عرض مصدر الحرب الإنجليزية الزنجبارية

{{معلومات نزاع عسكري
|اسم_النزاع = الحرب الإنجليزية الزنجبارية
|صورة =AngloZanzibarWar.jpg
|عرض_الصورة     = 330px
|تعليق = خدر السلطان بعد قصفه
|جزء_من =
|تاريخ = 9:02 - 9:40 حسب التوقيت المحلي، (06:02–06:40 [[توقيت عالمي منسق|ت‌ع‌م]]) [[27 أغسطس]] [[1896]]م. {{#tag:ref|لم تكن مدة المعركة محددة، فهناك عدة مدد قد أعطيت وبمصادرها، فمنها 38،<ref name="hernon403">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Hernon|2003|p=403}}.</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Haws|Hurst|1985|p=74}}.</ref> 40<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Cohen|Jacopetti|Prosperi|1966|p=137}}.</ref> و45<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gordon|2007|p=146}}.</ref> دقيقة، لكن الثماني وثلاثين دقيقة كانت أكثر اقتباساً. والاختلاف كان بسبب التضارب في تحديد بداية ونهاية المعركة. ذكرت بعض المصادر أن المعركة بدأت ببداية إعطاء الأوامر بفتح النيران بالساعة 9:00 والبعض قال ببداية الإطلاق الحقيقي للنيران بالساعة 9:02. وقد انتهت المعركة الساعة 9:40 عند آخر رمية مدفعية وسقوط علم القصر، بعض المصادر تحددها بالساعة 9:45. وهذا الاختلاف بالمواعيد عانت منه حتى السفن البريطانية، فسجل السفينة سنت جورج {{إنج|St George}} ذكر بأن حصول وقف إطلاق النار ودخول خالد بن برغش القنصلية الألمانية حدث في الساعة 9:35، بينما أظهر سجل السفينة ثراش {{إنج|Thrush}} الساعة 9:40، والسفينة راكون {{إنج|Racoon}} ذكرت 9:41، وأخيراً ذكرت السفينتان فيلومل {{إنج|Philomel}} وسبارو {{إنج|Sparrow}}  الساعة 9:45.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Patience|1994|pp=20–26}}.</ref>|name="duration"|group=nb}}
|مكان = [[زنجبار]]
|نتيجة = انتصار [[المملكة المتحدة|البريطانيين]]
|خصم1 = {{رمز علم|المملكة المتحدة}} [[الإمبراطورية البريطانية]]
| خصم2 = [[ملف:Flag of the Sultanate of Zanzibar.svg|25px]] [[تاريخ زنجبار|سلطنة زنجبار]]
|قائد1 = هاري روسون <br /> لويد ماثيوز
|قائد2 =[[خالد بن برغش البوسعيدي|خالد بن برغش]] <br /> صالح
|قوة1 = 900 جندي من الجيش الزنجباري<br />150 من البحرية الملكية والبحارة وخمس سفن بحرية
|قوة2 = 2,800 جندي<br /> عدة مئات من العبيد وخدم القصر
|خسائر1 = جرح جندي واحد.<ref name="hernon403"/>
|خسائر2 = حوالي 500 من القتلى والجرحى.<ref name="bennett179">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Bennett|1979|p=179}}.</ref>
|}}
'''الحرب الإنجليزية الزنجبارية'''، هي حرب قامت بين [[المملكة المتحدة]] و[[زنجبار]] في [[27 أغسطس]] من عام [[1896]]م. استمرت المعركة 40 دقيقة<ref group=nb name="duration"/> لتكون بذلك أقصر [[حرب]] مسجلة في التاريخ.<ref>{{استشهاد |عنوان= Guinness World Records 2008 |سنة= 2007 |ناشر= [[موسوعة غينيس للأرقام القياسية]] |مكان= London |isbn= 978-1904994190 |صفحة= [https://archive.org/details/guinnessworldre000guin/page/118 118] |مؤلف= editor-in-chief, Craig Glenday |مسار= https://archive.org/details/guinnessworldre000guin/page/118 }}.</ref>

اندلعت الحرب بعد وفاة [[قائمة سلاطين زنجبار|السلطان]] [[حمد بن ثويني|حمد بن ثويني البوسعيدي]] الموالي للبريطانيين بتاريخ [[25 أغسطس]] عام [[1896]]، حيث استولى ابن عمه ونسيبه [[خالد بن برغش البوسعيدي|خالد بن برغش]] على الحكم، الأمر الذي اعتبره [[المملكة المتحدة|البريطانيون]] تمرداً عليهم. ولما كان هؤلاء يميلون لتولية السلطة ل[[حمود بن محمد]]، وحسب بنود معاهدة عام [[1886]] فإن حالة ارتقاء [[عرش]] السلطنة تكون بموافقة القنصل البريطاني، لذا فإن خالد لم يفِ بتلك الشروط مما اعتبره البريطانيون إعلان حرب، وأرسلوا [[بلاغ نهائي|إنذاراً نهائياً]] إلى خالد بن برغش ليتنازل عن الحكم. إلا أن برغش رفض طلبهم وشكل جيشاً تعداده 2,800 رجل معهم يخت مسلح للسلطان كان راسياً في الميناء، وأوكلت لهذه القوة مهمة تحصين القصر.

انتهت مدة الإنذار في تمام الساعة 09:00 بتوقيت شرق إفريقيا يوم [[27 أغسطس|27 آب/أغسطس]]، وخلال هذا الوقت جهز الإنجليز 3 [[طراد|طراريد]] و[[زورق مدفعية|زورقي مدفعية]]، و150 بحاراً من [[البحرية الملكية البريطانية|البحرية الملكية]] بالإضافة إلى 900 من الجنود الزنجباريين، وتجمعوا في منطقة الميناء. كان آمر البحرية الملكية الأميرال هاري راوسون، بينما خضع الجيش الزنجباري لإمرة [[عميد (رتبة عسكرية)|العميد]] في الجيش الزنجباري لويد ماثيوز. أما القوة التي أعدها السلطان خالد لحماية القصر فقد كانت مكونة من المتطوعين المدنيين وحرس القصر السلطاني بالإضافة إلى المئات من العبيد والخدم. تمترس المدافعون خلف بعض القطع [[مدفعية|المدفعية]] و[[رشاش (توضيح)|الرشاشات]] الموجودة أمام القصر والموجهة صوب السفن البريطانية. بحلول الساعة 09:02 من صباح 27 آب/أغسطس بدأت سفن الجيش الملكي بقصف القصر وتدمير مدفعية المدافعين، وتم إغراق اليخت السلطاني مع سفينتين صغيرتين بواسطة قوة من البحرية، وحصل بعض إطلاق النار المتقطع باتجاه القوة الزنجبارية الموالية للبريطانيين لدى تحركها باتجاه القصر وتم قصف العلم المرفوع أعلى القصر. أعلن وقف إطلاق النار عند الساعة 09:40.

