993 |عنوان=Functional Morphology and Evolution |المحررين=Dodson, Peter; and Gingerich, Philip |سلسلة=American Journal of Science, Special Volume '''293-A''' |الفصل=On the rareness of big, fierce animals: speculations about the body sizes, population densities, and geographic ranges of predatory mammals and large, carnivorous dinosaurs |صفحات=167–199}}</ref> تراوح منوال كتلة جسد الديناصورات بين طن متري واحد وعشرة أطنان متريّة،<ref>{{استشهاد بدورية محكمة | doi = 10.1080/02724634.1995.10011575 | مؤلف = Peczkis, J. | سنة = 1994 | عنوان = Implications of body-mass estimates for dinosaurs | صحيفة = Journal of Vertebrate Paleontology | المجلد = 14 | العدد = 4 | صفحات = 520–33}}</ref> وهذا يتباين بشكل كبير مع ذاك الخاص بثدييات [[حقبة الحياة الحديثة|الدهر الحديث]]، الذي يترواح بين 2 إلى 5 كيلوغرامات (بين 5 و 10 أرطال) وفق إحصائيات الخبراء في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في مدينة [[واشنطن (توضيح)|واشنطن]] ب[[الولايات المتحدة]].<ref name="مولد تلقائيا9">{{استشهاد ويب |مسار=https://naturalhistory.si.edu/research/paleobiology |عنوان=Anatomy and evolution |تاريخ الوصول=2007-11-21 |ناشر=National Museum of Natural History| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20160726013718/http://paleobiology.si.edu/dinosaurs/info/everything/evo_1.html | تاريخ أرشيف = 26 يوليو 2016}}</ref>

==== الأكبر والأصغر قدًا ====
خلافًا لما يعتقده البعض من غير المختصين، فإن نسبة ضئيلة فقط من الحيوانات تتحجر هياكلها العظمية وتتحول ل[[مستحاثة|مستحاثات]] مدفونة في باطن الأرض، لذا فإن العثور على أي أحفور أو مستحاثة لأي كائن بائد يُمثل تحديًا [[علم الآثار|لعلماء الآثار]]. لا يستخرج العلماء هياكلاً عظمية كاملة إلا فيما ندر، ومعظم الأحيان لا يمكن العثور إلا على بضعة عظام متفرقة أو أجزاء من [[هيكل (أحياء)|الهيكل العظمي]]، كذلك فإن طبعات [[جلد|الجلد]] أو [[نسيج حيوي|الأنسجة الحيوية]] المحفوظة أشد ندرة من العظام. يلجأ العلماء إلى مقارنة حجم العظام المعثور عليها حديثًا بالإضافة إلى شكلها بعظام تماثلها في الشكل والحجم حتى يتمكنوا من رسم هيئة الكائن أثناء حياته، إلا أن هذه العملية غير دقيقة على الإطلاق، وهي تبقى مجرّد تخمينات أناس خبراء، ولهذا فإنه من المحتمل ألا يتأكد العلماء على الإطلاق أي الديناصورات كان الأضخم وأيها كان الأصغر.
[[ملف:Diplodocus size comparison-ar.png|تصغير|مركز|770بك|حجم [[ديبلودوكس|الديناصور الطويل ''ديبلودوكس'']] مقارنة بحجم الإنسان.]]
إن أضخم وأثقل الديناصورات المعروفة ذات [[هيكل (أحياء)|الهياكل العظمية]] الأكثر حفظًا هو الديناصور الزرافي العملاق ''جيرافاتايتن''. اكتُشفت بقايا هذه الديناصورات في [[تنزانيا]] خلال الفترة الممتدة بين عاميّ [[1907]] و[[1912]]، وقد جُمعت عظام عدّة أفراد صغيرة الحجم منها في هيكل عظمي واحد يُعرض الآن في متحف همبولت في [[برلين]] [[ألمانيا|بألمانيا]]؛<ref name="EC68">Colbert, E.H. (1968). ''Men and Dinosaurs: The Search in Field and Laboratory.'' E. P. Dutton & Company:New York, vii + 283 p. ISBN 0-14-021288-4.</ref> ويصل ارتفاع هذا الهيكل إلى 12 مترًا (39 قدمًا)، ويبلغ طوله 22.5 أمتار (74 قدمًا)، ويُقدّر وزنه لو أضيفت إليه جميع الأعضاء الداخلية و[[نسيج حيوي|الأنسجة الحيوية]] بما بين 30000 و 60000 كيلوغرام (بين 70000 و 130000 رطلاً). أما أطول الديناصورات فهو [[ديبلودوكس|الديناصور الطويل ''ديبلودوكس'']] الذي اكتشفت بقاياه في ولاية [[وايومنغ|وايومينغ]] ب[[الولايات المتحدة]]، وجُمع وعُرض في متحف كارنجي للتاريخ الطبيعي في مدينة [[بيتسبرغ (بنسيلفانيا)|بيتسبرغ]] سنة [[1907]].
[[ملف:Giraffatitan scale-ar.png|تصغير|يمين|حجم الديناصور الزرافي العملاق [[جيرافاتيتان]] مقارنة بحجم [[إنسان|الإنسان]].]]
[[ملف:TRex vs Human-ar.png|تصغير|حجم [[تيرانوصور|التيرانوصور]]، أحد أضخم آكلات اللحوم، مقارنة بحجم الإنسان.]]
كان هناك بعض الديناصورات الأضخم حجمًا من النوعين سالفا الذكر، إلا أن ما يُعرف بشأنها مُشتق من دراسة بعض العظام المتحجرة فقط. اكتشفت معظم العواشب العملاقة خلال [[عقد 1970|عقد السبيعينيات من القرن العشرين]] أو ما تلاه من عقود، وهذه الديناصورات تشمل: ديناصور الأرجنتين ''[[أرجنتينوصور|الأرجنتينوصور]]'' الذي يُعتقد أن وزنه تراوح بين 80000 و 100000 كيلوغرام،<ref name=KC06/> والديناصور الخارق ''[[سوبرصور]]'' الذي يُقدر طوله بحوالي 33 مترًا (110 أقدام)، وديناصور إله الزلازل ''صوروبوسيدون'' الذي يظهر بأنه كان أطول الديناصورات قامةً، حيث وصل طوله إلى 18 مترًا (59 قدمًا)،<ref name="مولد تلقائيا10">{{استشهاد بدورية محكمة |الأخير=Lovelace |الأول=David M. |سنة=2007 |عنوان=Morphology of a specimen of ''Supersaurus'' (Dinosauria, Sauropoda) from the Morrison Formation of Wyoming, and a re-evaluation of diplodocid phylogeny |صحيفة=Arquivos do Museu Nacional |المجلد=65 |العدد=4 |صفحات=527–544}}</ref> أما أطول الديناصورات بلا منازع فيبدو أنه الديناصور ثنائي التقعّر ''[[أمفيسلياس|أمفيكولياس]]''، الذي يُعرف عن طريق قوس فقريّة واحدة فقط وُصفت عام [[1878]] وهي الآن مفقودة. يُحتمل أن هذا الديناصور وصل طوله إلى 58 مترًا (190 قدمًا) وفاق وزنه 120000 كيلوغرام (260000 رطل).<ref name=KC06/> كان [[سبينوصور|الديناصور الفقري ''سبينوصور'']] أكبر [[لواحم (رتبة)|اللواحم]] بلا منازع حيث تراوح طوله بين 16 و 18 مترًا (بين 50 و 60 قدمًا)، ووصل وزنه إلى 8150 كيلوغرام (18000 رطل).<ref name="مولد تلقائيا11">dal Sasso, C., Maganuco, S., Buffetaut, E., and Mendez, M.A. (2006). New information on the skull of the enigmatic theropod ''Spinosaurus'', with remarks on its sizes and affinities. ''Journal of Vertebrate Paleontology'' '''25'''(4):888–896.</ref> ومن اللواحم الضخمة الأخرى: ديناصور الريح الجنوبية العملاق ''[[جيجانوتوصور]]''، [[كاركارودونتوصور|الديناصور حاد الأسنان ''كاركارادونتوصور'']]، و[[تيرانوصور|ملك الزواحف الطاغية ''تيرانوصور'']].<ref name="مولد تلقائيا12">{{استشهاد بدورية محكمة |الأخير=Therrien |الأول=F. |المؤلفون= and Henderson, D.M. |سنة=2007 |عنوان=My theropod is bigger than yours...or not: estimating body size from skull length in theropods |صحيفة=Journal of Vertebrate Paleontology |المجلد=27 |العدد=1 |صفحات=108–115 |doi=10.1671/0272-4634(2007)27[108:MTIBTY]2.0.CO;2}}</ref>
[[ملف:Epidexipteryx anchiornis scale mmartyniuk-ar.png|تصغير|مقارنة حجم الديناصور شبه الطائر والديناصور المتباهي بحجم الإنسان.]]
كانت أصغر الديناصورات، باستثناء [[طائر|الطيور المعاصرة]]، تصل إلى حجم [[حمامة (توضيح)|الحمام المستأنس]].<ref name="zhangnature2008">Zhang, Fucheng; Zhou, Zhonghe; Xu, Xing; Wang, Xiaolin and Sullivan, Corwin. [https://www.nature.com/articles/nature07447 "A bizarre Jurassic maniraptoran from China with elongate ribbon-like feathers"] Nature 455, 1105–1108 (23 October 2008) | doi:10.1038/nature07447 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20110920130456/http://www.nature.com/nature/journal/v455/n7216/full/nature07447.html |date=20 سبتمبر 2011}}</ref> ومن الديناصورات الصغيرة المميزة: الديناصور شبه الطائر ''أنتشيورنيس'' والديناصور المتباهي ''إيبيدكسيبتركس''، الذان لا يفوق طول [[هيكل (أحياء)|هيكلهما العظمي]] 35 سنتيمترًا (1.1 قدم).<ref name="zhangnature2008"/><ref name="anchiadvance"/> يُعتبر الأنتشيورنيس أصغر الديناصورات حجمًا حاليًا بعد أن وُصفت عينة تعود لفرد بالغ قُدّر وزنه بحوالي 110 غرامات.<ref name="anchiadvance">Xu, X., Zhao, Q., Norell, M., Sullivan, C., Hone, D., Erickson, G., Wang, X., Han, F. and Guo, Y. (2009). "A new feathered maniraptoran dinosaur fossil that fills a morphological gap in avian origin." ''Chinese Science Bulletin'', six pages, accepted November 15, 2008.</ref> تشمل قائمة أصغر الديناصورات العاشبة: الديناصور صغير القرون ''ميكروسيراتوس''، وديناصور ونان ''ونّانوصور''، حيث يصل طول كل منهما إلى حوالي 60 سنتيمترًا (قدمين) فقط.<ref name="Holtz2008">Holtz, Thomas R. Jr. (2008) ''Dinosaurs: The Most Complete, Up-to-Date Encyclopedia for Dinosaur Lovers of All Ages'' [https://www.geol.umd.edu/~tholtz/dinoappendix/DinoappendixSummer2008.pdf Supplementary Information] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160410114402/http://www.geol.umd.edu/~tholtz/dinoappendix/DinoappendixSummer2008.pdf |date=10 أبريل 2016}}</ref><ref name="butler&zhao2009">{{استشهاد بدورية محكمة | مؤلف1-الأخير = Butler | مؤلف1-الأول = R.J. | مؤلف2-الأخير = Zhao | مؤلف2-الأول = Q. | سنة = 2009 | عنوان = The small-bodied ornithischian dinosaurs ''Micropachycephalosaurus hongtuyanensis'' and ''Wannanosaurus yansiensis'' from the Late Cretaceous of China | صحيفة = Cretaceous Research | المجلد = 30 | العدد = 1| صفحات = 63–77 | doi = 10.1016/j.cretres.2008.03.002}}</ref>

=== السلوك ===
[[ملف:Maiasaurusnest.jpg|تصغير|عش [[ماياصورا|لديناصور الأم الحنون ''ماياصورا'']] اكتشف عام 1978.]]
تُبنى تخمينات سلوك الديناصورات ونمط حياتها عادة على أحافير و[[موطن|موائل]] و[[محاكاة بالحاسوب|محاكات حاسوب]] [[ميكانيكا حيوية|ميكانيكيتها الحيوية]]، ثم بمقارنة نتائج هذا مع سلوك الحيوانات الحديثة التي تعيش اليوم [[مثوى بيئي|أنماطاً حياتية]] مُشابهة للديناصورات. وبهذا فالفهم الحالي لسلوك الديناصورات يَعتمد إلى حد كبير على التخمين، ولذا فمن المُتوقع أن يَظل موضوعاً مُثيراً للجدل خلال المستقبل القريب. لكن بالرغم من ذلك، فيُوجد اتفاق عام في المُتجمع العلميّ على أن بعض أنواع السلوك الشائعة اليوم بين [[طائر|الطيور]] و[[تمساح|التماسيح]] - أقارب الديناصورات الحديثة - كانت شائعة أيضاً بين الديناصورات.

اكتشف أول دليل مُحتمل على عيش الديناصورات في [[قطيع|قطعان]] عام 1878، عندما عُثرَ على 31 [[إغواندون|إغوانودون]] اعتقد لاحقاً أنهم هلكوا معاً [[بيرنيسارت]] - [[بلجيكا]] بعد أن سقطوا في [[بالوعة (جيولوجيا)|شق أرضي]] عميق ومغمور بالماء.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف=Yans J, Dejax J, Pons D, Dupuis C & Taquet P|سنة=2005|عنوان=Implications paléontologiques et géodynamiques de la datation palynologique des sédiments à faciès wealdien de Bernissart (bassin de Mons, Belgique)|صحيفة=Comptes Rendus Palevol|المجلد=4|العدد=1–2|صفحات=135–150|لغة=French|doi=10.1016/j.crpv.2004.12.003}}</ref> وفي الفترة التي تبعت ذلك اكتشفت عدة مقابر جماعية أخرى لديناصورات. وتشير هذه المَواقع إلى أن الحياة القطيعية كانت شائعة عند العديد من أنواع الديناصورات. وتشير أيضاً مئات أو حتى آلاف آثار أقدام بعض أنواع هذه الزواحف التي عُثرَ عليها حول العالم إلى أن [[هادروصوريات|بطيات المنقار]] ([[هادروصوريات|الهادروصورات]]) ربما تحركت في قطعان عَظيمة معاً، مثلها في ذلك مثل [[بيسون أمريكي|البيسون الأمريكي]] و[[قوفز|الظبي القفّاز]]. تدل آثار بعض [[سحليات الأرجل|الصوربودات]] على أن هذه الديناصورات كانت تهاجر معاً ضمن مَجموعات تتألف من عدة [[نوع (تصنيف)|أنواع]] مُختلفة، وقد كانت تحدث هذه الهجرات في مَكان واحد على الأقل هو [[أكسفوردشير|أوكسفوردشاير]] - [[إنجلترا|إنكلترا]]،<ref>{{استشهاد بدورية محكمة |الأخير=Day |الأول=J.J. |سنة=2002 |عنوان=Sauropod trackways, evolution, and behavior |صحيفة=Science |المجلد=296 |صفحة=1659|doi=10.1126/science.1070167 |pmid=12040187 |مؤلف2-الأخير=Upchurch |مؤلف2-الأول=P |مؤلف3-الأخير=Norman |مؤلف3-الأول=DB |مؤلف4-الأخير=Gale |مؤلف4-الأول=AS |مؤلف5-الأخير=Powell |مؤلف5-الأول=HP |العدد=5573}}</ref> وذلك مع أنه لا يُوجد دليل على وُجود جماعات الديناصورات معاً بحد ذاته.<ref name="مولد تلقائيا13">{{استشهاد بكتاب |الأخير=Wright |الأول=Joanna L. |سنة=2005 |الفصل=Steps in understanding sauropod biology |عنوان=The Sauropods: Evolution and Paleobiology |مسار=https://archive.org/details/sauropodsevoluti00roge |محرر=Curry Rogers, Kristina A.; and Wilson, Jeffrey A. |ناشر=University of California Press |مكان=Berkeley |صفحات=[https://archive.org/details/sauropodsevoluti00roge/page/n262 252]–284 |ردمك=0-520-24623-3| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220410161700/https://archive.org/details/sauropodsevoluti00roge | تاريخ أرشيف = 10 أبريل 2022 }}</ref> ربما احتشدت الديناصورات في قطعان كبيرة في بعض الأحيان لعدة أغراض بما في ذلك الحصول على الحماية لنفسها ولأطفالها أو [[هجرة (توضيح)|للهجرة]]. وقد عثر على دلائل تشير إلى أن العديد من أنواع الديناصورات - بما في ذلك العديد من الثيرابودات والصوربودات والأنكيلوصورات وذوات القرون والأورنيثوبودات - اجتمعت في بعض الأحيان في مَجموعات تتألف بالكامل من الديناصورات غير البالغة. ومن أمثلة المواقع التي اكتشفت فيها بقايا هذه المَجموعات [[منغوليا الداخلية]] التي عُثرَ فيها على أكثر من 20 ديناصور [[محاكي الطير الصيني|ساينورنيثوميمس]]، جميعهم تتراوح أعمارهم من سنة إلى 7 سنوات. وقد خمن العلماء أن هذه المجموعة كانت قطيعاً من الديناصورات التي غرقت في الوحل.<ref name="مولد تلقائيا14">{{استشهاد بدورية محكمة|doi=10.4202/app.2008.0402|الأخير=Varricchio|الأول=D.J.|مؤلف2-الأخير=Sereno |سنة=2008|مؤلف2-الأول=Paul C.|مؤلف3-الأخير=Xijin|مؤلف3-الأول=Zhao|مؤلف4-الأخير=Lin|مؤلف4-الأول=Tan|مؤلف5-الأخير=Wilson|مؤلف5-الأول=Jeffery A.|مؤلف6-الأخير=Lyon|مؤلف6-الأول=Gabrielle H. |عنوان=Mud-trapped herd captures evidence of distinctive dinosaur sociality |صحيفة=Acta Palaeontologica Polonica |المجلد=53 |العدد=4 |صفحات=567–578 |مسار=http://www.app.pan.pl/article/item/app53-567.html |تاريخ الوصول=2008-12-09 |صيغة=PDF| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190416143412/http://www.app.pan.pl/article/item/app53-567.html | تاريخ أرشيف = 16 أبريل 2019}}</ref> ذهب تخمين قطعانية الديناصورات هذا إلى أبعد من ذلك أيضاً فوصل إلى اللواحم، فقد ظهرت توقعات بأن بعض أنواع الثيرابودات كانت تعمل معاً في جماعات لصيد الفرائس الكبيرة.<ref name="مولد تلقائيا15">{{استشهاد بكتاب |الأخير=Lessem |الأول=Don |المؤلفون=and Glut, Donald F. |سنة=1993 |عنوان=The Dinosaur Society's Dinosaur Encyclopedia |مسار=https://archive.org/details/dinosaursocietys00less |الفصل=''Allosaurus'' |صفحات=[https://archive.org/details/dinosaursocietys00less/page/19 19]–20|ناشر=Random House|ردمك=0-679-41770-2| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220319225134/https://archive.org/details/dinosaursocietys00less | تاريخ أرشيف = 19 مارس 2022 }}</ref><ref name="maxwell&ostrom1995">{{استشهاد بدورية محكمة|doi=10.1080/02724634.1995.10011256|الأخير=Maxwell|الأول=W. D. |سنة=1995|مؤلف2-الأخير=Ostrom|مؤلف2-الأول=John |عنوان=Taphonomy and paleobiological implications of ''Tenontosaurus''-''Deinonychus'' associations|صحيفة=Journal of Vertebrate Paleontology |المجلد=15 |العدد=4 |صفحات=707–712}}([http://www.vertpaleo.org/publications/jvp/15-707-712.cfm abstract]) {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20100715175936/https://www.vertpaleo.org/publications/jvp/15-707-712.cfm |date=15 يوليو 2010}}</ref> لكن بالرغم من ذلك، فنمط الحياة هذا ليس مَوجوداً عند أقارب الديناصورات الحديثة (وهي بشكل رئيسي [[تمساحيات|التمساحيات]] والزواحف الأخرى بالإضافة إلى [[طائر|الطيور]]) مع أنه توجد بعض الاستثناءات القليلة، وأيضاً يُمكن تفسير الدلائل [[علم التاريخ الحفري|التحجرية]] التي تشير إلى أن بعض الثيرابودات كانت تصطاد بشكل جماعي مثل [[دينونيكوس|الداينونيكس]] و[[ألوصور|الألوصور]] على أنها مُجرد نتيجة للنزاعات الدامية بين الحيوانات على الفريسة، وهو أمر يُرى عند العديد من ضواري [[ثنائيات الأقواس|ثنائيات الثقوب]] الحديثة.<ref name="مولد تلقائيا16">{{استشهاد بدورية محكمة|الأخير=Roach|الأول=Brian T. |سنة=2007 |عنوان=A reevaluation of cooperative pack hunting and gregariousness in ''Deinonychus antirrhopus'' and other nonavian theropod dinosaurs|صحيفة=Bulletin of the Peabody Museum of Natural History |المجلد=48 |العدد=1 |صفحات=103–138 |doi=10.3374/0079-032X(2007)48[103:AROCPH]2.0.CO;2|مؤلف2-الأخير=Brinkman|مؤلف2-الأول=Daniel L.}}</ref>

