عرض مصدر الأولياء التسعة

[[ملف:Borobdur9205.jpg|تصغير|200بك|يسار]]
'''الأولياء التسعة''' أو '''الأوصياء التسعة''' {{إندو|Wali Songo أو Wali Sanga}} شخصيات إسلامية اشتهرت في {{وإو|لغ=en|تر=Malay world|عر=عالم الملايو|نص=عالم الملايو}} خاصة في [[جزيرة جاوة]] الإندونيسية بسبب دورها التاريخي في [[انتشار الإسلام في إندونيسيا|انتشار الإسلام بإندونيسيا]] في [[القرن التاسع الهجري]] ([[القرن الخامس عشر الميلادي|الخامس عشر الميلادي]])، بحيث يعتقد أن هؤلاء هم المسؤولون عن تغيير الديانة الجاوية المتمثلة ب[[الهندوسية]] و[[البوذية]] إلى الإسلام، وأصبح من بعدهم عدد المسلمين في [[إندونيسيا]] اليوم هو الأعلى في العالم.<ref>{{استشهاد بكتاب|مسار=|عنوان=Nine Walis in the perspective of history|تاريخ=1989|ناشر=Kuning Mas|مؤلف1=Salam|مؤلف2=|محرر1=|لغة=|المجلد=|مكان=Jakarta|الأول=Solichin|بواسطة=|عمل=|ISBN=|صفحة=}}</ref> وهم [[أهل السنة والجماعة|سنيون]] في العقائد، وعلى [[المذهب الشافعي]] في الفقه، وإلى الآن مازال المذهب الشافعي هو السائد بين مسلمي [[إندونيسيا]] و[[ماليزيا]] وما حولهما من البلدان، حتى [[الفلبين]] و[[تايلاند|سيام]] و[[الهند الصينية|جنوب الصين]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مسار=|عنوان=Sejarah Para Wali|تاريخ=2018|ناشر=Kalam|مؤلف1=Mustofa|مؤلف2=|المؤلفون=|لغة=id|المجلد=|مكان=|الأول=Bisri|بواسطة=|عمل=|ISBN=6026197583|صفحة=}}</ref>

== سبب التسمية ==
إن تسمية «الأولياء التسعة» عبارة عن اللقب الذي يشير إلى مجلس الأولياء عن طريق اتخاذ رقم تسعة الذي يعد قبل دخول [[الإسلام]] إلى أرض [[جاوة]] رقمًا مقدسًا، حيث يعتبر الرقم تسعة في الأساطير الكونية الهندوسية الجاوية رقما في غاية الأهمية، ومن الممكن أن هؤلاء الأولياء قد احتلوا المكانة التي كانت تحتلها الآلهة التسعة الحامية التي تشرف على نقاط البوصلة في النظام الكوني القديم حسب المعتقد الجاوي الهندوسي.<ref>{{استشهاد بمجلة|الأخير=|الأول=Hamid|مؤلف=Nasuhi|المؤلفون =|مسار=|تنسيق=|مجلة=Studia Islamika|عنوان=Shakhṣīyat Sunan Kalijaga fī taqālīd Mataram al-Islāmīyah|النوع=|لغة=|مكان=Republic of
Indonesia|ناشر=Syarif Hidayatullah State Islamic University of Jakarta|تاريخ=2017|المجلد=24|العدد=1|صفحات=151-184|doi= |isbn= |issn=2355-6145}}</ref>

