عرض مصدر مراد الأول

{{معلومات سلطان عثماني
|اسم_السلطان     = مُراد الأوَّل
|الاسم_الكامل     = مُراد بن أورخان بن عُثمان القايوي الغزّي
|لقب             = الغازي، خُداوندگار، الملك العادل، أبو الفتح، غيَّاث الدُنيا والدين
|صورة            = Sultan Gazi Murad Han Hüdavendigâr -السُلطان الغازي مراد خان الخداوندگار.jpg
| حجم            = 350
|التوقيع         = Tughra of Murad I.svg
|الدولة          = لا
|المهنة          = سُلطان العُثمانيين وقائد الجهاد في أوروپَّا
|الديانة         = [[الإسلام|مُسلم]] [[أهل السنة والجماعة|سُني]]
|العهد           = قيام الدولة العثمانية
|مدة_الحكم       = [[761 هـ|761]] - [[791 هـ|791هـ]]\[[1360]] - [[1389]]م
|التتويج         = [[761 هـ|761هـ]]\[[1360]]م
|سبقه            = [[أورخان غازي]]
|خلفه            = [[بايزيد الأول|بايزيد الأوَّل]]
|سنوات           = [[761 هـ|761]] - [[791 هـ|791هـ]]\[[1360]] - [[1389]]م
|نوع_الخلافة      = وراثية ظاهرة
|ولي العهد       = [[بايزيد الأول|بايزيد الأوَّل]]
|والدة_السلطان   = [[نيلوفر خاتون]]
|زوجة            = [[مراد الأول#زوجاته وأولاده|انظر]]
|الأولاد           = [[مراد الأول#زوجاته وأولاده|انظر]]
|الأب             = [[أورخان غازي]]
|الأم             = [[نيلوفر خاتون]]
|تاريخ الولادة    = [[726 هـ|726هـ]]\[[1326]]م
|مكان الولادة     = [[أماسية]]،<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Britannica (n.d)|2=|ص=|لغة=en}}</ref> [[الأناضول]]، [[ملف:Ottoman red flag.svg|20بك]] [[الدولة العثمانية|الإمارة العُثمانيَّة]]
|تاريخ الوفاة    = [[791 هـ|791هـ]]\[[1389]]م
|مكان الوفاة     = [[كوسوفو|قوصوه]]، [[ملف:Royal banner of Branković family.svg|حدود|20بك]] إمارة برانكوڤيچ
|مكان الدفن      = تُربة عثمان الغازي، [[بورصة (مدينة)|بورصة]]، {{تركيا}}
}}
'''الملكُ العادل والسُلطانُ الغازي أبو الفتح غيَّاثُ الدُنيا والدين خُداوندگار مُراد خان بن أورخان بن عُثمان القايوي التُركماني''' ([[اللغة التركية العثمانية|بالتُركيَّة العُثمانيَّة]]: <span style="font-family: Arabic Typesetting; font-size:22px ">الملكُ العادل أبو الفتح غازى سُلطان مُراد خان بن اورخان بن عُثمان</font></span>؛ و[[اللغة التركية|بالتُركيَّة المُعاصرة]]: Sultan Murad Han ben Orhan Gazi)، ويُعرف اختصارًا باسم '''مُراد الأوَّل''' أو '''مُراد خُداوندگار''' ([[اللغة التركية العثمانية|بالتُركيَّة العُثمانيَّة]]: <span style="font-family: Arabic Typesetting; font-size:22px ">مُراد خُداوندگار</font></span>؛ و[[اللغة التركية|بالتُركيَّة المُعاصرة]]: Murad Hüdavendigâr)؛ و«خُداوندگار» كلمة [[اللغة الفارسية|فارسيَّة]] يُقصد بها الإشارة إلى حاملها بِأنَّهُ حاكمٌ بِأمر الله أو بِفضل الله، لِذا اشتهر هذا السُلطان بِأنَّهُ «مُرادُ الله». هو [[قائمة سلاطين الدولة العثمانية|ثالث سلاطين آل عُثمان]] وأوَّل من تلقَّب بِلقب سُلطانٍ بينهم، بعد أن كان والده [[أورخان غازي|أورخان]] وجدِّه [[عثمان الأول|عُثمان]] يحملان لقب «أمير» أو «بك» فقط. والدته هي [[نيلوفر خاتون]] ابنة صاحب يني حصار الرومي،<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Runciman|2=1965|ص=36|لغة=en}}</ref><ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Lowry|2=2003|ص=153|لغة=en}}</ref><ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Shaw|2=1976|ص=24|لغة=en}}</ref><ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=İnalcık|2=2020|ص=156|لغة=en}}</ref><ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Sakaoğlu|2=1999|ص=41-51|لغة=en}}</ref> فهو بهذا أوَّلُ سُلطانٍ عُثمانيٍّ صاحب جُذورٍ تُركمانيَّة - روميَّة.

تولَّى الحُكم بعد وفاة أبيه [[أورخان غازي|السُلطان أورخان]] سنة [[1360]]م، وكان عُمره 36 عامًا وقتها، واستمرَّ حُكمه 31 سنة تمكَّن خلالها من توسيع نطاق إمارته حتَّى أصبحت قوَّة إقليميَّة كبيرة. كانت باكورة أعماله [[فتح أدرنة|فتح مدينة أدرنة]] في [[تراقيا|تراقية]] ونقل مركز العاصمة إليها من [[بورصة (مدينة)|بورصة]]، ثُمَّ تابع فُتوحاته وتوسُعاته في [[جنوب شرق أوروبا|جنوب شرق أوروپَّا]]، فضمَّ الكثير من البلاد إلى مُمتلكاته وإلى [[العالم الإسلامي|ديار الإسلام]]، وأجبر أُمراء [[الإمبراطورية الصربية|الصرب]] و[[الإمبراطورية البلغارية الثانية|البلغار]] وحتَّى إمبراطور الروم [[يوحنا الخامس باليولوج|يُوحنَّا الخامس پاليولوگ]] على الخُضوع له ودفع [[جزية]] سنويَّة لِلدولة العُثمانيَّة. ولمَّا بلغت الأخيرة مبلغًا كبيرًا من القُوَّة والازدهار خضعت لها الإمارات التُركمانيَّة في [[الأناضول]] بعد أن تبيَّن لها عدم جدوى مُقاومتها وصحَّة مُحالفتها، إلَّا [[إمارة قرمان|إمارة القرمان]] التي حاول أميرُها علاءُ الدين بن علي الداماد إثارة حمية الأُمراء المُسلمين المُستقلين وتحريضهم على قتال العُثمانيين لِيُقوِّضوا أركان مُلكهم الآخذ في الامتداد يومًا فيومًا، فكانت عاقبة دسائسه أن هاجمه العُثمانيَّون واستولوا على مدينة [[أنقرة]] عاصمة إمارته، فاضطرَّ إلى مُهادنتهم بِدوره.<ref name="محمد فريد1">{{استشهاد مختصر|1=فريد بك|2=1981|ص=129}}</ref>

وسَّع مُراد الأوَّل غزواته وفُتوحاته في [[البلقان|شبه جزيرة البلقان]] التي كانت في ذلك الحين مسرحًا لِتناحُرٍ دائمٍ بين مجموعةٍ من الأُمراء المسيحيين الثانويين. فاستولى سنة [[1383]]م على مدينة [[صوفيا|صوفية]] في بلغاريا، ثُمَّ [[سالونيك]] في [[مقدونيا (منطقة)|مقدونية]]، وشنَّ عدَّة غارات على عديدٍ من القلاع والحُصُون في شمال [[اليونان البيزنطية|بلاد اليونان]]، فاضطَّرب لِذلك المُلوك المسيحيُّون المُجاورون وطلبوا من البابا [[أوربان الخامس]] أن يتوسَّط لدى مُلوك أوروپَّا الغربيين لِيُساعدوهم على مُحاربة المُسلمين وإخراجهم من أوروپَّا خوفًا من امتداد فُتُوحاتهم إلى ما وراء جبال البلقان، فلبَّى البابا نداءهم ودعا إلى حملةٍ صليبيَّةٍ لِلدفاع عن القارَّة الأوروپيَّة ضدَّ المُسلمين. وفي [[19 جمادى الآخرة|19 جُمادى الآخرة]] [[791 هـ|791هـ]] المُوافق فيه [[12 يونيو|12 حُزيران (يونيو)]] [[1389]]م، التقت الجُيُوش العُثمانيَّة بِالقوى الصربيَّة - تُساندُها قوىٍ من المجر والبلغار و[[أرناؤوط|الأَرْنَؤُط]] - في [[كوسوفو|سهل قوصوه (كوسوڤو)]]، فدارت بين الفريقين [[معركة قوصوه|معركةٌ عنيفة]] قُتل فيها السُلطان مُراد غدرًا على يد [[ميلوش أوبيليتش|جُندي صربي]] تظاهر بِالموت، ولكنَّ العُثمانيين لم يلبثوا أن نظَّموا صُفوفهم تحت قيادة [[بايزيد الأول|بايزيد بن مُراد]]، فهزموا القُوَّات الصليبيَّة هزيمة شنعاء.<ref>{{استشهاد مختصر|1=جحا وآخرون|2=1972|ص=117-118}}</ref>

كان مُراد الأوَّل أوَّل سُلطانٍ عُثمانيٍّ يموت في أرض المعركة، والوحيد من سلاطين بني عُثمان الذي قُتل في الحرب، وأُضيف إلى ألقابه بعد وفاته لقب «'''السُلطان الشهيد'''». تكمن أهميَّة مُراد الأوَّل بِنجاحه في الارتقاء بِالإمارة العُثمانيَّة إلى طور الدولة، وقد مهَّدت وضعيَّة فُتوحاته السبيل لِتطوير [[إنكشارية|النظام الإنكشاري]] وإحداث تغييرات هامَّة في نُظم الإمارة، ما ساعد على وضع أُسس الهيكل المركزي فيها.<ref>{{استشهاد مختصر|1=طقوش|2=2013|ص=53}}</ref> وكما كان حالُ والده وجدِّه من قبل، عاش مُراد حياةً زاهدةً أقرب إلى حياة [[صوفية|المُتصوفين]]، فكان لباسه لِباس ال[[درويش|دراويش]] عكس ما تُصوِّره اللوحات، واشتهر بِقلَّة كلامه وحُبِّه مُجالسة العُلماء و[[فقه إسلامي|التفقُّه]] [[الشريعة الإسلامية|بِالشريعة الإسلاميَّة]]، وقد وصفه المؤرخ الفرنسي «كرينارد» بِقوله: {{اقتباس مضمن|كَانَ مُرَاد أَحَد أَكبَر رِجَال آل عُثمَان، وَإِذَ قَوَّمنَا تَقويمًا شَخصيًّا، فَقَد كَان في مُستوى أَعلَى مِن كُلِّ حُكَّامِ أوروپَّا}}.<ref>{{استشهاد مختصر|1=الصلابي|2=2001|ص=63}}</ref>

== حياته قبل الإمارة ==
ليس هُناك من معلوماتٍ كثيرة مُتوافرة عن حياة مُراد الأوَّل قبل تولِّيه السلطنة، لكن من المعروف أنَّهُ وُلد سنة 726هـ المُوافقة لِسنة 1326م لِثاني سلاطين آل عُثمان أورخان الغازي والأميرة نيلوفر خاتون بنت حاكم يار حصار (يني شهر) الرومي، وهو ثاني أولاد السُلطان من نيلوفر خاتون بعد شقيقه الأكبر سُليمان، وكان لهُ إخوة غير أشقَّاء هم إبراهيم وخليل وقاسم. ولم يكن على قيد الحياة من هؤلاء وقت تولِّيه العرش سوى إبراهيم وخليل.<ref group="la" name="مولد تلقائيا1">{{استشهاد مختصر|1=İnalcık|2=2010|ص=81|لغة=en}}</ref> لا يُعرف مقدار تأثَّر هذا السُلطان بِوالدته روميَّة الأصل، وكذلك يُجهل إن كان مُرادًا عرف وتحدَّث [[لغة رومية (توضيح)|الرُّوميَّة]] أم لا. أيضًا من غير المعلوم إن كان تلقَّى تعليمًا تُركمانيًّا تقليديًّا كوالده وجدِّه أم تعلَّم من المُدرسين والمُربين القيمين الذي كانوا يُدرِّسُون في مدارس المُدن المفتوحة في إزمير وبورصة وقت طفولته وشبابه. عندما استولى والده [[أورخان غازي]] على بورصة في عام 1326م، ووفقًا لبعض المصادر الأُخرى في سنة 1324م، عُيِّن مُراد [[سنجق بكي|أمير سنجق]] المدينة، وذلك وفقًا لِتاريخ عاشق زاده بك. ووفقًا لِبعض المصادر الأُخرى فقد تحوَّلت بورصة مُباشرةً لِمركز الدولة. من المعروف أنَّ مُراد الأوَّل حصل خِلال هذه الفترة على لقب «[[خداوندكار|خُداوندگار]]»، وأنَّ هذا اللقب استُخدم على الأكثر في سنجق بورصة، وعند الأخذ بِعين الاعتبار أنَّهُ أُطلق أيضًا على [[مراد الثاني|مُراد الثاني]] بعد ذلك، فإنَّهُ من المُحتمل أن يكون لقبًا أُطلق على كُل من تولَّى ولاية سنجق بورصة. شارك مُراد الأوَّل، خِلال الفترة التي أمضاها واليًا على بورصة، في فُتوح بلاد الروم مع أخوه سُليمان باشا. وقد استمرَّ في فُتوحات الروم بعد أن حاز لقب بكلربك (أمير الأُمراء) لِمُدَّة ثلاثة أعوام (1359-1362م).

== تولِّيه الإمارة ==
=== ظُروف تولِّي مُراد السُلطة ===
[[ملف:Orhan I area map-ar.png|تصغير|يمين|خارطة تُبيَّن حُدود الإمارة العُثمانيَّة في بداية عهد السُلطان مُراد الأوَّل (الأحمر) مُقارنةً بِحجمها عند اعتلاء والده أورخان الغازي سُدَّة الحُكم (الخمري).]]
[[ملف:Murad I.png|تصغير|مُنمنمة عُثمانيَّة تُصوِّرُ تربُّع مُراد الأوَّل على تخت الإمارة.]]
كانت أنظارُ الأعيان و[[أهل الحل والعقد|أهلُ الحل والعقد]] في [[الدولة العثمانية|الإمارة العُثمانيَّة]] مُتوجهة نحو سُليمان بن أورخان، الأخُ الأكبر لِمُراد، كي يتولَّى عرش الإمارة بعد والده، لا سيَّما أنَّهُ ظهر كقائدٍ فاتحٍ مُنذ شبابه، وخاض حُروبًا بارزة انتصر فيها، من أبرزها فتح [[جاليبولي|قلِّيبُلِي]]، وكان الأكثر قُدرةً، من بين أبناء أورخان على مُتابعة مسيرة الجهاد والفُتُوح في أوروپَّا. لكن حصل في أوائل سنة [[760 هـ|760هـ]] المُوافق فيه أواخر سنة [[1358]]م، أن تُوفي سُليمان بعد أن زلَّت أرجُل حصانه على بعض الحجارة، فسقط عنهُ واصطدم رأسه عليها، فمات على الفور وعُمره إحدى وأربعون سنة،<ref>{{استشهاد مختصر|1=أوزتونا|2=2010|ص=94-96}}</ref> وقيل أيضًا أنَّ وفاته جاءت نتيجة اصطدامه بِبعض الأشجار وهو على صهوة جواده، الذي ثار ولم يستمع لِتعليمات سيِّده. وحزن أورخان حُزنًا شديدًا على وفاة ابنه، حتَّى قيل أن أجله اقترب أكثر من شدَّة حُزنه.