تكبدت قوات السلطان حوالي 500 شخص ما بين قتيل وجريح، ولم يخسر البريطانيون سوى جريح واحد من البحارة. تراجع السلطان فاراً إلى المستشار [[القيصرية الألمانية|الألماني]] حيث حصل على حق اللجوء ونفي إلى [[دار السلام (توضيح)|دار السلام]] في [[تنجانيقا]]. قام الإنجليز بتنصيب السلطان [[حمود بن محمد]] على الحكم وشكلوا له حكومة إسمية. أنهت تلك الحرب زنجبار [[دولة|كدولة]] لها قدر من الاحترام وبدأ عصر من الهيمنة البريطانية المباشرة عليها.

== البداية ==
{{أيضا|تاريخ زنجبار}}
[[ملف:Anglo-Zanzibar war map.png|تصغير|250بك|موقع زنجبار في [[إفريقيا|أفريقيا]].]]
[[ملف:سلطنة عمان 1856.jpg|تصغير|250بك|أملاك العمانيين في آسيا وإفريقيا.]]
تقع جزيرة زنجبار بالقرب من ساحل [[تنجانيقا]] في [[المحيط الهندي]]، وقد كانت [[دولة]] ذات سيادة أما الآن فهي تتبع [[تنزانيا]]. خضعت زنجبار [[البرتغال|للبرتغاليين]] ابتداءً من عام [[1499]]م ثم جاء [[قائمة سلاطين عمان|العمانيون]] الذين أخرجوهم من الجزيرة فخضعت لهم منذ عام [[1698]]م<ref name="hernon397">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Hernon|2003|p=397}}.</ref> وحتى عام [[1858]]م عند مجيء السلطان [[ماجد بن سعيد]] فأعلن استقلال [[قائمة سلاطين زنجبار|سلطنة زنجبار]] عن [[عمان (توضيح)|عمان]]، وقد شجعت [[الإمبراطورية البريطانية|بريطانيا]] ذلك الاستقلال ففصلت الجزيرة بممتلكاتها المطلة على الساحل الإفريقي عن [[سلطنة عمان]] بممتلكاتها على الساحل الآسيوي.<ref name="hernon397"/><ref>[https://archive.is/20120805113743/www.mofa.gov.om/mofanew/index_arabic.asp?id=43 الدولة البوسعيدية] الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية العمانية {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20161018233223/https://archive.is/20120805113743/www.mofa.gov.om/mofanew/index_arabic.asp?id=43 |date=18 أكتوبر 2016}}</ref> فأصبحت [[مدينة زنجبار]] هي العاصمة ومقر الحكم حيث قصر الحكم المطل على ساحل البحر، والذي يتكون من: بيت الحكم وقصر العجائب وبينهما قصر الحريم، ويُعتبر أول مبنى في شرق إفريقيا تصل إليه الكهرباء.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Hoyle|2002|pp=156–157}}.</ref> وتم بناءه من الخشب المحلي، لذا فهو ليس مصمما كبناء دفاعي.<ref name="hernon402">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Hernon|2003|p=402}}.</ref> والمباني الثلاث متجاورة ومرتبطة بجسور من الخشب تمر فوق الشوارع الواقعة تحتها.<ref name="hoyle160">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Hoyle|2002|p=160}}.</ref>

كان للإنجليز تاريخ طويل من التفاعل مع زنجبار، وقد اعترفت دولتهم [[سيادة|بسيادة]] الجزيرة وسلطنتها عام 1886م.<ref name="hernon397"/><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Bennett|1978|pp=131–132}}.</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Hernon|2000|pp=146–147}}.</ref> وذلك لمحاولتهم الإبقاء على علاقات صداقة مع تلك الدولة وسلطانها.<ref name="hernon397"/> وكذلك كان [[ألمانيا|الألمان]] أيضاً مهتمين بشرق أفريقيا، لذا فقد تنافست تلك القوتان للسيطرة على حقوق التجارة ومناطقها في هذا الجزء من القارة أواخر [[القرن 19|القرن التاسع عشر]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Bennett|1978|pp=124–131}}.</ref> فالسلطان [[خليفة بن سعيد]] منح حقوقاً في الأراضي [[كينيا|الكينية]] لبريطانيا والأراضي التنجانيقية لألمانيا، وتلك العملية أسفرت عن حظر الرق في تلك الأراضي.<ref name="hernon397"/> وقد أدى ذلك لإغضاب العديد من التجار المتضررين من زوال تلك التجارة، مما أسفر إلى حدوث بعض الاضطرابات.<ref name="hernon397"/> علاوة على ذلك، رفضت السلطات الألمانية رفع علم زنجبار في تنجانيقا، مما أدى إلى حدوث مواجهات مسلحة بين القوات الألمانية والأهالي.<ref name="hernon398">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Hernon|2003|p=398}}.</ref> أودت إحدى تلك المواجهات في [[تنجا]] بتنجانيقا بحياة 20 من العرب.<ref name="hernon398"/>

وأرسل السلطان خليفة قوات زنجبارية بقيادة الجنرال لويد ماثيوز، وهو [[ملازم (رتبة عسكرية)|ملازم]] سابق بالبحرية الملكية، وذلك لإعادة الأمن والهدوء في تنجانيقا.<ref name="Hernon147">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Hernon|2000|p=147}}.</ref> وربما تكون تلك العملية قد نجحت بشكل جيد ولكن الشعور العام لكراهية الألمان بين الزنجباريين بات قوياً.<ref name="hernon398"/> وقد اندلعت اضطرابات أخرى في باجأمويو، التي تبعد 125 كيلومتراً شمال [[دار السلام (توضيح)|دار السلام]]، حيث قتل 150 شخصاً من أهالي تلك المدينة على يد القوات الألمانية، وفي كتوا حيث تم قتل بعض الضباط الألمان وجنودهم.<ref name="Hernon147"/> مما حدا بخليفة أن يعطي صلاحيات تجارية واسعة إلى شركة الإمبراطورية البريطانية لشرق أفريقيا {{إنج|Imperial British East Africa Company}} التي فرضت بدورها وبمساعدة الألمان حصاراً بحرياً لوقف استمرار [[تجارة الرقيق المحلية]].<ref name="Hernon147"/> وبعد وفاة خليفة عام [[1890]] أتى السلطان [[علي بن سعيد]] ليواصل منع تجارة الرقيق ولكنه لم يجبر ملاك العبيد على اعتاق عبيدهم، وأعلن بأن زنجبار أصبحت محمية بريطانية وعين إنجليزياً ليكون [[رئيس الوزراء|الوزير الأول]] ليقود [[مجلس الوزراء|الوزارة]]. زيادة على ذلك، ضمن الإنجليز [[حق الفيتو|حق النقض]] عند تعيين أي سلطان لزنجبار مستقبلاً.<ref name="hernon399">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Hernon|2003|p=399}}.</ref>

