عرض مصدر ثورة النجف 1918

{{معلومات نزاع عسكري
| اسم_النزاع    = انتفاضة النجف 1918
| جزء_من        = [[الاحتلال البريطاني للعراق]]
| صورة          = سور النجف قديما.jpg
| عرض_الصورة    =
| تعليق         = صورة قديمة لأحدى جهات [[سور النجف]].
| تاريخ         = [[19 مارس]]، [[1918]]
| أسبابها   = 
*اغتيال النجفيون للضابط البريطاني في النجف المارشال دبليو إم.
*محاولة استعمار البريطان للمدينة.
| مكان          = [[النجف]]
| إحداثيات      = 31°59'46"N, 44°18'51"E
| نوع_الخريطة   =
| خريطة_تضاريس  =
| خط_عرض        =
| خط_طول        =
| حجم_الخريطة   =
| حجم_العلامة    =
| تعليق_الخريطة =
| عنوان_الخريطة =
|التغييرات_الحدودية = ضم [[النجف]] إلى [[الإمبراطورية البريطانية|الاحتلال البريطاني]] بالقوة. 
| نتيجة         = 
* فرض الإنجليز [[حصار النجف (1918)|حصارًا على المدينة]] دام لأكثر من 40 يومًا.
* إعدام قادة الثورة من قبل [[إنجليز|الإنجليز]].
* تمهيد لثورة كبرى أخرى ضد الإنجليز وهي [[ثورة العشرين]].<ref>{{استشهاد بكتاب
|الأخير1           = Sluglett 
|الأول1            = Peter
|مؤلف1          = 
|عنوان          = بريطانيا في العراق .. صناعة ملك ودولة
|إصدار           = الأولى
|صفحة           = 221
|مسار             = https://www.amazon.com/Britain-Iraq-Contriving-King-Country/dp/0231142013
|سنة              = 2007
|ناشر           = مطبعة جامعة كولومبيا
|مكان           = 
|لغة            = الإنجليزية
|صيغة          = 
|isbn             = 0231142013
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20160531070453/http://www.amazon.com/Britain-Iraq-Contriving-King-Country/dp/0231142013 | تاريخ أرشيف = 31 مايو 2016 }}</ref>
| حالة          =
| خصم1          = 
[[جمعية النهضة الإسلامية]]

[[المرجعية الدينية]]

العشائر النجفية
| خصم2          = 
{{علم|بريطانيا}}:
*[[الجيش البريطاني|الجيش البريطاني الإستعماري]]
| خصم3          = 
| قائد1         = العلامة [[محمد علي بحر العلوم]]
العلامة الشاعر [[محمد الجواد الجزائري]]

الحاج [[نجم البقال]] {{أعدم}}

كاظم آل صبي {{أعدم}}

الحاج سعد بن راضي {{أعدم}}

وعدد من وجهاء سكان النجف وزعماء العشائر وكبار أعضاء جمعية النهضة الإسلامية.
| قائد2         = 
[[فرانسيس بلفور]]

[[دبليو إم مارشال]] {{قفم}}

'''إضافة إلى شيوخ عراقيون موالين لبريطانيا:'''
*سيد مهدي السيد سلمان العوادي
| وحدات1        = 
| وحدات2        =
| وحدات3        =
| قوة1          = حوالي 30000 مواطن
| قوة2          = لواء واحد
| قوة3          =
| خسائر1        =
| خسائر2        =
| خسائر3        =
| ملاحظات        =
| صندوق_حملة    =
}}

'''ثورة النجف''' أو '''انتفاضة النجف 1918''' ([[25 جمادى الآخرة]] [[1336 هـ|1336هـ]] / [[19 مارس]] [[1918]]) هي ثورة شعبية وتحرك مسلح قام به سكان مدينة [[النجف]] العراقية ضد [[المملكة المتحدة|البريطانيون]] أثناء [[الاحتلال البريطاني للعراق|احتلالهم للعراق]]، بدأت في [[19 مارس]] من العام [[1918]]، وتعد هذه الانتفاضة أول ثورة [[العراق|عراقية]] على [[الاحتلال البريطاني للعراق]] وكذلك أول ثورة مفتوحة على الحركات الاستعمارية التي نشأت بعد انتهاء حكم [[الدولة العثمانية]] في [[الشرق الأوسط]] ومن أوائل الثورات العربية مطلع [[القرن 20|القرن العشرين]] بعد [[الثورة العربية الكبرى]] عام [[1916]].<ref>{{استشهاد ويب
|مؤلف       = حيدر قاسم مطر التميمي (مقرر الندوة)
|تاريخ      = 25 أبريل 2018
|عنوان      = قراءاتٌ تاريخية معاصرة في مُجريات ثورة النجف ونتائجها (ندوة)
|مسار         = http://www.baytalhikma.iq/News_Details.php?ID=825
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210813230628/http://baytalhikma.iq/News_Details.php?ID=825| تاريخ أرشيف = 13 أغسطس 2021|موقع       = مؤسسة بيت الحكمة
|لغة        =
|تاريخ الوصول = 17 مارس 2022
}}</ref>