برهن اكتشاف ال[[إحاثي]] [[جاك هورنر]] عام 1978 [[عش|لعش]] [[ماياصورا]] في [[مونتانا]] على أن الاعتناء الأبوي ظل مَوجوداً لفترة طويلة بين الديناصورات بعد أن ظهر في البداية بين [[طيريات الأرجل|الأورنيثوبودات]].<ref name="مولد تلقائيا17">{{استشهاد بدورية محكمة |الأخير=Horner |الأول=J.R. |سنة=1979 |عنوان=Nest of juveniles provides evidence of family structure among dinosaurs |صحيفة=Nature |المجلد=282 |العدد=5736 |صفحات=296–298 |doi=10.1038/282296a0 |مؤلف2-الأخير=Makela |مؤلف2-الأول=Robert}}</ref> عثرَ أيضاً على دلائل تشير إلى أن بعض الديناصورات الطباشيرية الأخرى كانت تعشش معاً في جماعات كبيرة، مثل الصوربودات [[تيتانوصور|التايتانوصورية]] [[باتاغونيا|الباتاغونية]] التي اكتشف عام 1997.<ref name="مولد تلقائيا18">{{استشهاد بكتاب |الأخير=Chiappe |الأول=Luis M. |المؤلفون=Jackson, Frankie; Coria, Rodolfo A.; and Dingus, Lowell |سنة=2005 |الفصل=Nesting titanosaurs from Auca Mahuevo and adjacent sites |عنوان=The Sauropods: Evolution and Paleobiology |مسار=https://archive.org/details/sauropodsevoluti00roge_956 |محرر=Curry Rogers, Kristina A.; and Wilson, Jeffrey A. |ناشر=University of California Press |مكان=Berkeley |صفحات=[https://archive.org/details/sauropodsevoluti00roge_956/page/n295 285]–302 |ردمك=0-520-24623-3}}</ref> اكتشف [[أوفيرابتوريات|الأوفيرابتور]] [[منغوليا|المنغولي]] [[تشيتيباتي|سيتيباتي]] عام 1993 في موضع تفقيس شبيه بمواضع تفقيس [[دجاج|الدجاج]]، مما يَعني أنه كان مُغطى بطبقة عازلة من الريش كانت تحافظ على حرارة [[بيضة (أحياء)|البيض]].<ref>[https://academic.eb.com:443/ Oviraptor nesting] ''[[أوفيرابتور]]'' nests or ''[[بروتوسيراتوبس]]''? {{استشهاد ويب |مسار=http://search.eb.com/dinosaurs/dinosaurs/BRa.html |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=8 مارس 2011 |تاريخ أرشيف=12 أبريل 2016 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20160412004405/http://search.eb.com/dinosaurs/dinosaurs/BRa.html |حالة المسار=bot: unknown }}</ref> ولم يَكن هذا الاكتشاف الوَحيد الذي عزز أدلة وُجود الاعتناء الأبوي عند الديناصورات، فمثلاً عُثرَ على بقايا لمجموعة من ال[[سيتاكوصورات]] تتألف من فرد بالغ و34 يَافع عام 2004، وربما يَعود سبب كثرة الحيوانات اليَافعة في هذه الحالة هو كون ذلك المَوقع مكان تعشيش مُشترك للسيتاكوصورات.<ref name=mengetal2004>{{استشهاد بدورية محكمة |مؤلف=Meng Qingjin; Liu Jinyuan; Varricchio, David J.; Huang, Timothy; and Gao Chunling |سنة=2004 |عنوان=Parental care in an ornithischian dinosaur |صحيفة=Nature |المجلد=431 |صفحات=145–146 |doi=10.1038/431145a |pmid=15356619 |العدد=7005}}</ref> وبالإضافة إلى ذلك، فقد عُثرَ على جنين ديناصور [[طويل الفقار|ماسوسبونديلوس]] بدون أسنان عام 2005، مما يُشير إلى أن الاعتناء الأبوي كان ضرورياً أحياناً لتغذية الديناصورات اليافعة.<ref name="Reiszetal05">{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف=Reisz RR, Scott, D Sues, H-D, Evans, DC & Raath, MA|عنوان=Embryos of an Early Jurassic prosauropod dinosaur and their evolutionary significance|صحيفة=Science|المجلد=309|العدد= 5735|صفحات=761–764|سنة=2005|doi=10.1126/science.1114942| pmid =16051793}}</ref> تدل أيضاً بعض آثار الأقدام المُكتشفة في [[جزيرة سكاي]] شمال غرب [[إسكتلندا|اسكتلندا]] على السلوك الأبوي اتجاه الأطفال عند الأورنيثوبودات.<ref>[http://news.bbc.co.uk/2/hi/uk_news/scotland/3255494.stm Dinosaur family tracks] Footprints show maternal instinct after leaving the nest. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170908153154/http://news.bbc.co.uk/1/hi/scotland/3255494.stm |date=08 سبتمبر 2017}}</ref> وفضلاً عن كل هذا فقد اكتشفت عموماً بقايا أعشاش وبيوض لمُعظم مَجموعات الديناصورات الكبيرة، ويَبدو أنه من المُرجح أن الديناصورات كانت تتواصل بشكل أو بآخر مع أطفالها بطريقة مُشابهة لطريقة الطيور والتماسيح الحديثة.

[[ملف:Centrosaurus dinosaur.png|تصغير|240بك|رسم تخيلي يُظهر [[سنتروصور]]ين عاشبين من العصر [[الطباشيري المتأخر]] يَتاقتلان في أمريكا الشمالية.]]

ربما كانت أعراف وأهداب بعض الديناصورات - مثل [[وحشيات الأرجل|الثيروبودات]] و[[هادروصورويات|الهادروصوريات]] - هشة جداً لكي تستخدم كوسائل دفاع أساسية، ولذا فمن المُرجح أكثر أنها كانت تُستخدم للاستعراض أثناء التزاوج لجذب الإناث أو أثناء المَعارك لإخافة المُهاجمين، ومع ذلك فلا يَعرف العلماء سوى القليل عن التزاوج و[[منطقة (حيوان)|تحديد المناطق]] عند الديناصورات. لكن تشير بعض جراح الرأس التي خلفتها عضات على جماجم ديناصورات إلى أن الثيروبودات - على الأقل - كانت تدخل في معارك ونزاعات عنيفة بين بعضها البعض.<ref name="مولد تلقائيا19">{{استشهاد بدورية محكمة |الأخير=Tanke |الأول=Darren H. |مؤلف-وصلة=Darren Tanke |سنة=1998 |عنوان=Head-biting behavior in theropod dinosaurs: paleopathological evidence  |صحيفة=Gaia |العدد=15 |صفحات=167–184 |مسار=http://www.mnhn.ul.pt/geologia/gaia/12.pdf |issn=0871-5424 |صيغة=PDF| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20110719060305/http://www.mnhn.ul.pt/geologia/gaia/12.pdf | تاريخ أرشيف = 19 يوليو 2011}}</ref>

اكتشفت عام 1971 في [[صحراء جوبي|صحراء غوبي]] بقايا تعد واحدة من أكثر أحافير الديناصورات نُفساً لدراسة سلوك هذه الحيوانات. فتتضمن هذه البقايا أحافير [[فيلوسيرابتور|لفيلوسيرابتورٍ]] يُهاجم [[بروتوسيراتوبس]]اً،<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.amnh.org/exhibitions/fighting-dinos|عنوان=The Fighting Dinosaurs|ناشر=American Museum of Natural History|تاريخ الوصول=2007-12-05| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20120309154910/http://www.amnh.org/exhibitions/fightingdinos/ex-fd.html | تاريخ أرشيف = 09 مارس 2012 |url-status=live}}</ref> مما يُعطي للإحاثيين دليلاً على أن الديناصورات كانت بالفعل تهاجم بعضها البعض.<ref name="مولد تلقائيا20">{{استشهاد بدورية محكمة |الأخير=Carpenter |الأول=K. |مؤلف-وصلة=Kenneth Carpenter |سنة=1998 |عنوان=Evidence of predatory behavior by theropod dinosaurs |صحيفة=Gaia |المجلد=15 |صفحات=135–144 |مسار=http://vertpaleo.org/publications/jvp/15-576-591.cfm|تاريخ الوصول=2007-12-05| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20110211202607/http://vertpaleo.org/publications/jvp/15-576-591.cfm | تاريخ أرشيف = 11 فبراير 2011}}</ref> ومن الدلائل المُكتشفة الأخرى على مُهاجمة الديناصورات لفرائس حية ذيل [[إدمونتوصور]] (وهو ديناصور هادروصوري) معافى جزئياً بعد تأذيه من شيء ما، والطريقة التي تأذى بها الذيل تظهر أن [[تيرانوصور]]ا عضه لكن الحيوان استطاع النجاة بالرغم من ذلك. أثبت العلماء أيضاً باكتشاف آثار أسنان عُثر عليها في [[مدغشقر]] عام 2003 وُجود وحشية (التهام حيوان ما لآخر من نفس نوعه) عند بعض أنواع الديناصورات مثل ثيروبود [[ماجونغاصور]].<ref name=rogersetal2003>{{استشهاد بدورية محكمة |الأخير=Rogers |الأول=Raymond R. |سنة=2007 |عنوان=Cannibalism in the Madagascan dinosaur ''Majungatholus atopus'' |صحيفة=Nature |المجلد=422 |العدد=6931 |صفحات=515–518 |doi=10.1038/nature01532 |pmid=12673249 |مؤلف2-الأخير=Krause |مؤلف2-الأول=DW |مؤلف3-الأخير=Curry Rogers |مؤلف3-الأول=K}}</ref>

بناءً على دلائل الأحافير الحالية من ديناصورات مثل ال[[أوريكتودروميوس]]، يَبدو أن بعض الأنواع [[حيوانات عاشبة|العاشبة]] من هذه الحيوانات عاشت حياتها جزئياً في جحور تحت الأرض،<ref name=VMK07>{{استشهاد بدورية محكمة |مؤلف=Varricchio DJ, Martin, AJ and Katsura, Y|سنة=2007 |عنوان=First trace and body fossil evidence of a burrowing, denning dinosaur |صحيفة=Proceedings of the Royal Society B: Biological Sciences |pmid=17374596 |المجلد=274|العدد=1616 |pmc=2176205|صفحات=1361–1368 |doi=10.1098/rspb.2006.0443}}</ref> بينما من المُتحمل أن بعض الأنواع الأخرى الشبيهة بالطيور ربما كانت شجرية (تتسلق الأشجار) خصوصاً [[درومايوصوريات|الدرومايوصوريات]] البدائية مثل [[الميكرورابتور]].<ref name="chatterjee2007">{{استشهاد بدورية محكمة |الأخير=Chatterjee |الأول=S. |سنة=2007 |عنوان=Biplane wing planform and flight performance of the feathered dinosaur ''Microraptor gui'' |صحيفة=Proceedings of the National Academy of Sciences |المجلد=104 |pmid=17242354 |العدد=5 |صفحات=1576–1580 |pmc=1780066 |مسار=https://www.pnas.org/content/114/34/cover-expansion.full.pdf |صيغة=PDF |doi=10.1073/pnas.0609975104 |مؤلف2-الأخير=Templin |مؤلف2-الأول=R. J.| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20081013152743/http://www.pnas.org/cgi/reprint/0609975104v1.pdf | تاريخ أرشيف = 13 أكتوبر 2008| تاريخ الوصول =  أكتوبر 2020  |url-status=dead}}</ref> لكن بالرغم من ذلك، فيَبدو أن مُعظم الديناصورات كانت تعتمد على التحرك فوق الأرض بشكل أساسي. ولذا فإن الفهم الجيد لكيفية تحرك هذه الحيوانات على الأرض هو المفتاح للحصول على نماذج حول سلوكها ونمط حياتها، وبشكل خاص يُعطي علم [[ميكانيكا حيوية|الميكانيكا الحيوية]] معلومات بهذا الخصوص. فمثلاً، دراسة القوة التي كانت تبذلها عضلات الديناصورات لتحريك أطرافها وتأثير الجاذبية على بنية هياكلها العظمية يُمكنها أن تعطي فكرة حول السرعة التي استطاعت هذه الزواحف الجري بها،<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف=Alexander RM|عنوان=Dinosaur biomechanics|صحيفة=Proceedings of the Royal Society of Biological Sciences|المجلد=273|العدد=1596|سنة=2006|pmid=16822743|صفحات=1849–1855|pmc=1634776|doi=10.1098/rspb.2006.3532}}</ref> وإذا ما كانت تستطيع [[دبلودوكات|الديبلودوكسيات]] إصدار صوت [[موجة صادمة|موجة صدمة]] بتحريكها لذيلها كمروحة،<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف=Goriely A & McMillen T|عنوان=Shape of a cracking whip|سنة=2002|صحيفة=Physical Review Letters|المجلد=88|العدد=24|صفحة=244301|doi=10.1103/PhysRevLett.88.244301|pmid=12059302}}</ref> وإذا ما كانت [[سحليات الأرجل|الصوربودات]] تستطيع العوم على الماء أم لا.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف=Henderson, D.M.|سنة=2003|عنوان=Effects of stomach stones on the buoyancy and equilibrium of a floating crocodilian: A computational analysis|مسار=https://archive.org/details/sim_canadian-journal-of-zoology_2003-08_81_8/page/1346|صحيفة=Canadian Journal of Zoology|المجلد=81|العدد=8|صفحات=1346–1357|doi=10.1139/z03-122| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220408123615/https://archive.org/details/sim_canadian-journal-of-zoology_2003-08_81_8/page/1346 | تاريخ أرشيف = 8 أبريل 2022 }}</ref>

=== التواصل وإصدار الأصوات ===
[[ملف:Aerosteon riocoloradensis.jpg|تصغير|يمين|مخطط للبنية العظميّة الخاصة بالديناصور هوائي العظم ''أيروستيون''، جنس الديناصورات الوحيد الذي طوّر كيسًا هوائيًا ترقويًا كما الكيس الذي يعطي [[طائر|الطيور]] القدرة على الصفير والتغريد.]]
لا تزال [[لغة تواصل الحيوانات|طبيعة التواصل]] بين الديناصورات تُشكل مسألة يكتنفها الغموض، ومجالاً دراسيًا جذّأبًا بالنسبة للعلماء. أقدم [[إحاثة (علم)|عالم الأحياء القديمة]] الأمريكي «فيل سنتر» في سنة [[2008]] على دراسة الأدلة المتوافرة المتعلقة بمقدرة حيوانات [[حقبة الحياة الوسطى|حُقب الحياة الوسطى]]، بما فيها الديناصورات، على إصدار الأصوات،<ref name="مولد تلقائيا21">{{استشهاد بدورية محكمة | مؤلف1-الأخير = Senter | مؤلف1-الأول = P. | سنة = 2008 | عنوان = Voices of the past: a review of Paleozoic and Mesozoic animal sounds | صحيفة = Historical Biology | المجلد = 20 | العدد = 4| صفحات = 255–287 | doi = 10.1080/08912960903033327}}</ref> فتبين له أنه على العكس مما هو شائع بين الناس، وما تُظهره [[فيلم|الأفلام السينمائية]]، فإن معظم الديناصورات لم تكن قادرة على إصدار أية أصوات على الإطلاق. يُفيد سنتر أنه قام بدراسة توزّع الأعضاء التي تصدر أصواتًا عند كل من [[زواحف|الزواحف]] و[[طائر|الطيور]]، فاكتشف أن [[أحبال صوتية|الحبال الصوتيّة]] بداخل [[حنجرة|الحنجرة]] يظهر أنها تطوّرت عدّة مرّات عند الزواحف، بما فيها [[تمساحيات|التمساحيات]]، القادرة على إصدار زئير من [[حلق (توضيح)|حلقها]]، أما الطيور فهي عديمة الحنجرة، لذا فهي تُصفّر وتغرّد باستخدام عضو آخر يُعرف باسم [[مصفار (تشريح الطيور)|المصفار]]، وهذا العضو لا يوجد إلا عند الطيور ولا يرتبط بالحنجرة من قريب أو بعيد، لذا يمكن القول أنه تطوّر بشكل مستقل عن تطور الأعضاء الصوتيّة عند الزواحف. يعتمد المصفار على نظام تشريحيّ مميز عند الطيور يُطلق عليه تسمية «نظام الكيس الهوائي»؛ فإن فقد طائر ما الكيس الهوائي الترقوي الواقع بالقرب من عظم الترقوة، فسيستحيل أبكمًا. يمكن التأكد من وجود هذا الكيس الهوائي عند [[انقراض|كائنات منقرضة]] عن طريق العلامات المميزة أو الفجوات التي يُحدثها للعظام، وبشكل رئيسي الفجوة على [[عظم عضد|العضد]]، وعند الديناصورات تشير الأدلّة إلى امتلاكها نظم أكياس هوائية معقدة، إلا أن جميع [[جنس (تصنيف)|الأجناس]] و[[فصيلة (تصنيف)|الفصائل]]، عدا جنس واحد، لا يظهر أنها امتلكت كيسًا هوائيًا ترقويًا يُساعدها على إصدار أي صوت ذا شأن. أما الجنس المستثنى فهو جنس الديناصورات هوائيّة العظم {{لات|Aerosteon}} التي يظهر أنها طوّرت كيسًا هوائيًا ترقويًا بمعزل عن الطيور لأسباب أخرى لا تتعلق بإصدار الأصوات.