في نفس السنة التي صعد فيها السلطان علي إلى الحكم، تم التوقيع على معاهدة هليغولاند-زنجبار {{إنج|Heligoland-Zanzibar Treaty}} ما بين الألمان والإنجليز، حيث تم بموجبها إعادة ترسيم الحدود وتوزيع مناطق النفوذ في [[شرق إفريقيا|شرق أفريقيا]] بحيث يتنازل الألمان عن مطالبة الإنجليز بزنجبار مقابل التنازل عن جزيرة هليغولاند البريطانية لألمانيا.<ref>{{استشهاد| ناشر=German History in Documents and Images| عنوان = Text of the Heligoland-Zanzibar Treaty |تاريخ= 1 July 1890 |مسار=  http://germanhistorydocs.ghi-dc.org/pdf/eng/606_Anglo-German%20Treaty_110.pdf |صيغة=PDF|تاريخ الوصول= 08-09-29| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181123133909/http://germanhistorydocs.ghi-dc.org/pdf/eng/606_Anglo-German%20Treaty_110.pdf | تاريخ أرشيف = 23 نوفمبر 2018 }}</ref> وقد منحت تلك المعاهدة صلاحيات أكثر للحكومة البريطانية للهيمنة على زنجبار.<ref>[http://hansard.millbanksystems.com/commons/1890/aug/01/the-anglo-german-agreement Parliamentary Debates, House of Commons], 1 August 1890, columns 1530–1533 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170311204058/http://hansard.millbanksystems.com/commons/1890/aug/01/the-anglo-german-agreement |date=11 مارس 2017}}</ref><ref>[http://hansard.millbanksystems.com/commons/1804/aug/22/class-v#S4V0029P0-01165 Parliamentary Debates], House of Commons, 22 August 1804, columns 324–337 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170311151524/http://hansard.millbanksystems.com/commons/1804/aug/22/class-v |date=11 مارس 2017}}</ref>

وبعد وفاة السلطان علي عام [[1893]]م، تولى السلطان [[حمد بن ثويني]] حكم زنجبار، فحافظ على العلاقات الطيبة مع الإنجليز ولكن كان هناك انشقاق بسبب عدم الرضا عن خضوعه لهيمنتهم المتزايدة على البلد، ولقيادتهم للجيش وإلغاء تجارة الرقيق المربحة.<ref name="hernon399"/> ولأجل السيطرة على هذه المعارضة، رخصت السلطة الإنجليزية للسلطان بزيادة قوة حرس القصر الزنجباري إلى 1,000 رجل، ولكن تلك القوة سرعان ما بدأت بمناوشات مع الشرطة والتي كانت هي أيضاً خاضعة للإنجليز.<ref name="Hernon148">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Hernon|2000|p=148}}.</ref><ref name="Bennett178">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Bennett|1978|p=178}}.</ref> وقد اشتكى القاطنون الأوربيون في [[مدينة زنجبار]] أيضا من تصرفات حرس القصر.<ref name="hernon399"/>

== 25 آب/أغسطس ==
[[ملف:HMS Thrush.jpg|تصغير|السفينة الحربية البريطانية ثراش (1889).]]
توفي السلطان حمد فجأة بالساعة 11:40 بالتوقيت المحلي (08:40 [[توقيت عالمي منسق|ت ع م]]) يوم [[25 أغسطس|25 آب/أغسطس]] من سنة [[1896]]م.<ref name="hernon399"/> وقام ابن عمه [[خالد بن برغش البوسعيدي|خالد بن برغش]] ذو الإثنين وعشرين ربيعاً -وهو المتهم الرئيسي بموت السلطان حمد عن طريق تسميمه- بالاستيلاء على الحكم واحتلال القصر دون أي إذن من الإنجليز، وهو ما يخالف الاتفاقية الموقعة مع السلطان [[علي بن سعيد]].<ref name="hernon399"/> وبما أن الإنجليز كانوا يفضلون المرشح البديل وهو حمد بن محمد، وهو أيضاً أكثر ميلاً لهم، فقد قاموا بتحذير خالد عن طريق القنصل والوسيط الدبلوماسي في زنجبار باسيل كيف والجنرال ماثيوز لكي يفكر ملياً بالتصرف الذي فعله ويقرر التنازل عن الحكم.<ref name="Bennett178"/><ref name="hernon400">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Hernon|2003|p=400}}.</ref> وكانت تلك الطريقة قد أثبتت نجاحها قبل ثلاث سنوات عندما طالب خالد بعرش السلطنة بعد وفاة عمه السلطان علي ولكن القنصل البريطاني العام المدعو رينيل رود أقنعه بخطورة هذا التصرف.<ref name="Tucker194">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Tucker|1970|p=194}}.</ref>

تجاهل خالد إنذار باسيل كيف وبدأت القوة الموالية له تحشد نفسها في منطقة القصر وبقيادة آمر حرس القصر المدعو صالح. وما أن انتهى اليوم إلا وتجمعت له قوة تعدادها التقريبي 2,800 رجل مسلح ببنادق بعضها قديمة وبالية.<ref name="hernon400"/> وكان معظم هؤلاء الرجال من المدنيين، ولكن كان من بينهم 700 جندي زنجباري من الذين وقفوا بجانب السلطان خالد.<ref name="hernon400"/><ref name="NYT warning">{{استشهاد|الأخير=|الأول=|عنوان=A Warning to Said Khalid|صحيفة=The New York Times|تاريخ=27 August 1896|صفحة=5|مسار= https://www.nytimes.com/1896/08/27/archives/a-warning-to-said-kalid-ordered-to-surrender-the-zanzibar-palace-if.html| تاريخ الوصول = 2008-10-16|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20160819192201/http://query.nytimes.com/gst/abstract.html?res=9405E2D91E3AE533A25754C2A96E9C94679ED7CF|تاريخ أرشيف=2016-08-19}}.</ref> وتتكون مدفعية السلطان من عدة رشاشات مكسيم وجاتلنغ، ومدفع برونزي يعود إلى [[القرن 17|القرن السابع عشر]] و[[مدفع ميدان]]، كانت موجهة ضد السفن البريطانية الموجودة بالميناء.<ref name="hernon400"/><ref name="NYT warning"/><ref name="patience9">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Patience|1994|p=9}}.</ref> وقد أهدي مدفع الميدان إلى السلطان من [[فيلهلم الثاني]] إمبراطور ألمانيا،<ref name="hernon400"/> وقد استولت قوات السلطان على السفن العسكرية التابعة للبحرية الزنجبارية والمكونة من مركب خشبي يدعى غلاسكو والذي بني عام [[1878]] كيخت سلطاني.<ref name="patience5">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Patience|1994|p=5}}.</ref>