استمرت الانتفاضة لأربعة أيام دامية في بادئ الأمر، مال الانتصار فيها [[النجف|للثوار النجفيون]]، لكن بعدها في الأيام الأخرى أرسل الحاكم البريطاني على [[النجف]] و[[الشامية (توضيح)|الشامية]] [[فرانسيس بلفور]] بعد أن علم بهذه الأحداث قوة من الجيش البريطاني في العراق متكونة من 3000-5000 [[لواء (توضيح)|جندي]] لإخماد هذه الانتفاضة، ولما وصلوا إلى النجف فرضوا حصاراً عليها لتحل مجاعة وأزمة اقتصادية كبيرة داخل المدينة أرهقت الثورة وحولتها إلى تمردٍ ضعيف حتى تمكن [[المملكة المتحدة|البريطانيون]] من احتلالها بالكامل وإنهاء الحركة المسلحة هناك في [[4 أبريل]] من العام نفسه، بعد قصف عنيف بالمدافع على المدينة وألقوا القبض على عدد من القادة الثائرين، وأكثر ممن شارك في هذه الانتفاضة ساهموا أيضًا في ثورة أخرى كبيرة على الإنجليز عام [[1920]] عرفت ب[[ثورة العشرين]].<ref>{{استشهاد ويب
|مؤلف       = سيد محمد صادق بحر العلوم
|تاريخ      = 
|عنوان      = دور النجف في الثورة العراقية الكبرى عام (1920م) والانتفاضات الوطنية الأخرى
|مسار         = https://www.haydarya.com/maktaba_moktasah/21/book_32/01.htm
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181022040837/http://www.haydarya.com/maktaba_moktasah/21/book_32/01.htm| تاريخ أرشيف = 22 أكتوبر 2018|موقع       = مكتبة الروضة الحيدية
|لغة        = العربية
|تاريخ الوصول = 17 مارس 2022
}}</ref>

== خلفية ==
{{مفصلة|حملة بلاد الرافدين}}
[[ملف:Imam Ali Mosque2021 6.jpg|تصغير|[[العتبة العلوية|مرقد الإمام علي]] ليلاً من أهم معالم النجف.]]
إضطلعت مدينة [[النجف]] بدور بارز سياسياً في بداية [[القرن 20|القرن العشرين]]، بقيادة علمائها ومراجعها الشيعية العليا، لكونها إحدى أهم المدن في [[العراق]] بسبب إحتضانها ل[[العتبة العلوية|مرقد الإمام علي]] و[[حوزة علمية|الحوزة العلمية]] و[[المرجعية الدينية]] التي هي صوت [[الشيعة]] في العالم والعراق خصوصًا.<ref>{{استشهاد ويب
|مؤلف       = إدارة الجامعة الإسلامية في النجف
|تاريخ      = 
|عنوان      = نبذة عن مدينة النجف الأشرف
|مسار         = https://iunajaf.edu.iq/%D8%B9%D9%86-%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%AC%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B4%D8%B1%D9%81/
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220303222448/https://iunajaf.edu.iq/عن-مدينة-النجف-الاشرف/| تاريخ أرشيف = 3 مارس 2022|موقع       = الجامعة الإسلامية في النجف الأشرف
|لغة        = العربية
|تاريخ الوصول = 17 مارس 2022
}}</ref>
 
وعندما قدم [[المملكة المتحدة|البريطانيون]] إلى العراق عام [[1914]] في إطار التوسع الإستعماري والضغط على [[الدولة العثمانية]] أثناء [[الحرب العالمية الأولى]]، قامت العديد من المعارك والمقاومات في العراق ضدهم منها [[معركة البصرة (توضيح)|معركة البصرة]] عام 1914 التي قادها المقاوم النجفي [[محمد سعيد الحبوبي]] و[[معركة الشعيبة]] و[[حصار الكوت|معركة الكوت]] التي قاتل فيها العراقيون إلى جانب قوات الدولة العثمانية وصولاً إلى انتفاضة النجف [[1918]].<ref>[http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Siasia21/Thaura58-I/sec02.doc_cvt.htm أوضاع العراق قبل 1958-موسوعة مقاتل الصحراء] اطلع عليه بتاريخ 17 مارس 2022 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20211114174504/https://www.almadasupplements.com//view.php?cat=24393|date=2021-11-14}}</ref>