إن أقدم الحيوانات التي تفيد الأدلّة أنها كانت قادرة على إصدار الأصوات باستخدام المصفار هي ما يُعرف [[طيور نقيضة|بالطيور النقيضة]] {{لات|Enantiornithes}}، ويُحتمل أن أي [[أركوصورات|أركوصور]] طيريّ آخر سابق لها لم يكن قادرًا على إصدار أي صوت. تفيد الكثير من الأدلّة أن الديناصورات كانت تتواصل بصريًا عوض أن تتواصل سمعيًا، وذلك عن طريق بعض خصائصها الجسديّة المميزة، مثل [[قرن (توضيح)|القرون]] والأهداب و[[عرف|الأعرف]] وأشرعة الظهر [[ريشة (توضيح)|والريش]]، التي يُحتمل أنها كانت ذات ألوان لامعة تلفت النظر، وفي هذا شبه بسلوك بعض مجموعات [[زواحف|الزواحف]] المعاصرة مثل [[سحلية|السحالي]]، فالكثير من أنواعها صامت تمامًا أغلب الأحيان، لكنه يتواصل مع بني جنسه وغيره من الكائنات باستخدام عروض جسدية تتمحور حول استعمال ألوان جسديّة فاقعة، بل أن البعض مثل [[حربائيات|الحرابي]] له القدرة على تغيير لونه وفقًا لحالته النفسيّة، فيكون لونه وهو خائف مختلفًا عن لونه وهو في حالة الاسترخاء.

يقول سنتر وغيره من أنصار نظريته، أنه على الرغم من عدم مقدرة الديناصورات على إصدار الأصوات، فإن بعضها قد يكون لجأ إلى وسائل أخرى لإصدار الصوت بهدف التواصل، فالكثير من الحيوانات المعاصرة بما فيها الزواحف والطيور، تُصدر أصواتًا عديدة لا ملفوظة، منها الهسهسة، صرير الفكين أو الطقطقة بهما، اللجوء إلى ما تقدمه البيئة من حولها كرشّ المياه، أو خفق الجناحين، والأسلوب الأخير يُحتمل أن تكون الديناصورات ذات الأيادي السالبة لجأت إليه كونها كانت ديناصورات مجنحة.

تقترح بعض الدراسات أن الديناصورات بطيّة المنقار العرفيّة أو اللامبيوصوريات كانت تستخدم عرفها الأجوف كغرفة تردد صدى أصواتها المختلفة،<ref name="مولد تلقائيا22">{{استشهاد بدورية محكمة |الأخير=Hopson |الأول=James A. |مؤلف-وصلة=James Hopson |سنة=1975 |عنوان=The evolution of cranial display structures in hadrosaurian dinosaurs |وصلة=https://archive.org/details/sim_paleobiology_winter-1975_1_1/page/21 |صحيفة=Paleobiology |المجلد=1 |العدد=1 |صفحات=21–43 }}</ref><ref name="مولد تلقائيا23">{{استشهاد بدورية محكمة |الأخير=Diegert |الأول=Carl F. |سنة=1998 |عنوان=A digital acoustic model of the lambeosaurine hadrosaur ''Parasaurolophus tubicen'' |صحيفة=Journal of Vertebrate Paleontology |المجلد=18 |العدد=3, Suppl. |صفحات=38A}}</ref> غير أن سنتر يقول أن هكذا غرف صوتيّة موجودة عند بعض الكائنات المعاصرة، وأن الأخيرة تستخدمها لتفخيم أو تعميق بعض الأصوات غير الملفوظة مثل الهسهسة، ومن أبرز الكائنات عديمة الأوتار الصوتية: [[أفعى|الأفاعي]]، فهي تمتلك غرفًا صوتيةً في [[جمجمة|جمجمتها]] تساعدها على تفخيم فحيحها بحال أصبح ما يتهددها من خطر قاب قوسين أو أدنى.

=== الفيزيولوجيا ===
[[ملف:Palais de la Decouverte Tyrannosaurus rex p1050042.jpg|تصغير|يمين|[[جمجمة]] [[تيرانوصور|ملك الزواحف الطاغية ''تيرانوصور'']] و[[عمود فقري|عموده الفقري]] العلوي في متحف قصر المكتشفين {{فرن|Palais de la Découverte}}، [[باريس]]، [[فرنسا]].]]
دار جدال حاد بين العلماء منذ [[عقد 1960|عقد الستينيات من القرن العشرين]]، وما زال، يتعلّق بما إذا كانت الديناصورات قادرة على تعديل درجة حرارة جسدها بنفسها أم غير قادرة على ذلك. كان العلماء يجمعون في بداية الأمر أن هذه الكائنات لم تكن قادرة على تعديل حرارتها بنفسها على الإطلاق، لذا فقد صنفوها على أنها من [[ذوات الدم البارد]]. غير أن بعض الدلائل الجديدة ظهرت مؤخرًا، وهي تدعم الافتراض العكسي، لذا فإن الأغلبية الساحقة من العلماء أصبحوا يوافقون على أن الديناصورات كانت من [[ذوات الدم الحار]]، وأصبح الجدال يتركز حول آلياتها الجسدية وتأقلماتها التي خُصصت لتعديل حرارتها.

افترض [[إحاثة (علم)|علماء الأحياء القديمة]] أن الديناصورات من [[ذوات الدم البارد]] عندما اكتشفت أوّل [[مستحاثة|الأحافير]]، وكان هذا أحد الأسباب التي دفعتهم إلى إطلاق تسمية «السحالي الرهيبة» عليها. جعلت هذه النظرية العلماء يفترضون أن الديناصورات كانت كائنات بطيئة الحركة وبليدة مقارنة مع [[زواحف|الزواحف المعاصرة]]، التي تحتاج إلى مصدر خارجي باعث للحرارة حتى تستطيع رفع درجة حرارتها. ظلّت النظرية القائلة بأن الديناصورات ذات دم بارد نظرية سائدة حتى سنة [[1968]]، عندما نشر عالم الأحياء القديمة الأمريكي، «روبرت ت. باكر»، وهو من الداعمين للنظرية العكسيّة، مقالةً مفصلة تتحدث عن هذا الموضوع وأسباب إيمانه بها، فكان لها كبير الأثر في تغيير واستبدال نظرية الدم البارد التي دامت طيلة سنوات.
[[ملف:Laelaps-Charles Knight-1897.jpg|تصغير|رسم من سنة [[1897]] لديناصور الدمع ''درايبتوصور''، بريشة شارلز روبرت نايت. أصبح من المؤكد الآن أن معظم اللواحم الضخمة لم تكن قادرة على القيام بقفزات واسعة كما رُسم في الصورة.]]
تفيد الأدلّة الحديثة أن الديناصورات كانت قادرة على البقاء في المناطق ذات [[مناخ معتدل|المناخ المعتدل]] والحرارة الألطف، وهذه المناطق تُعتبر باردةً بالنسبة للكثير من [[نوع (تصنيف)|أنواع]] و[[فصيلة (تصنيف)|فصائل]] [[زواحف|الزواحف]] و[[سحلية|السحالي]]، لذا يُمكن القول أن بعض أنواع الديناصورات على الأقل كانت قادرة على تعديل درجة حرارة جسدها باستخدام تأقلمات جسدية داخلية. ومن الأدلّة التي تدعم نظرية الدم الحار لدى الديناصورات، اكتشاف ديناصورات قطبيّة في [[أستراليا|إستراليا]] و[[القارة القطبية الجنوبية]]، وهذه لا شك أنها كانت تعاني من شتاء طويل قارس يدوم ستة أشهر، ولولا استطاعتها التحكم في حرارة جسدها كما [[طائر|الطيور]] [[ثدييات|والثدييات]] لكانت نفقت. أضف إلى ذلك أن أنواعًا كثيرة مريّشة تم اكتشافها، وهذه يُحتمل أن يكون [[ريشة (توضيح)|ريشها]] قد وفّر لها عازلاً حراريًا طبيعيًا، أيضًا أظهرت تحاليل بنية [[وعاء دموي|الأوعية الدموية]] بداخل عظام الديناصورات، أنها مماثلة لتلك الخاصة ب[[ذوات الدم الحار]]. تفيد بنية [[هيكل (أحياء)|الهياكل العظمية]] [[وحشيات الأرجل|للواحم الثيروبوديّة]] وغيرها من الديناصورات، أنها كانت تعيش حياةً نشطة تلائم الأوعية الدموية [[قلب|والقلب]] الخاص بكائن من ذوات الدم الحار بشكل أفضل من [[ذوات الدم البارد]]، بينما تبيّن أن طويلات العنق كان لها خصائص شبيهة بخصائص ذوات الدم البارد أكثر من نقيضتها. يقول العلماء أنه من المؤكد كون بعض الديناصورات حارة الدم وبعضها الآخر بارد الدم، وما زال الجدال قائمًا حول تصنيف الأنواع وفق هاتين الفئتين.<ref>Parsons, K.M. (2001). ''Drawing Out Leviathan''. Indiana University Press. 22–48. ISBN 0-253-33937-5.</ref>
[[ملف:Eubrontes01.JPG|تصغير|يمين|أثر قدم ديناصور محفوظة تعود [[العصر الجوراسي|للعصر الجوراسي]] من موقع القديس جرجس في مزرعة جونسون، جنوبي غرب ولاية [[يوتا]]، [[الولايات المتحدة]].]]
من الأمور التي تزيد الجدال تعقيدًا هو أن خاصيّة الدم الحار تظهر عند الكائنات الحية بسبب أكثر من تأقلم جسديّ واحد فقط. يقوم معظم العلماء بمقارنة الديناصورات [[ثدييات|بالثدييات]] و[[طائر|الطيور]] متوسطة الحجم لتفسير تأقلمها الجسدي مع خاصية الدم الحار، حيث يقولون أنها، كما تلك الكائنات المعاصرة، كانت تصرف طاقتها التي تتحصل عليها من الغذاء لرفع درجة حرارة جسدها بما يفوق درجة حرارة محيطها. إلا أن هذه النظرية تعترضها مشكلة أخرى، فإن كانت الديناصورات ستقارن بالحيوانات المعاصرة، فإنها كانت ستعاني من ذات المشاكل أو تمتلك ذات التأقلمات الحرارية التي يفرضها عليها حجمها، فالثدييات والطيور الصغيرة على سبيل المثال تمتلك غطاءً [[عزل حراري|عازلاً للحرارة]] على جسدها، من شاكلة ال[[الفراء (توضيح)|فراء]] [[ريشة (توضيح)|والريش]]، أو [[دهن|الدهون]]، أما الثدييات الضخمة مثل [[فيل|الفيلة]]، فتواجه مشكلة الحفاظ على حرارتها بسبب بنيتها الكبيرة، حيث أن بنية الحيوان كلما ازدادت، قلّت نسبة الحرارة التي يلفظها [[جلد|الجلد]]، الأمر الذي يجبر الحيوان على التأقلم أو البحث عن أساليب أخرى لتخفيض درجة حرارته، وفي حالة الفيلة، فإن البالغة منها تمتلك [[شعر (توضيح)|شعرًا]] خفيفًا على كافة أنحاء جسدها، و[[أذن|آذانها]] كبيرة تستخدمها للتهوئة، كما أنها تقوم بالتمرغ بال[[ماء]] وال[[طين (توضيح)|وحل]] على الدوام. يُحتمل أن تكون الديناصورات الضخمة قد عانت من ذات المشكلة الأخيرة؛ فحجمها الكبير يفيد بأنها كانت تفقد الحرارة بشكل بطيء، لذا فإنها كانت لتعاني من ارتفاع حرارتها لو لم تمتلك تأقلمًا جسديًا خاصًا، يُرجح بعض العلماء أن يكون مقدرتها على اكتساب الحرارة من محيطها أو فقدانها بدرجة أسرع من الكائنات الأصغر حجمًا، إلا أن هذه النظرية لا تُفسّر كيفيّة تعديل الفصائل العديدة ذات الأحجام الصغيرة حرارة جسدها.

أظهرت [[تصوير مقطعي محوسب|التصويرات المقطعية المحوسبة]] الحديثة للتجويفات الصدريّة الخاصة بالديناصورات وجود ما يُشبه بقايا [[قلب]] ذي أربع حجرات شديد الشبه بقلب [[طائر|الطيور]] [[ثدييات|والثدييات]] المعاصرة.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف=Fisher, P. E., Russell, D. A., Stoskopf, M. K., Barrick, R. E., Hammer, M. & Kuzmitz, A. A.|سنة=2000|عنوان=Cardiovascular evidence for an intermediate or higher metabolic rate in an ornithischian dinosaur|صحيفة=Science|المجلد=288|العدد=5465|صفحات=503–505|doi=10.1126/science.288.5465.503|pmid=10775107}}</ref> تعرّضت هذه النتيجة ومن قال بها إلى انتقاد لاذع في المجتمع العلمي،<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف=Hillenius, W. J. & Ruben, J. A.|سنة=2004|عنوان=The evolution of endothermy in terrestrial vertebrates: Who? when? why?|صحيفة=Physiological and Biochemical Zoology|المجلد=77|العدد=6|صفحات=1019–1042|doi=10.1086/425185|pmid=15674773}}</ref> وذلك بسبب الدراسة التي صنفها كثيرون ضعيفة لا يمكن الاستناد إلى نتائجها، وأنها مجرّد أمنيات لناس خبراء.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان=Dinosaur with a Heart of Stone|مؤلف=Rowe T, McBride EF, & Sereno PC |سنة=2001 |صحيفة=Science |المجلد=291 |العدد=5505 |صفحة=783 |doi=10.1126/science.291.5505.783a|pmid=11157158}}</ref> يرد القائلين بهذه النظرية أنها وإن كانت نتائجها صوريّة، إلا أنه على الرغم من ذلك، فإن [[تمساحيات|التمساحيات]] والطيور المعاصرة، وهي أقرب الكائنات للديناصورات، تمتلك قلبًا ذي حجرات أربع، لذا لا يُستبعد امتلاك الديناصورات خصائص مماثلة.<ref name="مولد تلقائيا24">Chinsamy, Anusuya; and Hillenius, Willem J. (2004). "Physiology of nonavian dinosaurs". ''The Dinosauria'', 2nd. 643–659.</ref>

=== بقايا الأنسجة الحيوية والحمض النووي ===
[[ملف:9121 - Milano, Museo storia naturale - Scipionyx samniticus - Foto Giovanni Dall'Orto 22-Apr-2007a.jpg|تصغير|أحفور ديناصور مخلب سكيبيو ''سكيبيونكس''، أفضل الأحافير ذات الأنسجة الحيوية المحفوظة، لاحظ ما يُشبه بقايا الأعضاء الداخلية.]]
كُشف النقاب عن إحدى أفضل المستحثات ذات [[نسيج حيوي|الأنسجة الحيوية]] المحفوظة في سنة [[1998]]، وكان هذا الأحفور يعود لفرخ ديناصور مخلب سكيبيو ''سكيبيونكس'' عُثر عليه في منطقة «بترارويا» في [[إيطاليا]]، وقد ظهرت فيه أجزاء من ال[[أمعاء]] [[قولون|والقولون]] [[كبد|والكبد]] [[عضلة|والعضلات]] و[[قصبة هوائية|القصبة الهوائية]].<ref name="softtissue"/>
[[ملف:Edmontosaurusskin.jpg|تصغير|يمين|طبعات صخريّة لجلد ديناصور إدمونتون ''إدمونتوصور''.]]
أعلنت [[إحاثة (علم)|عالمة الأحياء القديمة]] الأمريكية، «ماري هيجبي شويتزر»، في عدد شهر مارس لسنة [[2005]] من [[ساينس|مجلة العلوم]] الأكاديمية، أنها اكتشفت وفريقها موادًا طيّعة تشبه الأنسجة الحيوية الطبيعية بداخل عظمة ساق [[تيرانوصور]] تبلغ من العمر 68 مليون سنة، عُثر عليها في التكوينة الصخريّة المعروفة باسم «[[تكوين هيل كريك|تكوينة جدول الجحيم]]» ([[اللغة الإنجليزية|بالإنجليزية]]: Hell Creek Formation) في ولاية [[مونتانا]]، وقد قام الفريق بتمييه هذه الأنسجة بعد استخراجها لغرض دراستها.<ref name="Schweitzer2005"/> بعد أن قام العلماء بتنظيف تلك [[عظم|العظمة]] طيلة أسابيع عدّة لاستخراج ما علق فيها من [[تراب (توضيح)|تراب]] و[[معدن|معادن]]، تبيّن أن فيها عدد من البنى السليمة، من شاكلة [[وعاء دموي|الأوعية الدموية]] ومصفوفات وألياف عظميّة، كذلك أظهرت الفحوصات الدقيقة تحت [[مجهر|المجهر]] أن هذه الأنسجة الحيوية المفترضة حافظت على بنيتها الدقيقة حتى على المستوى الخليوي. وعلى الرغم من كل هذا، فإن طبيعة وتكوين هذه المواد التي عُثر عليها لا تزال غير واضحة، وما زال العلماء منكبون على دراستها.<ref name="Schweitzer2005">{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف=Schweitzer, M.H., Wittmeyer, J.L. and Horner, J.R.|سنة=2005|عنوان=Soft-Tissue Vessels and Cellular Preservation in Tyrannosaurus rex|صحيفة=Science|المجلد=307|العدد=5717|صفحات=1952–1955|doi=10.1126/science.1108397|pmid=15790853}}</ref>