خلف مُراد أخاهُ سُليمان في قيادة الوحدات العسكريَّة على الساحة الأوروپيَّة بعد وفاته، فخاض جهاد الغُزاة التُركمان، وتمتَّع بِدعم هؤلاء له؛ وعليه فقد شارك فعليًّا في السُلطة، وظهر بِوصفه الخليفة الطبيعي لِوالده.<ref name="طقوش1">{{استشهاد مختصر|1=طقوش|2=2013|ص=44}}</ref> وفي شهر جُمادى الأولى 761هـ المُوافق فيه شهر آذار (مارس) 1360م، توفي السُلطان أورخان وسنُّه إحدى وثمانون سنة ومُدَّة حُكمه خمسٌ وثلاثون سنة،<ref>{{استشهاد مختصر|1=القرماني|2=1985|ص=31}}</ref> ودُفن في مدينة بورصة في تُربة والده عُثمان، وإلى جانب ابنه سُليمان.<ref name="محمد فريد1" /> وعند وفاته، بُويع مُراد من قِبل أعيان [[بورصة (مدينة)|بورصة]] ومُقاتلي المناطق الحُدوديَّة والعُلماء، بحيثُ أضحى حاكمًا شرعيًّا.<ref name="طقوش1" /> هذا ويقول المُؤرِّخ التُركي [[يلماز أوزتونا]] أنَّ مُرادًا عُقدت لهُ ولاية العهد قبل أربع سنواتٍ ونصف من وفاة السُلطان أورخان، وذلك بدلًا من شقيقه سُليمان باشا الذي كان يكبره بِعشر سنوات، فكان الرأي أن يتولَّى الأمير اليافع شُؤون الحُكم كونه تمرَّس في الأعمال الإداريَّة، إذ أنَّهُ من المعلوم أنَّ أورخان أوكل جميع الأُمور الإداريَّة في الدولة لابنه مُراد في سنوات حياته الأخيرة، وتُترك شُؤون الحرب لِأخيه الأكبر كونه تمرَّس بها بِدوره.<ref name="صرب صنديغي">{{استشهاد مختصر|1=أوزتونا|2=2010|ص=98}}</ref>

=== وصيَّة والده ===
[[ملف:Türbe of Orhan Gazi, Bursa.jpg|تصغير|قبر أورخان الغازي في بورصة.]]
تنص مصادر عُثمانيَّة وتُركيَّة أنَّ أورخان ترك وصيَّةً لابنه مُراد يُوصيه فيها بِإكمال مسيرة الجهاد والفُتُوح في أوروپَّا، وتوسيع حُدود الإمارة التي أنشأها جدُّه عُثمان، ونشر الإسلام في رُبوعها. أمَّا نص الوصيَّة فهو:<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Milliyet|2=2015|لغة=en}}</ref>
<blockquote>{{بسملة}}</blockquote>
<blockquote>يا بُني، أنشأ والدي [[عثمان الأول|الغازي عُثمان]] - أسكنه [[الله (إسلام)|الله]] [[الجنة في الإسلام|الجنة]] - إمارةً من حِفنة تُراب، ونحنُ حوَّلناها لِإمارةٍ سُلطانيَّةٍ بإذن الله. أنت أيضًا ستُوسُّعها، ولا يكفي العُثمانيين الحُكم في قارَّتين، لأن عزيمة إعلاء كلمة الله عزيمة كبيرة لن تكفيها قارتين.
</blockquote>
ولمَّا كان مُراد مُقرَّبًا من والده، شغوفًا بِالغزوات ويحلم بِالسير على خُطى أبيه وشقيقه سُليمان، وكان بجانبه مجموعة من خيرة القادة والخُبراء العسكريين، شكَّل منهم مجلسًا لِلشورى لِلتباحث في كيفيَّة التوسُع مُستقبلًا في أوروپَّا و[[الأناضول|آسيا الصُغرى]] على حدٍ سواء.<ref>{{استشهاد مختصر|1=الصلابي|2=2001أ|ص=64}}</ref>

=== توطيد دعائم حُكمه ===
بعد أن أصبح مُراد حاكمًا جمع جُندًا كثيرًا من ولايته ومن [[بنو قرا صي|قره‌سي]] وفقًا لِعاشق زاده باشا، وبدأ بِاستعدادات العودة نحو الرُّوملِّي. ولكنَّ الدُول المُجاورة والأعداء تحرَّكوا على الفور للاستفادة من تغير الحاكم في الإمارة العُثمانيَّة. فاستعاد الروم مدينتيّ [[تشورلو|چورلي]] و[[بورغاس]] ومالقره. كما طرد القرمانيُّون الحامية العُثمانيَّة من [[آخية|جماعة الآخية]] المُتمركزة في [[أنقرة]]، والذين كانوا قد انضموا قبل وقتٍ قصيرٍ إلى الدولة العُثمانيَّة. وتمرَّد الشاهزاده إبراهيم باشا بن أورخان، الأخ غير الشقيق لِمُراد، وحاكم مدينة [[إسكي شهر]]. وحرَّض الروم الشاهزاده خليل خاطب ابنة الإمبراطور يُوحنَّا الخامس پاليولوگ وحفيد الإمبراطور السابق يُوحنَّا السادس قانتاقوزن من طرف الأم وكانوا سببًا في تمرُّده على أخيه هو أيضًا. كذلك، أخذت [[إمارة قرمان|إمارة القرمان]] تُعدُّ جيشًا لِلهُجُوم على الإمارة العُثمانيَّة لِلحيلولة دون تمدُّد نُفوذها إلى بلادها. عقد مُراد في البداية مُباحثاتٍ مع قادته المُتمرِّسين والعُلماء والوُجهاء وغيرهم، في سبيل إيجاد حل لِتلك المشاكل في ذلك العام. وبدأ بِالهُجوم على أنقرة وسيطر على المدينة وقلاعها، ثم صفَّى المُفسدين فيها. ثُمَّ استولى السُلطان على إسكي شهر، وعاد لِبورصة واستعدَّ لِحرب إمارة القرمان، وعلى الفور اتجه نحوها، وقال المُؤرِّخ العُثماني شُكر الله صاحب كتاب «بهجة التواريخ»: {{اقتباس مضمن|تقدَّم جيشُ القرمان وتقابل الجمعان، وكُسِّرت الرِّماح، وتحطَّمت السُيُوف، وصارت الدُّرُوعُ حِطامًا. إن كُنَّا قد تمكنَّا من جُنُودِ القرمان فقد سقط أيضًا من التتر والتُركمان عددٌ لا يُحصى. وترك رجالُ قرمان بك عتادهم وهربوا}}.<ref>{{استشهاد مختصر|1=شكر الله|2=1007هـ|ص=278}}</ref> في تلك الأثناء قبض مُراد على أخويه إبراهيم وخليل اللذان أشهرا العصيان في إسكي شهر و[[بيله جك]]، وقتلهُما.<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=İnalcık|2=2010|ص=66-69|لغة=en}}</ref> كانت العادات حتَّى ذلك الوقت تقضي بِتعين أحد أخوة الأمير العُثماني كبكلربك وأمير سنجق، ولكن قتل مُراد لِإخوته غير الأشقَّاء وصغر سن أبناءه جعلهُ مُضطرًا لِتعين أشخاصٍ من خارج السُلالة السلطانية. فمنح مُربيه [[لالا شاهين باشا|لاله شاهين باشا]] لقب بكلربك وعيَّنهُ قائدًا لِلجيش، وكذلك عيَّن قره‌خليل خيرُ الدين باشا الجندرلي [[قاضي عسكر|قاضيًا للعسكر]].

== فتح أدرنة ==
{{مفصلة|فتح أدرنة}}
بعد أن استقر الوضع في الأناضول اتجه مُراد نحو الروملِّي في عام 1361م واستعاد الأراضي التي أخذها الروم. ثُمَّ جمع مجلس حربه وتقرَّر فتح أدرنة وضمِّها إلى الممالك العُثمانيَّة. كان تقدُّم فرق الإغارة في الجيش تحت قيادة الحاج إيل بك وغازي أفرنوس نحو [[ديموتيقة]] وإبسالا وكاشان سببًا في منع وُصُول المُساعدات من البلقان لِنجدة المدينة الروميَّة، وأيضًا مُقدمة لِلسيطرة عليها. كما انتصرت الوحدات العُثمانيَّة بقيادة لاله شاهين باشا على الجيش الرومي المُختلط في «صازلي دارة» مما مهَّد الطريق لِفتح أدرنة.<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=İnalcık|2=1964|ص=149|لغة=en}}</ref>

كان العُثمانيُّون قد ضربوا حصارًا على مدينة [[أدرنة]] في أواخر أيَّام السُلطان أورخان، وتُوفي الأخير أثناء الحصار، فواصل خلفه مُراد الأوَّل حصار المدينة حتَى سقطت في يده.<ref name="مولد تلقائيا4">{{استشهاد مختصر|1=القرماني|2=1985|ص=15}}</ref><ref>{{استشهاد مختصر|1=كولنز|2=1993|ص=29}}</ref> هُناك خلافٌ بين المُؤرخين، سواء المُسلمين أم الغربيين، حول تاريخ فتح أدرنة، فقال البعض أنَّ ذلك تم ما بين سنتيّ 1361 و1362م، وقال آخرون في سنة 1367م، وقال غيرهم سنة 1371م.<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Zachariadou|2=1970|ص=211–217|لغة=en}}</ref> على أنَّ الرأي الأرجح هو القائل بِأنَّ فتح المدينة حصل في سنة 1361م كحدٍ أدنى، أو سنة 1363م كحدٍ أقصى،<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Fine |2=1994|ص=406|لغة=en}}</ref> على اعتبار أنَّ المصادر العُثمانيَّة تقول بِأنَّ فتح المدينة تزامن مع حُدوث [[كسوف الشمس|كُسُوفٍ لِلشمس]]، وهو ما حصل حوالي سنة 1361م.<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Beldiceanu-Steinherr|2=1965|ص=439ff|لغة=en}}</ref> وبِجميع الأحوال، فإنَّ السُلطان مُراد أرسل مُربيه [[بكلربك|البكلربك]] [[لالا شاهين باشا|لاله شاهين باشا]] لِإتمام فتح المدينة واستخلاصها لِلمُسلمين، فشدَّد الأخير الحصار عليها، حتَّى اضطرَّ قائد الحامية الروميَّة فيها «[[تكفور]]»، أن يخرج لِقتال العُثمانيين، فاشتبك معهم في قتالٍ قليلٍ جنوب شرق المدينة، فانهزم وعاد إليها هاربًا. ولمَّا رأى أنَّ الاحتفاظ بِالمدينة أمرٌ ميؤوسٌ منه، وافق على تسليمها لِلمُسلمين، وانسحب منها سرًا في إحدى القوارب. أمَّا الأهالي فإنهم فتحوا أبواب مدينتهم لِلعُثمانيين شرط أن يُعاهدهم لاله باشا ويُعطيهم الأمان على أنفُسهم ومُمتلكاتهم ومُقدساتهم وكنائسهم، وأن يظلُّوا مُقيمين في مدينتهم، فأعطاهم ما طلبوا.<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Gökbilgin|2=1991|ص=683|لغة=en}}</ref> وِبهذا، دخلت ثالث أهم المُدن الروميَّة آنذاك (بعد [[القسطنطينية|القُسطنطينيَّة]] و[[سالونيك]]) ضمن حُدود [[العالم الإسلامي|ديار الإسلام]].

== الفُتوحات في أوروپَّا ==
=== ظُروف البلقان قُبيل التوسُّع العُثماني ===
[[ملف:PriseDeConstantinople1204PalmaLeJeune.JPG|تصغير|يمين|الصليبيُّون يستولون على القُسطنطينيَّة خِلال [[الحملة الصليبية الرابعة|الحملة الصليبيَّة الرابعة]] سنة 1204م. أتاح سُقُوط العاصمة الروميَّة القديمة لِلبُلغار والصرب الاستقلال عن الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة وإنشاء مملكتين مُستقلتين عن الروم في البلقان.]]
أتاحت أزمة [[الإمبراطورية البيزنطية|الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة]] المُتمثلة بِالغزو الصليبي لِعاصمتها خِلال [[الحملة الصليبية الرابعة|الحملة الصليبيَّة الرابعة]]، أتاحت [[بلغار|لِلبُلغار]]، مُنذُ أواخر [[قرن 6 هـ|القرن السادس الهجري]] المُوافق [[القرن 11|لِلقرن الحادي عشر الميلادي]] أن يستعيدوا، بِمُساعدة [[الأفلاق]]، [[الإمبراطورية البلغارية الثانية|استقلالهم]] بِرئاسة قياصرتهم من الأُسرة الأرسانيَّة، كما أتاحت لِجيرانهم الصربيين، الذين ظلُّوا طويلًا تحت تابعيَّتهم، أن يُوسعوا [[الإمبراطورية الصربية|رقعة أراضيهم]] بحيثُ امتد سُلطانهم من [[دانوب|نهر الطونة (الدانوب)]] شمالًا حتَّى سواحل [[البحر الأدرياتيكي]] جنوبًا، فحقَّقوا بِذلك استقلالهم، وساعد الضعف الذي عانت منه [[الإمبراطورية اللاتينية|الإمبراطوريَّة اللاتينيَّة]] في القُسطنطينيَّة هاتين الدولتين على ترسيخ سُلطتهما، وتقرَّبت البابويَّة منهُما أملًا بِتحقيق الوحدة الكنسيَّة معهُما.<ref name="طقوش2">{{استشهاد مختصر|1=طقوش|2=2013|ص=45}}</ref> وتعرَّضت بُلغاريا، مُنذُ سنة 659هـ المُوافقة لِسنة 1261م، لِنقمة الروم، وشهدت أوضاعها، حتَّى [[قرن 8 هـ|القرن الثامن الهجري]] المُوافق [[القرن 14|لِلقرن الرابع عشر الميلادي]]، هزَّات كثيرة تراوحت بين الشدَّة واللين. أمَّا مملكة الصرب فقد سارت في تطوُّرها على خُطىً أبطأ وأكثر انتظامًا، فبلغت الذروة في مُنتصف القرن المذكور، في عهد ملكها [[ستيفان دوشان|أسطفان دوشان]].<ref name="طقوش2" />