== من هم ==
كان هؤلاء الأولياء من الدعاة الأوائل إلى [[الإسلام]] في [[جزيرة جاوة]] التي كان شعبها يعتنق الديانة [[الهندوسية]] و[[البوذية]]. وهم يوصفون بأنهم يتمتعون ب[[كرامات (صوفية)|الكرامات]]، وهذه [[كرامات (صوفية)|الكرامات]] تحكى شفويًا وبشكل مستمر من جيل إلى جيل، إلى أن تم كتابتها رسميا باعتبارها جزءا من تاريخ السياسة والدين في [[جاوة]] من قبل شعراء [[سلطنة ماتارام|مملكة ماتارام الإسلامية]] في مخطوطات «[[تاريخ أرض جاوا]]». وبالتالي فإن مقابرهم أصبحت هدفا للزيارة أكثر من الأماكن المقدسة الأخرى، حيث يقوم بها الزائرون بممارسة الطقوس الدينية لأغراض ودوافع متنوعة. وهذه المقابر منتشرة في [[جاوة الغربية]]، و[[جاوة الوسطى]]، و[[جاوة الشرقية]]. واشتهر من بينهم تسعة دعاة شهرة كبيرة تفوق الباقين ومعظمهم من السادة الأشراف [[عظمة خان|آل عظمة خان]]، وهم:<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = http://akitiano.blogspot.com/2011/11/
| عنوان = دراسة لمنهج الصوفية في الدعوة إلى الله في عالم الملايو
| تاريخ = 
| موقع = Ana Ahtaj ila al-ilmi...Aku perlu ilmu...Ask Why
| ناشر = 
| تاريخ الوصول = 
| الأخير = 
| الأول = 
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191103105450/http://akitiano.blogspot.com/2011/11/ | تاريخ أرشيف = 3 نوفمبر 2019 }}</ref>
{{أعمدة متعددة}}
* [[سونن غريسيك]] (Sunan Gresik)
* [[سونن أمبل]] (Sunan Ampel)
* [[سونن بونانغ]] (Sunan Bonang)
{{فاصل أعمدة متعددة}}
* [[سونن قيري]] (Sunan Giri)
* [[سونن درجات]] (Sunan Drajat)
* [[سونن كاليجاغا]] (Sunan Kalijaga)
{{فاصل أعمدة متعددة}}
* [[سونن قدوس]] (Sunan Kudus)
* [[سونن موريا]] (Sunan Muria)
* [[سونن جاتي|سونن جونونغ جاتي]] (Sunan Gunung Jati)
{{نهاية أعمدة متعددة}}
وإلى جانب هؤلاء الأولياء الذين سبق ذكرهم هناك أولياء آخرون انتشروا بأرض [[إندونيسيا]] ولكنهم أقل شهرة، منهم:
{{أعمدة متعددة}}
* سونن بيات (Sunan Tembayat)
* سونن كاديلانغو (Sunan Kadilangu)
* سونن ليمبايونغ (Sunan Lembayung)
* سونن باكوان (Sunan Pakuan)
* سونن جيسينغ (Sunan Geseng)
* سونن موجو أجونغ (Sunan Mojo Agung)
* سونن بانكلان (Sunan Bangkalan)
{{فاصل أعمدة متعددة}}
* سونن برابين (Sunan Prapen)
* سونن دماك (Sunan Demak)
* سونن لامونجان (Sunan Lamongan)
* سونن جيبارا (Sunan Jepara)
* سونن براوتو (Sunan Prawoto)
* سونن نودونج (Sunan Ngudung)
* سونن موليا (Sunan Mulia)
{{فاصل أعمدة متعددة}}
* سونن أطاس أنجين (Sunan Atas Angin)
* سونن بونكول (Sunan Bungkul)
* سونن دالم (Sunan Dalem)
* سونن نيرانغ (Sunan Ngerang)
* سونن بادوسان (Sunan Padusan)
* سونن سندانغ دور (Sunan Sendang Duwur)
* سونن ويليس (Sunan Wilis)
{{نهاية أعمدة متعددة}}
وهذه إنما ألقابهم وهم ينسبون إلى المواضع التي هم فيها. ولفظ "{{وإو|لغ=en|تر=Sunan (Indonesian title)|عر=سونن|نص=سونن}}" لقب تشريف يطلقونه على بعض الملوك وكبار دعاة الإسلام في [[جاوة]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مسار=|عنوان=Dari Pembendaharaan Lama: Menyingkap Sejarah Islam di Nusantara|تاريخ=2020|ناشر=Gema Insani|مؤلف1=Hamka|مؤلف2=|لغة=id|المجلد=|مكان=Jakarta|الأول=|بواسطة=|عمل=|ISBN=9786022507338|صفحة=}}</ref>

== عصرهم ==
كان القرن الخامس عشر والسادس عشر ميلادية عصرًا ذهبيًا للدعوة الإسلامية في [[إندونيسيا]]، مع كونه عصرًا انحطاطيًا للممالك الهندوسية والبوذية، سياسيا كان أم اجتماعيا. وقد قال المستشرق البريطاني [[توماس أرنولد]] في كتابه «The Preaching of Islam» بأن [[الإسلام]] جاء إلى إندونيسيا بسلام وليس بسلاح كما قد فعلت الحكومات الإسبانية والبرتغالية، الإسلام جاء إلى شرق آسيا بوئام، من غير سلاح، ولا عن طريق اغتصاب القوة السياسية، إن [[الإسلام]] جاء إلى [[نوسانتارا]] عن طريق ظهور الأخلاق الإسلامية مع احترام التقاليد المحلية والأديان الوضعية.<ref>{{استشهاد بكتاب|مسار=https://www.palgrave.com/gp/book/9781403966582|عنوان=A Peaceful Jihad: Negotiating Identity and Modernity in Muslim Java|تاريخ=2005|ناشر=Palgrave Macmillan|مؤلف1=Lukens-Bull|مؤلف2=|المؤلفون=|لغة=|المجلد=|مكان=US|الأول=Ronald|بواسطة=|عمل=|ISBN=9781403980298|صفحة=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20201219112944/https://www.palgrave.com/gp/book/9781403966582 | تاريخ أرشيف = 19 ديسمبر 2020 }}</ref> ومع كون اشتغال الشعب الإندونيسي في تعلم الإسلام وإقامة الممالك الإسلامية بتمزيج ما هو فكر ديني بما هو فكر وضعي إندونيسي، جاء كثير من التجار المسلمين من بقاع العالم الإسلامي إلى [[إندونيسيا]] حيث كانت علاقتهم بالمجتمع الإندونيسي وثيقة جدا. وتاريخيا، كان أكثر المهاجرين العرب إلى إندونيسيا هم [[حضارم|الحضرميون]] باليمن، وحسب كتاب تاريخ حضرموت هذه الهجرة تعتبر أكبر هجرة في التاريخ الحضرمي.