قال الدكتور طوماس كاي من [[جامعة واشنطن]] بتاريخ [[30 يوليو]] سنة [[2008]] أن المواد التي عُثر عليها في عظمة ساق [[تيرانوصور|التيرانوصور]] ليست ب[[نسيج حيوي|أنسجة حيوية]] على الإطلاق بل [[غشاء حيوي رقيق|بيوفيلم]] تكوّن بعد أن شمّعت [[بكتيريا|البكتيريا]] الفراغات حيث كانت الأنسجة الحيوية و[[خلية|الخلايا]] تقع.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة| تاريخ = July 2008|الأول=T. G. |الأخير=Kaye |عنوان=Dinosaurian Soft Tissues Interpreted as Bacterial Biofilms.|صحيفة=PLoS ONE|المجلد=3|العدد=7|صفحات=e2808|مسار=https://journals.plos.org/plosone/article?id=10.1371/journal.pone.0002808 |تاريخ الوصول=2008-10-27|doi=10.1371/journal.pone.0002808|pmid=18665236|مؤلف2-الأخير=Gaugler|مؤلف2-الأول=G|مؤلف3-الأخير=Sawlowicz|مؤلف3-الأول=Z|pmc=2483347|مؤلف4-الأخير=Stepanova|مؤلف4-الأول=Anna| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20141029095224/http://www.plosone.org/article/info:doi/10.1371/journal.pone.0002808 | تاريخ أرشيف = 29 أكتوبر 2014}}</ref> كذلك أفاد الباحثون أن ما اعتقد أنه بقايا خلايا دموية بفعل احتوائه على [[حديد|ذرّات حديديّة]]، إنما هو في واقع الأمر أجسام كرويّة دقيقة تحمل ذرّات حديد اكتُشفت في الكثير من مستحثات كائنات منقرضة أخرى مثل [[أمونيت|الأمونيت]]. وكان وجود هذه الأجسام في بعض أنحاء جسد الأمونيت حيث لا وجود لأوعية دموية مفتاح الاستنتاج الذي توصّل إليه كاي، وهو أنه لا يمكن ربط وجودها بوجود [[وعاء دموي|أوعية دموية]].<ref>[https://www.newswise.com/articles/new-research-challenges-notion-that-dinosaur-soft-tissues-still-survive New Research Challenges Notion That Dinosaur Soft Tissues Still Survive] Newswise, Retrieved on 29 July 2008. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170730134938/http://www.newswise.com//articles/view/542898/ |date=30 يوليو 2017}}</ref>

أفاد بعض العلماء مرتين فقط أنهم تمكنوا من استخراج [[حمض نووي]] سليم من [[مستحاثة|مستحثات]] تعود لديناصورات، إلا أنه عند التدقيق بهذه الإدعاءات تبيّن أنها غير موثوقة.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف=Wang, H., Yan, Z. and Jin, D.|تاريخ=1 May 1997|عنوان=Reanalysis of published DNA sequence amplified from Cretaceous dinosaur egg fossil|صحيفة=Molecular Biology and Evolution|المجلد=14|صفحات=589–591|مسار=http://mbe.oupjournals.org/cgi/reprint/14/5/589|تاريخ الوصول=2007-12-05|العدد=5|pmid=9159936| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20080828103713/http://mbe.oupjournals.org/cgi/reprint/14/5/589 | تاريخ أرشيف = 28 أغسطس 2008}}</ref> إلا أنه تمّ الاستدلال على شكل [[ببتيد|الببتيد]] في [[حمض أميني|أحماضها الأمينية]] عبر تحليل تاريخ نشوئها وتطورها بالاستناد إلى سلسلة [[جين|مورثات]] أقرب أقاربها المعاصرة من [[طائر|طيور]] و[[زواحف]].<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف=Chang BS, Jönsson K, Kazmi MA, Donoghue MJ, Sakmar TP|تاريخ=1 September 2002|عنوان=Recreating a Functional Ancestral Archosaur Visual Pigment|صحيفة=Molecular Biology and Evolution|المجلد=19|العدد=9|صفحات=1483–1489|pmid=12200476|مسار=http://mbe.oxfordjournals.org/cgi/content/full/19/9/1483|تاريخ الوصول=2007-12-05| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20090215102014/http://mbe.oxfordjournals.org/cgi/content/full/19/9/1483 | تاريخ أرشيف = 15 فبراير 2009}}</ref> إضافة إلى ذلك تمّ الإدعاء بتأكيد وجود عدد من [[بروتين|البروتينات]]، بما فيها [[هيموغلوبين|الهيموجلوبين]]،<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف=Schweitzer MH, Marshall M, Carron K, Bohle DS, Busse SC, Arnold EV, Barnard D, Horner JR, Starkey JR|عنوان=Heme compounds in dinosaur trabecular bone|صحيفة=Proc Natl Acad Sci U S A.|سنة=1997|المجلد=94|العدد=12|صفحات=6291–6|pmid=9177210|doi=10.1073/pnas.94.12.6291|pmc=21042}}</ref> في عدد من المستحثات.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف=Embery G, Milner AC, Waddington RJ, Hall RC, Langley MS, Milan AM|عنوان=Identification of proteinaceous material in the bone of the dinosaur Iguanodon|صحيفة=Connect Tissue Res|سنة=2003|المجلد=44|العدد=Suppl 1|صفحات=41–6|pmid=12952172|doi=10.1080/713713598}}</ref>

== الريش وأصل الطيور ==
{{مفصلة|أصل الطيور}}
[[ملف:Flight stages.jpg|تصغير|رسم من كتاب يعود لعام [[1922]] لتوضيح تطوّر الطيران والطيور البدائية حتى أصبحت ماهي عليه اليوم (الرسم السفلي على جهة اليمين).]]
كان [[علم الأحياء|عالم الأحياء]] البريطاني، [[توماس هنري هكسلي|طوماس هنري هكسلي]]، أوّل من افترض أن [[طائر|الطيور]] هي سليلة الديناصورات المباشرة، وذلك في عام [[1868]]،<ref name="مولد تلقائيا25">{{استشهاد بدورية محكمة |الأخير=Huxley |الأول=Thomas H. |مؤلف-وصلة=Thomas Henry Huxley |سنة=1868 |عنوان=On the animals which are most nearly intermediate between birds and reptiles |صحيفة=Annals of the Magazine of Natural History |المجلد=4 |العدد=2 |صفحات=66–75}}</ref> لكن المجتمع العلمي تخلّى عن هذه الفكرة في أوائل [[القرن 20|القرن العشرين]] بعد أن نشر الدكتور و[[إحاثة (علم)|عالم الأحياء القديمة]] [[الدنمارك]]ي، جيرهارد هيلمان، مؤلفه الذي تحدّث فيه عن أصل الطيور ونشوئها، حيث قال بأنها تتحدر مباشرة من الزواحف غمديّة الأسنان، أسلاف الديناصورات، وكان دليله على ذلك انعدام [[ترقوة|الترقوة]] عند الديناصورات ووجودها لدى الطيور.<ref name="مولد تلقائيا26">{{استشهاد بكتاب |الأخير=Heilmann |الأول=Gerhard |سنة=1926 |عنوان=The Origin of Birds |مكان=London |ناشر=Witherby |صفحات=208pp |ردمك=0-486-22784-7}}</ref> أظهرت الاكتشافات اللاحقة خطأ هذه الافتراضية، حيث عُثر على [[هيكل (أحياء)|هياكل عظمية]] ذات ترقوات، أبرزها هيكل كاسر البيض ''أوڤيرابتور'' الذي عُثر عليه سنة [[1924]]،<ref name=KP04/> وتبيّن أن العلماء السابقين أخطأوا بين ترقوات كل الهياكل المكتشفة سابقًا واعتقدوا بأنها عظام بين ترقوية.<ref name="مولد تلقائيا27">{{استشهاد بدورية محكمة |الأخير=Osborn |الأول=Henry Fairfield |سنة=1924 |عنوان=Three new Theropoda, ''Protoceratops'' zone, central Mongolia |صحيفة=American Museum Novitates |المجلد=144 |صفحات=1–12 |مسار=http://digitallibrary.amnh.org/dspace/bitstream/2246/3223/1/N0144.pdf |صيغة=PDF| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20090327021132/http://digitallibrary.amnh.org/dspace/bitstream/2246/3223/1/N0144.pdf | تاريخ أرشيف = 27 مارس 2009}}</ref> أعاد الدكتور جون أوستروم إحياء نظرية أصل الطيور الديناصوري خلال [[عقد 1970|عقد السبعينيات من القرن العشرين]]،<ref name=ostrom1973>{{استشهاد بدورية محكمة |الأخير=Ostrom |الأول=John H. |مؤلف-وصلة=John Ostrom |سنة=1973 |عنوان=The ancestry of birds |صحيفة=Nature |المجلد=242 |العدد=5393 |صفحات=136 |doi=10.1038/242136a0}}</ref> وقد لاحقت هذه النظرية رواجًا واستحسانًا كبيرًا خلال العقود التالية، خصوصًا بعد التطوّر الكبير الذي طرأ على أساليب تحليل الفروع الحيوية،<ref name=gauthier1986>{{استشهاد بكتاب |الأخير=Gauthier |الأول=Jacques. |مؤلف-وصلة=Jacques Gauthier |سنة=1986 |الفصل=Saurischian monophyly and the origin of birds |محرر=Padian, Kevin. (ed.) |عنوان=The Origin of Birds and the Evolution of Flight |سلسلة=Memoirs of the California Academy of Sciences '''8''' |صفحات=1–55}}</ref> وبعد اكتشاف الكثير من أنواع الديناصورات الثيروبوديّة الصغيرة المريشة والطيور البدائية،<ref name=TRHJ00/> ومن أبرز هذه الاكتشافات: الأحافير من تكوين «تشيان» الصخري في منطقة [[لياونينغ]] في [[الصين]]، وهي تضم ثيروبودات صغيرة متعددة بالإضافة إلى طيور بدائية.<ref name=KP04/> تتشارك الطيور مع الثيروبودات في أكثر مائة خاصية تشريحية، الأمر الذي يدفع العلماء حاليًا لاعتبار الأخيرة أقرب ما يكون من أسلاف الطيور،<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف=Mayr, G., Pohl, B. and Peters, D.S.|سنة=2005|عنوان=A Well-Preserved Archaeopteryx Specimen with Theropod Features|صحيفة=Science|المجلد=310|العدد=5753|صفحات=1483–1486|doi=10.1126/science.1120331|pmid=16322455}}</ref> ويضيفون أن الديناصورات ذات الأيادي السالبة هي الأقرب إليها.<ref name=KP04/> اقترحت قلة من العلماء مسارًا تطوريًا آخرًا للطيور، ومنهم من قال بنظرية هيلمان،<ref name="مولد تلقائيا28">{{استشهاد بدورية محكمة |الأخير=Martin |الأول=Larry D. |مؤلف-وصلة=Larry Martin |سنة=2006 |عنوان=A basal archosaurian origin for birds |صحيفة=Acta Zoologica Sinica |المجلد=50 |العدد=6 |صفحات=977–990}}</ref> وقال آخرون أن ذات الأيادي السالبة هي بالفعل أسلاف الطيور، إلا أنها نفسها ليست بديناصورات، بل مجموعة كائنات تطورت تطورًا متوازيًا مع الديناصورات.

=== الريش ===
{{مفصلة|ديناصور ذو ريش}}
[[ملف:Archaeopteryx-model.jpg|تصغير|يمين|مجسم للطائر العتيق من متحف [[جامعة أكسفورد|جامعة أوكسفورد]] للتاريخ الطبيعي.]]
[[ملف:SArchaeopteryxBerlin2.jpg|تصغير|أكثر مستحثات [[أركيوبتركس|الطائر العتيق ''أركيوبتركس'']] شهرة، والمعروفة بعينة برلين. لاحظ الطبعات المفصلة لريش الأجنحة والذيل على الصخرة.]]
[[ملف: Yi qi restoration.jpg |تصغير|left 270px | صورة تخيلية لشكل الديناصور يي (يشبه الخفاش) . عثر على أحفورته في [[الصين]]]]
عاشت [[طائر|الطيور الحقيقية]] الأولى في زمن الديناصورات، وكانت مكسوّة [[ريشة (توضيح)|بالريش]] ويصل حجمها لحجم [[غراب|الغراب]]، وكانت لها [[أسنان (توضيح)|أسنان]] مثل أسنان [[زواحف|الزواحف]]، كما كانت لها أذناب مثل أذناب [[سحلية|السحالي]]، وهذه الأذناب كانت مغطاةً بالريش كذلك الأمر، وقد استدل العلماء على جميع هذه المعطيات من خلال عينة أحفورية تم العثور عليها سنة [[1861]] في جنوب [[ألمانيا]] تمثّل كائنًا شبيهًا بالسحالي إلا أن طبعات ريشه كانت شديدة الوضوح، فقال الخبراء أنه صلة الوصل والحلقة المفقودة بين الزواحف والطيور، وأطلقوا عليه تسمية «[[أركيوبتركس|الطائر العتيق]]» {{لات|Archaeopteryx؛ [[نقحرة]]: [[أركيوبتركس]]}}. ظهر هذا الاكتشاف بعد سنتين فقط من نشر [[تشارلز داروين]] مؤلفه العلمي «أصل الأنواع» ([[اللغة الإنجليزية|بالإنجليزية]]: The Origin of Species)، وقد أثار هذا الاكتشاف جدالاً حادًا جديدًا بين العلماء والأشخاص المؤمنين [[علم الأحياء التطوري|بنظرية التطور]] وأولئك المؤمنين ب[[خلقية|نظرية الخلق]]. إن هذه الكائنات شديدة الشبه بالديناصورات، لدرجة أن إحدى النماذج التي لا تظهر فيها طبعات الريش واضحة، أخطأ العلماء وقامو بتصنيفها على أنها تعود للديناصور مشذب الفك ''كومبسوغناثوس''.<ref name="مولد تلقائيا29">{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف=Wellnhofer, P|سنة=1988|عنوان=Ein neuer Exemplar von ''Archaeopteryx''|صحيفة=Archaeopteryx|المجلد=6|صفحات=1–30}}</ref>
[[ملف:Meilong mmartyniuk wiki.png|تصغير|يمين|رسم رقمي لديناصور التنين الراقد ''مايلونغ''، أحد أجناس الديناصورات جارحة الأسنان المريشة.]]
اكتشف العلماء عددًا كبيرًا من الديناصورات المريشة خلال [[عقد 1990|عقد التسعينيات من القرن العشرين]]، الأمر الذي دعم النظرية القائلة بأنها أسلاف الطيور بشكل أكبر. وقد عُثر على معظم هذه المستحثات في تكوين «تشيان» الصخري في منطقة [[لياونينغ]]، شمالي شرق [[الصين]]، التي كانت تُشكل جزءًا من جزيرة قاريّة خلال [[العصر الطباشيري]]. يقول العلماء أنه على الرغم من أن الديناصورات المريّشة هي بمعظمها ديناصورات طيريّة، فإنه يُحتمل أن تكون الديناصورات غير الطيريّة أو بعض أنواعها وفصائلها قد اكتسى بالريش. تنقسم الديناصورات المريّشة إلى فئتين: ذوات الريش البدائي، وذوات الريش النصلي، والأولى غير معروفة إلا من فصائل من قاعدة مجموعة العظاءات الحلقية ريشها نحيف ذي بنية خيطية، من شاكلة: الديناصورات مشذبة الفك {{لات|Compsognathidae}} وزاحفيّة الجناح الصينية {{لات|Sinosauropteryx}}،<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف=Xu X.; Norell, M.A.; Kuang X.; Wang X.; Zhao Q.; and Jia C.|عنوان=Basal tyrannosauroids from China and evidence for protofeathers in tyrannosauroids|صحيفة=Nature|سنة=2004|المجلد=431|العدد=7009|صفحات=680–684|pmid=15470426 |doi=10.1038/nature02855}}</ref> أما الثانية فهي معروفة من مجموعة ذات الأيادي السالبة وهي تشمل فصائل عديدة مثل [[عظائيات سارقة البيض|كواسر البيض]] {{لات|Oviraptorosauria}} و[[ترودونتيدات|جارحة الأسنان]] {{لات|Troodontidae}} و[[طائر|الطيور المعاصرة]].<ref name=KP04/><ref name="مولد تلقائيا30">{{استشهاد بدورية محكمة |الأخير=Göhlich |الأول=U.B. |سنة=2006 |عنوان=A new carnivorous dinosaur from the Late Jurassic Solnhofen archipelago |صحيفة=Nature |المجلد=440 |صفحات=329–332 |doi=10.1038/nature04579 |pmid=16541071 |مؤلف2-الأخير=Chiappe |مؤلف2-الأول=LM |العدد=7082}}</ref> لم تنجو نظرية الديناصورات المريشة من الانتقاد اللاذع، فقد قال بعض العلماء أن آثار الريش البدائي ماهي إلا [[ليف (توضيح)|ألياف]] [[كولاجين]]ية متحللة كانت تُشكل جزءًا من أهاب تلك الكائنات،<ref name="مولد تلقائيا31">{{استشهاد بدورية محكمة |الأخير=Lingham-Soliar |الأول=T. |سنة=2003 |عنوان=The dinosaurian origin of feathers: perspectives from dolphin (Cetacea) collagen fibers |صحيفة=Naturwissenschaften |المجلد=12 |صفحات=563–567 |pmid=14676953 |doi=10.1007/s00114-003-0483-7 |العدد=12}}</ref><ref name="مولد تلقائيا32">{{استشهاد بدورية محكمة|الأخير=Feduccia |الأول=A. |سنة=2005 |عنوان=Do feathered dinosaurs exist? Testing the hypothesis on neontological and paleontological evidence |صحيفة=Journal of Morphology |المجلد=266 |العدد=2 |صفحات=125–166 |pmid=16217748 |doi=10.1002/jmor.10382|مؤلف2-الأخير=Lingham-Soliar|مؤلف2-الأول=T|مؤلف3-الأخير=Hinchliffe|مؤلف3-الأول=JR}}</ref><ref name="مولد تلقائيا33">{{استشهاد بدورية محكمة |الأخير=Lingham-Soliar |الأول=T. |سنة=2007 |عنوان=A new Chinese specimen indicates that 'protofeathers' in the Early Cretaceous theropod dinosaur ''Sinosauropteryx'' are degraded collagen fibres |صحيفة=Proceedings of the Biological Sciences |المجلد=274 |العدد=1620 |صفحات=1823–9 |pmid=17521978 |doi=10.1098/rspb.2007.0352 |مؤلف2-الأخير=Feduccia |مؤلف2-الأول=A |مؤلف3-الأخير=Wang |مؤلف3-الأول=X |pmc=2270928}}</ref> وإن ذات الأيادي السالبة التي تظهر ارتباطًا وثيقًا بالطيور ليست ديناصورات على الإطلاق بل كائنات تطورت بشكل مواز للديناصورات،<ref name="مولد تلقائيا34">{{استشهاد بدورية محكمة |الأخير=Feduccia |الأول=A. |سنة=2002 |عنوان=Birds are dinosaurs: simple answer to a complex problem |مسار=https://archive.org/details/sim_auk_2002-10_119_4/page/1187 |صحيفة=The Auk |المجلد=119 |صفحات=1187–1201 |doi=10.1642/0004-8038(2002)119[1187:BADSAT]2.0.CO;2| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220627074442/https://archive.org/details/sim_auk_2002-10_119_4/page/1187 | تاريخ أرشيف = 27 يونيو 2022 }}</ref> إلا أن هذا الرأي ما زال مرفوضًا من الأغلبية الساحقة من العلماء، لدرجة أن بعضهم يشك في مدى علميّة ما قيل.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة |الأخير=Prum |الأول=Richard O.  | تاريخ = April 2003 |عنوان=Are Current Critiques Of The Theropod Origin Of Birds Science? Rebuttal To Feduccia 2002 |صحيفة=[[The Auk]] |المجلد=120 |العدد=2 |صفحات=550–61 |مسار= http://links.jstor.org/sici?sici=0004-8038(200304)120:2<550:ACCOTT>2.0.CO;2-0 |doi=10.1642/0004-8038(2003)120[0550:ACCOTT]2.0.CO;2|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200316094741/http://links.jstor.org/sici?sici=0004-8038(200304)120:2<550:ACCOTT>2.0.CO;2-0|تاريخ أرشيف=2020-03-16}}</ref>