ويُشكِّل [[سلاف|العرق الصقلبي (السلاڤي)]] في كِلا الدولتين غالبيَّة الشعب، مع العلم أنَّ دُخُول [[شعب الكومان|التُرك الكومان]] إلى بُلغاريا - هربًا من الغزو المغولي لِجنوب الروسيا - ووُجود [[رومانيون|أقوام الأفلاق]]، من كِلا جانبيّ الطونة (الدانوب) الأسفل، عقَّد التركيب السُكَّاني لِهذه البلاد وجعلهُ كثير التخالط والامتزاج. وعندما ضمَّت الدولتان أراضي جديدة ومُقاطعات مُعظم سُكَّانها من الروم، اتسم تنظيمها بِطابع مُختلط نصفه صقلبي والنصف الثاني رومي.<ref name="طقوش2" /> وعلى هذا الشكل كان ظُهُور أُمَّة بُلغاريَّة وأُخرى صربيَّة في [[قرن 8 هـ|القرن الثامن الهجري]] المُوافق [[القرن 14|لِلقرن الرابع عشر الميلادي]]، ولكنَّ الوحدة التي حقَّقتها كُلٌ من هاتين الدولتين بقيت سريعة العطب بِفعل أنها لم تتعدَّ [[إقطاعية|الطور الإقطاعي]]. فدولة أسطفان دوشان الكبيرة لم تُعمِّر طويلًا بعد موت مُؤسسها، لكنَّها ألهبت خيال القوميَّة الصربيَّة وألهمتها، فالأُمَّة الصربيَّة بقيت واقعًا قائمًا مُتحيزًا حتَّى بعد انهيارها السياسي على يد العُثمانيين في [[معركة قوصوه]] في سنة [[791 هـ|791هـ]] المُوافقة لِسنة [[1389]]م، ويُعدُّ هذا التاريخ بدء اليقظة القوميَّة لِلدُول التي قامت على مقرُبةٍ منها. فقد استطاع [[أرناؤوط|الأَرْنَؤُط]] أن يُحافظوا على استقلالهم، وأن يصونوا شخصيَّتهم المُميزة، وقد أصبحوا فيما بعد وتحديدًا خِلال [[قرن 9 هـ|القرن التاسع الهجري]] المُوافق [[القرن 15|لِلقرن الخامس عشر الميلادي]]، أعدى أعداء العُثمانيين وأبطشهم.<ref name="طقوش2" /> واستطاع الأفلاق أن يُحافظوا على كيانهم وسط المد والمُحيط الصقلبي، وشغلوا واستثمروا السُهُول المُترامية على جانبيّ نهر الطونة الأسفل، واحتلُّوا إقليميّ [[مولدوفا|البُغدان]] والفلاخ القليلة السُكَّان، وتوزَّعوا بين [[مملكة المجر (1301-1526)|المجر]] على سُفُوح ومُنحدرات [[كاربات|جبال الكربات]] الغربيَّة، ونزلوا أحيانًا بين بُلغاريا و[[تاريخ بولندا خلال عهد سلالة بياست|بولونيا]] وسواحل [[البحر الأسود|بحر البنطس (الأسود)]] الغربيَّة، ولم تنعم هذه الأقطار الأفلاقيَّة، حتَّى ذلك التاريخ، بِالوحدة ولا عرفت تجانُسًا عرقيًّا، وآل أمرُها إلى الضعف والوهن نتيجة الزحف الإسلامي المُتتابع، فقامت فيها، خِلال القرن المذكور، إماراتٍ تمتَّعت بِقدرٍ مُتفاوتٍ من الاستقلال الذاتي، ولعلَّ أهم هذه الإمارات، الإمارة التي قامت في البُغدان والتي غمرتها الموجة العُثمانيَّة.<ref>{{استشهاد مختصر|1=بروي|2=1986|ص=568-572}}</ref> والواقع أنَّ [[البلقان]] كان يضم، عشيَّة التمدُّد العُثماني، خليطًا مُفككًا من إماراتٍ صغيرةٍ مُتنافسةٍ ومُوزعةٍ بين زُعماءٍ إقطاعيين.

=== فتح تراقية ===
[[ملف:Vistaderagusa1667.jpg|تصغير|رسمٌ لِجُمهُوريَّة رجوسة، أوَّل دُويلة مسيحيَّة تُبرم مُعاهدة مع الدولة العُثمانيَّة.]]
أمَّن فتح أدرنة لِلعُثمانيين المركز المُسيطر، إداريًّا وعسكريًّا، على [[تراقيا|تراقية]]، فهي القلعة الرئيسيَّة بين القُسطنطينيَّة ونهر الطونة، وتتحكَّم بِطُرق الحملات العسكريَّة عبر جبال البلقان، وتكفل قدرة الاحتفاظ بِالفُتُوحات الإسلاميَّة في أوروپَّا، كما تُؤمِّن وسيلة التوسُّع نحو الشمال.<ref group="la" name="مولد تلقائيا2">{{استشهاد مختصر|1=Shaw|2=1976|ص=17-18|لغة=en}}</ref> نتيجة تلك الفُتُوح والانتصارات، خشيت بعض القوى الأوروپيَّة، وبِخاصَّةً التجاريَّة، على مصالحها، فهرولت نحو الدولة العُثمانيَّة لِمُهادنتها. من ذلك أرسلت [[جمهورية راغوزا|جُمهُوريَّة رجوسة]]، التي تقع على شاطئ [[البحر الأدرياتيكي]]، سفارة تعرض على مُراد الأوَّل عقد مُعاهدة تجاريَّة مُقابل دفع [[جزية]] سنويَّة قدرُها خُمسُمائة دوقيَّة ذهب، وهذه أوَّل مُعاهدة تعقدها الدولة العُثمانيَّة مع دولة مسيحيَّة، وذلك في سنة [[766 هـ|766هـ]] المُوافقة لِسنة [[1365]]م.<ref>{{استشهاد مختصر|1=مصطفى|2=1986|ص=48}}</ref> وانطلقت مرَّة أُخرى الدعوة إلى حملةٍ صليبيَّةٍ جديدة، لكن من دون جدوى، في حين تابع العُثمانيُّون توسُّعهم انطلاقًا من أدرنة وقلِّيبُلِي نحو سائر أنحاء تراقية، ففتحوا في السنة التالية لِجُلُوس السُلطان مُراد على العرش، أي في سنة [[1363]]م، مدينة [[بلوفديف|فيلپَّة]]، عاصمة [[الروملي الشرقية|الروملّي الشرقيَّة]] الواقعة إلى الجنوب الشرقي من صوفية،<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Андреев & Лалков|2=1996|ص=274|لغة=en}}</ref> كما فتحوا مدينتيّ «وردار» و«كوملجنة»، الواقعة إلى الجنوب الغربي من أدرنة،<ref>{{استشهاد مختصر|1=سعد الدين|2=1862|ص=55}}</ref> وسيطروا على [[ماريتسا|وادي مريچ]] الذي يُزوِّد القُسطنطينيَّة بِالحُبُوب و[[قمح|الحنطة]]، فعزلوا بِهذا بُلغاريا عن المُمتلكات الروميَّة.<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Shaw|2=1976|ص=18}}
</ref> وبِفتح إقليم تراقية تمَّ فصل القُسطنطينيَّة عن الأقاليم الروميَّة الغربيَّة في أوروپَّا، وأضحت هذه المدينة، بعد الانتشار العُثماني، مُحاطة، من الجانب الأوروپي، بِالأراضي العُثمانيَّة وفُصلت عن الإمارات المسيحيَّة الصغيرة في شبه جزيرة البلقان، وتاخمت المُمتلكات العُثمانيَّة إمارات الصرب والبُلغار والأَرْنَؤُط،<ref name="محمد فريد2">{{استشهاد مختصر|1=فريد بك|2=1981|ص=130}}</ref> وامتد نطاق ديار الإسلام إلى حُدود جبال البلقان، ممَّا أفزع البابويَّة.