ومن الجدير بالذكر أيضًا أن على يد هؤلاء الأولياء كانت المملكة الإسلامية «[[سلطنة دماك|دماك بينطارا]]» في أرض جاوة أقوى مملكة في [[نوسانتارا]] سلاحيا وعسكريا، مع كون عاصمتها [[دماك|بدماك]] في [[جاوة الوسطى]] مركزًا للدعوة وانتشار العلوم الإسلامية.<ref>{{استشهاد بكتاب|مسار=|عنوان=Dakwah Wali Songo: penyebaran Islam berbasis kultural di Tanah Jawa|تاريخ=2007|ناشر=Panji Pustaka|مؤلف1=Purwadi|مؤلف2=Enis Niken|لغة=id|المجلد=|مكان=Yogyakarta|الأول=|بواسطة=|عمل=|ISBN=|صفحة=}}</ref>

== تعاليمهم ==
إن الإسلام الذي عرفه هؤلاء الأولياء للمجتمع الجاوي هو الإسلام الذي يميل إلى [[التصوف]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مسار=|عنوان=الدراسات الإسلامية أمام تحدي التنوع الثقافي في العالم المعاصر|تاريخ=2017|ناشر=دار الفارابي|مؤلف1=طبارة|مؤلف2=|لغة=|المجلد=|مكان=بيروت، لبنان|الأول=نايلا|بواسطة=|عمل=|ISBN=|صفحة=}}</ref> وأما طرق دعوتهم الإسلامية فمعروفة حتى الآن، وهي بممارسة الغناء والأشعار والنظم والخطب الدينية المسماة بـ«سرات» Serat، وكذلك بإنتاج القصص الإسلامية المجسدة بالدمى. وليس لديهم أي مؤلَّف ككتاب، لأن الدعوة آنذاك لم تكن صالحة بالكتب، مع انشغالهم في تقوية المملكة الإسلامية دستوريا وعسكريا. وقد جاءت دعوتهم الإسلامية على أساس احترام التقاليد المحلية والعقائد الوضعية، وإن كانوا من عظماء المملكة.<ref>{{استشهاد بكتاب|مسار=https://ia600308.us.archive.org/24/items/mr_400/Influence%20of%20Arabic%20Arts.pdf|عنوان=أثر الأدب العربي الإسلامي في الأدب الإندونيسي الإسلامي|تاريخ=2006|ناشر=جامعة إفريقيا العالمية|مؤلف1=رمضان|مؤلف2=|لغة=|المجلد=|مكان=الخرطوم، السودان|الأول=محمد رزقي|بواسطة=|عمل=|ISBN=|صفحة=}}</ref> وخير دليل على ذلك هو وجود [[مسجد منارة قدوس|مسجد الأقصى]] في مدينة [[قدوس (إندونيسيا)|قدوس]] في [[جاوة الوسطى]]، الذي بُني على أساس التعاون الوثيق بين المسلمين والهندوسيين، ولذلك شكل هذا المسجد شبه المعبد لدى الهندوسيين. وانطلاقا من قوة الاحترام بين أبناء الأديان المختلفة أفتى الفقيه الشيخ جعفر الصادق ([[سونن قدوس]]) على سكان مدينة [[قدوس (إندونيسيا)|قدوس]] بتحريم أكل لحوم البقر، احتراما للهندوسيين الذين يقدّسونها حسب معتقداتهم، وإلى الآن أهل مدينة [[قدوس (إندونيسيا)|قدوس]] لا يأكلون البقر.<ref name=":0">{{استشهاد ويب
| مسار = http://badrus-sholeh.blogspot.com/2011/09/blog-post_27.html
| عنوان = نبذة تاريخية عن مجيئ الإسلام إلى إندونيسيا
| تاريخ = 
| موقع = CAHAYA ILMU
| ناشر = 
| تاريخ الوصول = 
| الأخير = 
| الأول = 
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191030083942/http://badrus-sholeh.blogspot.com/2011/09/blog-post_27.html | تاريخ أرشيف = 30 أكتوبر 2019 }}</ref>