في [[مايو]] عام [[1917]] أصبحت [[النجف|النجف الأشرف]] مستقلة ولها حكم مستقل، بعد أن إنطوت صفحة العثمانيين، وتقسمت المدينة إلى أربعة محلات ولكل محلة مسؤول ولهم دستور سمي بـ ([[دستور البراق]])، حضي ذلك التقسيم برضا فقهاء الدين وعلى راسهم السيد [[محمد كاظم اليزدي]]، وقد أقام عُلماؤها ورجال الدين فيها صلات وثيقة مع معظم أنحاء [[العراق]] والعالم الخارجي ولاسيما زعماء ورؤساء [[الفرات الأوسط]]، كما أقام العلماء في [[النجف]] الكثير من الندوات التي كانت تناقش القضايا السياسية وتدار هذه الندوات من قبل رجال الدين البارزين والكثير من المثقفين أمثال [[جواد الجزائري]] و[[عبد الكريم الجزائري]]، وندوة آلشهيب التي يديرها [[محمد رضا الشبيبي]] و[[محمد باقر الشبيبي]] وغيرهم، وكان لهذه الندوات الأثر البالغ في تأسيس جمعية إسلامية سرية هي (جمعية النهضة الإسلامية) <ref>{{استشهاد ويب
|مؤلف       = صادق الطائي
|تاريخ      = 21 أكتوبر 2019
|عنوان      = شيعة العراق جزء من جهاد العثمانيين ضد الاحتلال البريطاني
|مسار         = https://m.arabi21.com/Story/1216984
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191203075115/https://m.arabi21.com/Story/1216984| تاريخ أرشيف = 3 ديسمبر 2019|موقع       = عربي 21
|لغة        = العربية
|تاريخ الوصول = 17 مارس 2022
}}</ref> في [[نوفمبر]] [[1917]]، إذ أصدرت الجمعية منهاجًا تضمن إحدى وعشرين مادة، أكدت المادة السابعة منه على أن الجمعية فيها هيكل تنظيمي يتكون من 12 شخصًا على رأسهم [[المرجعية الدينية|المرجع الديني الأعلى]] لل[[مسلم]]ين.<ref>{{استشهاد بكتاب
|الأخير1           = 
|الأول1            = 
|مؤلف1          = اتحاد كتاب العرب بدمشق
|عنوان          = مجلة التراث العلمي العربي 
|طبعة           = 42
|صفحة           = 1-10
|مسار             = https://www.merefa2000.com/p/blog-page.html?m=1
|سنة              = 1990
|ناشر           = كوكب المنى
|مكان           = 
|لغة            = 
|صيغة          = 
|isbn             = 
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220411021147/https://www.merefa2000.com/p/blog-page.html?m=1 | تاريخ أرشيف = 11 أبريل 2022 }}</ref>

== الأحداث ==
{{مفصلة|حصار النجف (1918)}}
=== اغتيال الكابتن مارشال ===
باشرت [[جمعية النهضة الإسلامية]] بتنظيم عملها وكونت قيادة عليا أغلبها من [[عراقيون|العراقيين]]، شكلت الجمعية جناحا مسلحًا إهتم بالأعمال العسكرية ضد الوجود البريطاني وإنظم إلى الجناح العسكري بعض الأشخاص الذين كانوا مهيئين للصدام المسلح ومنهم (نجم البقال) الذي شكل خلايا لا تعرف الواحدة بالأخرى، وقرر نجم البقال إغتيال النقيب (وليم دبليو أم مارشال) معاون الحاكم السياسي البريطاني في النجف في [[19 مارس]] [[1918]] وتمت العملية بطريقة محكمة وقتل الضابط البريطاني مع طبيب ايرلندي وشخص ثالث وأستشهد العديد من أفراد القوة المهاجمة وجرح البعض منها.<ref>{{استشهاد بكتاب
|الأخير1           = الجبوري
|الأول1            = كامل سلمان
|مؤلف1          = 
|عنوان          = النجف الأشرف ومقتل الكابتن مارشال 1336هـ - 1918م
|إصدار           = الأولى 
|صفحة           = 10
|مسار             = https://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb136103-96258&search=books
|سنة              = 2005
|ناشر           = دار القارئ
|مكان           = 
|لغة            = العربية
|صيغة          = 
|isbn             = 
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220426181606/https://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb136103-96258&search=books|تاريخ أرشيف=2022-04-26}}</ref>