=== الهيكل العظمي ===
تعدّ الديناصورات المريشة صلة الوصل بين [[طائر|الطيور]] [[زواحف|والزواحف]] بما أنها تمتلك أبرز سمات الطيور المعاصرة، ألا وهي [[ريشة (توضيح)|الريش]]. إلا أن البنية العظمية لكلا [[أصنوفة|الأصنوفتين]] هي ما يمثل الدليل الحاسم على هذا الافتراض بالنسبة للعلماء، حيث أن هناك مواقع عديدة في [[هيكل (أحياء)|الهياكل العظمية]] للطيور والديناصورات ذات شبه عظيم، ومنها: [[رقبة|العنق]]، [[حوض (توضيح)|الحوض]]، [[معصم|المعصم]]، [[ذراع (توضيح)|الذراع]]، الحزام الصدري، الفريقة، وعظم الصدر أو رافدة القص. يمكن التأكد من مدى وثق العلاقة بين الديناصورات والطيور عند مقارنة هياكلها العظمية من خلال تحليل ودراسة [[فرع حيوي|الأفرع الحيوية]].

=== الأعضاء الداخلية ===
[[ملف:Diplodocinae jmallon.jpg|تصغير|رسم لديناصور طويل العنق يبتلع حصوات عالقة بالنباتات التي يقتات عليها.]]
كان للديناصورات اللاحمة الكبرى نظام أكياس هوائية معقد شبيه بذاك الخاص [[طائر|بالطيور المعاصرة]]، وفقًا لدراسة قام بها الدكتور باتريك أوكونر من جامعة أوهايو، ويفيد الأخير بأنه يُحتمل أن تكون [[رئة|رئات]] [[وحشيات الأرجل|الديناصورات الثيروبوديّة]] تنفخ الهواء في أكياس فارغة موجودة داخل هيكلها العظمي كما في حالة الطيور، حيث قال: {{اقتباس مضمن|ما كان يُعتقد سابقًا أنه خاصيّة فريدة بالطيور ظهر بأنه كان موجودًا عند أسلافها القديمة}}.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف=O'Connor, P.M. & Claessens, L.P.A.M.|سنة=2005|عنوان=Basic avian pulmonary design and flow-through ventilation in non-avian theropod dinosaurs|صحيفة=Nature|المجلد=436|صفحات=253–256|doi=10.1038/nature03716|pmid=16015329|العدد=7048}}</ref> قام العلماء بوصف نوع جديد من الديناصورات في سنة [[2008]] أطلقوا عليه تسمية «الديناصور هوائي العظم» (''Aerosteon riocoloradensis'') وذلك في النشرة العلمية الإلكترونية ''PLoS ONE''، حيث قالوا أن هيكله العظمي يقدم أفضل دليل حتى الآن على وجود ديناصورات ذات أعضاء تنفسيّة شبيهة بالأعضاء التنفسية عند الطيور، بعد أن أظهر [[تصوير مقطعي محوسب|التصوير المقطعي المحوسب]] لهذا الهيكل العظمي وجود أكياس هوائية في تجويفه.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|الأخير=Sereno |الأول=P.C.| تاريخ = September 2008|عنوان=Evidence for Avian Intrathoracic Air Sacs in a New Predatory Dinosaur from Argentina|صحيفة=PLoS ONE|المجلد=3|العدد=9|صفحات= e3303|مسار=https://journals.plos.org/plosone/article?id=10.1371/journal.pone.0003303 |تاريخ الوصول=2008-10-27|doi=10.1371/journal.pone.0003303|pmid=18825273|مؤلف2-الأخير=Martinez|مؤلف2-الأول=RN|مؤلف3-الأخير=Wilson|مؤلف3-الأول=JA|مؤلف4-الأخير=Varricchio|مؤلف4-الأول=DJ|مؤلف5-الأخير=Alcober|مؤلف5-الأول=OA|مؤلف6-الأخير=Larsson|مؤلف6-الأول=HC|pmc=2553519|مؤلف7-الأخير=Kemp|مؤلف7-الأول=Tom| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20141031160717/http://www.plosone.org/article/info:doi/10.1371/journal.pone.0003303 | تاريخ أرشيف = 31 أكتوبر 2014}}</ref><ref>[https://www.newswise.com/articles/meat-eating-dinosaur-from-argentina-had-bird-like-breathing-system Meat-Eating Dinosaur from Argentina Had Bird-Like Breathing System] Newswise, Retrieved on September 29, 2008. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170707064003/http://newswise.com/articles/view/544722/ |date=07 يوليو 2017}}</ref>

من الأدلّة الأخرى التي يستدل بها العلماء على مدى قرابة الديناصورات والطيور، هي استخدام كلا [[أصنوفة|الأصنوفتين]] لما يُعرف باسم «[[حصاة المعدة|حصوات القانصة]]» أو «حصوات الأحشاء»، وهي الحصى التي تبتلعها الحيوانات لتساعدها على الهضم عبر طحن وتكسير ال[[طعام|غذاء]] [[ليف (توضيح)|والألياف]] القاسية عن طريق تقلبها داخل [[معدة|المعدة]]، وقد عُثر على عدد من هذه الحصوات داخل بعض الأحافير للديناصورات والطيور القديمة على حد سواء.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف=Wings O|عنوان=A review of gastrolith function with implications for fossil vertebrates and a revised classification|صحيفة=Palaeontologica Polonica|المجلد=52|العدد=1|صفحات=1–16|سنة=2007|مسار=http://www.app.pan.pl/archive/published/app52/app52-001.pdf|صيغة=PDF| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20170809213828/http://www.app.pan.pl/archive/published/app52/app52-001.pdf | تاريخ أرشيف = 9 أغسطس 2017}}</ref>

=== البيولوجيا الإنجابية ===
[[ملف:MUJA-Tyrannosaurus.JPG|تصغير|يمين|هيكلين عظميين [[تيرانوصور|لتيرانوصورين]] في وضعيّة [[تزاوج|التزاوج]]، المتحف الجوراسي في أستورياس، [[إسبانيا]].]]
أدّى اكتشاف بعض الخصائص الإنجابيّة في الهيكل العظمي لل[[تيرانوصور]] إلى دعم النظرية القائلة بأن الديناصورات والطيور تطورت من سلف مشترك بشكل أكبر من السابق، كذلك سمح هذا الاكتشاف للعلماء أن يقوموا بتحديد [[جنس (توضيح)|جنس]] ديناصور لأول مرّة. تتخلص نتيجة هذا الاكتشاف بأن إناث التيرانوصور كانت تضع [[البيض (توضيح)|بيضها]] بطريقة مماثلة لطريقة الطيور، فإناث الطير تنمو لها غظمة مميزة بين القسم الخارجي الصلب من العظم و[[نخاع العظام|نخاعها]]، يُطلق عليها تسمية «العظمة النخاعيّة»، وهي عظمة غنيّة [[كالسيوم|بالكالسيوم]] تُساعد في تكوين قشر البيض. وقد لاحظ العلماء وجود أنسجة عظميّة تبطّن التجاويف النخاعيّة في بعض أجزاء الطرف الخلفي من عينة التيرانوصور هذه، مما يعني أنه يُحتمل أن تكون قد استخدمت هذه الخاصية لوضع بيضها تمامًا كما تفعل الطيور.<ref name="schweitzeretal2005">{{استشهاد بدورية محكمة |الأخير=Schweitzer |الأول=M.H. |عنوان=Gender-specific reproductive tissue in ratites and ''Tyrannosaurus rex'' |صحيفة=Science |المجلد=308 |صفحات=1456–1460|مسار=https://science.sciencemag.org/content/308/5727/1456.abstract |doi=10.1126/science.1112158 |سنة=2005 | pmid=15933198 |مؤلف2-الأخير=Wittmeyer |مؤلف2-الأول=JL |مؤلف3-الأخير=Horner |مؤلف3-الأول=JR |العدد=5727| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20100507125426/http://www.sciencemag.org/cgi/content/abstract/308/5727/1456 | تاريخ أرشيف = 7 مايو 2010}}</ref>

أظهرت أبحاث أخرى وجود هذه العظمة النخاعيّة عند فصائل أخرى من الديناصورات مثل [[ألوصور|الألوصور]] والتينونتوصور، وبما أن مسار النشوء والتطور الذي سلكته الألوصورات والتيرانوصورات بعيد عن ذاك الذي سلكته التينونتوصورات، فإنه يمكن القول بأن جميع [[جنس (تصنيف)|الأجناس]] و[[فصيلة (تصنيف)|الفصائل]] امتلكت عظمًا نخاعيًا. عُثر على هذه العظام في عينات يافعة لمّا تصل بعد إلى حجمها الكامل، مما يعني أن الديناصورات كانت تبلغ جنسيًا بشكل سريع مقارنة بغيرها من الحيوانات الضخمة.<ref name="مولد تلقائيا35">{{استشهاد بدورية محكمة |الأخير=Lee |الأول=Andrew H. |سنة=2008 |عنوان=Sexual maturity in growing dinosaurs does not fit reptilian growth models |صحيفة=Proceedings of the National Academy of Sciences |المجلد=105 |العدد=2 |صفحات=582–587 |doi=10.1073/pnas.0708903105 |مسار=https://www.pnas.org/content/105/2/582.abstract |pmid=18195356 |مؤلف2-الأخير=Werning |مؤلف2-الأول=S |pmc=2206579| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20080513073115/http://www.pnas.org/cgi/content/abstract/105/2/582 | تاريخ أرشيف = 13 مايو 2008}}</ref>

=== السلوك ===
أظهرت إحدى [[مستحاثة|المستحثات]] المكتشفة حديثًا ديناصورًا من جنس جارحة الأسنان ورأسه تحت يديه، وقد قال الخبراء أن هذه الوضعيّة ماهي إلاّ وضعية [[نوم|النوم]]،<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف=Xu, X. and Norell, M.A.|سنة=2004|عنوان=A new troodontid dinosaur from China with avian-like sleeping posture|صحيفة=Nature|المجلد=431|صفحات=838–841|doi=10.1038/nature02898|pmid=15483610|العدد=7010}}</ref> وبالتالي فإن هذا الحيوان بالذات نفق أثناء نومه، ويُلاحظ أن [[طائر|الطيور المعاصرة]] تنام في كثير من الأحيان ورأسها تحت [[جناح]]ها، الأمر الذي يُساعدها على الدفء، لذا لعلّ هذه الخاصيّة السلوكيّة إحدى الخصائص التي توارثتها الطيور من أسلافها الديناصورات.

== الانقراض ==
{{مفصلة|انقراض العصر الطباشيري-الباليوجيني}}

اندثرت الديناصورات غير الطيريّة من على وجه [[الأرض]] بشكل مفاجئ منذ حوالي 65 مليون سنة، ومعها اختفت مجموعات أخرى عديدة من الحيوانات، بما فيها: [[أمونيت|الأمونيتات]]، [[إكتيوصور|الزواحف السمكية]]، [[موزاصور|الزواحف الميزية أو الموزاصورات]]، [[بليزوصورات|البلصورات]]، و[[تيروصور|الزواحف المجنحة أو البتروصورات]]، بالإضافة لأغلب أصناف [[طائر|الطيور]] وفصائل عديدة من [[ثدييات|الثدييات]].<ref name="MacLeod">{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف=MacLeod, N, Rawson, PF, Forey, PL, Banner, FT, Boudagher-Fadel, MK, Bown, PR, Burnett, JA, Chambers, P, Culver, S, Evans, SE, Jeffery, C, Kaminski, MA, Lord, AR, Milner, AC, Milner, AR, Morris, N, Owen, E, Rosen, BR, Smith, AB, Taylor, PD, Urquhart, E & Young, JR|عنوان=The Cretaceous–Tertiary biotic transition|سنة=1997|صحيفة=Journal of the Geological Society|المجلد=154|العدد=2|صفحات=265–292|مسار=http://findarticles.com/p/articles/mi_qa3721/is_199703/ai_n8738406/print|doi=10.1144/gsjgs.154.2.0265| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20151105204642/http://findarticles.com/p/articles/mi_qa3721/is_199703/ai_n8738406/print | تاريخ أرشيف = 5 نوفمبر 2015}}</ref> يُعرف حدث الانقراض الجماعي هذا باسم «[[انقراض العصر الطباشيري الباليوجيني|حدث انقراض العصر الطباشيري-الباليوجيني]]»، وقد كان موضع جدال كبير للعلماء منذ [[عقد 1970|عقد السبعينيات من القرن العشرين]]؛ الأمر الذي وفّر عدد من النظريات المختلفة الموجودة حاليًا والتي تحاول تفسير ما حدث. أبرز هذه النظريات وأوسعها انتشارًا هي تلك المعروفة «بحدث الاصطدام» وتتلخص في أن [[كويكب]]ًا ضخمًا ضرب الأرض وفتك بكثير من أشكال الحياة، إلا أن بعض العلماء يدعم نظريات أخرى، وبعضهم الآخر يقول بأن عددًا من العوامل من نظريات مختلفة تضافرت مع بعضها البعض وأفنت الديناصورات.

=== تغيّر المناخ ===
لم يكن هناك من قلنسوات جليدية عند القطبين خلال ذروة [[حقبة الحياة الوسطى|الدهر الوسيط]]، ويُقدّر العلماء أن مستوى [[بحر|البحر]] كان أعلى من مستواه الحالي بمقدار يتراوح بين 100 إلى 250 متر (300 إلى 800 قدم)، كذلك كانت درجات الحرارة أكثر تقاربًا من بعضها، حيث كانت الحرارة عند القطبين تختلف عن الحرارة عند [[خط الاستواء]] بفارق 25 °مئوية (77 °فهرنهايت)، أما درجات الحرارة في الغلاف الجوي فكانت أعلى من معدلها الحالي بكثير، ففي القطبين على سبيل المثال كانت درجات الحرارة تفوق معدلها الحالي بحوالي 50 °مئوية (122 °فهرنهايت).<ref name="pmid16311326">{{استشهاد بدورية محكمة |مؤلف=Miller KG, Kominz MA, Browning JV, Wright JD, Mountain GS, Katz ME, Sugarman PJ, Cramer BS, Christie-Blick N, Pekar SF |عنوان=The Phanerozoic record of global sea-level change |صحيفة=Science |المجلد=310 |العدد=5752 |صفحات=1293–8 |سنة=2005 |pmid=16311326 |doi=10.1126/science.1116412}}</ref><ref>{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان=Palaeotemperatures, polar ice-volume, and isotope stratigraphy (Mg/Ca, δ18O, δ13C, 87Sr/86Sr): The Early Cretaceous (Berriasian, Valanginian, Hauterivian)|مؤلف=McArthura JM, Janssenb NMM, Rebouletc S, Lengd MJ, Thirlwalle MF & van de Shootbruggef B|صحيفة=Palaeogeography, Palaeoclimatology, Palaeoecology|المجلد=248|العدد=3–4|سنة=2007|صفحات=391–430|doi=10.1016/j.palaeo.2006.12.015}}</ref>

كانت تركيبة [[غلاف جوي|الغلاف الجوي]] أثناء الدهر الوسيط مختلفة كذلك الأمر عمّا هي عليه اليوم، حيث كانت نسبة [[ثنائي أكسيد الكربون|ثاني أكسيد الكربون]] أعلى باثني عشر مرة من معدلاتها الحالية، وتراوحت نسبة [[أكسجين|الأكسجين]] بين 32% و 35% من إجمالي مكونات الغلاف، مقارنة بنسبة 21% حاليًا. أخذت بيئة كوكب [[الأرض]] تتغير بشكل جذري خلال أواخر [[العصر الطباشيري]]، فتراجعت نسبة [[بركان|الثورات البركانية]] بشكل كبير، مما جعل حرارة الأرض تبدأ بالانخفاض تدريجيًا مع انخفاض نسبة ثاني أكسيد الكربون بالجو، كذلك أخذت معدلات الأكسجين تتراجع بشكل ملحوظ، وفي نهاية المطاف انخفضت بشكل عظيم. يفترض بعض العلماء أن [[تغير المناخ|التغيّر المناخي]] بالإضافة إلى انخفاض نسبة الأكسجين أدّى إلى تراجع أعداد الكثير من [[نوع (تصنيف)|الأنواع]]، ولو كان للديناصورات [[جهاز تنفسي|أجهزة تنفسية]] شبيهة بأجهزة الطيور المعاصرة، فلعلّها واجهت وقتًا عصيبًا خلال هذه الفترة لعدم تمكنها من التنفس بشكل جيّد بفعل تعطش أجسادها الضخمة لكميات كبيرة من الأكسجين.<ref name="MacLeod"/>