=== الحملة الصليبيَّة لِرد العُثمانيين ===
كان لانتصارات السُلطان مُراد أصداء بعيدة في أوروپَّا، وأثار زحف المُسلمين باتجاه البلقان مُختلف القوى الموجودة في المنطقة، فنهضت لِلتصدي له. فسعى الإمبراطور البيزنطي [[يوحنا الخامس باليولوج|يُوحنَّا الخامس پاليولوگ]] إلى الانقضاض على الإمارة العُثمانيَّة الناشئة لِطرد العُثمانيين من المواقع التي فتحوها في عهد أورخان، إلَّا أنَّهُ شُغل بِالمُشكلات التي أثارها متَّى قانتاقوزن، ابن الإمبراطور المخلوع يُوحنَّا السادس.<ref>{{استشهاد مختصر|1=رستم|2=1956|ص=242-243}}</ref> ومن جهة أُخرى، خشي [[جمهورية البندقية|البنادقة]] من التمدُّد العُثماني في البلقان الذي أخذ يُهدد مصالحهم التجاريَّة في المنطقة، فنهضوا لِوقفه، وأنزلوا عشرين ألف جُندي في الروملِّي من أجل هذه الغاية، غير أنَّ هذه القُوَّة مُنيت بِهزيمة على يد العُثمانيين، وبِالتالي فشلت البُندُقيَّة في وقف التمدُّد العُثماني باتجاه البلقان. وأدَّت وفاة أسطفان دوشان، قيصر الصرب، في سنة [[756 هـ|756هـ]] المُوافقة لِسنة [[1355]]م إلى تضعضُع الصربيين وتمزُّقهم، فلم يعد لديهم القُدرة على مُقاومة العُثمانيين. وخشي [[إيفان أليكسندر|يُوحنَّا إسكندر]]، قيصر البُلغار، من الزحف العُثماني، فسعى إلى كسب ود العُثمانيين على الرُغم من اعتراض [[لويس الأول المجري|لويس الأوَّل]] ملك المجر والإمبراطور البيزنطي يُوحنَّا الخامس. نتيجة إخفاقات القوى البلقانيَّة، التمس الإمبراطور البيزنطي المُساعدة من [[أوروبا الغربية|الغرب الأوروپيّ]]، ووعد البابا الدُخُول في طاعة الكنيسة اللاتينيَّة مُقابل مُساعدة عسكريَّة، لكن تشدُّد الطرفين: الكاثوليك والأرثوذكس، حال دون تحقيق ذلك.<ref>{{استشهاد مختصر|1=طقوش|2=2013|ص=46-47}}</ref>
[[ملف:Alexandrian Crusade.jpg|تصغير|يمين|الصليبيُّون يُهاجمون مدينة الإسكندريَّة بِقيادة بُطرس الأوَّل ملك قبرص. كان لِهذه الحملة الصليبيَّة أثرٌ كبير في تقليص أثر الحملة المُوجَّهة ضدَّ العُثمانيين.]]
في ذات الوقت، كان المُلُوك المسيحيُّون الآخرون المُجاورون لِلدولة العُثمانيَّة قد اضطربوا وتخوَّفوا من امتداد الفُتُوحات الإسلاميَّة إلى ما وراء جبال البلقان، إذ لو اجتازها المُسلمون بدون مُعارضة ومُقاومة في مضايقها لم يقوَ أحد بعد ذلك على إيقاف تيَّار فُتُوحاتهم، ويُخشى بعدها على جميع ممالك أوروپَّا من العُثمانيين. فطلب هؤلاء المُلُوك من البابا [[أوربان الخامس]] أن يتوسَّط لدى مُلُوك أوروپَّا الغربيين لِيُساعدوهم على مُحاربة المُسلمين وإخراجهم من القارَّة العجوز. فاستجاب البابا لهم وكتب إلى مُلُوك أوروپَّا يحُثُهم على تجهيز حملة صليبيَّة لِحرب المُسلمين.<ref name="محمد فريد2" /> والواقع أنَّ البابويَّة لم تُعر الفُتُوح العُثمانيَّة في أوروپَّا أيَّة أهميَّة طالما كانت على حساب الروم الهراطقة، في نظرها، ولكن عندما بدأت هذه الفُتُوح تُهدِّد الدُول الأوروپيَّة الكاثوليكيَّة الخاضعة لِسُلطة البابا، سعى أوربان الخامس لِإعداد حملةٍ صليبيَّةٍ ضدَّ العُثمانيين. وفي يوم [[الجمعة العظيمة|الجُمُعة العظيمة]] الذي صادف يوم [[15 جمادى الآخرة|15 جُمادى الآخرة]] [[764 هـ|764هـ]] المُوافق فيه [[31 مارس|31 آذار (مارس)]] [[1363]]م، اجتمع البابا [[قائمة ملوك فرنسا|بِملك فرنسا]] [[جان الثاني ملك فرنسا|يُوحنَّا الثاني]] وبِملك قبرص [[بطرس الأول من قبرص|بُطرس الأوَّل]] في [[بابوية أفينيون|أبينيون]] حيثُ تعهَّدا بِالمُشاركة في الحملة الصليبيَّة القادمة وبِأن يسيرا إلى [[الأراضي المقدسة|الأراضي المُقدسة]] ويستخلصا [[القدس|بيت المقدس]] من المُسلمين.<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Setton|2=1976|ص=285|لغة=en}}</ref> وفي [[14 ربيع الآخر]] [[765 هـ|765هـ]] المُوافق فيه [[19 يناير|19 كانون الثاني (يناير)]] [[1364]]م، اجتمع البابا بِبعض الأقطاب الإقليميَّة لِمُناقشة مُشكلة المُرتزقة الجوَّالين الذين كانوا يُعيثون فسادًا في أوروپَّا الغربيَّة، ومن بين هؤلاء الأقطاب كان أماديوس السادس [[كونت|قُمَّس]] [[منطقة سافوا|ساڤوي]]، الذي تعهَّد بِالانضمام لِهذه الحملة أيضًا، مدفوعًا بِقرابته من الإمبراطور البيزنطي. كان موعدُ انطلاق الحملة يُفترض أن يكون في يوم [[1 مارس|1 آذار (مارس)]] [[1365]]م المُوافق فيه [[8 جمادى الآخرة|8 جُمادى الآخرة]] [[766 هـ|766هـ]]، لكنَّ شيئًا لم يحصل، إذ تخاذل ملك فرنسا عن تلبية نداء البابا، وفضَّل ملك قُبرص أن يشُن حملةً على [[الدولة المملوكية|السلطنة المملوكيَّة]] في مصر، [[الحملة الصليبية على الإسكندرية|فغزا الإسكندريَّة]] يوم [[23 محرم|23 مُحرَّم]] [[767 هـ|767هـ]] المُوافق فيه [[9 أكتوبر|9 تشرين الأوَّل (أكتوبر)]] [[1365]]م وارتكب فيها مذبحةً رهيبة راح ضحيَّتها آلاف السَّكندريين من مُسلمين ومسيحيين ويهود، ونهب الصليبيُّون البُيُوت والمتاجر والكنائس والجوامع، ولم تسلم منهم حتَّى متاجر التُجَّار الأوروپيين،<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Runciman|2=2002|ص=446|لغة=en}}</ref> وهرب الكثير من الأهالي ناجين بِحياتهم. وبعد مضيّ 4 أيَّام انسحب الصليبيُّون عائدين إلى قبرص.<ref>{{استشهاد مختصر|1=النويري|2=2008|ص=82}}</ref> كان لِغزوة الإسكندريَّة أثرٌ سيّئ على إعدادات الحملة الصليبيَّة المُوجهة ضد العُثمانيين، إذ قاطع المُسلمون جميع الدُويلات التجاريَّة الأوروپيَّة، فتأثر اقتصادها القائم على الملاحة البحريَّة، لِذا انسحبت جُمهُوريَّة البُندُقيَّة من هذا الحِلف المُقدَّس، ولم تنجح مُحاولات البابا بِإقناعهم عن العُدول عن رأيهم، فاضطرَّ أماديوس السادس أن يُرسل إليهم سفارة ليُحاول إقناعهم بِنفسه، لكنَّهُ لم يستحصل منهم إلَّا على [[قادس (سفينة)|قادستين]] لِنقل الجُنُود في البحر. كما رفضت جُمهُوريَّتا [[جمهورية جنوة|جنوة]] ومرسيلية المُشاركة كي لا تتأثر علاقاتهما التجاريَّة مع المُسلمين سلبًا، فاضطرَّ أماديوس السادس إلى قيادة الحملة الصليبيَّة بِنفسه.<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Cox|2=1967|ص=208–213|لغة=en}}</ref>
[[ملف:Andrea di bonaiuto, cappellone degli spagnoli 11.jpg|تصغير|لوحة جصيَّة وفق النمط الفلورنسي معروضة في [[كنيسة سانتا ماريا نوفيلا|كنيسة القديسة مريم الجديدة]] في مدينة [[فلورنسا|فلورنسة]] بِإيطاليا. يظهر فيها أماديوس السَّادس (الرجل الرابع من اليسار في الصف الخلفي) بِصفته فارسًا صليبيًّا.]]
انطلق أماديوس السادس من البُندُقيَّة على رأس أُسطولٍ بحريٍّ في شهر شوَّال سنة 767هـ المُوافق فيه شهر حُزيران (يونيو) سنة 1366م، وأبحر حتَّى وصل [[الدردنيل|مضيق الدردنيل]]، حيثُ انضمَّ إليه أُسطولٌ صغير بِقيادة فرانشيسكو گاتيلوسيو أمير جزيرة [[لسبوس]] وفيلقٌ روميّ بِقيادة بطريق القُسطنطينيَّة. هاجمت القُوَّات المُشتركة مدينة قلِّيبُلِي التي فتحها المُسلمون زمن السُلطان أورخان، وضيَّقت عليها الحصار حتَّى اضطرَّت حاميتها العسكريَّة العُثمانيَّة إلى الانسحاب منها ليلًا، وفتح الأهالي أبواب مدينتهم إلى الصليبيين في اليوم التالي لقاء الأمان على أنفُسهم، وأرسل أماديوس السادس إلى البابا يُبشِّره بِالنصر.<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Cox|2=1967|ص=219–221|لغة=en}}</ref> خِلال تلك الفترة كان الإمبراطور البيزنطي يُوحنَّا الخامس قد سافر إلى [[بودابست|بودا]] عاصمة المجر لِلتفاهم مع الملك لويس الأوَّل لِلتنسيق معه على حرب العُثمانيين ولِيُقسم يمين الولاء والطاعة لِلبابا، عن نفسه وعن أولاده، وكي يتعهَّد بِترك الأرثوذكسيَّة واعتناق المذهب الكاثوليكي، وفي أثناء طريق عودته إلى بيزنطة عبر بلاد بُلغاريا، اعترضهُ جُنودٌ بُلغار بِأمرٍ من القيصر يُوحنَّا شيشمان، الذي منعه من المُرور عبر بُلغاريا، وحاصرهُ في مدينة [[فيدين|ڤيدين]] على أطراف المملكة. ويبدو أنَّ الإمبراطور البيزنطي راسل أماديوس السادس طالبًا النجدة، ولمَّا كان الأخير غير مُفوَّض من البابا لِقتال النصارى الأرثوذكس فإنَّهُ لم يُحرِّك ساكنًا إلى أن تلقَّى مبلغًا من المال من الإمبراطورة هيلانة قانتاقوزن، فأبحر على طول الساحل البُلغاري واستولى على عدَّة مُدن وارتكب فيها فظائع دمويَّة، حتَّى أذعن القيصر البُلغاري وأطلق سراح الإمبراطور البيزنطي، فعاد مع أماديوس السادس إلى القُسطنطنيَّة.<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Cox|2=1967|ص=225–229|لغة=en}}</ref> عاود أماديوس السادس حربه ضدَّ المُسلمين بِمُجرَّد عودة الإمبراطور يُوحنَّا الخامس إلى عرشه، على الرُغم من تراجُع عدد قُوَّاته بِفعل الخسائر التي مُني بها خِلال حصار قلِّيبُلِي وخِلال مُغامرته العسكريَّة في بُلغاريا، فانتزع قلعة «إينياقوسية» الواقعة على الشاطئ الشمالي من [[بحر مرمرة]] من العُثمانيين،<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Setton|2=1976|ص=307|لغة=en}}</ref> وأحرق لهم حصنًا آخر، وردَّ غارةً شنَّها العُثمانيُّون على مدينة سوزوپول البُلغاريَّة الساحليَّة،<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Cox|2=1967|ص=232|لغة=en}}</ref> وتوَّج انتصاراته بِأن استولى على مدينة أدرنة وأعادها إلى الحظيرة الروميَّة. ولمَّا تمَّ لهُ ذلك شعر أماديوس السادس أنَّهُ أوفى نُذوره، فأمضى ما تبقَّى من حملته يتباحث مع الإمبراطور البيزنطي في تحقيق الوحدة الكنسيَّة بين [[روما|رومة]] والقُسطنطينيَّة، ثُم عاد إلى البُندُقيَّة بعد أن سلَّم جميع ما استولى عليه إلى الإمبراطور.<ref>{{استشهاد مختصر|1=مانتران|2=1993|ص=51}}</ref>

=== استرجاع أدرنة واتخاذها عاصمةً لِلعُثمانيين ===
[[ملف:Square of the Fountain, Adrianople.jpg|تصغير|رسمٌ لِأدرنة في العصر العُثماني بعد أن انطبعت بِالطابع الإسلامي المشرقي.]]
بعد انسحاب الصليبيين، هاجم السُلطان مُراد أدرنة بجيشٍ عظيم فلم تصمد أمامه، واستردَّها في سنة 767هـ المُوافقة لِسنة 1366م. ولِأهميَّة موقعها الجُغرافي ووُجودها على مُلتقى ثلاثة أنهُر، نقل إليها السُلطان تخت المملكة العُثمانيَّة، فجعلها عاصمةً لِدولته، واستمرَّت هكذا إلى أن [[فتح القسطنطينية|فُتحت مدينة القُسطنطينيَّة]] سنة 857هـ المُوافقة لِسنة 1453م،<ref name="محمد فريد2" /> وكان لِسُقُوط المدينة في يد المُسلمين مُجددًا، وتحويلها لِعاصمة أبرز دولة إسلاميَّة تُقارع الغرب صدىً سيئا في الدوائر الحاكمة في أوروپَّا، وبِخاصَّةً البابا.<ref name="مولد تلقائيا6">{{استشهاد مختصر|1=حليم|2=1905|ص=41}}</ref> والحقيقة أنَّ العُثمانيين كانوا بِحاجةٍ إلى نقل عاصمتهم من مدينة بورصة التي أضحت في مركزٍ لا يصح معهُ أن تكون عاصمة لهم، بعد هذا التمدُّد في أوروپَّا، نظرًا لِبُعدها عن مركز الفُتُوح. وبعد تداول مُراد الأوَّل مع وُزرائه وقع اختيارهم على مدينة أدرنة.<ref>{{استشهاد مختصر|1=سرهنك|2=1895|ص=492}}</ref> والواقع أنَّ فتح أدرنة واتخاذها عاصمةً لِلدولة أمَّن المركز المُسيطر، إداريًّا وعسكريًّا، على تراقية، فهي القلعة الرئيسة بين القُسطنطينيَّة ونهر الطونة، وتتحكَّم بِطُرق الحملات العسكريَّة عبر جبال البلقان، وتكفل قُدرة الاحتفاظ بِالفُتُوح العُثمانيَّة في أوروپَّا، كما تُؤمِّن وسيلة التوسُّع نحو الشمال،<ref group="la" name="مولد تلقائيا2" /> أضف إلى ذلك أنها كانت مدينة ذات استحكامات حربيَّة منيعة. جمع مُراد في عاصمته الجديدة كُل مُقوِّمات النُهُوض بِالدولة وأُصُول الحُكم، فتكوَّنت فيها فئات المُوظفين وفرق الجيش وطوائف رجال القانون وعُلماء الدين، وأُقيمت دُور المحاكم وشُيِّدت [[مدرسة إسلامية|المدارس المدنيَّة]] والمعاهد العسكريَّة لِتدريب [[إنكشارية|الإنكشاريَّة]]. وبِهذا تحوَّلت أدرنة إلى مدينة ذات طابع إسلامي مشرقي بعد أن كان طابعها رومي.<ref>{{استشهاد مختصر|1=ياغي|2=1998|ص=38}}</ref>

=== فتح مقدونية ===
{{مفصلة|معركة ماريتسا{{!}}معركة مريݘ|معركة صرب صنديغي}}
[[ملف:UrosV.jpg|تصغير|يمين|أيقونة لِقيصر الصرب أسطفان أوروك الخامس، صاحب الحملة الصليبيَّة ضد العُثمانيين لِلحيلولة دون سيطرتهم على مقدونية.]]
مضى السُلطان مُراد في حركة الجهاد والدعوة وفتح الأقاليم في أوروپَّا، وانطلق جيشه بِفتح [[مقدونيا الشرقية وتراقيا|مقدونية]] مما أثار الممالك الأوروپيَّة مُجددًا، فتنادى المُلُوك مرَّةً أُخرى إلى إعلان حملةٍ صليبيَّةٍ جديدةٍ ضدَّ العُثمانيين.<ref>{{استشهاد مختصر|1=الصلابي|2=2001أ|ص=65}}</ref> وفي تلك الفترة كان [[ستيفان أوروس الخامس|أسطفان أوروك الخامس]] قد اعتلى عرش إمارة الصرب خلفًا [[ستيفان دوشان|لِأسطفان دوشان]]، وكان مُتحمسًا لِقتال المُسلمين وإخراجهم من أوروپَّا، مُقتديًا بِأماديوس السادس. فلم ينتظر وُصُول المدد إليه من أوروپَّا الغربيَّة، بل استعان بِأُمراء [[مملكة البوسنة|البشناق]] والأفلاق وبِعددٍ عظيمٍ من فُرسان المجر والبُلغار إلى جانب عساكره الصربيين،<ref name="محمد فريد2" /> فاستطاع أن يحشد جيشًا عرمرميًّا بلغ تعداده حوالي سبعين ألف جُندي،<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Boskovic|2=2009|ص=11|لغة=en}}</ref> وسار بهم باتجاه مدينة أدرنة عاصمة الممالك العُثمانيَّة، مُستغلًا انهماك مُراد الأوَّل بِمُحاصرة مدينة بيجا، الواقعة إلى الجنوب من بحر مرمرة، وهو يُمنِّي النفس بِالنصر، وسار معهُ [[لويس الأول المجري|لويس الأوَّل ملك المجر]] وتڤرتكو ملك البشناق، والأميرين الأفلاقيين باساراب ولايكو. فلمَّا وصل خبر تقدُّم التحالُف الصليبي إلى آذان العُثمانيين أمر السُلطان مُراد قسمًا من الجيش أن يسير لِمُلاقاتهم، وعيَّن البكلربك لاله شاهين باشا و[[إيفرينوس|الحاج إفرينوس بك]] الرومي أميران على رأس الجيش. ولم يرَ [[إيفرينوس|إفرينوس بك]] ضرورةً لانتظار السُلطان مُراد ريثما يعود من حملته في آسيا الصُغرى، فتفاهم مع لاله شاهين باشا وقرَّرا مُجابهة العدو والقضاء عليه قبل عودة السُلطان لا سيَّما وأنَّ الصليبيين أصبحوا على مسافة كيلومترات قليلة من أدرنة.<ref name="صرب صنديغي" />