=== إنطلاق الانتفاضة ===
في صباح [[19 مارس]] عام [[1918]] دخل عدد من [[النجف|النجفيين]] بقيادة الحاج [[نجم البقال]] متنكرين بزي شبانة الشرطة العربية التي يعمل بها البريطانيون، إلى قلعة النجف حيث قتلوا النقيب دبليو إم مارشال، الذي كان يتمركز في المدينة منذ [[1 فبراير]] 1918، <ref>{{استشهاد بكتاب
|الأخير1           = روتليدج
|الأول1            = إيان
|مؤلف1          = 
|عنوان          = العدو على نهر الفرات
|إصدار           = الأولى
|صفحة           = 15
|مسار             = http://mutanahas.xyz/read/?id=OTwhBQAAQBAJ&format=pdf&server=1
|سنة              = 2015
|ناشر           = الساقي
|مكان           = 
|لغة            = الإنجليزية
|صيغة          = 
|isbn             = 9780863567674
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220319152450/http://mutanahas.xyz/read/?id=OTwhBQAAQBAJ&format=pdf&server=1 | تاريخ أرشيف = 19 مارس 2022 }}</ref> تم طردهم بعد ذلك من القلعة من قبل أفراد من الحرس، الذين وجدوا أنفسهم محاصرين من قبل أعضاء جمعية النهضة الإسلامية، التمرد الأولي كان بقيادة شيخ النجف أبو قلال، <ref>{{استشهاد بكتاب
|الأخير1           = ساكاي
|الأول1            = كيكو
|مؤلف1          = 
|عنوان          = ثورة العشرين دراسة في الأحزاب السياسية والشبكات الاجتماعية في العراق 1908 - 1920
|إصدار           = الأولى
|صفحة           = 46-50
|مسار             = https://www.noor-book.com/book/review/409113
|سنة              = 2020
|ناشر           = دار الرافدين للطابعة والنشر والتوزيع
|مكان           = 
|لغة            = العربية
|صيغة          = 
|isbn             = 9789922603872
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220319140357/https://www.noor-book.com/book/review/409113 | تاريخ أرشيف = 19 مارس 2022 }}</ref> كما دعم الأنتفاضة كاظم صبي شيخ محلة البراق وسعد بن حاج راضي شيخ محلة المشراق وشيخ عطية أبو كلل شيخ محلة العمارة، وفقط شيخ محلة الحويش مهدي السيد سلمان، عارض الانتفاضة، بسبب تنافسه الشخصي مع نجم البقال، رد النقيب البريطاني فرانسيس بلفور، المتمركز في الكوفة، بإخلاء نصف رجال الشرطة، بينما لجأ النصف الآخر إلى منزل السيد المهدي سلمان،<ref>{{استشهاد بكتاب
|الأخير1           = ساكاي
|الأول1            = كيكو
|مؤلف1          = 
|عنوان          = ثورة العشرين دراسة في الأحزاب السياسية والشبكات الاجتماعية في العراق 1908 - 1920
|إصدار           = الأولى
|صفحة           = 26-27
|مسار             = https://www.noor-book.com/book/review/409113
|سنة              = 2020
|ناشر           = دار الرافدين للطباعة والنشر والتوزيع
|مكان           = 
|لغة            = العربية
|صيغة          = 
|isbn             = 9789922603872
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220319140357/https://www.noor-book.com/book/review/409113 | تاريخ أرشيف = 19 مارس 2022 }}</ref> قدم المتمردون مجموعة من المطالب إلى البريطانيين، معربين عن رغبتهم في حكم أنفسهم دون تدخل بريطاني.
وعلى اثر مقتل الضابط البريطاني حضر اللفتانت (بلفور) إلى المدينة وطالب بتسليم الاشخاص الذين قتلوا الضابط البريطاني، ولكن أهل المدينة أقنعوه بانهم ليسوا من اهالي النجف فعاد.

=== فرض الحصار على النجف ===
فرضت القوات البريطانية [[حصار|حصاراً]] على المدينة وإستعد الأهالي لذلك، وكانت بداية في الصدام بين سكان [[النجف]] و[[الجيش البريطاني|قوات الإنجليزية]] التي ردت بأوامر من الجنرال مارشال قائد القوات البريطانية بضرب المدينة وتشديد الحصار عليها وعدم فك الحصار إلا بعد تنفيذ الشروط القاسية التي تتمثل بتسليم بعض الأشخاص الذين يتزعمون الثورة وتسليم الأسلحة. وبعد أكثر من اربعين يوما من الحصار والقصف واشتراك الطائرات بقصف المدينة استطاعت الحكومة ومن خلال عملائها التعرف على الذين قاموا بالعملية والقت القبض على قائد المجموعة وحكم بالإعدام مع قسم من المنفذين وسجن البعض وهجر العديد من الثوار إلى خارج العراق.<ref>{{استشهاد ويب
|مؤلف       = د.نجاح هادي كبة
|تاريخ      = 2013-11-3
|عنوان      = ثورة النجف عام 1918م والذاكرة العراقية
|مسار         = https://almadasupplements.com/view.php?cat=8911
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210615231918/https://www.almadasupplements.com/view.php?cat=8911| تاريخ أرشيف = 15 يونيو 2021|موقع       = ملاحق المدي
|لغة        = العربية
|تاريخ الوصول = 17 مارس 2022
}}</ref>