=== حدث الاصطدام ===
{{مفصلة|فوهة تشيكسولوب}}
[[ملف:Yucatan chix crater-ar.jpg|تصغير|280بك|موقع [[فوهة تشيكشولوب|فوهة شيكسولوب]] في شبه جزيرة يوكاتان المكسيكية، والتي يُرجح معظم العلماء أنها موقع الاصطدام الذي سبب انقراض الديناصورات نهاية العصر الطباشيري.]]
اقترح البروفيسور والتر ألڤاريز في سنة [[1980]] [[فرضية ألفاريز|فرضية]] مفادها أن [[كويكب]]ًا اصطدم بالأرض في أواخر [[العصر الطباشيري]] منذ حوالي 65.5 مليون سنة، وتسبب في اندثار الديناصورات، ويدعم ألڤاريز نظريته بقوله إن طبقات الأرض من تلك الحقبة تُظهر ارتفاعًا مفاجئًا في مستويات [[إريديوم|الإريديوم]].<ref name="مولد تلقائيا36">{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان=Extraterrestrial cause for the Cretaceous–Tertiary extinction|مؤلف=Alvarez, LW, Alvarez, W, Asaro, F, and Michel, HV|سنة=1980|صحيفة=Science|المجلد=208|العدد=4448|صفحات=1095–1108|doi=10.1126/science.208.4448.1095|pmid=17783054}}</ref> تفيد الأدلّة العديدة التي عُثر عليها أن شهابًا متفجرًا يتراوح قطره بين 5 إلى 15 كيلومترًا (3 إلى 9 أميال) ضرب [[يوقطان|شبه جزيرة يوكاتان]] ب[[أمريكا الوسطى]]، مما أوجد «[[فوهة تشيكشولوب|فوهة شيكسولوب]]» البالغ قطرها حوالي 180 كيلومترًا (110 أميال) وقضى على أشكال متنوعة من الحياة على سطح الكوكب.<ref name="مولد تلقائيا37">{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف=Hildebrand, Alan R.;  Penfield, Glen T.; Kring, David A.; Pilkington, Mark; Zanoguera, Antonio Camargo; Jacobsen, Stein B.; Boynton, William V. |عنوان=Chicxulub Crater; a possible Cretaceous/Tertiary boundary impact crater on the Yucatan Peninsula, Mexico| تاريخ = September 1991 |المجلد=19|العدد=9 |صحيفة=[[Geology (journal)|Geology]]|صفحات=867–871|مسار=http://geology.geoscienceworld.org/cgi/content/abstract/19/9/867 |doi=10.1130/0091-7613(1991)019<0867:CCAPCT>2.3.CO;2| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20111108084559/http://geology.geoscienceworld.org/cgi/content/abstract/19/9/867 | تاريخ أرشيف = 8 نوفمبر 2011}}</ref><ref name="مولد تلقائيا38">{{استشهاد بدورية محكمة | مؤلف=Pope KO, Ocampo AC, Kinsland GL, Smith R | عنوان=Surface expression of the Chicxulub crater | مسار=https://archive.org/details/sim_geology_1996-06_24_6/page/527 | صحيفة=[[Geology (journal)|Geology]] | المجلد=24 | العدد=6 | سنة=1996 | صفحات=527–30 | pmid=11539331 | doi=10.1130/0091-7613(1996)024<0527:SEOTCC>2.3.CO;2| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220711171229/https://archive.org/details/sim_geology_1996-06_24_6/page/527 | تاريخ أرشيف = 11 يوليو 2022 }}</ref> وما زال العلماء غير واثقين إن كانت الديناصورات في ذلك الحين كانت مزدهرةً أم أن أعدادها كانت تتناقص لأسباب طبيعية. يقول بعض العلماء أن اصطدام الكويكب سبب انخفاضًا حادًا غير طبيعي في درجة حرارة الجو، فيما البعض الآخر يقول العكس، أي أنه تسبب في ظهور موجة حرّ خانقة اجتاحت الكوكب.

يفترض العلماء أن انقراض الديناصورات حصل في وتيرةٍ سريعةٍ للغاية، على الرغم من أن استنتاج ذلك من خلال دراسة الأحافير وحدها مستحيل عمليًا. يقول أنصار هذه النظرية أن الاصطدام تسبب في نفوق الديناصورات بشكل مباشر وغير مباشر على حد سواء، فقد قُتلت الكثير من الحيوانات فورًا بفعل الحرارة الشديدة الناجمة عن الاصطدام، ونفق ما تبقى من الديناصورات بسبب انخفاض حرارة الأرض بعد أن حُجبت أشعة الشمس بفعل الغبار الكثيف والركام الناجم عن الصدمة.

قام علماء [[الولايات المتحدة|أمريكيون]] بالتعاون مع آخرون [[جمهورية التشيك|تشيكيّون]] في شهر سبتمبر من سنة [[2007]] بمحاولة تحديد مصدر [[كويكب|الكويكب]] الذي أوجد فوّهة شيكسولوب، وباستخدام [[محاكاة بالحاسوب|المحاكاة الحاسوبيّة]] واستنتجوا أن احتمال أن يكون مصدر الكويكب هو الكويكب العملاق المُسمى «المعمداني» {{إنج|Baptistina}} تصل إلى 90%. يصل قطر هذا الكويكب إلى 160 كيلومترًا (100 ميل)، وهو يقع ضمن [[حزام الكويكبات]] بين [[المريخ]] و[[المشتري]]، ولعلّ أحد الكويكبات الأصغر حجمًا وغير المسماة بعد، والبالغ قطره 55 كيلومترًا (35 ميلاً) اصطدم به منذ حوالي 160 مليون سنة، وقد أدّى هذا الاصطدام إلى تفتيت المعمداني مما أوجد عنقودًا كويكبيًا لا يزال موجودًا حتى اليوم ويُعرف باسم العنقود المعمداني. أظهرت الحسابات أن بعض ذلك الفتات توجه نحو الأرض بعد الاصطدام، وأحدها كان [[حجر نيزكي|حجرًا نيزكيًا]] ذي قطر يساوي 10 كيلومترات (6 أميال)، اخترق [[غلاف جوي|الغلاف الجوي]] واصطدم ب[[يوقطان|شبه جزيرة يوكاتان]] منذ حوالي 65 مليون سنة، وتسبب في وجود فوّهة شيكسولوب.<ref name="Billiards">{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان=Solar System: Lethal billiards|صحيفة=Nature|تاريخ=2007-09-05|الأول=Claeys|الأخير=P|المجلد=449|العدد= 7158|صفحات=30–31|doi=10.1038/449030a|pmid=17805281|مؤلف2-الأخير=Goderis|مؤلف2-الأول=S}}</ref>

من التفسيرات المشابهة لانقراض الديناصورات النظرية الأكثر جدلاً والتي تقول أن عبور [[نجم ثنائي|النجم الثنائي]] الافتراضي «نيميسس» [[سحابة أورط]] التي يُعتقد أنها تشكل مصدر [[مذنب|المذنبات]] الرئيسي في [[المجموعة الشمسية|النظام الشمسي]]، أدّى إلى تبعثر عدد كبير منها، واصطدام إحداها -أو ربما بعضها- [[الأرض|بالأرض]] في نهاية المطاف مما تسبب بنفوق الكثير من الكائنات الحية.<ref name="Koeberl">{{استشهاد بكتاب|سنة=2002|عنوان=Catastrophic Events and Mass Extinctions|وصلة=https://archive.org/details/isbn_9780813723563|ناشر=Geological Society of America|ردمك=0-8137-2356-6|مؤلف=edited by Christian Koeberl and Kenneth G. MacLeod.|oclc=213836505|unused_data=Koeberl, C & MacLeodKG}}</ref> وكما في نظرية [[كويكب|الكويكب]]، فإن حصيلة اصطدام المذنب أو هطول الكثير منها كانت انخفاض درجات الحرارة بشكل سريع تلتها فترة طويلة من البرد والصقيع أفنت معها الديناصورات الناجية من الانقراض.<ref name="Koeberl"/>

=== مصاطب الدكن ===
{{مفصلة|مصاطب الدكن}}
[[ملف:Deccan Traps volcano.jpg|تصغير|يمين|رسم يُظهر نفوق الديناصورات في [[مصاطب الدكن]] بسلسلة جبال الغات الغربيّة، [[الهند]].]]
قبل سنة [[2000]]، كان القائلون بنظرية [[انقراض|الانقراض]] بفعل [[مصاطب الدكن]] البازلتيّة الفيضيّة يربطون بينها وبين النظرية القائلة بحدوث الانقراض بشكل تدريجي طيلة قرون عديدة. والمصاطب الفيضيّة هي [[حمم|تكوينات حممية]] [[بازلت]]يّة ظهر بعضها نتيجة [[بركان|ثوران بركاني]] عظيم وبعضها الآخر نتيجة ثورات متعددة، وكوّنت [[هضبة|هضاب]] كثيرة و[[سلسلة جبلية|سلاسل جبليّة]] على مختلف [[قارة|القارّات]]، ويقول أنصار هذه النظرية أن المصاطب بدأت بالظهور منذ حوالي 68 مليون سنة، واستمرت تظهر طيلة مليونيّ عام. غير أن بعض الدلائل تشير إلى أن ثلثيّ المصاطب ظهر خلال مليون سنة فقط، أي منذ حوالي 65.5 ملايين سنة، وبالتالي فإن كانت هذه النظرية صحيحة، فإن هذا يعني أن المصاطب سببت انقراضًا سريعًا للديناصورات وليس انقراضًا تدريجيًا، حيث يُحتمل أن تكون كافّة [[نوع (تصنيف)|الأنواع]] و[[فصيلة (تصنيف)|الفصائل]] قد اندثرت خلال آلاف السنين، لكن هذه الفترة تبقى طويلة على الرغم من ذلك عند مقارنتها بالفترة التي يُفترض أن الديناصورات استغرقتها لتندثر بفعل اصطدام [[كويكب]] أو [[مذنب]] بالأرض.<ref name = "wwnjsd">{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف=Hofman, C, Féraud, G & Courtillot, V|سنة=2000|عنوان=40Ar/39Ar dating of mineral separates and whole rocks from the Western Ghats lava pile: further constraints on duration and age of the Deccan traps|صحيفة=Earth and Planetary Science Letters|المجلد=180|صفحات=13–27|doi=10.1016/S0012-821X(00)00159-X}}</ref><ref name="Duncan">{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان=Rapid eruption of the Deccan flood basalts at the Cretaceous/Tertiary boundary|مؤلف=Duncan, RA & Pyle, DG|سنة=1988|صحيفة=Nature|المجلد=333|صفحات=841–843|doi=10.1038/333841a0}}</ref>

يُحتمل أن تكون مصاطب الدكن قد ساهمت بانقراض الديناصورات عبر أكثر من وسيلة، بما في ذلك إطلاقها لكميات كبيرة من [[غبار|الغبار]] و[[كبريت|الهباء الكبريتي]] في الجو، الأمر الذي حجب أشعة [[الشمس]]، فلم تعد [[نبات|النباتات]] قادرة على توليد غذائها عبر عملية [[تركيب ضوئي|التركيب الضوئي]]، فذبل الكثير منها، ومات الكثير من الديناصورات العاشبة بعد أن فقدت مصدر غذائها، ثم لحقتها اللواحم بدورها. أيضًا يُحتمل أن النشاط البركاني أسفر عنه انبعاثات كثيفة ل[[ثنائي أكسيد الكربون|ثاني أكسيد الكربون]]، مما يعني أن الأرض عانت من [[الاحتباس الحراري|احتباس حراري]]، بعد أن انقشع الغبار والهباء، كان له كبير الأثر على الحياة النباتية والكائنات التي اعتمدت عليها.<ref name="Duncan"/> يقول بعض العلماء أنه قبل [[حدث الانقراض|الانقراض الجماعي]] للديناصورات، ساهمت الانبعاثات الغازية البركانيّة خلال تكوّن مصاطب الدكن، ساهمت «بحدوث احتباس حراري عالميّ كبير، وتشير بعض البيانات إلى أن معدّل ارتفاع درجات الحرارة خلال النصف مليون سنة السابقة على الاصطدام في شيكسولوب وصل إلى 8 °مئوية (46.4 °فهرنهايت)».<ref name = "wwnjsd"/><ref name="Duncan"/>

قال البروفيسور [[لويس ألفاريز|لويس ألڤاريز]] (توفي سنة [[1988]]) خلال الفترة التي كان فيها القائلون بنظرية مصاطب الدكن يربطون بينها وبين الانقراض البطيء للديناصورات، أن [[إحاثة (علم)|علماء الأحياء القديمة]] أضلّتهم بيانات متفرقة، وأنه لا يمكن القول بصحة رأيهم، لكن هذا لم يؤخذ بعين الاعتبار إلا بعد سنوات من الدراسات الميدانية المكثفة لمواقع الاكتشافات، وفي نهاية المطاف أخذت الأغلبية الساحقة من علماء الأحياء القديمة تتقبل فكرة أن [[حدث الانقراض|الانقراض الجماعي]] الذي حصل في أواخر [[العصر الطباشيري]] إنما هو نتيجة اصطدام جسم كوني بالأرض على الأغلب. لكن على الرغم من ذلك، يقول البروفيسور والتر ألڤاريز، ابن البروفيسور سالف الذكر، أن الأرض كانت عرضة لتغييرات هائلة طيل الفترة السابقة على الاصطدام، ومن هذه التغييرات: انخفاض [[مستوى سطح البحر|مستوى البحر]] وحصول ثورات بركانية هائلة كوّنت مصاطب الدكن، ولعلّ هذه الأحداث أيضًا ساهمت في اندثار الديناصورات، وكان الاصطدام بمثابة الضربة القاضية.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف=Alvarez, W|عنوان=T. rex and the Crater of Doom|مسار=https://archive.org/details/trexcraterofdoo000alva|سنة=1997|ناشر=Princeton University Press|ردمك=978-0-691-01630-6|صفحات=[https://archive.org/details/trexcraterofdoo000alva/page/130 130]–146| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220322031312/https://archive.org/details/trexcraterofdoo000alva | تاريخ أرشيف = 22 مارس 2022 }}</ref>

=== الفشل في التأقلم مع الظروف المتغيرة ===
قال بعض العلماء أن [[كاسيات البذور|النباتات المزهرة مغطاة البذور]] أصبحت تُشكل جزءًا مهمًا من [[نظام بيئي|النظام البيئي]] بحلول منتصف [[العصر الطباشيري]]، مستبدلة بذلك [[عاريات البذور]] مثل ال[[صنوبر]]يات التي هيمنت على المنظر الطبيعي طيلة ملايين السنين. يُظهر براز الديناصورات المتحجر أن بعض [[حيوانات عاشبة|آكلات الأعشاب]] اقتاتت على مغطاة البذور، بينما استمرت الأغلبية منها تقتات على عاريات البذور بشكل رئيسي، وقد تبيّن من خلال التحاليل الإحصائية أن الديناصورات لم تتفرع [[نوع (تصنيف)|لأنواع]] و[[فصيلة (تصنيف)|فصائل]] جديدة مختلفة خلال أواخر العصر الطباشيري، كما كان يُعتقد في السابق، فقال داعموا هذه النظرية أن الديناصورات فشلت في التأقلم مع المتغيرات البيئية حولها، ولم تستطع أن تزدهر لتظهر منها أشكال جديدة، وكان هذا الجمود في تاريخ نشوئها هو ما حكم عليها بالفناء.<ref name="LloydDavisPisaniEtAl2008DinosAndKTR"/>

=== ناجين محتملين في العصر الحديث المبكر ===
{{مفصلة|ديناصورات الباليوسين}}
[[ملف:Hell Creek.jpg|تصغير|يمين|تكوينة جدول الجحيم في ولاية [[مونتانا]] الأمريكية حيث عُثر على مستحثات يُحتمل أنها تعود [[العصر الباليوسيني|للعصر الحديث المبكر]].]]
عثر العلماء في أحيان نادرة على بقايا ديناصورات في الطبقات الصخرية التي تُشكل [[حدود الطباشيري-الباليوجيني|حدود الطباشيري-الباليوجين]]. أفاد عالمان في سنة [[2001]] أنهما عثرا على عظمة [[ساق]] واحدة لتعود لديناصور بطي المنقار في حوض نهر سان خوان في ولاية [[نيومكسيكو|نيو مكسيكو]] الأمريكية، ووصفا ذلك بأنها دليل على [[ديناصورات الباليوسين]]، والتكوين الذي تم اكتشاف العظمة فيه يعود تاريخه إلى عصر ال[[العصر الباليوسيني|باليوسين]] المبكر قبل حوالي 64.5 ملايين سنة، فقالوا بأنها تمثل دليلاً على أن بعض الديناصورات على الأقل نجت واستمرت حية حتى [[العصر الباليوسيني|العصر الحديث المبكر]].<ref name="Fassett">{{استشهاد بدورية محكمة|مسار=https://www.lpi.usra.edu/meetings/impact2000/pdf/3139.pdf|صيغة=PDF|عنوان=Compelling new evidence for Paleocene dinosaurs in the Ojo Alamo Sandstone, San Juan Basin, New Mexico and Colorado, USA|مؤلف=Fassett, JE, Lucas, SG, Zielinski, RA, and Budahn, JR|سنة=2001|صحيفة=Catastrophic events and mass extinctions, Lunar and Planetary Contribution|المجلد=1053|صفحات=45–46|تاريخ الوصول=2007-05-18| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20160412005621/http://www.lpi.usra.edu/meetings/impact2000/pdf/3139.pdf | تاريخ أرشيف = 12 أبريل 2016}}</ref> ولو صحّ هذا الكلام وكانت العظمة بالفعل تقبع في تلك الطبقة الصخرية بشكل طبيعي ولم تزحل إليها بفعل العوامل الطبيعية، فإن ذلك يعني أن الديناصورات عاشت على سطح الأرض طيلة نصف مليون سنة على الأقل من [[حقبة الحياة الحديثة|الدهر الحديث]]. من الأدلّة الأخرى التي تدعم هذا القول، البقايا التي عُثر عليها في تكوينة جدول الجحيم بطبقات صخرية تعلو حدود زمن حدث الاصطدام بحوالي 1.3 أمتار (51 إنشًا)، أي أنها أصغر سنًا بحوالي 40,000 سنة، كذلك عُثر على أدلّة مشابهة من مواقع مختلفة حول العالم بما في ذلك [[الصين]].<ref name="Sloan">{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف=Sloan, R. E., Rigby, K,. Van Valen, L. M.,  Gabriel, Diane|سنة=1986|عنوان=Gradual dinosaur extinction and simultaneous ungulate radiation in the Hell Creek Formation |صحيفة=Science |المجلد=232 |العدد=4750 |صفحات=629–633 |مسار=https://science.sciencemag.org/content/232/4750/629.abstract|doi=10.1126/science.232.4750.629|تاريخ الوصول=2007-05-18|pmid=17781415| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20090201085407/http://sciencemag.org/cgi/content/abstract/232/4750/629 | تاريخ أرشيف = 1 فبراير 2009}}</ref> يؤمن كثير من العلماء أن هذه المستحاثات ليست إلا أحافير من أزمنة سابقة جُرفت مع مرور الزمن من موقعها الأساسي وقبعت في طبقات صخرية أعلى ثمّ تغطت [[راسب|بالرواسب]]،<ref name="مولد تلقائيا39">{{استشهاد بدورية محكمة |الأخير=Fastovsky |الأول=David E. |سنة=2005 |عنوان=Reply to comment on "The Extinction of the dinosaurs in North America" |صحيفة=GSA Today |المجلد=15 |صفحة=11 |مسار= https://www.geosociety.org//gsatoday/archive/15/7/pdf/i1052-5173-15-7-11b.pdf |صيغة=PDF |doi=10.1130/1052-5173(2005)015[11b:RTEOTD]2.0.CO;2 |مؤلف2-الأخير=Sheehan |مؤلف2-الأول=Peter M.|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20180602025942/http://www.geosociety.org/gsatoday/archive/15/7/pdf/i1052-5173-15-7-11b.pdf|تاريخ أرشيف=2018-06-02}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180602025942/http://www.geosociety.org/gsatoday/archive/15/7/pdf/i1052-5173-15-7-11b.pdf |date=2 يونيو 2018}}</ref><ref>{{استشهاد بدورية محكمة|الأخير=Sullivan|الأول=RM|عنوان=No Paleocene dinosaurs in the San Juan Basin, New Mexico|مسار=http://gsa.confex.com/gsa/2003RM/finalprogram/abstract_47695.htm|صحيفة=Geological Society of America Abstracts with Programs|المجلد=35|العدد=5|صفحة=15|سنة=2003|تاريخ الوصول=2007-07-02| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190626071819/https://gsa.confex.com/gsa/2003RM/finalprogram/abstract_47695.htm | تاريخ أرشيف = 26 يونيو 2019|url-status=dead}}</ref> غير أن تأريخ العظام لا يدعم هذا القول، حيث أن معظم التحاليل تُظهر أن العظام تبلغ من العمر 64.8 ± 0.9 ملايين سنة.<ref name=fassettetall2011>{{استشهاد بدورية محكمة | مؤلف = Fassett J.E., Heaman L.M., Simonetti A. | سنة = 2011 | عنوان = Direct U-Pb dating of Cretaceous and Paleocene dinosaur bones, San Juan Basin, New Mexico | مسار =https://archive.org/details/sim_geology_2011-02_39_2/page/159| صحيفة = Geology | المجلد = 39 | صفحات = 159–162 | doi = 10.1130/G31466.1}}</ref> ولوّ صحّ هذا، فإن ذلك لا يلغي الأفكار المختلفة القائلة بانقراض الأغلبية العظمى من الديناصورات في زمن سابق.