اقترح أحد القادة العُثمانيين المُخضرمين، وهو [[حاجي إيل بك|الحاج إيل بك البالقي]]، أن يُبادر العُثمانيُّون بِالهُجوم ويأخذون الصليبيين على حين غرَّة، فوافقه الأميران على ذلك. فسار إيل بك إلى المُعسكر الصليبي على شاطئ [[ماريتسا|نهر مريݘ]]، يُرافقه 10,000 جُندي،<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Dede|2=1975|ص=21|لغة=en}}</ref> فباغت الصليبيين ليلًا وأوقعهم في ارتباكٍ كبير حتَّى أنَّهم قاتلوا بعضهم بعضًا في الظلام دون أن يُدركوا ما يحصل، ولم يلبثوا إلَّا قليلًا حتَّى ولُّوا الأدبار، فحلَّت بهم الكارثة، إذ غرق الآلاف منهم في نهر مريݘ بما فيهم الأميران الأفلاقيَّان، ونجا لويس ملك المجر من الموت بِأُعجوبة،<ref>{{استشهاد مختصر|1=حرب|2=1994|ص=17}}</ref> وعندما انقشع غُبار المعركة وطلع نُور الصباح انكشف حجم المُصيبة التي حلَّت بِالتحالف، إذ فقدوا كثيرًا من الجُنُود والقادة، فهبطت معنويَّاتهم وتبدَّدت آمال القيصر الصربي والملك المجري بِتحقيق نصرٍ كبير. وعُرفت هذه [[معركة صرب صنديغي|المعركة الليليَّة]] في المصادر التُركيَّة بـ«الطريق إلى الصرب»<ref>{{استشهاد مختصر|1=مانتران|2=1993|ص=52}}</ref> أو «حرب القضاء على الصرب» ([[اللغة التركية العثمانية|بالتُركيَّة العُثمانيَّة]]: <span style="font-family: Arabic Typesetting; font-size:22px ">جنگ صرب صنديغى</font></span> أو <span style="font-family: Arabic Typesetting; font-size:22px ">صرب صنديغى مُحاربەسى</font></span>؛ و[[اللغة التركية|بالتُركيَّة المُعاصرة]]: Sırpsındığı Muharebesi)، لِأنها أتاحت لِلعُثمانيين فتح مقدونية وانتزاعها من أيدي الصربيين. لم يلبث لاله شاهين باشا طويلًا إلَّا وسار على رأس جيشٍ يُقدَّر بِثمانمائة جُندي<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Veiter|2=1971|ص=294|لغة=en}}</ref> إلى من تبقَّى من الجيش الصليبي على شاطئ نهر مريݘ، فاشتبك معهم في [[معركة ماريتسا|معركةٍ ضارية]] عند بلدة شيرمن وتغلَّب عليهم، وقُتل منهم العديد وغرق آخرون مُجددًا لمَّا حاولوا عُبُور النهر، ولم يبقَ من الجيش إلَّا فئة قليلة جدًا استطاعت أن تنجوا بنفسها وتعود إلى بلادها، ومن هؤلاء كان ملك المجر لويس الأوَّل، الذي شيَّد كنيسةً لِمرضاة السيِّدة [[مريم العذراء]] إظهارًا لِشُكره، بِمُجرَّد عودته إلى بلاده.<ref name="صرب صنديغي" /> كانت المعركة بين العُثمانيين والصليبيين ضاريةً لِدرجة أنَّ [[تراب (توضيح)|الثرى]] كان مُخضبًا بِالدماء بِشكلٍ جليٍّ، كما أنَّ نهر مريݘ جرى أحمرًا لِكثرة ما احتواه من الجُثث.<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Temperley|2=1919|ص=97|لغة=en}}</ref>
[[ملف:BG-1371-ar.jpg|تصغير|خريطة تُبيِّن موقع معركتيّ صرب صنديغي ومريݘ، ومسار الفُتُوحات العُثمانيَّة بعد ذلك.]]
بعد ذلك فتح العُثمانيُّون مدائن سوزوپول و[[دراما (اليونان)|درامة]] و[[كافالا|قولة]] و[[سيرس|سيروز]]، فتمَّ لهم السيطرة على أطراف إقليم تراقية وفتح إقليم مقدونية، ووصلوا إلى جنوبي بُلغاريا وإلى شرقيّ الصرب، وأصبحت بِالتالي جميع مُدن وأملاك الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة والقيصريتين البُلغاريَّة والصربيَّة مُهددة بِالسُقوط في أيدي المُسلمين.<ref>{{استشهاد مختصر|1=ياغي|2=1998|ص=37}}</ref> وابتهج العالم الإسلامي بالانتصار الذي تحقق في أوروپَّا، فنال مُراد الأوَّل لقب «سُلطان» بِصُورةٍ رسميَّة من [[قائمة الخلفاء العباسيين|الخليفة العبَّاسي]] المُقيم بِالقاهرة [[المتوكل على الله الأول|أبو عبد الله مُحمَّد المُتوكِّل على الله]]، لِيُصبح بِهذا أوَّل حاكمٍ من آل عُثمان ينال هذا اللقب، بعد أن كان والده أورخان وجدِّه عُثمان يحملون لقب «أمير» أو «بك» فقط. كما خلع الخليفة العبَّاسي على السُلطان مُراد ألقابًا تشريفيَّة عديدة أُخرى تقديرًا لِما قدَّمهُ لِلإسلام، وتلك الألقاب هي: «سُلطانُ الغُزاة والمُجاهدين»، و«ملكُ المشايخ»، و«الملكُ العادل»، و«غيَّاثُ الدُنيا والدين»، و«شهابُ الدين غازي [[خنكار]] [[خداوندكار|خُداونگار]]»، و«ليثُ الإسلام»، و«أبو الفتح»، و«غيَّاثُ المُسلمين».<ref name="صرب صنديغي" /> كما أدَّى هذا الانتصار إلى تلقيب الجنويين لِمُراد بِـ«الملك أمير التُرك» {{لات|Dominus Armiratorum Turchie}}.<ref group="la" name="مولد تلقائيا1" /> أمَّا قيصر الصرب أسطفان أوروك، الرأس المُدبِّر لِهذه الحملة، فقد اتهمهُ النُبلاء والأعيان بِالضعف وتحاملوا عليه بعد هزيمة مريچ، فانكفأ دوره السياسي، وتُوفي بعد بضعة أشهُرٍ دون أن يترك وريثًا.<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Grumel|2=1958|ص=391|لغة=en}}</ref>

=== عصيان صاووجي بك ===
بينما كان السُلطان مُراد غائبًا يُحاربُ الصرب، أشهر ابنه صاووجي چلبي بك - الوكيل على العرش - العصيان، وأعلن تمرُّده على أبيه. وفي الحقيقة فإنَّ تمرُّد ذلك الشاهزاده كان امتدادًا لِلصراع على العرش العُثماني، الذي دار بين المُرشحين لِخلافة السُلطان مُراد، كما كان الأمر في الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة في القُسطنطينيَّة. ففي الأخيرة، كان أندرونيقوس بن يُوحنَّا الخامس يتنافس مع أخيه الأصغر عمانوئيل على العرش الرومي، وقد استغل أندرونيقوس ترك والده لِلقُسطنطيَّنة وخُروجه إلى آسيا الصُغرى وقام بِمُؤامرةٍ أعلن نفسه فيها إمبراطورًا. وسُرعان ما انضمَّ إلى عمليَّة العصيان تلك الشاهزاده العُثماني صاووجي بك الذي كان في الرابعة عشر وقتها، وأعلن نفسهُ حاكمًا بدلًا عن والده في الروملِّي وأمر بِإقامة الخطبة باسمه. انتقل السُلطان مُراد بِقُوَّاته نحو الروملِّي لمَّا بلغه عصيان ولده، فوقع اشتباكٌ بين جيشه والوحدات العسكريَّة الخاضعة لِلأمير الرومي أندرونيقوس والشاهزاده صاووجي بك في منطقةٍ تُسمَّى «أبكريدوم» بِالقُرب من القُسطنطينيَّة، وتمكَّن من الانتصار عليهما، وهرب صاووجي بك إلى [[ديموتيقة]]، لكن لم يُفده ذلك شيئًا، إذ قُبض عليه هناك وسيق إلى والده. كان السُلطان مُراد شديد التأثُّر بِتمرُّد ولده وانقلابه عليه، فأمر بِأن يُعاقب عقابًا صارمًا، وحكم عليه بِأن تُسمل عينيه، وبقول المُؤرِّخ العُثماني فريدون بك أنَّ السُلطان «حرم ابنهُ من نور البصر».<ref>{{استشهاد مختصر|1=فريدون بك|2=1274هـ|ص=107-108}}</ref> وقد عُوقب ابن الإمبراطور أيضًا بِنفس الطريقة. غير أنَّ بعض المُؤرِّخين يقولون أنَّ السُلطان عاد وخفَّف عقاب ابنه فوضع في عينه [[خل]]ٌّ حامٍ جعله نصف أعمى. لكن رُغم ذلك يبدو أنَّ السُلطان لم يتقبَّل فكرة طعن ولده لهُ في ظهره، ولم يستكين خاطره من جهته ولم يُعاوده الاطمئنان له، فأعدمه خنقًا في بورصة بعد ذلك، فأضحت تلك واقعة مأساوية تناولتها الروايات والأشعار العُثمانيَّة.<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Balfour & Kinross|2=1977|ص=49|لغة=en}}</ref>

=== التقارب الرومي - العُثماني ===
[[ملف:Urbain V par Ferloni 1903.jpg|تصغير|يمين|مُنمنمة لاتينيَّة تُصوِّرُ الإمبراطور البيزنطي يُوحنَّا الخامس راكعًا أمام البابا أوربان الخامس مُعلنًا تخليِّه عن مذهبه الأرثوذكسي واعتناقه المذهب الكاثوليكي في سبيل الحُصُول على الدعم العسكري الغربي لِإيقاف الزحف الإسلامي على بلاده.]]
لم تُحقق حملة أماديوس السادس الصليبيَّة طُمُوح الإمبراطور البيزنطي يُوحنَّا الخامس، لا سيَّما وأنَّ الخطر العُثماني ما يزالُ يُحيط بالقُسطنطينيَّة، ولأنَّ البنادقة بدأوا يميلون إلى التفاهُم مع مُراد الأوَّل حفاظًا على مصالحهم التجاريَّة؛ ما دفعهُ إلى التوجُّه إلى إيطاليا في شهر مُحرَّم من سنة 771هـ المُوافق فيه شهر آب (أغسطس) سنة 1369م، وأناب عنهُ في الحُكم ابنه أندرونيقوس، فاجتمع بِالبابا وقدَّم لهُ فُروض الولاء والطاعة امتثالًا لِأمره، وتمادى حين تخلَّى عن مذهبه الأرثوذكسي وأعلن أنَّهُ كاثوليكيّ المذهب،<ref>{{استشهاد مختصر|1=رستم|2=1956|ص=246-247}}</ref> كما توصَّل إلى اتفاقٍ مُناسبٍ مع البنادقة لِمنع تحالُفهم مع مُراد الأوَّل، فمنحهم جزيرة تينيدوس التي تُهيمن على مدخل الدردنيل.<ref>{{استشهاد مختصر|1=مانتران|2=1993|ص=53}}</ref> وعلى الرُغم من أنَّ الإقدام على تغيير المذهب كان ذا طابعٍ سياسي، إلَّا أنَّهُ أثَّر تأثيرًا سلبيًّا على الجبهة الداخليَّة بِصفةٍ عامَّة، والأوساط الدينيَّة بِصفةٍ خاصَّة، بِالإضافة إلى أثره على الأحداث التالية، إذ أنَّ النتيجة كانت زيادة الانقسام، والفشل في تلقِّي المُساعدة، بل إنَّ صُعُوباتٍ ماليَّةٍ حالت دون مُغادرة الإمبراطور لِلبُندُقيَّة، واضطرَّ ابنه الثاني عمانوئيل إلى جمع المال اللازم وحمله بِنفسه إلى البُندُقيَّة، وأعاد والده إلى القُسطنطينيَّة في [[17 ربيع الآخر]] [[773 هـ|773هـ]] المُوافق فيه [[28 أكتوبر|28 تشرين الأوَّل (أكتوبر)]] [[1371]]م.<ref>{{استشهاد مختصر|1=فريد بك|2=1981|ص=130-131}}</ref>
[[ملف:Alaşehir Church of St. John 2.jpg|تصغير|من أطلال مدينة فيلادلفية الروميَّة، آخر أملاك الروم في الأناضول.]]
[[ملف:Byzantium1400-ar.png|تصغير|ما تبقَّى من بلادٍ خاضعةٍ لِلإمبراطوريَّة البيزنطيَّة بعد تدخُّل مُراد الأوَّل في الصراع الأُسري الرومي وفرضه على الإمبراطور تقسيم ممالكه بين أولاده.]]
اضطرَّ الإمبراطور البيزنطي، تجاه الاندفاع العُثماني في تراقية وعدم تلقِّي أيَّة مُساعدة جديَّة من الغرب الأوروپي، إلى التفاهم مع مُراد الأوَّل في سنة 773هـ المُوافقة لِسنة 1372م، فاعترف به سيِّدًا له وقبل بِدفع الجزية وتقديم مُساعدة عسكريَّة عند الحاجة، وتجلَّى هذا التفاهم بين العاهلين بِتعاونهما في قمع تمرُّد ولديهما صاووجي چلبي بن مُراد و[[أندرونيكوس الرابع باليولوج|أندرونيقوس بن يُوحنَّا الخامس]] اللذين طمعا في الحُكم، وانتهت هذه الثورة بِقتل صاووجي كما أُسلف، أمَّا أندرونيقوس فقد سُملت عيناه وزُجَّ به في السجن، وأشرك الإمبراطور معهُ ابنه [[مانويل الثاني|عمانوئيل]] في الحُكم.<ref name="ڤاتان">{{استشهاد مختصر|1=مانتران|2=1993|ص=53-54}}</ref><ref name="الاجتهاد">{{استشهاد مختصر|1=ضبيع|2=1999|ص=185}}</ref> ويبدو أنَّ جُهُود الإمبراطور البيزنطي في المُحافظة على تفاهُمه مع مُراد الأوَّل لم تنجح تمامًا، وبِفعل استمرار النزاع الأُسري في القُسطنطينيَّة الذي تطلَّع العاهل العُثماني إلى استغلاله لِصالحه، فقد ظلَّ أندرونيقوس يُشكِّلُ خطرًا بِفعل طُمُوحه المُتمثل بِالإطاحة بِوالده عن العرش، وبِخاصَّةً بعد أن نجح في الهرب من سجنه في سنة 778هـ المُوافق فيه سنة 1376م ولجأ إلى الجنويين في [[غلطة (إسطنبول)|غلطة]]، واتصل من هُناك بِمُراد الأوَّل طالبًا منهُ المُساعدة في الوُثُوب إلى العرش الرومي مُقابل بعض التنازُلات، فأمدَّهُ مُراد الأوَّل بِقُوَّةٍ عسكريَّةٍ مكَّنتهُ من دُخُول القُسطنطينيَّة في [[29 ربيع الأول|29 ربيع الأوَّل]] [[778 هـ|778هـ]] المُوافق فيه [[2 أغسطس|2 آب (أغسطس)]] [[1376]]م، فألقى القبض على والده وأخويه عمانوئيل وتُيُودور وسجنهم، واعتلى العرش باسم أندرونيقوس الرابع، وردَّ قلِّيبُلِي إلى مُراد الأوَّل، وبِذلك أضحى لِلعُثمانيين موطئ قدمٍ ثابتٍ في أوروپَّا، كما أضحى الإمبراطور البيزنطي تابعًا لِمُراد الأوَّل.<ref name="ڤاتان" /><ref name="الاجتهاد" /> وهكذا تمكَّن مُراد الأوَّل بِفضل سياسته السليمة، من التصرُّف مُجددًا، وفق المصلحة الإسلاميَّة في أوروپَّا، وهو لم يكن قد طُرد منها مُطلقًا، لكنَّ توجُّهه أصبح الآن التوسُّع لِكي يُصبح العاهل الوحيد في المنطقة، إذ لم تمضِ ثلاثة أعوامٍ على سجن الإمبراطور يُوحنَّا الخامس وولديه حتَّى نجحوا في الهرب، فعبروا البوسفور إلى مُراد الأوَّل، وعقد معهُ يُوحنَّا الخامس اتفاقيَّة، تعهَّد لهُ فيها بِدفع جزية سنويَّة ضخمة وتقديم مُساعدة عسكريَّة عند الحاجة، وتنازل لهُ عن مدينة [[آلاشهر|فيلادلفية]]، آخر المُمتلكات الروميَّة في الأناضول، مُقابل مُساعدته في استعادة عرشه.<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Warren|2=1997|ص=781 |لغة=en}}</ref> وتمَّ الأمرُ فعلًا على هذا الشكل، واضطرَّ أندرونيقوس الرابع إلى اللُجوء مُجددًا إلى حُلفائه الجنويين في غلطة.<ref name="ڤاتان" /> وساهم مُراد الأوَّل في تفتيت الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة من واقع استغلال الصراع الأُسري، ففرض على تابعه البيزنطي أن يعترف بِأندرونيقوس الرابع وليًّا لِعهده، والتنازُل لهُ عن بعض المُدن، فتجزَّأت بِذلك الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة إلى إماراتٍ صغيرةٍ عدَّة، فحكم الإمبراطور يُوحنَّا الخامس القُسطنطينيَّة، وأندرونيقوس الرابع الأراضي الواقعة على ضفاف بحر مرمرة، وعمانوئيل في [[سالونيك]]، وتُيُودور في [[بيلوبونيز|المورة]].<ref name="ڤاتان" /><ref name="الاجتهاد" /> والواضح أنَّ فشل الإمبراطور يُوحنَّا الخامس في الحُصُول على مُساعدةٍ جديَّةٍ من البابا والغرب الأوروپي؛ دفعهُ إلى الدُخُول في طاعة مُراد الأوَّل، وبِخاصَّةً بعد ازدياد خُطُورة الموقف الناتج عن تجدُّد النزاع الأُسري في القُسطنطينيَّة، بِالإضافة إلى أنَّ دُول [[أوروبا الشرقية|أوروپَّا الشرقيَّة]]، مثل الصرب وبُلغاريا، لم تتمكَّن من وقف التقدُّم العُثماني مُنفردة، بعد إحجام دُول أوروپَّا الغربيَّة، المُنهمكة بِمُشكلاتها، عن تقديم المُساعدة، وعجز البابا عن حشد جُيُوش الغرب في حملةٍ صليبيَّة، ما جعل العُثمانيين أسياد الموقف.<ref>{{استشهاد مختصر|1=طقوش|2=2013|ص=51}}</ref>