بدأ ماثيو وكيف بحشد قواتهما، حيث كان لديهما 900 عسكري زنجباري بقيادة الملازم أرثر رايكس آمر فوج ويلتشر الذي أُعير للجيش الزنجباري ويحمل رتبة [[عميد (رتبة عسكرية)|عميد]].<ref name="hernon400"/> رست السفينتان فيلومل وثراش بالميناء ونزل منهما 150 من رجال البحرية ومشاة البحرية.<ref name="hernon400"/> وكان يقود تلك الوحدات البحرية القبطان أوكالاغان، والذي وصل إلى الساحل في غضون ربع ساعة بعد الطلب منه بالمجيء للتعامل مع أي أعمال شغب يفتعلها الأهالي.<ref name="hernon400"/><ref>{{استشهاد|الأخير=|الأول=|عنوان=Zanzibar's Sultan Dead|صحيفة=The New York Times|تاريخ=26 August 1896|صفحة=5| مسار= https://www.nytimes.com/1896/08/26/archives/zanzibars-sultan-dead-palace-seized-by-said-kalid-who-declares.html| تاريخ الوصول=2008-10-16|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20160819042612/http://query.nytimes.com/gst/abstract.html?res=9C0CE5D91E3AE533A25755C2A96E9C94679ED7CF|تاريخ أرشيف=2016-08-19}}.</ref> وأنزلت السفينة ثراش وحدة صغيرة من البحارة بقيادة الملازم واتسن إلى الساحل لحماية القنصلية البريطانية، حيث كان يوجد بها مواطنون بريطانيون كانوا موجودين في الجزيرة وقد طلب منهم التجمع في القنصلية لحمايتهم.<ref name="hernon400"/> وبعد ذلك دخلت السفينة سبارو الميناء ورست قبالة القصر بجوار ثراش.<ref name="hernon400"/>

كان هناك نوع من القلق المتزايد عند الدبلوماسيين الإنجليز من مصداقية عسكر رايكس، ولكنهم كانوا قد أثبتوا كفاءتهم ومهاراتهم كقوة عسكرية من خلال التدريبات والبعثات إلى شرق أفريقيا. وقد كانت هي القوة البرية الوحيدة التي حصل معها تبادل إطلاق نار مع المدافعين.<ref name="hernon403"/> وقد زودت تلك القوة بمدفعين رشاشين من طراز مكسيم وتسعة مدافع، وتمركز جنودها بالقرب من مبنى الجمرك.<ref name="patience8">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Patience|1994|p=8}}.</ref> حاول السلطان الحصول على اعتراف القنصل الأمريكي ريتشارد دورسي موهان، ولكن القنصل رد بأن استلامه للمنصب «لم يأخذ موافقة حكومة جلالة الملكة، لذلك فمن الاستحالة إعطائه الرد بالموافقة».<ref name="patience9"/>

واستمر باسيل كيف بإرسال الرسائل إلى السلطان بضرورة انسحابه مع القوات من القصر والعودة إلى مقره، ولكن السلطان خالد استمر بتجاهله معتبراً أنه سيعلن تنصيبه كسلطان الساعة 15:00 وبشكل رسمي، وهذا ما اعتبره كيف عملاً من أعمال التمرد، وأوضح أن الحكومة البريطانية لن تعترف بشرعية سلطنة خالد.<ref name="hernon400"/> تم دفن السلطان حمد الساعة 14:30 وبعدها بنصف ساعة أطلقت المدفعية التحية السلطانية من قصر الحكم معلنة تنصيب السلطان خالد. ولم يبدأ كيف بالقتال إلا بعد الحصول على إذن من الحكومة، وقد أبرق إلى مكتب الشؤون الخارجية لوزارة اللورد سالزبري في [[لندن]] قائلا: «هل لدينا التفويض الكامل بعد جميع المحاولات الحلول السلمية التي لا طائل منها، بالسماح لجنودنا بإطلاق النار على القصر؟».<ref name="Owens2">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Owens|2007|p=2}}.</ref> وقد طلب كيف من جميع القنصليات تنكيس الأعلام حداداً على وفاة السلطان حمد، وكان علم القصر السلطاني العلم الوحيد الذي استمر مرفوعاً. وقد أبلغهم كيف أيضاً بعدم اعترافه بشرعية خالد كسلطان.<ref>{{استشهاد|الأخير=|الأول=|عنوان=Sultan of Zanzibar Dead|صحيفة=The New York Times|تاريخ=19 July 1902|صفحة=9|مسار= https://www.nytimes.com/1902/07/19/archives/sultan-of-zanzibar-dead-he-became-ruler-in-1896-after-the-british.html|تاريخ الوصول=2008-10-16|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20160819162500/http://query.nytimes.com/gst/abstract.html?res=9B06EFD71E3BEE33A2575AC1A9619C946397D6CF|تاريخ أرشيف=2016-08-19}}.</ref>

== 26 آب/أغسطس ==
[[ملف:St George and Philomel.jpg|تصغير|150بك|رسم تخيلي للسفينة سانت جورج وخلفها فيلومل راسيتين بالميناء.]]
بالساعة 10:00 من صبيحة [[26 أغسطس|26 آب/أغسطس]] وصلت السفينة راكون إلى ميناء زنجبار ورست بجوار ثراش وسبارو. وفي الساعة الثانية من بعد الظهر دخلت الميناء [[سفينة القائد|سفينة القيادة العامة]] لمنطقة [[رأس الرجاء الصالح]] و[[شرق إفريقيا|شرق أفريقيا]]، وعلى متنها [[فريق أول (رتبة عسكرية)|الأميرال]] هاري راوسون ومعه مجموعة من ضباط وجنود البحرية الملكية. وبذات الوقت وصلت برقية من رئيس وزراء بريطانيا اللورد سالزبري تخول كلاً من كيف وراوسون باستخدام الموارد المتاحة لإزاحة السلطان خالد من الحكم.<ref name="hernon401">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Hernon|2003|p=401}}.</ref> وتقول البرقية: «أنتم مخولون باتخاذ أية تدابير قد ترونها ضرورية، وستجدون الدعم بعملكم هذا من حكومة صاحبة الجلالة. ولكن لا تحاولوا اتخاذ أية خطوة لستم متأكدين من نجاحها».<ref name="Owens2"/>

حاول كيڤ أن يفاوض خالد حول إمكانية التنازل كمحاولة أخيرة ولكنه فشل مما حدا براوسون أن يرسل [[بلاغ نهائي|إنذاراً نهائياً]]، طالباً من السلطان خالد بإنزال العلم وترك القصر عند الساعة 09:00 يوم [[27 أغسطس|27 آب/أغسطس]] كحد أقصى، وإلا فإنه سيواجه إطلاق النار عليه.