== تاريخ الاكتشافات ==
عرفت شعوب مختلفة عظام الديناصورات منذ آلاف السنين، إلا أن ماهيّتها وطبيعتها الحقيقية لم تكن معلومة بعد. اعتقد الصينيون القدماء أن عظام الديناصورات ([[اللغة الصينية|بالصينية]]: 恐龍؛ [[نقحرة]]: كونجلونغ = التنين الرهيب) تعود [[تنين|لتنانين]]، وقاموا بتوثيقها في سجلاتهم التاريخية بهذه الصفة، ومن أبرز الأمثلة على ذلك كتاب ''هوا يانغ جاو زي'' المؤلّف أثناء عهد سلالة جين الغربية، وفيه ذُكر اكتشاف عظام تنانين في منطقة ووتشينغ في مقاطعة [[سيتشوان|سيشوان]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف=[[Dong Zhiming]]|سنة=1992|عنوان=Dinosaurian Faunas of China|ناشر=China Ocean Press, Beijing|ردمك=3-540-52084-8|oclc=26522845}}</ref> كان القروييون في أواسط [[الصين]]، وما زالوا، يستخرجون عظام «التنانين» المتحجرة ويطحنوها كي يصنعوا منها مسحوقًا يُستخدم في الطب التقليدي.<ref>{{استشهاد بخبر|عنوان=Dinosaur bones 'used as medicine' |ناشر=BBC News|مسار=http://news.bbc.co.uk/2/hi/asia-pacific/6276948.stm|تاريخ الوصول=2007-07-06 | تاريخ=2007-07-06| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180531013820/http://news.bbc.co.uk/2/hi/asia-pacific/6276948.stm | تاريخ أرشيف = 31 مايو 2018}}</ref> أما في [[أوروبا]] خلال [[العصور الوسطى|القرون الوسطى]]، كان الناس يعتقدون أن العظام المتحجرة ماهي إلا بقايا [[عملاق|عمالقة]] وكائنات أخرى نفقت أثناء [[حادثة الطوفان|طوفان نوح]].
[[ملف:Dr Robert Plot of Magdelen Hall Oxford.jpg|تصغير|يمين|الدكتور روبرت بلوت، أوّل من درس عظمة تعود لديناصور.]]
ظهرت أوّل دراسة علميّة لما يُعرف اليوم باسم عظام الديناصورات في [[إنجلترا]] خلال أواخر [[القرن 17|القرن السابع عشر]]. عُثر على أوّل عظمة دُرست بشكل علمي في إحدى مقالع الحجارة بإحدى بلدات [[أكسفوردشير|أوكسفوردشاير]] سنة [[1676]]، وكانت عبارة عن [[عظم فخذ|عظمة فخذ]] تعود لميغالوصور.<ref name=WAS97>{{استشهاد بكتاب |الأخير=Sarjeant |الأول=William A.S. |محرر=Farlow, James O.; and Brett-Surman, Michael K. (eds.) |عنوان=The Complete Dinosaur |مسار=https://archive.org/details/completedinosaur0000unse |سنة=1997 |ناشر=Indiana University Press |مكان=Bloomington |ردمك=0-253-33349-0 |صفحات=[https://archive.org/details/completedinosaur0000unse/page/3 3]–11 |الفصل=The earliert discoveries}}</ref> أُرسلت هذه العظمة إلى روبرت بلوت، أستاذ مادة ال[[كيمياء]] في [[جامعة أكسفورد|جامعة أوكسفورد]]، والأمين الأول لمتحف أشموليان، الذي نشر تقريرًا حولها في مؤلفه «التاريخ الطبيعي لأوكسفوردشاير» ([[اللغة الإنجليزية|بالإنجليزية]]: Natural History of Oxfordshire) سنة [[1677]]. عرّف بلوت العينة بأنها عظمة فخذ حيوان ضخم، وقال بأنها ضخمة جدًا ولا يمكن أن تعود لأي حيوان معاصر معروف، لذا اعتبر بأنها ترجع [[عملاق|لإنسان عملاق]] شبيه بأولئك المذكورون في [[الكتاب المقدس]]. كان إدوارد هلويد، وهو صديق مقرّب من السير [[إسحاق نيوتن|إسحق نيوتن]]، أوّل من أطلق تسمية علمية على تلك الكائنات عندما درس سن إحداها،<ref name="مولد تلقائيا40">Lhuyd, E. (1699). ''Lithophylacii Britannici Ichnographia, sive lapidium aliorumque fossilium Britannicorum singulari figura insignium''. Gleditsch and Weidmann:London.</ref><ref name="مولد تلقائيا41">{{استشهاد بدورية محكمة | مؤلف1-الأخير = Delair | مؤلف1-الأول = J.B. | مؤلف2-الأخير = Sarjeant | مؤلف2-الأول = W.A.S. | سنة = 2002 | عنوان = The earliest discoveries of dinosaurs: the records re-examined | صحيفة = Proceedings of the Geologists' Association | المجلد = 113 | صفحات = 185–197}}</ref> والتي تبيّن لاحقًا أنها تعود لديناصور طويل العنق، عُثر عليها في بلدة كازويل في أوكسفوردشاير.<ref name="مولد تلقائيا42">Gunther, R.T. (1945). ''Early Science in Oxford: Life and Letters of Edward Lhuyd'', volume 14. Author:Oxford.</ref>
[[ملف:William buckland 1.jpg|تصغير|وليام باكلاند.]]
خلال الفترة الممتدة بين عاميّ [[1815]] و[[1824]]، قام أستاذ [[جيولوجيا|علم طبقات الأرض]] في جامعة أوكسفورد، وليام باكلاند، بتجميع المزيد من عظام الميغالوصور المتحجرة، وأصبح أوّل شخص يصف ديناصورًا في [[دورية علمية|مجلة دورية علمية]].<ref name=WAS97/><ref name="buckland1824">Buckland, W. (1824). "Notice on the ''Megalosaurus'' or great Fossil Lizard of [[Stonesfield]]." ''Transactions of the Geological Society of London'', series 2, vol. 1: 390–396.</ref> وفي سنة [[1822]]، اكتشفت ماري آن مانتل، زوجة عالم طبقات الأرض الإنجليزي «جدعون مانتل» الجنس الثاني الذي تمّ وصفه من الديناصورات، ألا وهو الإغوانودون، وقد لاحظ زوجها وجود شبه بين [http://collections.tepapa.govt.nz/objectdetails.aspx?oid=212194&coltype=history&regno=gh004839 ما اكتشفته] وعظام عظاءات الإغوانة المعاصرة، ونشر ملاحظاته حول هذا الشأن في سنة [[1825]].<ref name="مولد تلقائيا43">{{استشهاد بدورية محكمة |الأخير=Mantell |الأول=Gideon A.|سنة=1825 |عنوان=Notice on the Iguanodon, a newly discovered fossil reptile, from the sandstone of Tilgate forest, in Sussex. |صحيفة=Philosophical Transactions of the Royal Society |المجلد=115 |صفحات=179–186 |مسار= http://links.jstor.org/sici?sici=0261-0523(1825)115<179:NOTIAN>2.0.CO;2-W|تاريخ الوصول= 2007-02-21 |doi=10.1098/rstl.1825.0010|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200316094207/http://links.jstor.org/sici?sici=0261-0523(1825)115<179:NOTIAN>2.0.CO;2-W|تاريخ أرشيف=2020-03-16}}</ref><ref name="مولد تلقائيا44">{{استشهاد بكتاب |الأخير=Sues |الأول=Hans-Dieter|محرر=James Orville Farlow and  M. K. Brett-Surman (eds.) |عنوان=The Complete Dinosaur |مسار=https://archive.org/details/completedinosaur0000unse |سنة=1997 |ناشر=Indiana University Press |مكان=Bloomington|ردمك=0-253-33349-0 |صفحة=[https://archive.org/details/completedinosaur0000unse/page/14 14] |الفصل=European Dinosaur Hunters}}</ref>

سرعان ما أصبحت دراسة تلك «العظاءات المتحجرة العظيمة» تستقطب اهتمام الكثير من العلماء الأوروبيين والأمريكيين، وفي سنة [[1842]] ابتدع عالم الأحياء القديمة الإنجليزي، السير [[ريتشارد أوين]]، تسمية «ديناصور»، وقرر وضع [[جنس (تصنيف)|الأجناس]] التي كانت قد اكتُشفت حتى ذلك الوقت، وهي: الإغوانودون والميغالوصور والهايليوصور، في مجموعة تصنيفية واحدة، بعد أن تبيّن له أنها تتشارك في صفات عديد. تمكن أوين من خلال الدعم المادي الذي حصل عليه من [[ألبرت (الأمير الزوج)|الأمير ألبرت]]، زوج [[فيكتوريا ملكة المملكة المتحدة|الملكة ڤيكتوريا]]، تمكن من إنشاء [[متحف التاريخ الطبيعي]] في [[لندن]]، المخصص لعرض ما اكتُشف من أحافير على [[المملكة المتحدة|الجزر البريطانية]]، بالإضافة لمجموعات جيولوجية وأحيائية أخرى.

اكتشف أوّل ديناصور في [[أمريكا الشمالية]] سنة [[1858]]، وذلك في إحدى حفر طين المرل في بلدة هادونفيلد بولاية [[نيوجيرسي|نيو جيرسي]] في [[الولايات المتحدة]]، وكان بعض الأشخاص قد عثروا على [[مستحاثة|مستحثات]] قبل ذلك التاريخ، إلا أنها لم تُعرّف بشكل علمي دقيق. أطلق العلماء على ذلك الأحفور تسمية ''Hadrosaurus foulkii''، وقد شكّل العثور عليه اكتشافًا مهمًا للغاية، إذ كان إحدى أوّل [[هيكل (أحياء)|الهياكل العظمية]] شبه الكاملة، وظهر من خلال دراسته أنه كان يسير على قائمتين، مما شكل تغييرًا كبيرًا في الأفكار السائدة في ذلك الوقت، إذ كان العلماء يعتقدون أن الديناصورات كائنات رباعيّة القوائم، وكان ذلك بداية عهد من هوس العلماء الأمريكيين بتلك الكائنات وتهافتهم للتنقيب عليها ودراستها.
[[ملف:Edcope.jpg|تصغير|يمين|صورة من [[القرن 19|القرن التاسع عشر]] للدكتور [[إدوارد درينكر كوب]].]]
[[ملف:OthnielCharlesMarsh.jpg|تصغير|صورة من [[القرن 19|القرن التاسع عشر]] للدكتور [[أوثنييل تشارلز مارش]].]]
أدّى الهوس بالديناصورات إلى بروز منافسة شرسة بين العالمين الأمريكيين، [[إدوارد درينكر كوب]] و[[أوثنييل تشارلز مارش]]، الذين تسابقا للعثور على أكبر عدد ممكن من الأحافير العائدة لأنواع جديدة، فيما أصبح يُطلق عليه المؤرخون «[[حرب الأحافير|حرب العظام]]». يُعتقد بأن الضغينة ظهرت بين الطرفين عندما قال مارش علنًًا أن كوب أعاد تركيب هيكل ألازموصور بشكل معيب، حيث وضع [[رأس (توضيح)|الرأس]] في الموضع الذي يجب أن يقع فيه طرف [[ذيل|الذيل]]. دام النزاع بين هذين العالمين 30 سنة، ولمّا ينتهي حتى عام [[1897]] عندما توفي كوب بعد أن أنفق كامل ثروته على أعمال التنقيب عن المستحثات. يُعزى فوز مارش بتلك المنافسة إلى علاقته الوطيدة بالوكالة الأمريكية للمسوحات الجيولوجيّة التي كانت تقدّم له الدعم المالي الكافي وكل ما يحتاجه من معدات، وعلى الرغم من أن هذه المنافسة نجم عنها كشف النقاب عن أنواع كثيرة جديدة، إلا أن العديد من المستحثات الثمينة أصيب بأضرار جسيمة أو تحطم كليًا نتيجة استخدام العالمان لوسائل غير ملائمة في التنقيب واستخراج العظام، مثل استخدام [[ديناميت|الديناميت]] لتفجير وتفتيت الصخور حيث تقبع الأحافير. وصل إجمالي ما اكتشفه مارش وكوب من ديناصورات جديدة إلى 142 نوعًا، اكتشف مارش منها 86 نوعًا، وكوب 56 نوع. تُعرض مجموعة اكتشافات كوب حاليًا في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي في مدينة [[نيويورك]]، أما مجموعة مارش فهي معروضة في متحف بيبودي للتاريخ الطبيعي في [[جامعة ييل|جامعة يال]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف=Holmes T|عنوان=Fossil Feud: The Bone Wars of Cope and Marsh, Pioneers in Dinosaur Science|سنة=1996|ناشر=Silver Burdett Press|ردمك=978-0-382-39147-7|oclc=34472600}}</ref>

امتد نطاق البحث عن مستحثات الديناصورات إلى جميع [[قارة|القارات]]، بما فيها [[القارة القطبية الجنوبية]]، بعد سنة [[1897]]. عُثر على أوّل ديناصور قطبي جنوبي في جزيرة روس سنة [[1986]]، وكان من مجموعة الديناصورات المنصهرة، وأطلق عليه العلماء تسمية «الديناصور المدرّع القطبي الجنوبي» ''أنتاركتوبيلتا''، إلا أن أي ديناصور قطبي جنوبي لم يوصف بشكل علمي فعليًا حتى عام [[1994]]، عندما عُثر على نوع لاحم هو [[ديناصور ذو عرف بارد|الديناصور بارد العرف ''كرايولوفوصور'']]، ووُصف في إحدى النشرات العلمية الدوريّة.

تشمل مواقع الاكتشافات المهمة حاليًا أماكن عديدة في جنوب [[أمريكا الجنوبية]] (وبالأخص في [[الأرجنتين]]) وفي [[الصين]]. وقد ظهرت الغالبية العظمى من الديناصورات المريشة في البلد الأخير، بسبب الطبيعة المميزة لبعض الأراضي، بالإضافة لمناخها الجاف الذي يُساعد على إيجاد مستحثات ذات أشكال مفصلة.

=== «نهضة» الديناصورات ===
{{مفصلة|نهضة الديناصورات}}
اشتدت موجة التنقيب عن أحافير الديناصورات بشكل بارز منذ [[عقد 1970|عقد السبعينيات من القرن العشرين]] وما زالت، ويُعزى ذلك إلى اكتشاف الدكتور جون أوستروم [[دينونيكوس|للديناصور ذو المخلب الرهيب ''داينونيكوس'']]، الذي أفادت الأدلّة المتمحضة عن دراسته أنه كان [[افتراس|مفترسًا]] نشطًا [[ذوات الدم الحار|حار الدم]]، أي عكس الفكرة التي كانت سائدة آنذاك، ألا وهي أن الديناصورات كائنات بليدة [[ذوات الدم البارد|باردة الدم]]. تحوّل علم الأحياء الفقارية القديمة إلى علم مهم يُدرّس في الكليّات والجامعات حول العالم بفضل تلك الموجة من الدراسات والتنقيبات، خصوصًا بعد أن وجّه العلماء اهتمامهم نحو مناطق جديدة لم تجر فيها أي تنقيبات في السابق، فاكتُشفت [[نوع (تصنيف)|أنواع]] و[[فصيلة (تصنيف)|فصائل]] و[[جنس (تصنيف)|أجناس]] جديدة في [[الهند]] و[[أمريكا الجنوبية]] و[[مدغشقر]] و[[القارة القطبية الجنوبية]]، إلا أن أهم تلك الاكتشافات وأكثرهًا جذبًا للناس من غير المختصين والعلماء على حد سواء كانت تلك التي برزت في [[الصين]]. كذلك أدّى الانتشار الموسع لتطبيق علم الكلاديسيات أو دراسة الأفرع الحيوية، الذي يقوم بتحليل العلاقة بين الكائنات الحية الموجودة والمندثرة، إلى تصنيف الديناصورات بشكل أكثر دقة، مما ساعد على سد الثغور في سجل المستحثات الناقص.