=== الفُتُوح في بُلغاريا ===
[[ملف:Sofia-oberbauer.png|تصغير|يمين|مدينة صوفية بعد أن أصبحت جُزءًا من الدولة العُثمانيَّة واكتست بِالطابع الإسلامي، حيثُ تظهر مئذنة في مُقدمة الصُورة ومسجد في أُفُقها.]]
في سنة 1379م، اتَّحد قيصر الصرب لازار بلينانوڤيچ، الذي تربَّع على تخت المملكة بعد وفاة أسطفان أوروك، مع يُوحنَّا شيشمان قيصر البُلغار على مُقاتلة العُثمانيين ومُحاربتهم ودفعهم إلى الخلف.<ref name="فتوح بلغاريا1">{{استشهاد مختصر|1=فريد بك|2=1981|ص=132}}</ref> وما أن علِم السُلطان مُراد بِهذا الأمر حتَّى قام على رأس جُيُوشه واجتاح بُلغاريا بِهدف فتح ما تيسَّر من حُصُونها وفض التحالف الصُربي البُلغاري. وكانت باكورة فُتُوحات العُثمانيين هي حُصُون جبال رودوپس المنيعة،<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Дечев|2=1978|ص=15|لغة=en}}</ref> فسارت فرقة من الجيش بِقيادة داود باشا إلى قلعة راكُڤيتسة، وضربت عليها الحصار فترة، لكنَّها امتنعت عليهم، فشدَّد داود باشا الحصار عليها حتَّى اضطرَّت حاميتها إلى طلب الأمان، فاستجاب لهم، ففتحوا له أبواب القلعة.<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Иречек|2=1978|ص=248|لغة=en}}</ref> ثُمَّ سار العُثمانيُّون إلى حصن اتسپينة الاستراتيجي، فحاصره داود باشا طيلة تسعة أشهر أبدى خِلالها المُقاومون بسالةً وشجاعة كبيرتين،<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Захариев|2=1870|ص=66|لغة=en}}</ref> ونظرًا لِصُعوبة تضاريس المنطقة والخوف من امتداد الحصار لِأكثر من هذا وحُلُول فصل الشتاء بِثُلُوجه وبرده القارس في تلك المنطقة، مما يُحتمل معهُ هلاك الكثير من الجُنُود وانفصالهم عن الجيش الرئيسي بِسبب انقطاع مسالك الجبل، أقدم داود باشا على سد الينابيع التي تُزوِّد الحصن بِالمياه، فلم يكن أمام حاميته من طريقٍ لِلخلاص سوى الاستسلام، ففتحوا الأبواب لِلمُسلمين، وأمَّنهم داود باشا على أموالهم وأنفُسهم ومُقدَّساتهم. بعد ذلك سقطت قلعة باطكون بِيد العُثمانيين وقُتل قائدها جرجير في الهُجُوم النهائي عليها،<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Захариев|2=1870|ص=74|لغة=en}}</ref> ثُمَّ تلتها مدينة استنيماكة. وهكذا تتابع سُقُوط الحُصُون والقلاع البُلغاريَّة بِيد المُسلمين رُغم المُقاومة العنيفة التي أبداها البُلغار، وأصبحت الطريق سالكة أمام العُثمانيين ناحية مدينة [[صوفيا|صوفية]] المُهمَّة. أُصيب يُوحنَّا شيشمان بِالهلع لمَّا أدرك أنَّ سُقُوط صوفية أصبح قاب قوسين أو أدنى، وأدرك أنَّ تحالفه مع القيصر الصربي لن يأتي بِالنتائج المرجُوَّة، فمال إلى التفاهم مع مُراد الأوَّل، لكنَّهُ لم يتمكَّن من ذلك بِسبب استغلال أخيه يُوحنَّا سراتسيمير لِلصراع الدائر، حيثُ تحصِّن في صوفية واتخذها لِنفسه،<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Kuzev|2=1971|ص=121-124|لغة=en}}</ref> فاضطرَّ يُوحنَّا شيشمان إلى مُقاتلة أخيه واسترجاع المدينة منه،<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Петров|2=1967|ص=110|لغة=en}}</ref> ثُمَّ طلب المعونة من أمير [[دبروجة]] المدعو «دبروتيتسا» لِيُعاونه على دفع العُثمانيين بعيدًا عن صوفية، لأنهم لو أخذوها يُخشى بعدها على سُقُوط العاصمة [[فيليكو ترنوفو|ترنوة]] بِيدهم، كما أنَّهم بِسيطرتهم عليها يتحكمون بِجميع الطُرق الواصلة ما بين بلاد الصرب ومقدونية. لكنَّ الأمير سالِف الذِكر كان مُنشغلًا بِمُحاربة الجنويين وبِبعض الأُمور السياسيَّة مع [[إمبراطورية طرابزون|إمبراطوريَّة طرابزون الروميَّة]] التي كان يُحاول فرض تعيين صهره على عرشها.<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Мутафчиев|2=1999|ص=44|لغة=en}}</ref> أمام هذا الواقع كان على القيصر البُلغاري التصدي لِلعُثمانيين وحده، وما أن دخلت سنة 1381م حتَّى سار السُلطان مُراد على رأس جيشه لِفتح صوفية وما جاورها من بلادٍ في القسم الجنوبي الغربي من قيصريَّة ترنوة، فاشتبك مع الجيش البُلغاري في وادي زلتیتسة وألحق بهم هزيمةً فادحة،<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Цветкова|2=1960|ص=39|لغة=en}}</ref> ثُمَّ سار البكلربك لاله شاهين باشا على رأس مُقدمة الجيش إلى صوفية وضرب الحصار عليها. بلغ تعداد الحامية البُلغاريَّة في المدينة نحو 15,000 جُندي، يُساعدهم 4,000 جُندي صربي أرسلهم لازار، وكان قائدهم عسكريّ بُلغاري عُرف باسم «[[بان (لقب)|البان]] يانوقا»، أمَّا الجيش العُثماني فبلغ تعداده 10,000 جُندي. دام حصارُ المُسلمين لِصوفية ثلاث سنوات تمكَّنت خلالها حامية المدينة من الصُمُود بِوجه العُثمانيين حتَّى تسرَّب اليأس إلى فؤاد لاله شاهين باشا وقرَّر رفع الحصار والعودة إلى أدرنة، لولا أن قام أحد سُكَّان المدينة الذي اعتنق الإسلام بِالقبض على البان يانوقا عندما خرج من المدينة لِيصطاد، وسار به إلى المُعسكر العُثماني حيثُ سلَّمه لِلاله شاهين باشا، فاصطحبه الأخير معهُ إلى أسوار المدينة لِيراه الجُنُود المُحاصرين، ولمَّا رأى هؤلاء أنَّ قائدهم أُسر استسلموا وفتحوا أبواب المدينة لِلعُثمانيين.<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Turco|2=1649|ص=122 |لغة=en}}</ref> نتيجة هذا الانتصار، تحقق قيصرا الصرب والبُلغار أنَّهُما عاجزان عن مُكافحة العساكر الإسلاميَّة، فأبرما الصُلح مع السُلطان على أن يتزوَّج السُلطان [[كيرا تمارا|شقيقة القيصر البُلغاري]] وعلى أن يدفع لهُ القيصران خراجًا سنويًّا مُعينًا.<ref name="فتوح بلغاريا1" /> وبِهذا ضُمَّت صوفية وقسمًا من بُلغاريا إلى الدولة العُثمانيَّة، وأخذت تكتسي بِالكِسوة الإسلاميَّة شيئًا فشيئًا.

== الفُتوحات في الأناضول ==
=== خُضُوع الإمارات التُركمانيَّة ===
[[ملف:Eşrefoğulları Beyliği'nin konumu-ar.png|تصغير|الإمارة العُثمانيَّة وما جاورها من إماراتٍ تُركمانيَّة في الأناضول أقدم السُلطان مُراد الأوَّل على ضمِّها إلى دولته.]]
كانت [[إمارات الأناضول|الإمارات التُركمانيَّة في الأناضول]] قد ضُعُفت واضمحلَّت واختفى تأثيرها السياسي تمامًا تقريبًا عندما اتسعت الإمارة العُثمانيَّة وتحوَّلت إلى قُوَّةٍ إقليميَّةٍ كُبرى تُقارع الممالك والإمارات المسيحيَّة في أوروپَّا والإمبراطوريَّة البيزنطيَّة. ومن أسباب انقسام وضعف الإمارات التُركمانيَّة أنَّ النُموّ العُثماني كان قد جرَّدها من طاقاتها البشريَّة الحيَّة باستقطاب المُقاتلين والعُلماء الذين أغرتهم المناصب التي أتاحتها لهم الحاجات الإداريَّة لِلإمارة العُثمانيَّة، ففقدت الإمارات التُركمانيَّة جانب كبير من مُبرر وُجودها، ومالت إلى التحالف مع العُثمانيين. وهكذا، تحالف مُراد الأوَّل مع أمير [[كرمايان|كرميان]] سُليمان چلبي الكرمياني الذي زوَّج ابنته لِلشاهزاده [[بايزيد الأول|بايزيد بن مُراد]]، وكانت مدينة [[كوتاهية]] مهرًا لهُما، كما تنازل لهُ عن بعض المُدن، منها [[إزمير]]، وأجبر مُراد الأوَّل أمير [[بنو حميد|الحميد]] على التنازُل لهُ عن بلاده في منطقة بسيديا لِقاء ثمنٍ رمزيٍّ قدره 80,000 قطعة ذهبيَّة،<ref name="ضم الإمارات التركمانية">{{استشهاد مختصر|1=يلماز|2=2010|ص=99}}</ref> وضمَّها إلى الأملاك العُثمانيَّة، ومن تلك البلاد: آق شهر، وبك شهري، وسيدي شهري، ويالواج، وشرقيّ قره‌آغاج. وهاجم السُلطان العُثماني [[بنو تكة|إمارة تكَّة]] وضمَّ قسمًا من أراضيها باعتراف أميرها عُثمان چلبي.<ref>{{استشهاد مختصر|1=طقوش|2=2013|ص=44-45}}</ref> وفي السنة التالية اعترفت أيضًا [[بنو جاندار|إمارة جندرلي]] بِالسيادة العُثمانيَّة، وأعقب هؤلاء أمير [[أماسية]] في سنة 1385م.<ref name="ضم الإمارات التركمانية" /> وبِذلك يكون مُراد الأوَّل قد ضمَّ بعض مُمتلكات الإمارات التُركمانيَّة، ولم يبقَ أمامه إلَّا [[إمارة قرمان|إمارة القرمان]].