=== تأسيس الحزب النجفي ===
بعد أن أستطاعت سلطة الاحتلال من القضاء على انتفاضة النجف بفعل الاسلحة التي يمتلكونها لم تهدأ الامور في النجف وازداد التوتر بين الاهالي والحامية البريطانية، ونتيجة لذلك قام كبار رجال النجف عام [[1918]] م بتشكيل حزب سياسي أطلق عليه (الحزب النجفي السري) في [[يوليو]] [[1918]] حيث اجتمع المؤسسون في غرفة معزولة في مدرسة الملا كاظم الخراساني في محلة الحويش في النجف
وعدّوها مقرا لهم. وقد ضمَّ هذا الحزب الكثير من علماء النجف ورؤساء العشائر منهم: الشيخ عبد الكريم الجزائري، الشيخ محمد جواد الجزائري، الشيخ محمد باقر الشبيبي، الشيخ محمد رضا الشبيبي، السيد محمد سعيد كمال الدين، الشيخ حسين الحلي، الحاج عبد الواحد سكر، الشيخ غثيث الحرجان، الشيخ شعلان أبو الجون وآخرون.
وقد حظي الحزب بتأييد مراجع الدين حتى ان التنسيق كان قوياً حول ظروف الساحة وأساليب التحرك، <ref>{{استشهاد بكتاب
|الأخير1           = الأسدي
|الأول1            = حسن
|مؤلف1          = 
|عنوان          = ثورة النجف 
|إصدار           = الأولى
|صفحة           = 293 
|مسار             = https://uomustansiriyah.edu.iq/books/95660.html
|سنة              = 1975
|ناشر           = دار الحرية للطباعة
|مكان           = بغداد 
|لغة            = العربية
|صيغة          = 
|isbn             = 
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220321120814/https://uomustansiriyah.edu.iq/books/95660.html | تاريخ أرشيف = 21 مارس 2022 }}</ref>
ولاسيما مع الإمام [[محمد تقي الشيرازي]] الذي انتقل من [[سامراء]] إلى [[كربلاء]] في نهاية 1918 م، فقد وجد الإمام الشيرازي في هذا الحزب ذراعا فاعلة تستطيع أن تدفع الامة بالاتجاه الذي تهدف له.
وفي غضون ذلك استطاع أحد أعضاء الحزب النجفي السري (محمد باقر الشبيبي) ان يقوم بدور مهم في منطقة [[الفرات الأوسط|الفرات الاوسط]] و[[بغداد]] وان يكون حلقة الوصل بين الحزب النجفي وباقي التنظيمات في بغداد والفرات الأوسط من اجل الوقوف ضد الاحتلال البريطاني، وخلال تلك المدة جرت بعض التحركات ضد القوات البريطانية من قبل الثوار، جرت خلالها مفاوضات بين قادة الثوار وممثلي القوات البريطانية ولم تنجح تلك المفاوضات فاصدر المرجع الشيرازي فتواه الشهيرة والذي جاء نصها (مطالبة الحقوق واجبة على العراقيين ويحق عليهم في ضمن مطالباتهم رعاية السلم والأمن، ويجوز لهم التوسل بالقوة الدفاعية إذا أمتنع الإنكَليز عن قبول مطالبهم) وصدرت الفتوى في [[23 يناير]] [[1919]] وكان نصها (ليس لأحد من المسلمين أن ينتخب ويختار غير المسلم للإمارة والسلطنة على المسلمين)<ref>{{استشهاد ويب
|مؤلف       = سامي عباس منصور
|تاريخ      = 2004-5-22
|عنوان      = المرجعية الشيعية في ثورة العشرين ومطلب الاستقلال 
|مسار         = http://www.alwasatnews.com/news/print/392596.html
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220319134203/http://www.alwasatnews.com/news/print/392596.html| تاريخ أرشيف = 19 مارس 2022|موقع       = صحيفة الوسط البحرينية
|لغة        = 
|تاريخ الوصول = 17 مارس 2022
}}</ref>، شكل الامام الشيرازي مجلسا للشورى ثم شكل مجلسا لإدارة الحرب ضد القوات البريطانية خاصة بعد فتواه الشهيرة بجواز حمل السلاح ضد الإنجليز وضم مجلس إدارة الحرب رؤساء العشائر وكبار زعماء الثورة وفي مقدمتهم الحاج (عبد الواحد سكر) 30 .في ظل تلك التطورات تشكلت مجاميع من المثقفين والعلماء كان لها الدور الفعال في الوقوف ضد الاحتلال البريطاني، وتقسمت تلك المجاميع كما يلي:

1. المجموعة الأولى وهي مجموعة مفكرة مجاهدة تبنت فكرة مكافحة الاستعمار والثورة - ضمت: (الشيخ [[عبد الكريم الجزائري]]، الشيخ [[محمد رضا الشبيبي]]، السيد [[محمد سعيد كمال الدين]]، السيد [[محمد رضا الصافي]]، الشيخ [[محمد باقر الشبيبي|باقر الشبيبي]] وغيرهم من العلماء).

2. المجموعة الثانية وهي مجموعة روحية عُليا تولت معظم الأعمال خلال الثورة إلى انتهائها - ضمت: (الشيخ [[عبد الكريم الجزائري]]، الشيخ محمد جواد الجواهري، الشيخ عبد الرضا راضي، الشيخ مهدي الملا كاظم). والشيخ الجزائري أهم عضو في الطبقتين الروحية والمتجددة، وهو همزة الوصل بين جميع الطبقات، بل كان أحد أهم من في الثورة لأنه محور الحركة ومجرى التفكير للثورة والثوار.
إضافة إلى المجموعتين اعلاه تشكلت عدة مجاميع من اهالي النجف كانت واجباتهم ضم المسلحين إلى الثورة وتزويد المسلحين بالأسلحة لغرض ادامة الثورة، وقد كانت مكتبة ال زاهد مركزا للمراجعة في أوقات مختلفة، وهي في الوقت نفسه ترتبط بمركز الحزب السري كل الارتباط، وهذا الحزب أعضاؤه هم أغلب أفراد الطبقة الأولى. إذ كان إذ كان اختيار يوم الثالث من تموز هو يوم الثورة، إلا إن اعتقال الشيخ شعلان أبو الجون رئيس عشيرة [[الظوالم]] في [[30 يونيو]] قد غير من موعدها بثلاثة أيام عن الموعد الأول، إذ قامت مجموعة مسلحة من عشيرة الظوالم بالهجوم على مقر الحاكم الإنجليزي بالرميثة وتمكنت من اطلاق سراح شيخها.<ref>{{استشهاد بكتاب
 |الأخير1             = لونكريك
 |الأول1               = هستيفن هيمسلي
 |مؤلف1             = 
 |عنوان            = أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث
 |إصدار              = الثانية
 |صفحة              = 199
 |مسار                  = https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%B9%D9%87-%D9%82%D8%B1%D9%88%D9%86-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB-pdf
 |سنة                    = 1941
 |ناشر              = مطبعة التفيض الأهلية
 |مكان              = 
 |لغة                = العربية
 |صيغة            =
 |isbn                      = 9781773222714
 |تاريخ الوصول   = 9 آذار 2022
 |تاريخ أرشيف = 13 آذار 2022
 |مسار أرشيف   = https://web.archive.org/web/20220313184449/https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%B9%D9%87-%D9%82%D8%B1%D9%88%D9%86-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB-pdf
 |حالة المسار                = live
}}</ref>