خلال نهار ذلك اليوم ومسائه تم إخراج جميع السفن الراسية بالميناء، وقد أرسل الأطفال والنساء البريطانيون إلى السفينة سانت جورج وإلى سفينة تجارية تابعة لشركة الهند البريطانية للملاحة البحرية ليكونوا بأمان من الحرب. وبالليل حسب ماكتبه القنصل موهان بمذكراته: «الهدوء المرعب كان سيد الموقف في زنجبار. بالعادة كنا نسمع قرع الطبول أو بكاء الأطفال ولكن بتلك الليلة كان المكان هادئاً تماما».<ref name="patience11">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Patience|1994|p=11}}.</ref>

== 27 آب/أغسطس ==
[[ملف:Anglo-Zanzibar War without gunfire ar.png|250بك|تصغير|توزيع [[قوات بحرية|القوة البحرية]] في الساعة 9:00.]]
في الساعة 8:00 من صبيحة يوم [[27 أغسطس]]، وبعد وصول مبعوث من طرف السلطان خالد طالبا التفاوض مع كيڤ، رد القنصل بأن الخلاص الوحيد له هو الموافقة على شروط الإنذار النهائي.<ref name="hernon402"/><ref name="Lyne200">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Lyne|1905|p=200}}.</ref> وفي الساعة 8:30 وصلت رسالة أخرى من خالد يعلن فيها بأنه «لا توجد لدينا نية لنكس العلم ولا نعتقد أيضا بأنكم ستبادرون بإطلاق النار علينا». فرد كيڤ: «لا نود أن نطلق النار عليكم ولكن إن كنتم مصممين على ماقلتم فسنضطر إلى فعل ذلك».<ref name="patience11"/> وحتى الساعة 8:55 عندما لم تصل أي رسالة من القصر، أطلق قائد السفينة سانت جورج إشارة التجهيز للعملية.<ref name="Lyne201">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Lyne|1905|p=201}}.</ref>

في الساعة 9:00 أمر الجنرال لويد ماثيوز من السفن البريطانية الشروع بالقصف المدفعي.<ref name="Owens2"/><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Thompson|1984|p=64}}.</ref> ولم تمر الساعة 9:02 إلا وبدأت السفن راكون وثراش وسبارو بإطلاق النار صوب القصر، الطلقة الأولى لثراش أسقطت المدفع الزنجباري. فالمدافعين والخدم وحتى العبيد كانوا موجودين في القصر الكبير وعددهم 3,000 قد وضعوا حواجز خشبية ومطاط، وقد كان هناك العديد من الضحايا من القذائف [[متفجرات|الشديدة الانفجار]]. على الرغم من التقارير الأولية التي أشارت بأن السلطان خالد قد تم القبض عليه ونفي إلى [[الهند]]، إلا أنه قد فر من القصر.<ref name="hernon402"/><ref>{{استشهاد|الأخير=|الأول=|عنوان= Bombarded by the British |صحيفة= The New York Times |تاريخ=28 August 1896 |صفحة=1 |مسار= https://www.nytimes.com/1896/08/28/archives/bombarded-by-the-british-the-zanzibar-palace-destroyed-by-shells.html |تاريخ الوصول= 2008-10-16|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20160819160619/http://query.nytimes.com/gst/abstract.html?res=9800E0D91E3AE533A2575BC2A96E9C94679ED7CF|تاريخ أرشيف=2016-08-19}}.</ref> فمراسل [[رويترز]] قال: «إن السلطان قد فر من الطلقة الآولى مع جميع قادته، وتركوا عبيدهم وخدمهم يواصلون القتال»، ولكن مصادر أخرى قالت بأنه ظل بالقصر فترة أطول.<ref name="hernon402"/> وقد توقف إطلاق القذائف تمام الساعة 9:40 عندما اشتعلت النيران في القصر وقصر الحريم المجاور له، وتوقف إطلاق النار من صوب المدافعين وأسقط علم السلطان.<ref name="hernon403"/>

خلال فترة القصف المدفعي جرى اشتباك بحري صغير في الساعة 09:05 عندما أطلق الطراد جلاسكو القديم نيرانه باتجاه السفينة سنت جورج مستخدما رشاشات مثبتة به، وهو كان قد اهدي لسلطان زنجبار من [[فيكتوريا ملكة المملكة المتحدة|الملكة فيكتوريا]].<ref name="Patience6">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Patience|1994|p=6}}.</ref> فردت عليه السفينة بإطلاق نيرانها باتجاهه مما تسبب بغرق الطراد جلاسكو، وإن كان ضحالة مياه الميناء قد أبقى صواري الطراد خارج المياه مما يمكن الاستدلال عليه بسهولة.<ref name="hernon403"/> وقد رفع طاقم السفينة جلاسكو العلم البريطاني عندما أخذوا كأسرى وقد تم انقاذهم جميعا ووضعهم في قوارب النجاة.<ref name="hernon403"/> وأغرقت السفينة ثراش اثنان من اللنجات الزنجبارية عندما رموها أصحابها ببنادقهم. وقد تم هناك إطلاق نار متبادل على الأرض الزنجبارية ما بين رجال خالد وعسكر رايكن، ولكن سرعان ما توقفت عندما وصلوا للقصر.<ref name="hernon403"/> وتوقف القتال مع توقف القصف، وتمكن الجند البريطانيون من استحكام الوضع بالمدينة والقصر، ولم يمض الظهر حتى تم تنصيب السلطان [[حمود بن محمد]] سلطانا على زنجبار،<ref name="hernon404">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Hernon|2003|p=404}}</ref> مع التقليل من قدراته كحاكم على السلطنة. خلال تلك المعركة اطلقت السفن 500 قذيفة مدفع و4100 طلقة مدفع رشاش و1000 طلقة بندقية.<ref name="Patience14">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Patience|1994|p=14}}.</ref>

== نتائج المعركة ==
[[ملف:Marines in zanzibar.jpg|تصغير| بحارة بريطانيون يقفون أمام [[مدفع]] استولوا عليه من أمام قصر السلطان.]]
أصيب جراء القصف حوالي 500 رجل وإمراة ما بين قتيل وجريح، وكان معظم القتلى بسبب اجتياح القصر.<ref name="hernon403"/><ref name="bennett179"/> ولم يُعرف عدد القتلى من المحاربين، وقيل بأنه قد تم القضاء على جميع المحاربون من رجال خالد.<ref name="patience12">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Patience|1994|p=12}}.</ref> أما في الجانب الإنجليزي فقد أصيب جندي من سفينة ثراش بعدة إصابات، وقد تعافى منها بعد ذلك.<ref name="hernon403"/> على الرغم أن الغالبية العظمى من سكان زنجبار وقفوا إلى جانب الإنجليز، إلا أن سكان المدينة [[الهند|الهنود]] عانوا من النهب والسرقات، وقد قُتل عشرون شخصا من قاطني المدينة جراء الفوضى.<ref name="patience15">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Patience|1994|p=15}}.</ref> ولإستعادة النظام تم استدعاء 150 جندي [[سيخ (توضيح)|سيخي]] من [[مومباسا|ممباسا]] للقيام بدوريات في شوارع المدينة.<ref name="hernon404"/> وقد نزل بحارة سفينتي سنت جورج وفيلوميل لتشكيل فرقة اطفاء لاحتواء النيران المشتعلة التي انتشرت من القصر إلى مباني الجمرك المجاور.<ref name="patience20-22">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Patience|1994|pp=20–22}}.</ref> وقد كان هناك قلق من حدوث نيران داخل مباني الجمارك حيث خُزن بها كميات من المواد المتفجرة، وقد تم تدارك الأمر واطفئت النيران المشتعلة قبل حصول أي انفجار.<ref name="patience12"/>