=== حرب إمارة القرمان ===
[[ملف:Ankara rijkmuseum.jpeg|تصغير|يمين|مدينة أنقرة عاصمة الإمارة القرمانيَّة. استولى عليها العُثمانيُّون وضمُّوها إلى إمارتهم بعد أن حاول الأمير القرماني علاءُ الدين بن علي الداماد إثارة الأُمراء المُجاورين ضدَّهم.]]
خشي أميرُ القرمان علاءُ الدين بن علي الداماد من نُموِّ الإمارة العُثمانيَّة وامتداد أركان مُلكها يومًا فيومًا وخُضُوع جيرانه المُسلمين لها الواحد تلو الآخر، وعلِم أنَّهُ سيفقد استقلالهُ لِصالحها عاجلًا أم آجلًا، لِذلك حاول القرمانيُّون إنشاء حلفٍ مع الإمارات التُركمانيَّة الأُخرى لِلتصدي لِلعُثمانيين، وفي الواقع كان الأمير علاءُ الدين يعمل على إثارة حمية الأُمراء المُستقلين وتحريضهم على قِتال العُثمانيين مُند أن انتقل المُلك من السُلطان أورخان إلى مُراد،<ref name="محمد فريد1" /> إلَّا أنَّهُ فشل في خلق تكتُّلٍ مُناهضٍ له، وذلك بِفعل إقدامه على التوسُّع على حسابهم، ما دفع هؤلاء إلى التماس المُساعدة من الإمارة العُثمانيَّة.<ref name="طقوش1" /> ورُغم أنَّ بني جندرلي وبني قرمان صاهروا العُثمانيين وارتبطوا بِروابط قرابة متينة، لكنَّهم كانوا بعيدين عن فكرة المُوافقة على إحداث وحدةٍ أناضوليَّة لِصالح العُثمانيين، ولمَّا خضع الجندرليين لِمُراد وتعنَّت الأمير القرماني وظهرت سوء نيَّته لِلسُلطان العُثماني، لم يعُد هُناك مجالٌ لِتفادي القتال، وفي هذا الجو أُضرمت نار أوَّل حرب عُثمانيَّة - قرمانيَّة ما بين سنتيّ 1386 و1387م.<ref name="ضم الإمارات التركمانية" /> كانت إمارة قرمان تعتمد على [[مملكة قبرص|مملكة قبرص اللاتينيَّة]] وعلى [[الدولة المملوكية|السلطنة المملوكيَّة]] التي ادَّعت (أي إمارة قرمان) أنَّها تحت سيادتها. وعندما عُقدت مُعاهدة صداقة بين السُلطانين العُثماني مُراد الأوَّل والمملوكي [[الظاهر سيف الدين برقوق|الملكُ الظاهر سيفُ الدين برقوق]] في سنة 1386م، حُرمت الإمارة القرمانيَّة من المُساندة المملوكيَّة، ورُغم ذلك تجاسر الأمير علاءُ الدين على احتلال مدينة بك شهري التي أخذها من إمارة الحميد العُثمانيَّة.<ref name="فتح أنقرة">{{استشهاد مختصر|1=أوزتونا|2=2010|ص=100}}</ref> أمام هذا التحدي، نهض مُراد الأوَّل لِقتال علاءُ الدين، وسار إلى القرمان على رأس جيشٍ بلغ تعداده 70,000 جُندي، وبِمُناورةٍ عسكريَّةٍ آنيةٍ أجراها وليّ عهده الشاهزاده بايزيد - التي أكسبته لقب «يلدرم» أي «البرق» - انهزم القرمانيين بِسُرعةٍ فائقة وتشتت جيشهم، فولُّوا الأدبار هاربين.<ref name="فتح أنقرة" /> نتج عن هذه الهزيمة أن سيطر العُثمانيُّون على مدينة [[أنقرة]] عاصمة القرمانيين،<ref group="la" name="مولد تلقائيا1" /> بِالإضافة لِبعض القلاع والحُصُون، ما دفع الأمير القرماني إلى طلب الصُلح لِيحفظ ما تبقَّى من إمارته، حتَّى أنَّهُ ذهب بنفسه إلى السُلطان وقبَّل يدهُ اعتذارًا عمَّا بدر منه،<ref name="فتح أنقرة" /> فأجابهُ السُلطان مُراد إلى ذلك وزوَّجهُ ابنته نفيسة مَلَك سُلطان خاتون لِتمتين عرى التحالف بينهما.<ref name="محمد فريد1" /> والواقع أنَّ السُلطان مُراد لم يكن يرغب في زج نفسه في قضايا الأناضول الوُسطى، وكان يعلم أنَّ عامَّة المُسلمين في بلاد الأناضول يتطلَّعون إليه كحامٍ لِلإسلام والمُسلمين وأنَّ قُلُوبهم معه وليست مع أُمرائهم، وكان يعلم أنَّ كُلَّ انتصارٍ يُحرزه في البلقان سيكون السبب في انضمام إمارةٍ جديدةٍ في الأناضول إلى العُثمانيين دون قِتال، ولولا فتنة الأمير القرماني ما كان لِينقل ميدان الحرب من أوروپَّا إلى آسيا، فيمَّم وجهه شطر الغرب مُجددًا.<ref name="فتح أنقرة" />

== عودة الفُتوحات إلى أوروپَّا ==
=== معركة پلوشنيك ===
{{مفصلة|معركة بلوتشنيك{{!}}معركة پلوشنيك}}
[[ملف:Плочник 09.jpg|تصغير|يمين|جانب من قرية پلوشنيك المُعاد ترميمها، حيثُ جرت معركةً بين العُثمانيين والصربيين.]]
تنُصُّ بعض المصادر الغربيَّة على أنَّ الجيش العُثماني عندما هاجم مدينة أنقرة عاصمة القرمانيين، كان يضم بعض الوحدات العسكريَّة الصربيَّة من الإمارات والإقطاعيَّات الصغيرة التي فتحها العُثمانيُّون في مقدونية وأطراف الصرب، فشارك هؤلاء الأُمراء والإقطاعيُّون بِالمعركة مع السُلطان مُراد على أمل الحُصُول على ما تيسَّر من الغنائم. لكنَّ لمَّا تمَّ النصر على القرمانيين، أصدر السُلطان أوامره بِمنع الاعتداء على الناس وعدم التعرُّض لِأحد في نفسه ومُمتلكاته، فلم يستجب الجُنُود الصربيُّون وقادتهم لِهذا الأمر، فانقضوا على المدنيين العُزَّل وصادروا بعض مُمتلكاتهم، وتعرَّضوا لِآخرين بِالإيذاء. ولمَّا علِم السُلطان بما جرى أمر بِالقبض على هؤلاء جميعًا وإعدامهم لِيكونوا عبرةٍ لِلآخرين. كان من نتيجة هذه العُقُوبة التي أنزلها السُلطان مُراد بِالصربيين أن أعلن أغلب أُمرائهم وسادتهم التابعين لِلدولة العُثمانيَّة العصيان، وراسلوا القيصر لازار بلينانوڤيچ مُعلنين دُخولهم في طاعته ووُقوفهم إلى جانبه ضدَّ العُثمانيين، وحثُّوه على قتالهم مُجددًا. ووفقًا لما تنص عليه المصادر، فإنَّ أميرًا صربيًّا وحيدًا من مدينة [[إشقودرة]] راسل السُلطان مُراد مُعلنًا دُخوله في طاعته وعدم انجراره وراء أبناء ملَّته، بِشرط أن يُرسل إليه السُلطان جيشًا لِيحميه من أي هُجومٍ مُحتمل من الإمارات المُجاورة التي باتت تنظر إليه كخائن. بناءً على هذا، أمر السُلطان مُراد قائد فرقة [[آقنجي|الآقنجيَّة]] قوله شاهين بك أن يُجهِّز عساكره ويسير إلى إشقودرة لِنُصرة الأمير سالِف الذِكر وصد أي هُجومٍ مُحتملٍ على بلاده، هذا وتُشير مصادر أُخرى إلى أنَّ قائد هذه الحملة كان البكلربك لاله شاهين باشا وليس قوله شاهين.<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Namık|2=1982|ص=97|لغة=200, 219, 250}}</ref> سار شاهين بك على رأس جيشٍ وصل عدد أفراده إلى 20,000 جُندي حتَّى وصل [[إشقودرة]]، وهُناك وصلتهُ معلوماتٍ تُفيد بأنَّ الصربيين احتشدوا وخرجوا إليه يطلبون القتال، فتقدَّم إلى قرية «پلوشنيك»، المُجاورة لِبلدة «پروکوپلیه» في جنوب الصرب مُنتظرًا وُصولهم. وهُناك شقَّ قسمٌ من الجُنُود عصا الطاعة (وفق المصادر الغربيَّة حوالي 18,000 جُندي) وانشغلوا بِسلب ونهب القُرى، فلم يبقَ مع شاهين بك سوى 2,000 جُندي صامدون في مواقعهم. وعلِم الصربيُّون ما حلَّ بِالمُعسكر العُثماني بِواسطة كشَّافتهم، فسار جيشٌ بلغ تعداده 30,000 جُندي، أغلبهم من الفُرسان المُدرعين بِالدُروع الثقيلة، وهاجموا قلب الجيش العُثماني مُباشرةً، فصمد العُثمانيُّون بِوجههم لِفترة، لكنَّهم لم يتمكنوا من دفعهم إلى الخلف، فاضطرُّوا إلى الانسحاب بِقيادة [[شاهين بك]]. ثُمَّ حوَّل الصربيُّون انتباههم إلى الآقنجيَّة المُشتتين في القُرى، فهاجموهم وفتكوا بِأغلبهم. فقد الجيش العُثماني المُشارك في هذه المعركة حوالي 60% من جُنوده، وتقول الروايات الصربيَّة أنَّ البطل القومي «ميلوش كوبلوڤيچ» (قاتل السُلطان مُراد مُستقبلًا) كان من المُشاركين في هذه المعركة، وأنَّهُ أُصيب أثناء القتال بِسهمٍ عُثماني.<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Mirčetić|2=1994|ص=97|لغة=en}}</ref> يقول بعض المُؤرخين، مثل المُؤرِّخ الكرواتي «ڤيكُسلاڤ كاليچ» أنَّ قُوَّاتٍ بشناقيَّة ساندت الجيش الصربي في هذه المعركة،<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Klaić & Macan|2=1981|ص=288|لغة=en}}</ref> وأنَّهُ لولا مُساندة تلك القُوَّات ما كانت الصرب لِتنتصر على العُثمانيين.<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Đerić|2=1989|ص=25|لغة=en}}</ref> بِالمُقابل، يقول المُؤرِّخ العُثماني مُحمَّد نشري أنَّ هذه المعركة لم تقع على الإطلاق وأنَّ ما قيل عنها مُجرَّد كلام ابتدعهُ الغربيُّون ولا صحَّة له، وفي الواقع فإنَّ القيصر الصربي كان يخشى الدُخول في حربٍ مع العُثمانيين لأنَّهم كانوا قد فتحوا مدينة [[نيش]] ممَّا اضطرَّهُ إلى استرضاء السُلطان مُراد ومُوافقته على دفع جزية ضخمة له وبأن يدخل في تبعيَّته ويُقدِّم 1,000 جُندي يضعهم تحت تصرُّفه.<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Ćirković|2=1990|ص=64|لغة=en}}</ref><ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Tomac|2=1968|ص=87|لغة=en}}</ref>

=== فتح سالونيك وبلاد تسالية ===
[[ملف:Wallsthess.jpg|تصغير|جُزء من أسوار سالونيك.]]
سعى الأمير الرومي [[مانويل الثاني|عمانوئيل بن يُوحنَّا]] صاحب سالونيك إلى نقض علاقة التبعيَّة بِمُرادٍ الأوَّل، ما دفع هذا الأخير إلى مُهاجمة سالونيك في سنة 789هـ المُوافقة لِسنة 1387م، فأضحى عمانوئيل في وضعٍ سيّئٍ، وبِفضل وعي السُكَّان، الذين كانوا يكنُّون الكراهيَّة له، استسلمت المدينة في [[19 ربيع الأول|19 ربيع الأوَّل]] المُوافق فيه [[9 أبريل|9 نيسان (أبريل)]]، وفرَّ عمانوئيل منها، وحاول اللُجوء إلى أصدقائه، لكنَّ أحدًا لم يستقبله بما في ذلك والده الإمبراطور في القُسطنطينيَّة، الذي عدَّ موقف ابنه المُعادي لِلعُثمانيين يتعارض مع سياسته، وتسبَّب في فُقدان ثاني مُدن الإمبراطوريَّة.<ref name="سالونيك">{{استشهاد مختصر|1=مانتران|2=1993|ص=57}}</ref><ref>{{استشهاد مختصر|1=ضبيع|2=1999|ص=185-186}}</ref> هذا وقد فُتحت المدينة على يد [[صدر أعظم|الصدر الأعظم]] قره‌خليل خيرُ الدين باشا الجندرلي، الذي اشتهر بِخبراته وكفائته العسكريَّة العالية.<ref>{{استشهاد مختصر|1=فريد بك|2=1981|ص=133}}</ref> واضطرَّ أُمراء [[ثيساليا|تسالية]]، بعد فتح سالونيك، إلى الاعتراف بِسُلطة العُثمانيين الذين أضحت مُمتلكاتهم تُجاور أراضي حاكم [[أثينا|أثينية]] اللاتيني الدوق نيربو الأوَّل، والد زوجة تُيُودور وحليفه، ولم يعد أمام هذا الأخير سوى الخُضُوع لِسُلطة مُراد الأوَّل الذي ثبَّتهُ في إمارة المورة.<ref name="سالونيك" />

=== معركة بيلكة ===
{{مفصلة|معركة بيلكة}}
استغلَّ مُراد الأوَّل الأوضاع القلقة التي باتت عليها الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة ودُول البلقان فتقدَّم باتجاه غربيّ هذه المنطقة، ونجح في فتح عدَّة مُدن وبلدات، أبرزُها: [[بوتلي|مناسطر]] وپرلپَّة وأستيپ وكوريجه وأوهري ودبره.<ref name="ضم الإمارات التركمانية" /> وتابع العُثمانيُّون تقدُّمهم في المنطقة، ففتحوا، في سنة [[788 هـ|788هـ]] المُوافقة لِسنة [[1386]]م، مدينة [[نيش]] الاستراتيجيَّة.<ref name="مولد تلقائيا5">{{استشهاد مختصر|1=القرماني|2=1985|ص=16}}</ref> فاستنفر قيصر البُلغار يُوحنَّا شيشمان أزاء هذا التقدُّم في بلاده، وتأهَّب لِلانضمام إلى قيصر الصرب لازار مرَّةً أُخرى، لكنَّ السُلطان مُراد استدرك الأمر قبل أن يحصل، فأرسل جيشًا بِقيادة الصدر الأعظم قره‌خليل باشا الجندرلي فاجأ جُيُوش البُلغار وهزمهم شرَّ هزيمة، ثُمَّ تقدَّم حتَّى فتح مدينة [[فيليكو ترنوفو|ترنوة]] عاصمة الممالك البُلغاريَّة، بالإضافة إلى مدينة [[شومن|شوملة]] الواقعة إلى شمالها. اضطرَّ شيشمان أمام هذه المُستجدَّات أن يترك بلاده ويحتمي في مدينة نيقوپوليس سنة 790هـ المُوافقة لِسنة 1388م، وتابع السُلطان مُراد زحفهُ في غُضون ذلك ففتح مدائن لوفجة، وبلونة، وزشتوڤي، وروسجق، وتتراكان، وسليسترة.<ref name="ضم الإمارات التركمانية" /> وفي غُضُون ذلك كان شيشمان قد جمع شمل ما بقي من جُيُوشه داخل نيقوپوليس، ثُمَّ خرج يُريدُ مُحاربة العُثمانيين ثانيةً، فهاجم الجُيُوش الإسلاميَّة مُهاجمةً يائسة لم تقم لهُ بعدها قائمة، فهزمهُ الصدر الأعظم هزيمةً قاسية وأسره، وسار به إلى السُلطان مُراد الذي عطف عليه وأكرمه احترامًا لِلقرابة التي تجمع بينهُما، إذ كان السُلطان قد صاهره كما أُسلف، واعترف به حاكمًا شبه مُستقل على نصف بلاده ورتَّب لهُ ما يقوم بِمعاشه مُراعيًا في ذلك مقامهُ السابق، وضمَّ النصف الآخر من بُلغاريا إلى الدولة العُثمانيَّة.<ref name="نهاية المعركة">{{استشهاد مختصر|1=فريد بك|2=1981|ص=135}}</ref>