=== إستفتاء النجف ===
كانت [[النجف]] أيام الاستفتاء تابعة لما يُسمى بـ ((منطقة [[الشامية (توضيح)|الشامية]] و[[النجف]])) التي كان يحكمها الميجر نوربري. وظن الإنجليز ان الاستفتاء في النجف سيجري حسب رغبتهم لعاملين:
أولهما: وجود السيد [[محمد كاظم اليزدي|كاظم اليزدي]] الموالي لهم.
والثاني: فشل ثورة النجف في ربيع 1918م ضدهم وما حلّ بالقائمين بها من عقوبات رادعة،
تقرر أن يجري الاستفتاء في النجف في [[13 ديسمبر]] الأول 1918م، فوصلها ويلسون بالطائرة عصر [[11 ديسمبر]]، وفي اليوم التالي اجتمع بالمرشد الشيعي الأعلى [[محمد كاظم اليزدي]] في بيته في الكوفة، وفي تقرير سرّي ذكر ويلسون أن السيد كاظم اليزدي قال: ((اني اتكلم بالنيابة عن أولئك الذين لا يستطيعون أن يتكلموا عن انفسهم، ان الحكومة مهما فعلت، فإنها ينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار مصالح [[الشيعة]] وخصوصاً الجماهير التي لا تحسن التعبير عن نفسها والتي لا معين لها، فهؤلاء الناس ليسوا متمدنين، وإذا نُصب عليهم موظفون عرب، أدّى ذلك إلى الفوضى، إنهم لم يتعلموا النزاهة بعد، وإلى أن يحين الوقت الذي يتعلمون فيه النزاهة، يجب أن يظلوا تحت سلطة الحكومة، وليس هناك رجل يمكن أن يقبل به الناس أميراً)).<ref>Atiyah (Iraq) – Bairut, 1973, Page: 273</ref>
ثم عقد اجتماع في اليوم المحدّد للإستفتاء – أي في 13 ديسمبر – بين ويلسون، يرافقه نوربري، ومجموعة كبيرة من رجال النجف في دار الحكومة الواقعة خارج [[سور النجف]]، فسأل ويلسون الحاضرين وكان من بينهم: عبد الكريم الجزائري ومحمد جواد الجواهري ومحمد رضا الصافي وعبد الرضا الشيخ راضي ورضا الشبيبي وباقر الشبيبي وعباس الكليدار وهادي النقيب وهادي زوين و[[محسن أبو طبيخ]] ونور الياسري وعلوان الياسري ومجبل الفرعون وعبد الواحد الحاج سكر ومحمد العبطان وشعلان الجبر وعبادي الحسيني وعلوان الحاج ولفتة الشمخي ومرزوق العواد وسرتيب المزهر وغيرهم قائلاً: هل ترغبون في حكم [[المملكة المتحدة|بريطانيا]]؟ أم تريدون حكومة وطنية عربية؟ عرّفونا رأيكم.<ref>فريق المزهر الفرعون: الحقائق الناصعة، بغداد 1952م، ص: 75 – نقلاً عن: الوردي، علي: لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث، الجزء الخامس، ص: 70.</ref>
فأجاب السيد هادي النقيب على سؤال ويلسون قائلاً: ((نحنُ لا نريد ولا نرضى بسوى بريطانيا لأنها عادلة ومنصفة وكثرت الفلوس عندنا)). فرد عليه عبد الواحد الحاج سكر قائلاً: ((بل نريد حكومة عربية وطنية)).
وأيده [[رضا الشبيبي]] قائلاً: ((أن العراقيين يَرَون من حقهم ان تتألف حكومة وطنية مستقلة اسقلالاً تاماً، وليس فينا من يفكر في اختيار حاكم اجنبي)).
فاغتاظ ويلسون من هذا الجواب الذي لم يكمن يتوقعه، وسأل الحاضرين ان كان هذا رأيهم؟ فتكلّم السيد علوان الياسري قائلاً: ((لما كان المدعوون غير مسبوقين بالموضوع، فهم يرجون إمهالهم إلى الغد لدرس الاسئلة الثلاث، وتوحيد الأجوبة عليها، وذلك بعد الاتصال بالعلماء وبقية الرؤساء)).
فوافق ويلسون على هذا الرأي، على ان ترسل الأجوبة إلى [[بغداد]] بواسطة الميجر نوربري، وذهب المجتمعون إلى كاظم اليزدي لأخذ رأيه حول هذا الموضوع، فتعجب مما سمعه قائلاً: ((ان ويلسون كان قد رآه من قبل مدة ولم يخبره بهذا الموضوع)). ثم نصح اليزدي الحاضرين بعقد اجتماع عام يحضره الجميع من جميع الطبقات للبت في هذا الموضوع الهام. وبالفعل عقد اجتماع عام في بيت الشيخ [[محمد جواد الجواهري]]، حضره أكبر عدد ممكن من الناس، فتفاوتت الآراء، فمن قال: بالالتحاق ب[[إيران|ايران]]، وفئة ثانية طالبت بأمير غير عربي، وفئة ثالثة بالجمهورية، ورابعة بأمير عربي، وخامسة بالحكم البريطاني المباشر.
فاحتكم الحاضرون إلى رأي اليزدي وهو المرجع الشيعي الأعلى، لمن آمالهم خابت، عندما سمعوا [[محمد كاظم اليزدي|اليزدي]] يقول: ((انا رجل لا أعرف السياسة، بل أعرف هذا حلال وهذا حرام)). وبعد الإلحاح عليه، قال لهم: ((اختاروا ما فيه صلاح للمسلمين)).<ref>فريق المزهر الفرعون: الحقائق الناصعة، بغداد 1952م، ص: 78.</ref>
وقد اعتبر هذا الموقف من قبل اليزدي، تأييد لموقف الموالين للحكومة، فتمكن السيد هادي النقيب من تنظيم مضبطة تحمل 21 توقيعاً من وجهاء النجف وتجّارها بالإضافة إلى توقيعه يطلبون فيها الحكم البريطاني المباشر.
لكن مضبطة ثاني، نظمت من قبل المعارضين للحكومة البريطانية، وقعها عشرة اشخاص طالبوا فيها إقامة حكومة مستقلة تحت رئاسة أمير عربي، وعموماً فان البريطانيين وجدوا بعض المعارضة في مدن ال[[محافظة النجف|نجف]] و[[كربلاء]] و[[الكاظمية]] و[[بغداد]]، أما المدن الأخرى فقد أجمع وجهاؤها ورؤساؤها على المطالبة بالحكم البريطاني المباشر وفق ما أراده [[أرنولد ويلسون]] وأعوانه.
وكان من نتائج الاستفتاء نشوء الحركة الوطنية في العراق وهي الحركة التي تبناها المعارضون للحكم البريطاني واتخذوا من فكرة الاستقلال شعاراً لهم.