لجأ السلطان خالد وقائده صالح ومعهم أربعون من أصحابهم إلى القنصلية الألمانية بعد انتهاء القتال في القصر،<ref name="patience12"/><ref>{{استشهاد|الأخير=|الأول=|عنوان=Will Not Surrender Khalid|صحيفة=[[نيويورك تايمز]]|تاريخ=30 August 1896|صفحة=5|مسار= https://www.nytimes.com/1896/08/30/archives/will-not-surrender-khalid.html|تاريخ الوصول=2008-10-16|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20160819221750/http://query.nytimes.com/gst/abstract.html?res=980CE3D81E3AE533A25753C3A96E9C94679ED7CF|تاريخ أرشيف=2016-08-19}}.</ref> حيث وضعوا تحت حماية عشرة من البحارة الألمان والبحرية المسلحين جيداً بينما كان رجال ماثيو مرابطين في الخارج في محاولة لاعتقالهم إن حاولوا الخروج.<ref name="Frankl163">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Frankl|2006|p=163}}.</ref> بالرغم من طلبات التسليم فإن القنصل الألماني رفض تسليم خالد للإنجليز حيث أن اتفاقية تسليم المجرمين مع بريطانيا تستثني بشكل واضح السجناء السياسيين.<ref name="hernon404"/> وعوضاً عن هذا فقد وعد القنصل بأنه سيرسل خالد إلى مستعمرة [[شرق أفريقيا الألمانية]] ولن يكون له موطئ قدم في زنجبار. وقد وصلت السفينة الحربية «''سي أدلر''» {{ألمانية|Seeadler}} التابعة للبحرية الألمانية إلى الميناء يوم [[2 أكتوبر]] حوالي الساعة 10:00 وخرج منها أحد القوارب متجهاً إلى حديقة القنصلية المحاذية للشاطئ، حيث كان خالد موجوداً، فركب القارب إلى السفينة مباشرة.<ref name="Frankl163"/> وقد تم ترحيله من القارب إلى السفينة سي أدلر ومنها إلى [[دار السلام (توضيح)|دار السلام]] في شرق أفريقيا الألمانية.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Ingrams|1967|pp=174–175}}.</ref> ألقت القوات البريطانية القبض على خالد عام [[1916]] خلال الحملة على شرق أفريقيا في [[الحرب العالمية الأولى]]، فنفته إلى [[سيشل|السيشل]] ثم إلى جزيرة [[سانت هيلينا|القديسة هيلانة]] قبل أن يسمح له بالعودة إلى شرق أفريقيا حيث مات في [[مومباسا|ممباسا]] عام [[1927]].<ref name="Frankl161">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Frankl|2006|p=161}}.</ref> عوقب معاونو السلطان خالد بأن أجبروا على دفع التعويضات اللازمة لتغطية كلفة القذائف التي أطلقت عليهم وكلفة الأضرار المتسببة جراء النهب والتي قدرت بحوالي 300,000 [[روبية هندية|روبية]].<ref name="hernon404"/>

خضع السلطان الجديد السلطان حمود للإنجليز وأصبح [[دولة دمية|حاكماً شكلياً]] لحكومة تديرها بريطانيا بالأساس، ومع ذلك فقد أبقاه الإنجليز على رأس السلطنة لكي يتجنبوا التكاليف التي تنطوي عليها إدارة زنجبار مباشرة على اعتبار أنها مستعمرة تابعة للتاج.<ref name="hernon404"/> وبعد الحرب بأشهر طلب الإنجليز من السلطان حمود منع جميع أشكال الرق.<ref name="hernon404"/> وتطلبت عملية تحرير الرق تلك من العبيد أن يحضروا بأنفسهم إلى مكاتب الحكومة، وقد تم تحرير 17,293 شخصاً من الرق خلال عشر سنوات من مجموع سكان كان تعدادهم التقديري عام [[1891]] 60,000 نسمة.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Bakari|2001|pp=49–50}}.</ref>
[[ملف:A. C. Gomes Panorama Zanzibar 1902.jpg|مركز|تصغير|750px|منظر شامل لميناء مدينة زنجبار عام 1902 حيث تظهر في الصورة سواري السفينة الغارقة غلاسكو بالجانب الشرقي. ومنزل العجائب وهو بناء أبيض مع البرج والشرفات المتعددة بوسط الصورة، ويرى القصر مع قصر الحريم في يسار الصورة ومباني القنصليات على يمين الصورة.]]
تغيرت ملحقات القصر السلطاني بالكامل جراء الحرب. فقد تهدم قصر الحريم والفنار والقصر نفسه بعد القصف المركز عليهم مما جعله غير آمن.<ref name="patience15"/> فتم تحويل مكان القصر إلى مجموعة حدائق وتم الشروع ببناء قصر آخر مكان قصر الحريم.<ref name="hoyle160"/><ref name="archnet">{{استشهاد| الأخير = Aga Khan Trust for Culture  | الأول =   | مؤلف-وصلة =  Aga Khan Trust for Culture| عنوان =  Sultan's Palace at Zanzibar | مسار =  http://archnet.org/library/sites/one-site.jsp?site_id=8208 | تاريخ الوصول = 08-09-29| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20130318130431/http://archnet.org/library/sites/one-site.jsp?site_id=8208 | تاريخ أرشيف = 18 مارس 2013 }}</ref> أما قصر العجائب الذي لم يتضرر بشكل كبير فقد حُول إلى إدارة وسكرتارية للسلطة الإنجليزية الحاكمة.<ref name="patience12"/><ref name="hoyle156">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Hoyle|2002|p=156}}.</ref> وفي السنة التالية، أي عام [[1897]] وخلال أعمال الترميم في قصر العجائب، تمت إزالة الفنار المتهدم من القصف وبناء برج الساعة مكانه.<ref name="archnet"/> أما حطام الطراد غلاسكو فقد ظل ولعدة سنوات غارقاً في مياه الميناء أمام القصر حيث تظهر السواري للعيان خلال [[مد وجزر|فترات الجزر]]، حتى تم انتشاله سنة [[1912]].<ref name="patience16">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Patience|1994|p=16}}.</ref>