=== الاكتشافات في العالم العربي ===
{{أيضا|قائمة الديناصورات في مصر{{!}}قائمة الديناصورات في مصر}}
[[ملف:Spinosaurus skeleton.jpg|تصغير|هيكل عظمي لسبينوصور مصري معروض في إحدى المتاحف [[اليابان]]ية.]]
يعود تاريخ اكتشاف الديناصورات في [[الوطن العربي]] إلى أواسط [[القرن 19|القرن التاسع عشر]]، عندما قدم المنطقة عدد من العلماء [[استشراق|المستشرقين]] بهدف دراسة كافة نواحي الحياة و[[العصر الذهبي للإسلام|الحضارة الشرقية]]. ومن أبرز المناطق التي عُثر فيها على ديناصورات كانت [[شمال إفريقيا|شمال أفريقيا]]، وبالتحديد [[مصر]] و[[المغرب]]. عثر عالم الأحياء القديمة الألماني «أرنست سترومر» على نوع جديد في سنة [[1932]] في الصحراء المصرية وبعض المواقع الأخرى في [[النيجر]] و[[الصحراء الكبرى]]، وأطلق عليه تسمية «الديناصور المصري» ''إيدجيبتوصور''،<ref name="stromer1932a">Stromer, E. (1932a). Ergebnisse der Forschungsreisen Prof. E. Stromers in den Wüsten Ägyptens. II. Wirbeltierreste der Baharîje-Stufe (unterstes Cenoman). 11. Sauropoda. Abhandlungen der Bayerischen Akademie der Wissenschaften Mathematisch-naturwissenschaftliche Abteilung, Neue Folge, '''10''': 1-21.</ref> وقد حقق سترومر عدد من الاكتشافات المهمة الأخرى في [[مصر]]، فكشف النقاب في سنة [[1934]] عن ديناصور الواحات البحرية ''بحريّاصور'' الذي عثر عليه في التكوينات الصخرية لل[[الواحات البحرية|واحات البحرية]]،<ref name="stromer1934">Stromer, E. (1934). "Ergebnisse der Forschungsreisen Prof. E. Stromers in den Wüsten Ägyptens. II. Wirbeltier-Reste der Baharije-Stufe (unterstes Cenoman)." 13. Dinosauria. Abhandlungen der Bayerischen Akademie der Wissenschaften, Mathematisch-naturwissenschaftliche Abteilung n.f., '''22''': 1–79.</ref> وهو أحد أضخم [[وحشيات الأرجل|الثيروبودات]] على الأطلاق، ويُقارع بعض الأنواع الأخرى التي اكتشفها سترومر وغيره من العلماء في [[شمال إفريقيا|شمال أفريقيا]]، بل [[تيرانوصور|والتيرانوصور]] من [[أمريكا الشمالية]].<ref name="مولد تلقائيا45">{{استشهاد بدورية محكمة |الأخير=Smith |الأول=J.B. |المؤلفون=Lamanna, M.C.; Lacovara, K.J.; Dodson, P.; Smith, J.R.; Poole, J.C.; Giegengack, R.; and Attia, Y. |سنة=2001 |عنوان=A Giant sauropod dinosaur from an Upper Cretaceous mangrove deposit in Egypt |صحيفة=Science |المجلد=292 |العدد=5522 |صفحات=1704–1706 |doi=10.1126/science.1060561 |pmid=11387472}}</ref> لكن أهم اكتشاف على الأرجح سواء في [[مصر]] أو كامل [[الوطن العربي|العالم العربي]]، كان اكتشاف نوعين من [[سبينوصور|الديناصور الفقري ''سبينوصور'']]: السبينوصور المصري (''Spinosaurus aegyptiacus'')، والسبينوصور المغربي (''Spinosaurus maroccanus'') الذي يُحتمل أن يكون جمهرة من المصري، وهذا الجنس من الديناصورات هو أضخم [[لواحم (رتبة)|آكلات اللحوم]] المكتشفة حتى الآن، ويفوق جميع الثيروبودات حجمًا بما فيها [[تيرانوصور|التيرانوصور]]، ويُعتقد أنه أكبر اللواحم قديمًا وحديثًا، حيث يُقدّر طوله بين 12.6 و 18 مترًا (41 إلى 59 قدمًا) ووزنه بين 7 و 20.9 أطنان.<ref name=dalsassoetal05>{{استشهاد بدورية محكمة |الأخير=Dal Sasso |الأول=C. |المؤلفون=Maganuco, S.; Buffetaut, E.; and Mendez, M.A. |سنة=2005 |عنوان=New information on the skull of the enigmatic theropod ''Spinosaurus'', with remarks on its sizes and affinities |صحيفة=Journal of Vertebrate Paleontology |المجلد=25 |العدد=4 |صفحات=888–896|مسار= http://reocities.com/Athens/bridge/4602/spinoskull.pdf |doi=10.1671/0272-4634(2005)025[0888:NIOTSO]2.0.CO;2|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20171215221249/http://reocities.com/Athens/bridge/4602/spinoskull.pdf|تاريخ أرشيف=2017-12-15}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171215221249/http://reocities.com/Athens/bridge/4602/spinoskull.pdf |date=15 ديسمبر 2017}}</ref>

تشمل المواقع العربية الأخرى التي عُثر فيها على بقايا ديناصورات: [[لبنان]] و[[اليمن]] و[[فلسطين]]. فقد عُثر خلال [[عقد 2000|العقد الأول من القرن الحادي والعشرين]] على أسنان متحجرة تعود لديناصور طويل العنق بالقرب من بلدة [[جزين]] في [[جنوب لبنان]]، وكانت تلك أوّل مستحثات تعود لديناصور غير طيري يُعثر عليها في لبنان، وقد تبيّن من خلال الدراسات الأوليّة أن ذلك الأحفور يعود لديناصور شبيه بالبراكيوصور، وأنه عاش خلال أوائل [[العصر الطباشيري]].<ref>[http://www.springerlink.com/content/k8080hw785775w32/ Naturwissenschaften: First nonavian dinosaur from Lebanon: a brachiosaurid sauropod from the Lower Cretaceous of the Jezzine District]. Eric Buffetaut, Dany Azar, André Nel, Kamil Ziadé and Aftim Acra. Volume 93, Number 9, 440-443, DOI: 10.1007/s00114-006-0124-z {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200405141856/http://www.springerlink.com/content/k8080hw785775w32/|date=2020-04-05}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> كذلك أفاد البعض أنه تم العثور على طبعات صخريّة لآثار مجموعات متنوعة من الديناصورات بالقرب من قرية مدار [[اليمن|باليمن]]، على بعد 47 كيلومترًا شمال العاصمة [[صنعاء]]، وإن صح هذا، فتلك ستكون أوّل آثار لديناصورات يُعثر عليها في [[شبه الجزيرة العربية]].<ref>[https://journals.plos.org/plosone/article?id=10.1371/journal.pone.0002243 PLoS one: First Dinosaur Tracks from the Arabian Peninsula] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20140914151200/http://www.plosone.org/article/info:doi/10.1371/journal.pone.0002243 |date=14 سبتمبر 2014}}</ref> أما في [[فلسطين]]، فقد عثر مردخاي صوفر على آثار تعود لديناصور محاكي الطيور سنة [[1962]] بالقرب من قرية بيت زيت الواقعة غرب مدينة [[القدس]]، وقد تبيّن أنها تعود لأواخر العصر الطباشيري كذلك الأمر.<ref>[http://www.gazelle.8m.net/custom3.html Gazelle Bulletin: Environmental Affairs 2 and Dinosaurs], Palestinian Ornithomimid Dinosaur tracks from Beit Zeit, Jerusalem. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160328122024/http://gazelle.8m.net/custom3.html |date=28 مارس 2016}}</ref>

== في الثقافة الإنسانية ==
استحوذت الديناصورات على مخيلة الناس وأصبحت تُشكل جزءًا مهمًا من [[ثقافة|الثقافة الإنسانية]] منذ اكتشافها، وذلك بسبب الفكرة الشائعة التي سيطرت على أذهان البشر، بأن تلك الكائنات مهيبة الشكل وعملاقة في الحجم. تُستخدم كلمة «ديناصور» في الخطاب العاميّ بين الناس لوصف شيء أو شخص ضخم الجثة أو بطيء الحركة، أو عفا عليه الزمن ويُتوقع زواله أو [[موت]]ه،<ref name="m-w">"[https://www.merriam-webster.com/dictionary/dinosaur Definition of dinosaur]" Merriam-Webster's Online Dictionary. Accessed 26 May 2007. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20081202120018/http://www.m-w.com/dictionary/Dinosaur |date=02 ديسمبر 2008}}</ref> الأمر الذي يعكس الفكرة السائدة عند الناس التي تقول: إن الديناصورات كانت وحوشًا بائدة سيئة التهيؤ غير قادرة على التأقلم مع محيطها ومواجهته.

[[ملف:Lost world.jpg|تصغير|غلاف الطبعة الأولى من كتاب [[العالم المفقود (رواية)|العالم المفقود]]، أحد أبرز الأعمال الأدبية التي ظهرت فيها الديناصورات.]]
[[ملف:London - Crystal Palace - Victorian Dinosaurs 1.jpg|تصغير|يمين|منحوتة [[ميغالوصور|لميغالوصور]] في حديقة القصر الكريستالي. صُممت هذه المنحوتة بدقة علمية ضعيفة، حيث استند النحّات في عمله على الزواحف المعاصرة.]]

ظهر تمثيل الديناصورات في الثقافة العامّة لأوّل مرة في [[إنجلترا]] خلال [[العصر الفيكتوري|العصر الڤيكتوري]]، عندما عُرضت لها منحوتات في حديقة القصر الكريستالي في [[لندن]] سنة [[1854]]، أي بعد 3 عقود من وصف الديناصورات وصفُا علميًا لأول مرة. لاقت هذه المنحوتات شعبيّة كبيرة لدرجة أن التجارة بتماثيل مصغرة تماثلها شكلاً مخصصة للبيع للعامّة كانت إحدى أكثر التجارات ربحًا. افتتحت معارض للديناصورات في الحدائق والمتاحف حول العالم خلال العقود القليلة اللاحقة، مخصصة لتعريف الأجيال اللاحقة على تلك الكائنات بأسلوب مثير.<ref name="torrens1993">{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف=Torrens, H.S.|سنة=1993|عنوان=The dinosaurs and dinomania over 150 years|صحيفة=Modern Geology|المجلد=18|العدد=2|صفحات=257–286}}</ref> أدّت الشعبية المتزايدة للديناصورات إلى قيام بعض الوجهاء بتمويل بعثات وحملات التنقيب عن بقاياها، الأمر الذي نجم عنه تحقيق عدد من الاكتشافات المهمة، وتبقى حرب العظام إحدى أبرز وجوه ونتائج الشعبية الكبيرة للديناصورات التي دفعت [[متحف|المتاحف]] إلى التنافس فيما بينها لعرض أكبر عدد من الأحافير للعموم.<ref name="breithaupt1997">{{استشهاد بكتاب|مؤلف=Breithaupt, Brent H.|سنة=1997|الفصل=First golden period in the USA |محرر=[[فيليب جيه. كوري]] and {{Ill-WD2|Padian, Kevin|id=Q1740230}} (eds.)|عنوان=The Encyclopedia of Dinosaurs|مسار=https://archive.org/details/encyclopediadino00curr_075|ناشر=Academic Press|مكان=San Diego|صفحات=[https://archive.org/details/encyclopediadino00curr_075/page/347 347]–350|ردمك=978-0-12-226810-6| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220531145318/https://archive.org/details/encyclopediadino00curr_075 | تاريخ أرشيف = 31 مايو 2022 }}</ref>

كان من الطبيعي ظهور الديناصورات في [[رواية (أدب)|الروايات الأدبية]] و[[فيلم|الأفلام السينمائية]] وغيرها من الوسائط الإعلامية بعد أن حظيت بشهرة واسعة في صفوف العامّة. ذُكرت الديناصورات لأول مرة في عمل أدبي سنة [[1852]]، وذلك في رواية للكاتب [[تشارلز ديكنز]] تحمل عنوان «[[المنزل الكئيب]]»،<ref name="bleakhouse">"''London. Michaelmas term lately over, and the Lord Chancellor sitting in Lincoln's Inn Hall. Implacable November weather. As much mud in the streets, as if the waters had but newly retired from the face of the earth, and it would not be wonderful to meet a Megalosaurus, forty feet long or so, waddling like an elephantine lizard up Holborne Hill.''" From page 1 of Dickens, Charles J.H. (1852). ''Bleak House''. London: Bradbury & Evans.</ref> ومنذ ذلك الحين والديناصورات تظهر في قصص خيالية عديدة، لعلّ أبرزها كتاب [[العالم المفقود (توضيح)|العالم المفقود]] من سنة [[1912]]، للسير [[آرثر كونان دويل]]، وفيلم «[[كينغ كونغ]]» الإبداعي من سنة [[1933]]، وغودزيلا من سنة [[1954]]، ورواية الحديقة الجوراسية من سنة [[1990]] و[[الحديقة الجوراسية (فيلم)|الفيلم المقتبس عنها]]، وأعمال كثيرة غيرها. استخدمت شركات عديدة الديناصورات في الإعلان عن منتجاتها على شاشة [[تلفاز|التلفاز]]، وذلك إما في سبيل تسويق هذه المنتجات، أو لتظهر كيف أن منافساتها ليست قادرة على أن تتفوق عليها، فهي «كالديناصورات»: بطيئة وبليدة وبائدة.<ref name="مولد تلقائيا46">{{استشهاد بكتاب|مؤلف=Glut, D.F., and Brett-Surman, M.K.|سنة=1997 |عنوان=The Complete Dinosaur |محرر=Farlow, James O. and Brett-Surman, Michael K. (eds.)|ناشر=Indiana University Press|صفحات=675–697|ردمك=978-0-253-21313-6}}</ref>

== اقرأ أيضا ==
{{بداية-عمو}}
{{فاصل-عمو}}
* [[قائمة أجناس الديناصورات|قائمة الديناصورات]]
* [[تيتانوصور]]
* [[أرجنتينوصور]]
* [[زاحف ما قبل التاريخ]]
* [[طائر|الطيور]]
{{فاصل-عمو}}
* [[ديناصور ذو ريش]]
* [[طيريات الرقبة|أورنيثوديرا]]
* [[أركوصورات]]
* [[براكيوصور]]
* ديناصور ال[[تيروداكتيلوس]]
* [[ديناصور يي]]
{{فاصل-عمو}}
{{نهاية-عمو}}

== مصادر ==
{{مراجع|محاذاة=نعم}}

== وصلات خارجية ==
;معلومات عامّة
* [http://www.dinodatabase.com/ DinoDatabase.com | مئات أنواع الديناصورات والمواضيع الخاصة بها.]
* [http://www.oloommagazine.com/Articles/ArticleDetails.aspx?ID=1135 مغامرات إنسان ذكي في عصر الديناصورات - مقال من مجلة العلوم الأمريكية - النسخة العربية.]
* [http://www.oloommagazine.com/Articles/ArticleDetails.aspx?ID=334 تقفّي أثر هجوم ديناصور - مقال من مجلة العلوم الأمريكية - النسخة العربية.]

;صور
* [http://www.gspauldino.com/ علم وفن جريجوري س. بول] رسومات ولوحات مميزة.
* [http://skeletaldrawing.com/ رسومات للهياكل العظميّة] إعادة تصميم لهياكل عظمية بخبرة عالية، ومناقشة البنية الجسدية للديناصورات.
* [http://www.oloommagazine.com/Articles/ArticleDetails.aspx?ID=170 علم الديناصورات في صور - مقال من مجلة العلوم الأمريكية النسخة العربية.]

;ڤيديوهات
* BBC للطبيعة:[https://web.archive.org/web/20180819170527/http://www.bbc.co.uk/nature/life/Dinosaur إحياء الديناصورات، تفسيرات عديدة يقدمها خبراء في هذا المجال، بما فيهم أولئك المستشارون في برامج الطبيعة الخاصة بشركة BBC بما فيها برنامج «جنبًا إلى جنب مع الديناصورات».]
* [http://www.youtube.com/view_play_list?p=9C6B2B1AC43AED36 فيلم وثائقي عن الديناصورات من قناة الجزيرة الوثائقية.]

;مواقع شهيرة
* [http://www.nhm.ac.uk/nature-online/life/dinosaurs-other-extinct-creatures/index.html الديناصورات وغيرها من الكائنات المنقرضة]: من [[متحف التاريخ الطبيعي]]، قاموس مزوّد بالصور يتحدث عن الديناصورات.
* [http://www.dinosaurnews.org/ أخبار الديناصورات] (''www.dinosaurnews.org'') العناوين الأساسية المتعلقة بالديناصورات حول العالم. آخر الأخبار عن الديناصورات، بما فيها الاكتشافات والأبحاث الجديدة، بالإضافة لوصلات كثيرة أخرى.
* [https://web.archive.org/web/20110101163556/http://www.livescience.com/dinosaurs/ LiveScience.com] معلومات عديدة عن الديناصورات، بالإضافة للمقالات المختارة الحديثة.
* [http://www.geol.umd.edu/~tholtz/dinoappendix/DinoappendixSummer2008.pdf قائمة أجناس الديناصورات] تحوي جداول معلومات تتعلق بجميع الأجناس المكتشفة تقريبًا من الديناصورات.
{{طيريات الرقبة|D.}}
{{طيور}}
{{أركوصورات الشكل}}
{{معرفات الأصنوفة}}

{{شريط محتوى متميز|مختارة|التاريخ=3 أغسطس 2011|النسخة=}}
{{مشطيات القدم الطيرية|state=autocollapse}}
{{شريط بوابات|ديناصورات|زواحف وبرمائيات|طيور|علم الأحياء|علم الأحياء التطوري|علم الأحياء القديمة|علم الحيوان}}
{{ضبط استنادي}}
{{مصادر طبية}}
{{روابط شقيقة}}

[[تصنيف:ديناصورات|*]]
[[تصنيف:أصنوفات أحفورية وصفت في 1842]]
[[تصنيف:أصنوفات سماها ريتشارد أوين]]
[[تصنيف:كائنات ظهرت خلال الكارني]]