[[ملف:الشيخ محمد تقي الشيرازي.jpg|تصغير|الشيخ محمد تقي الشيرازي]]

== المطالب البريطانية ==
قدم [[المملكة المتحدة|البريطانيون]] عدة مطالب لفك الحصار بطريقة سلمية في [[9 أبريل]] عام [[1918]]م حيث نشرت [[العرب (جريدة)|جريدة العرب]] الناطقة بلسان حكومة [[المملكة المتحدة|الإمبراطورية البريطانية]]، في عددها 84، خطاب القائد العام البريطاني المتقدّم ذكره ليطّلع الرأي العام في [[العراق]] عليه، كما أمر القائد العام بنشر الشروط التي وضعت على مدينة [[النجف]] في مؤتمر عقد بمدينة [[الكوفة]]، وهذا نصّها:

{{اقتباس|{{اقتباس مضمن|عد الغدر بحياة المرحوم القبطان مارشال الحاكم السياسي في النجف الأشرف، أبلغت الحكومة البريطانية الفخيمة شروطها الموضوعة على النجف الأشرف في مجلس عقد في اليوم الثاني و العشرين من شهر مارت سنة 1918 المطابق للثامن من جمادى الثانية، حضرة وحضرات العلماء الأعلام و الشيوخ المخلصون، هاكم بنود الشروط: 
*أوّلا: تسليم القتلة، و من اشترك معهم بالفتنة، تسليما بلا شرط و لا قيد.
*ثانيا: غرامة ألف تفگة (بندقية) ، و خمسين ألف روبية، يجمعها الشيوخ المخلصون من محلاّت البلدة التي كانت لها يد في الفتنة.
*ثالثا: تسليم مئة شخص من المحلاّت الثائرة إلى الحكومة البريطانية لسوقهم من النجف الأشرف بصفة أسرى حرب.<ref>{{استشهاد بكتاب
|الأخير1           = حرز الدين
|الأول1            = عبد الرزاق
|مؤلف1          = 
|عنوان          = تاريخ النجف الاشرف
|إصدار           = الأولى
|صفحة           = 229
|مسار             = https://www.masaha.org/research/book/view/3388-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%AC%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B4%D8%B1%D9%81?page=10
|سنة              = 2015
|ناشر           = دار آمنة للنشر والتوزيع
|مكان           = 
|لغة            = العربية
|صيغة          = 
|isbn             = 9789957866006
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220319151101/https://www.masaha.org/research/book/view/3388-تاريخ-النجف-الأشرف?page=10 | تاريخ أرشيف = 19 مارس 2022 }}</ref>}}}}