قدرت حكومتا بريطانيا وزنجبار الضباط الإنجليز المنتصرين في المعركة وذلك بتكريمهم بالألقاب والمناصب، فأعطي للجنرال رايكس قائد العسكر الزنجباري وسام نجمة زنجبار العسكرية من الدرجة الأولى بتاريخ [[24 سبتمبر]] من سنة [[1896]]، ثم رقي بعدها ليصبح قائداً للجيش الزنجباري.<ref>[https://www.thegazette.co.uk/issues/26780/pages/5320 London Gazette: no. 26780, p. 5320], 25 September 1896. Retrieved on 16 August 2008. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20131224110656/http://www.london-gazette.co.uk/issues/26780/pages/5320 |date=24 ديسمبر 2013}}</ref><ref name="Ham">[https://www.thegazette.co.uk/issues/26886/pages/4812 London Gazette: no. 26886, p. 4812], 27 August 1897. Retrieved on 16 August 2008. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20130520204939/http://www.london-gazette.co.uk/issues/26886/pages/4812 |date=20 مايو 2013}}</ref> أما قائد الجيش الزنجباري الجنرال ماثيو فقد حاز على وسام زنجبار وأصبح أول وزير للخزانة في الحكومة الزنجبارية.<ref name="Ham"/> أما القنصل باسيل كيڤ فقد نال الزمالة لوسام باث البريطاني جراء خدماته في زنجبار،<ref>[https://www.thegazette.co.uk/issues/26810/pages/65 London Gazette: no. 26810, p. 65], 1 January 1897. Retrieved on 10 September 2008. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20131224112845/http://www.london-gazette.co.uk/issues/26810/pages/65 |date=24 ديسمبر 2013}}</ref> ومن ثم رُفي إلى منصب القنصل العام بتاريخ [[9 يوليو]] من سنة [[1903]].<ref>[https://www.thegazette.co.uk/issues/27588/pages/5150 London Gazette: no. 27588, p. 5150], 14 August 1903. Retrieved on 10 September 2008. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20131224114259/http://www.london-gazette.co.uk/issues/27588/pages/5150 |date=24 ديسمبر 2013}}</ref> وأيضا نال هاري راوسن وسام قائد فرسان باث البريطاني ووسام الاستحقاق الزنجباري تكريما لأعماله في زنجبار،<ref>[https://www.thegazette.co.uk/issues/26821/pages/758 London Gazette: no. 26821, p. 758], 9 February 1897. Retrieved on 10 September 2008. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20131224110105/http://www.london-gazette.co.uk/issues/26821/pages/758 |date=24 ديسمبر 2013}}</ref><ref>[https://www.thegazette.co.uk/issues/26979/pages/3769 London Gazette: no. 26979, p. 3769], 21 June 1898. Retrieved on 10 September 2008. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20131224105528/http://www.london-gazette.co.uk/issues/26979/pages/3769 |date=24 ديسمبر 2013}}</ref> وقد أصبح بعدها حاكم لولاية [[نيوساوث ويلز]] [[أستراليا|الأسترالية]] وتمت ترقيته إلى [[فريق أول (رتبة عسكرية)|قائد إسطول]].<ref name="rawson">{{استشهاد| عنوان = Obituary: Admiral Sir Harry H. Rawson  | صحيفة = The Times  | تاريخ =  November 4, 1910  | مسار =http://members.cox.net/ggtext/harryrawson1843_obit.html | تاريخ الوصول=2008-10-16|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20081203234718/http://members.cox.net/ggtext/harryrawson1843_obit.html|تاريخ أرشيف=2008-12-03}}</ref>

بعد تلك الحرب القصيرة في زنجبار لم يحدث أي شكل من أشكال العداء ضد هيمنة الإنجليز خلال فترة حمايتهم للجزيرة والتي دامت 67 سنة.<ref name="Bennett179">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Bennett|1978|p=179}}.</ref> تُعد تلك الحرب التي دامت حوالي أربعين دقيقة أقصر حرب في التاريخ المكتوب.<ref name="hernon396">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Hernon|2003|p=396}}.</ref>

== انظر أيضا ==
* [[حرب الثلاثمئة وخمسة وثلاثين عاما|حرب الثلاثمائة وخمس وثلاثون سنة]] والتي يحتمل أنها أطول حرب في التاريخ.
* [[ثورة زنجبار]]
* [[التسلسل الزمني لمدينة زنجبار]]