وإضافة إلى ذلك، كان رادين سعيد ([[سونن كاليجاغا]]) قد أدخل القيم الإسلامية في التقاليد المحلية، مثل: تقاليد «ميتو، وياتوس، وييوو» أي حفلات للموتى مع إحراق البخور الجاوية، التي أدخل فيها [[سونن كاليجاغا|رادين سعيد]] القيم الإسلامية؛ وهي إهداء ثواب قراءة القرآن للميت والذكر جماعة وسماع القصص والنصيحة الدينية من حضرة رادين سعيد. ومن حيث المسائل الدينية كان هؤلاء الفقهاء لا يفتون بذكر الآيات القرآنية والأحاديث النبوية حتى أقوال العلماء المعتبرة، وقد ابتعدوا عن قول «حرام»، و«بدعة»، و«شرك» أو «كفر»، بل عرضوا إجابتهم الفقهية بالمثل الجاوي أو بالمنطق، عملا بقوله {{ص}}: «يسِّروا ولا تعسِّروا»، وبقوله أيضا: «كلموا الناس على قدر عقولهم».<ref>{{استشهاد بكتاب|مسار=|عنوان=Mistik dan makrifat Sunan Kalijaga|تاريخ=2003|ناشر=Serambi|مؤلف1=Chodjim|مؤلف2=|لغة=id|المجلد=|مكان=Jakarta|الأول=Achmad|بواسطة=|عمل=|ISBN=9793335866|صفحة=}}</ref> ومثل: الدعوة إلى فريضة ذبح الحيوان في يوم عيد الأضحى، فقد قال [[سونن كاليجاغا|رادين سعيد]]: «من أراد دخول الجنة راكبا على غنمه أو جاموسه فعليه أن يذبحه في يوم عيد الأضحى لمن استطاع على ذلك»، ثم سُئل: يا شيخي، عندي جاموس واحد فهل يمكن في الآخرة أن يركب عليها ستة أشخاص وطفل صغير من أسرتي جميعًا؟ (في الفقه الشافعي أن الجاموس الواحد يكفي لستة أشخاص فقط)، فأجاب [[سونن كاليجاغا|رادين سعيد]]: «عليك أن تذبح غنما واحدا لأن الطفل الصغير يحتاج إلى سُلّم لكي يستطيع أن يركب مع أسرتك على الجاموس».<ref name=":0" />

وبسبب دعوة هؤلاء الأولياء وُلد كثير من العلماء الإندونيسيين، وبعضهم قد وصل إلى المستوى الدولي؛ كالشيخ [[محمد نووي الجاوي|النووي البنتني]] المشهور بمفتي الشافعية في البلد الحرام الذي ألّف عدة كتب منها «التفسير المنير» أو «تفسير مراح لبيد»، و«قامع الطغيان»، و«نصائح العباد» وغيرها، والشيخ [[ياسين الفاداني]] المعروف بمسند الدنيا في الحديث وعلومه، والشيخ [[محمد محفوظ الترمسي|محفوظ الترمسي]] الذي أصبح كتابه «منهج ذوي النظر» مقررا لطلاب الماجستير في الحديث في [[الأزهر الشريف]] بالقاهرة، وغيرهم كثير.

== المراجع ==

* {{استشهاد بكتاب|عنوان=الإمام المهاجر|تاريخ=1400 هـ|ناشر=دار الشروق|مؤلف1=شهاب|مؤلف2=عبد الله بن نوح|محرر1=|لغة=|مكان=جدة، المملكة العربية السعودية|الأول=محمد ضياء|بواسطة=|عمل=|صفحة=174}}

=== استشهادات ===
{{مراجع}}
{{روابط شقيقة}}
{{الأولياء التسعة}}
{{الإسلام في إندونيسيا}}
{{شريط بوابات|إندونيسيا|الإسلام|تصوف}}

[[تصنيف:الأولياء التسعة|*]]
[[تصنيف:أشاعرة]]
[[تصنيف:أشخاص من جاوة]]
[[تصنيف:أعلام التصوف]]
[[تصنيف:أولياء صوفيون]]
[[تصنيف:إندونيسيون صوفيون]]
[[تصنيف:تاريخ الإسلام في إندونيسيا]]
[[تصنيف:شافعية]]
[[تصنيف:علماء دين سنة إندونيسيون]]
[[تصنيف:وعاظ مسلمون]]
[[تصنيف:وعاظ مسلمون إندونيسيون]]