== النتائج ==
أنتهت الثورة في [[4 مايو]] من العام [[1918]] بإقتحام [[الجيش البريطاني|قوات البريطانية]] مدينة [[النجف]] بعد رفضهم للشروط التي وضعها قائد البريطاني في منطقة [[الفرات الأوسط]] وبعد حصار عنيف أقامه الإنجليز عليهم حيث أنتشرت المجاعة والفقر والأمراض داخل المدينة، حاول بعض سكان النجف من الهروب والإستنجاد بالقبائل والمدن المحيطة بهم لكن تلك المحاولات قد فشلت بسبب الأسلاك الكبيرة والخنادق الشاسعة التي وضعوها الإنجليز حول [[سور النجف|سور مدينة النجف]] حيث كانت رسولهم كانت تقبض من قبل الجنود الإنجليز ويتم إعدامهم بعدها، وقد تمكن في ما بعد بعض الفقراء من أهالي النجف من عبور السور بمساعدة مع حرس النجفي الموالي للبريطان لكن كان عبورهم عبارة عن هروب دون نتيجة هادفة.<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = http://etheses.dur.ac.uk/5105/1/5105_2558.PDF?UkUDh:CyT
| عنوان = Political parties and social networks in Iraq, 1908-1920
| تاريخ = 1994
| صفحات = 46, 47, 48, 49, 50
| الأخير = Sakai
| الأول = Keiko
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210126213946/http://etheses.dur.ac.uk/5105/1/5105_2558.PDF?UkUDh:CyT|تاريخ أرشيف=2021-01-26}}</ref>

حاول القادة البريطانيون مع وجهاء النجف التفاهم في هذه الأزمة في إجتماعات عقدوها بدار [[محمد كاظم اليزدي|المرجع اليزدي]] وغيره لكن النجفيون أصروا على عنادهم بحجة المقاومة كما إن البنود التي وضعها الإنجليز كانت صعبةً عليهم. تم قصف المدينة أثناء الإقتحام بمئات من قذائف المدفعيات وصواريخ الطائرات <ref>{{استشهاد بكتاب
|الأخير1           = الخوئي
|الأول1            = محمد أمين
|مؤلف1          = 
|عنوان          = مذكرات شاهد عيان عن ثورة النجف 1918م/1336
|إصدار           = الأولى
|صفحة           = 50-120
|مسار             =
|سنة              = 2009
|ناشر           = دار المؤرخ العربي
|مكان           = 
|لغة            = العربية
|صيغة          = 
|isbn             = 
}}</ref> بدأً من الهجوم على [[سور النجف]] و[[مرتفع الحويش]] الواقع خلف السور مرورا بقصفهم على محلة العمارة حتى السيطرة على [[العتبة العلوية|مرقد الإمام علي]] الذي يشكل نواة المدينة لتقع المدينة في الكامل تحت إستعمارهم في نهاية المطاف.

أن ثورة النجف قد كانت أول ثورة في [[العراق]] على البريطانيين، وهي لم تستمر طويلاً إذ سرعان ما تمكنت سلطة الاحتلال من القضاء عليها في مهدها، ولكنها على الرغم من قصر عمرها الا انها تُعتبر حدثاً مهماً من الناحية السياسية والاجتماعية، فهي تعطينا صورة حية من صور المجتمع العراقي في تلك المرحلة.

وتم إلقاء القبض على 11 من كبار قادة الإنتفاضة الذين ثبت تورطهم بإغتيال المارشال البريطاني وضرب مقرات البريطانية في العراق وإعدامهم في خان صغير بمدينة [[الكوفة]] القريبة من [[النجف]]، إضافة إلى نفي حوالي مائة شخص أو أكثر إلى [[الهند]] لمدة سبع سنوات ودفع أهل النجف غرامة للقادة البريطانيون بالقوة. الأمر الذي غرس الغضب في نفوس النجفيون خاصة و[[سكان العراق|أهل العراق]] عامة، فقد ثار العراقيون جميعم مرة أخرى ضد الإنجليز عام [[1920]] بثورة كبرى والتي تعد من أهم أحداث [[تاريخ العراق الحديث]].<ref>{{استشهاد ويب
|مؤلف       = إدارة موقع المدى
|تاريخ      = 29 مايو 2013
|عنوان      = حدث في مثل هذا اليوم: إعدام قادة ثورة النجف 1918
|مسار         = https://almadapaper.net/view.php?cat=86715
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220320172813/https://almadapaper.net/view.php?cat=86715| تاريخ أرشيف = 20 مارس 2022|موقع       = المدى
|لغة        = العربية
|تاريخ الوصول = 19 مارس 2022
}}</ref>

== انظر أيضًا ==
*[[حملة بلاد الرافدين]]
*[[ثورة العشرين]]
*[[الانتداب البريطاني على العراق]]
*[[المملكة العراقية]]
*[[تاريخ العراق الحديث]]
== المراجع ==
{{مراجع}}
{{شريط بوابات|الحرب|الحرب العالمية الأولى|العراق|القرن 20|النجف}}

[[تصنيف:العراق في 1918]]
[[تصنيف:العلاقات العراقية البريطانية]]
[[تصنيف:العراق في القرن 20]]
[[تصنيف:تاريخ العراق]]
[[تصنيف:تاريخ العراق العسكري]]
[[تصنيف:تاريخ المملكة المتحدة العسكري في القرن 20]]
[[تصنيف:تمردات في آسيا]]
[[تصنيف:تمردات في العراق]]
[[تصنيف:ثورات]]
[[تصنيف:ثورات عربية]]
[[تصنيف:المملكة المتحدة في عقد 1910]]
[[تصنيف:نزاعات في 1918]]