== مصادر ==
{{مراجع}}
== ملاحظات ==
<references group=nb/>

== فهرس المطبوعات ==
<div class="reflist4" style="height: 220px; overflow: auto; padding: 3px">
* {{استشهاد|الأخير=Bakari|الأول=Mohammed Ali |عنوان= The Democratisation Process in Zanzibar: A Retarded Transition |سنة=2001 |ناشر= Institut für Afrika-Kunde |مكان= Hamburg |isbn= 978-3928049719 |مسار= http://books.google.co.uk/books?id=9yCSamtUeiAC|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20131224092102/http://books.google.co.uk/books?id=9yCSamtUeiAC|تاريخ أرشيف=2013-12-24}}.
* {{استشهاد|الأخير=Bennett|الأول=Norman Robert |عنوان= A History of the Arab State of Zanzibar |ناشر= Methuen Publishing |مكان= London |سنة=1978|isbn= 978-0416550801}}.
* {{استشهاد|الأخير= Cohen |الأول= John |الأخير2= Jacopetti |الأول2= Gualtiero |الأخير3= Prosperi |الأول3= Franco |عنوان= Africa Addio |مكان= New York |ناشر= Ballantine Books |سنة= 1966 |مسار= http://books.google.co.uk/books?id=vR9BAAAAIAAJ&pgis=1 |oclc= 230433|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200312064757/http://books.google.co.uk/books?id=vR9BAAAAIAAJ&pgis=1|تاريخ أرشيف=2020-03-12}}.
* {{استشهاد|الأخير= Frankl |الأول= P.J.L. |عنوان= The Exile of Sayyid Khalid bin Barghash Al-BuSa'idi |صحيفة= British Journal of Middle Eastern Studies |سنة= 2006 |المجلد= 33 |العدد= 2 |صفحات= 161–177  |issn= 1469-3542 |oclc= |doi= 10.1080/13530190600603675}}.
* {{استشهاد|الأخير=Gordon|الأول=Philip H. |عنوان= Winning the Right War: The Path to Security for America and the World |ناشر= Times Books |سنة= 2007 |مكان= New York |مسار= http://books.google.com/books?id=YUm142jq6F8C|isbn= 978-0805086577|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20160901113626/https://books.google.com/books?id=YUm142jq6F8C|تاريخ أرشيف=2016-09-01}}.
* {{استشهاد|الأخير= Haws|الأول= Duncan |الأخير2= Hurst |الأول2= Alexander Anthony |عنوان= The Maritime History of the World: A Chronological Survey of Maritime Events from 5,000 B.C. until the Present Day |مكان= Brighton, Sussex |ناشر= Teredo Books |سنة= 1985 |مسار= http://books.google.co.uk/books?id=4iFUAAAAMAAJ |isbn= 978-0903662109|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20141227121159/http://books.google.co.uk/books?id=4iFUAAAAMAAJ|تاريخ أرشيف=2014-12-27}}.
* {{استشهاد|الأخير=Hernon |الأول= Ian |عنوان= Britain's Forgotten Wars: Colonial Campaigns of the 19th Century |ناشر= Sutton Publishing |سنة= 2003 |مكان= Stroud, Gloucestershire |isbn= 978-0750931625}}.
* {{استشهاد|الأخير= Hernon |الأول= Ian |عنوان= The Savage Empire: Forgotten Wars of the 19th Century |ناشر=Sutton Publishing |سنة= 2000 |مكان= Stroud, Gloucestershire |مسار= |isbn= 978-0750924801}}.
* {{استشهاد|الأخير=Hoyle|الأول=Brian |عنوان=Urban Waterfront Revitalization in Developing Countries: The Example of Zanzibar's Stone Town |صحيفة= Geographical Journal |سنة= 2002 |المجلد= 168 |العدد= 2 |صفحات= 141–162 |issn= |oclc= |doi=10.1111/1475-4959.00044}}.
* {{استشهاد|الأخير= Ingrams |الأول= William H. |عنوان= Zanzibar: Its History and Its People |ناشر= Cass |مكان= London |سنة= 1967 |oclc= 722777}}.
* {{استشهاد|الأخير= Lyne |الأول= Robert Nunez |عنوان= Zanzibar in Contemporary Times |سنة= 1905 |ناشر= Hurst and Blackett |مكان= London |مسار= http://books.google.com/books?id=Z9sLAAAAYAAJ&printsec=titlepage&dq=&source=gbs_summary_r&cad=0 |oclc= 251506750|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200312070134/http://books.google.com/books?id=Z9sLAAAAYAAJ&printsec=titlepage&dq=&source=gbs_summary_r&cad=0|تاريخ أرشيف=2020-03-12}}.
* {{استشهاد|الأخير=Owens|الأول=Geoffrey R.|عنوان= Exploring the Articulation of Governmentality and Sovereignty: The Chwaka Road and the Bombardment of Zanzibar, 1895-1896 |ناشر=Johns Hopkins University Press |صحيفة= Journal of Colonialism and Colonial History |سنة= 2007 |المجلد= 7 |العدد= 2 |صفحات= 1–55 |مسار= http://muse.jhu.edu/login?uri=/journals/journal_of_colonialism_and_colonial_history/v008/8.2owens.html |issn=1532-5768|oclc=45037899|doi=10.1353/cch.2007.0036|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20160303201759/http://muse.jhu.edu/login?uri=/journals/journal_of_colonialism_and_colonial_history/v008/8.2owens.html|تاريخ أرشيف=2016-03-03}}.
* {{استشهاد|الأخير= Patience |الأول= Kevin |عنوان= Zanzibar and the Shortest War in History |ناشر= Kevin Patience |مكان= Bahrain |سنة= 1994 |oclc= 37843635}}.
* {{استشهاد|الأخير= Thompson |الأول= Cecil |عنوان= The Sultans of Zanzibar |صحيفة= Tanzania Notes and Records |العدد= 94 |سنة= 1984}}.
* {{استشهاد|الأخير= Tucker |الأول= Alfred R. |عنوان= Eighteen Years in Uganda and East Africa |سنة= 1970 |ناشر= Negro Universities Press |مكان=Westport, Connecticut |مسار= http://ia360925.us.archive.org/2/items/eighteenyearsinu00tuck/eighteenyearsinu00tuck.pdf |صيغة=PDF|طبعة= New |isbn= 978-0837132808}}.
</div>

== كتب أخرى للمطالعة ==
* {{استشهاد |محرر1-الأخير=Appiah |محرر1-الأول=K. Anthony |محرر1-وصلة=Kwame Anthony Appiah |محرر2-الأخير=Gates |محرر2-الأول=Henry Louis, Jr. |محرر2-وصلة=Henry Louis Gates, Jr. |سنة=1999 |عنوان=Africana: The Encyclopedia of the African and African American Experience |ناشر={{Ill-WD2|بيزيك بوكس|id=Q4034881}} |مكان=New York |isbn=978-0465000715 |التسجيل=registration |مسار=https://archive.org/details/africanaencyclop00appi }}.
* {{استشهاد|الأخير=Ayany |الأول=Samuel G.|عنوان=A History of Zanzibar: A Study in Constitutional Development, 1934–1964 |ناشر= East African Literature Bureau |مكان= Nairobi |سنة= 1970 |oclc= 201465}}.
* {{استشهاد|الأخير=Keane |الأول= Augustus H. |عنوان= Africa |ناشر= [[Edward Stanford]] |مكان= London |سنة= 1907 |طبعة= 2nd |المجلد= 1
|مسار= http://books.google.com/books?id=NrgBAAAAYAAJ&printsec=titlepage&source=gbs_summary_r&cad=0 |oclc= 27707159|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200312064851/http://books.google.com/books?id=NrgBAAAAYAAJ&printsec=titlepage&source=gbs_summary_r&cad=0|تاريخ أرشيف=2020-03-12}}.
* {{استشهاد|الأخير= Scientific American |عنوان= Zanzibar |صحيفة= [[مجلة العلوم الأمريكية|Scientific American]] |المجلد= 42 |العدد= 1082 |صفحات= 17287–17292 |تاريخ= 26 September 1896 |سنة=1896| مسار= http://www.gutenberg.org/files/24323/24323-h/24323-h.htm#art06|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20180905065717/http://www.gutenberg.org:80/files/24323/24323-h/24323-h.htm|تاريخ أرشيف=2018-09-05}}.

== وصلات خارجية ==
* {{أيقونة إنجليزية}} [http://home.globalfrontiers.com/Zanzibar/Zanzibar_Courage.htm مقالة عن الحرب].
* {{أيقونة إنجليزية}} [https://web.archive.org/web/20160303232545/http://www.guinnessworldrecords.com/content_pages/record.asp?recordid=46235 سجل أقصر حرب من كتاب غينيس للأرقام القياس.]

{{تصنيف كومنز|Anglo-Zanzibar War}}
{{الحملات الاستعمارية البريطانية}}
{{شريط بوابات|أرقام قياسية|إفريقيا|الإمبراطورية البريطانية|الحرب|القرن 19|المملكة المتحدة|تنزانيا|عقد 1890}}
{{شريط محتوى متميز|مختارة|التاريخ=16 فبراير 2010|النسخة= }}

[[تصنيف:العلاقات البريطانية الزيمبابوية]]
[[تصنيف:المملكة المتحدة في 1896]]
[[تصنيف:أحداث أغسطس 1896]]
[[تصنيف:إفريقيا في القرن 19]]
[[تصنيف:تاريخ المملكة المتحدة العسكري في القرن 19]]
[[تصنيف:حروب المملكة المتحدة|زنجبارية]]
[[تصنيف:حروب تشمل زنجبار]]
[[تصنيف:زنجبار في 1896]]
[[تصنيف:زنجبار في القرن 19]]
[[تصنيف:سلطنة زنجبار]]
[[تصنيف:نزاعات في 1896]]