نتيجة الانتصارات العُثمانيَّة المُتتالية، امتدَّت الحُدود الإسلاميَّة في البلقان إلى نهر الطونة (الدانوب) شمالًا، وإلى [[أتيكا (إقليم)|آتيكة]] جنوبًا، وغربًا إلى حُدود الأَرْنَؤُط، وفي الشمال الغربي إلى البشناق.<ref name="ضم الإمارات التركمانية" /> شكَّل التقدُّم العُثماني الناجح تهديدًا مُباشرًا لِدولة الصرب بِزعامة القيصر لازار، فخشي على نفسه بعد خسارة حليفه شيشمان، وكي لا يُخاطر بِعساكره وبلاده أثار حليفه ملك البشناق تڤرتكو على العُثمانيين، فأمر الأخير بِإرسال جيشٍ بلغ تعداده 7,000 جُندي بِقيادة الدوق «ڤلاتكو ڤوكوڤيچ» لِحربهم. ولمَّا عرف السُلطان مُراد بِمسير هذا الجيش أمر البكلربك لاله شاهين باشا بِالسير لِلقاءه على رأس جيشٍ من 18,000 جُندي. تقابل الجمعان على مقرُبةٍ من قرية بيلكة [[مملكة البوسنة|بِبلاد البشناق]]، واشتبكا في قتالٍ عنيفٍ يوم [[24 شعبان]] [[790 هـ|790هـ]] المُوافق فيه [[27 أغسطس|27 آب (أغسطس)]] [[1388]]م، أسفر عن انهزام العُثمانيين وانسحابهم من الميدان، دون أن تتكبَّد القُوَّات البشناقيَّة خسائر تُذكر. كان لِهذه المعركة أثرٌ بارز في ذلك الوقت، إذ أخَّرت سُقُوط البشناق بِيد المُسلمين سنين طويلة، كما ألهبت الشُعور الوطني والديني المسيحي في البلقان بحيث أنها أظهرت إمكانيَّة هزيمة العُثمانيين.<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Finkel|2=2006|ص=20-21|لغة=en}}</ref>

== بداية علاقة الاتحاد والوداد مع المماليك ==
[[ملف:مسجد السلطان برقوق - شارع المعز.jpg|تصغير|[[مجموعة السلطان الظاهر برقوق|ضريح ومسجد ومدرسة وخانقاه]] السُلطان برقوق في القاهرة، وهو السُلطان القائم على العرش المملوكي أيَّام مُراد الأوَّل.]]
امتازت العلاقات العُثمانيَّة المملوكيَّة بِالود والتقارب الشديدين، مُنذُ أن قامت الدولة العُثمانيَّة وأخذت على عاتقها فتح [[البلقان|بلاد البلقان]] ونشر الإسلام في رُبُوعها، وخطب السلاطين العُثمانيين ودَّ [[الدولة المملوكية|السلاطين المماليك]] باعتبارهم زُعماء العالم الإسلامي والقائمين على حماية الخِلافة الإسلاميَّة، واعترفوا لهم بِالأولويَّة السياسيَّة والدينيَّة، بينما خطَّطوا لِأنفُسهم دورًا مُتواضعًا هو دور [[بك|البكوات]] حُماة حُدود ديار الإسلام.<ref name="مماليك">{{استشهاد مختصر|1=طقوش|2=1997|ص=399-400}}</ref> هذا وقد ظلَّ المماليك ينظرون إلى تحرُّكات العُثمانيين الجهاديَّة كجُزءٍ من المسألة الإسلاميَّة العامَّة. وفي الوقت الذي حرص فيه العُثمانيُّون على تجميع القوى الإسلاميَّة في الأناضول لِمُواجهة الروم والأوروپيين، فقد حرصوا، من جهةٍ أُخرى، على توثيق العلاقات الأخويَّة مع المراكز الإسلاميَّة الأُخرى.<ref name="مماليك" />

ومُنذُ عهد السُلطان مُراد الأوَّل، أعطوا أهميَّةً خاصَّة لِتوثيق علاقاتهم بِالدولة المملوكيَّة باعتبارها أقوى زعامة إسلاميَّة آنذاك. وقوَّى ظُهور القائد المغولي [[تيمورلنك]] أواصر هذه العلاقات حين تعرَّضت كُلٌ من الدولتين لِخطر توسُّعه على حسابها. كانت الدولة العُثمانيَّة هي البادئة بِالسعي لِتأكيد روابط الصداقة والوداد مع المماليك أو إيجاد نوع من الروابط معهم. وابتدأت العلاقات الرسميَّة بين الدولتين في سنة [[790 هـ|790هـ]] المُوافقة لِسنة [[1388]]م حين زوَّد العُثمانيُّون المماليك بِالمعلومات الخاصَّة بِتحرُّكات تيمورلنك وجُيُوشه. فأرسل مُراد الأوَّل بعثةً إلى [[القاهرة]]، قابل أعضاؤها السُلطان [[الظاهر سيف الدين برقوق|سيفُ الدين برقوق بن أنس]] وقدَّموا إليه هديَّة سُلطانهم، وسلَّموه رسالة منه تعرض لِخُرُوج تيمورلنك من [[تبريز]] وتوجُهه باتجاه الشرق إلى [[سمرقند]].<ref name="مماليك" />

== واقعة قوصوه ونهاية مُراد الأوَّل ==
{{مفصلة|معركة قوصوه}}
[[ملف:Knez Lazar, Vladislav Titelbah.jpg|تصغير|القيصر الصربي لازار بلينانوڤيچ، قائد المُعسكر الصليبي في قوصوه.]]
قام الصربيُّون والبشناقيُّون، الذين أثبتوا إمكان الانتصار على العُثمانيين، بِمُحاولة تنظيم حملةٍ صليبيَّةٍ جديدةٍ لِلقضاء على المُسلمين نهائيًّا هذه المرَّة وطردهم من أوروپَّا. لِذلك نقض القيصر الصربي لازار بلينانوڤيچ عهد التبعيَّة لِلعُثمانيين وتحالف مع البجناكية في الأَرْنَؤُط، واستقطب تڤرتكو ملك البشناق، ودخل يُوحنَّا شيشمان قيصر البُلغار في هذا التحالف بعد أن رفض إعلان ولائه لِمُراد الأوَّل.<ref name="معركة قوصوه">{{استشهاد مختصر|1=مانتران|2=1993|ص=58}}</ref> كما شارك في هذه الحملة كُلٌ من أُمراء [[مملكة المجر (1301-1526)|المجر]] و[[تاريخ بولندا خلال عهد سلالة بياست|بولونيا]] و[[الأفلاق]] و[[مولدوفا|البُغدان]] بِوحداتهم،<ref name="فتح أنقرة" /> إلى جانب [[فرسان الإسبتارية|فُرسان الإسبتاريَّة]] بِقيادة فارسٍ كرواتي يُدعى يُوحنَّا الپاليسياوي.<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Hunyadi & Laszlovszky|2=2001|ص=287|لغة=en}}</ref> وحصل في تلك الفترة أن تُوفي القائد الذي أرَّق أعين الأوروپيين: البكلربك لاله شاهين باشا، فشدَّ ذلك من عضُد الحُلفاء وقويت عزيمتهم وزادت ثقتهم بِالنصر، غير أنَّ السُلطان مُرَّاد سُرعان ما عيَّن بدلًا منه قائدًا اشتهر بين أقرانه بِالقُدرة والحنكة، هو تيمورطاش باشا وأرسلهُ بِرفقة الصدر الأعظم قره‌خليل باشا الجندرلي إلى الأراضي البُلغاريَّة، فاخترقاها وفتحا حُصُونًا عدَّة بحيثُ اضطرَّ شيشمان إلى الخُرُوج من التحالف الصليبي اتقاءً لِغضب السُلطان، وقبِل بِدفعة الجزية وتنازل عن مدينة سليسترة.<ref name="مولد تلقائيا6" /> ولمَّا علم لازار قيصر الصرب بانخذال رفيقه قيصر البُلغار مال بِجُيُوشه قليلًا جهة الغرب للانضمام إلى أُمراء الأَرْنَؤُط، فلاحقهُ السُلطان مُراد بِجُيُوشه حتَّى تقابل الجمعان في سهل [[كوسوفو|قوصوه (كوسوڤو)]] بِإمارة برانكوڤيچ الصربيَّة.<ref name="نهاية المعركة" /> تراوح تعداد الجيش الصليبي بين 12,000 إلى 30,000 جُندي.<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Sedlar |2=1994|ص=244|لغة=en}}</ref>

ووفقًا لِلموسوعة اليوغوسلاڤيَّة بِنسختها الصادرة سنة 1972م، كان عدد المُقاتلين تحت إمرة لازار يتراوح بين 12,000 و15,000 جُندي، كما كان هُناك ما بين 5,000 إلى 10,000 جُندي بِقيادة صهره الأمير [[فوك برانكوفيتش|ڤوك برانكوڤيچ]]، ومثلهم تقريبًا بِقيادة الدوق ڤلاتكو ڤوكوڤيچ المُرسل من قِبل الملك البشناقي تڤرتكو الأوَّل،<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Vojna|2=1972|ص=659|لغة=en}}</ref> إلى جانب فُرسان الإسبتاريَّة. بِالمُقابل، تراوح عدد الجيش العُثماني ما بين 27,000 إلى 40,000 جُندي، منهم قُرابة 2,000 [[إنكشارية|إنكشاري]]، و2,500 فارس سُلطاني من حرس السُلطان، و6,000 فارس [[سباهية|سپاهي]]، و20,000 [[عزب]]ي و[[آقنجي]]، و8,000 جُندي من الإمارات المسيحيَّة التابعة لِلدولة العُثمانيَّة.<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Kortüm|2=2006|ص=231|لغة=en}}</ref>

تنص إحدى الروايات أنَّ السُلطان مُراد تقدَّم بمن معهُ وضرب مُعسكره غير بعيدٍ عن مُعسكر العدوِّ، وقضى الرجال اليوم السابق على المعركة في استكمال عدَّتهم وتدريبهم على القتال، وفي الليل أقاموا [[الصلاة في الإسلام|الصلوات]] والابتهالات واستمعوا القُرآن إلى ما بعد مُنتصف الليل ثُمَّ ناموا. وقال شاعرٌ تُركيٌّ فيما بعد أنَّ مُرادًا رأى الرسول [[محمد|مُحمَّد]] في المنام، وكان يُناوله غصن شجرةٍ مُورق ويقولُ له: {{اقتباس مضمن|تَقَدَّم يَا مُرَاد فَسَيَفتَحُ الله عَلَيكَ البِلَادَ بِهَذَا السَّيفَ الذِي كَانَ سَيفَ عَمِّي [[حمزة بن عبد المطلب|حَمزَةَ]] الشَّهِيد}}.<ref name="مؤنس">{{استشهاد مختصر|1=مؤنس|2=1977|ص=68-69}}</ref>
{{صور متتابعة
| رصف = right
 | اتجاه = vertical
 | عرض = 200
 | صورة1 = Battle of Kosovo, disposition of troops-ar.svg
 | تعليق1 = تموضع الجيشان العُثماني والصليبي في سهل قوصوه استعدادًا لِلمعركة الفاصلة بينهما.
 | صورة2 =Battle of Kosovo plan-ar.png
 | تعليق2 = تحرُّكات الجيشان العُثماني والصليبي عند اندلاع المعركة بينهما.
}}
وفي الصباح انتظمت صُفُوف العساكر استعدادًا لِلقتال. تولَّى السُلطان مُراد قيادة الجيش العُثماني، وولَّى ابنه بايزيد إمارة الميمنة وابنه الآخر يعقوب إمارة الميسرة. اصطفَّ حوالي 1,000 نبَّال على كُل جانبٍ من جانبيّ الجيش، تُعاونها قُوَّات العزب والآقنجيَّة؛ وفي قلب الجيش وقفت فرقة الانكشاريَّة وخلفها كان السُلطان تُحيطُ به الفُرسان؛ وفي الخلفيَّة وقفت عرباتُ المُؤن تحرُسها طائفةٌ قليلة العدد من الجُنُود. وعلى الجانب الآخر، وقف القيصر لازار في قلب الجيش فيما تولَّى صهره ڤوك قيادة الميمنة وڤلاتكو قيادة الميسرة. اصطفَّ الخيَّالة المُدرَّعون في مُقدمة الجيش، والخيَّالة النبَّالون على جانبيه، بينما اصطفَّ المُشاةُ في الخلف.<ref group="la" name="مولد تلقائيا3">{{استشهاد مختصر|1=Vojna|2=1972|ص=660|لغة=en}}</ref> تنص المصادر العُثمانيَّة والإسلاميَّة أنَّ الصدر الأعظم قره‌خليل باشا الجندرلي كان يحملُ معهُ [[مصحف|مُصحفًا]] قُبيل وُقُوع المعركة، ففتحهُ على غير قصد فوقع نظره على آيةٍ من [[سورة الأنفال]] هي: {{قرآن|الأنفال|65}}، فاستبشر بِالنصر واستبشر معهُ السُلطان والمُسلمون.<ref>{{استشهاد مختصر|1=الرشيدي|2=2013|ص=30}}</ref><ref>{{استشهاد مختصر|1=العمري|2=2000|ص=389}}</ref> كما تنُص بضعة مصادر إسلاميَّة أنَّ السُلطان مُراد دعا [[الله (إسلام)|الله]] طالبًا النصر أو الشهادة، فقال:
<blockquote>يا الله يا رحيم استجب دُعاء عبدك الفقير هذه المرَّة. أرسل السماء علينا مدرارًا وبدِّد سُحُب الظلام فنرى عدوَّنا وما نحنُ سوى عبيدك المُذنبين، إنَّك الوهَّاب ونحنُ فُقراؤك. وما أنا سوى عبدك الفقير المُتضرِّع، وأنت العليم يا علَّام الغُيُوب والأسرار وما تُخفي الصُدُور، ليس لي من غاية لِنفسي ولا مصلحة ولا يحملني طلب المغنم، فأنا لا أطمع إلَّا في رضاك يا الله يا عليم يا موجود في كُل الوُجود. أفديك روحي فتقبَّل رجائي ولا تجعل المُسلمين يبوء بهم الخُذلان أمام العدوّ. يا الله يا أرحم الراحمين لا تجعلني سببًا في موتهم، بل اجعلهم المُنتصرين، إنَّ روحي أبذُلها فداءً لك يا رب، إني وددتُ ولا زلتُ دومًا أبغي الاستشهاد من أجل جُند الإسلام، فلا تُرني يا إلٰهي محنتهم، واسمح لي يا إلٰهي هذه المرَّة أن أستشهد في سبيلك ومن أجل مرضاتك...<ref>{{استشهاد مختصر|1=العمري|2=2000|ص=390}}</ref>
</blockquote>
وفي روايةٍ أُخرى أنَّهُ قال:
<blockquote>يا إلٰهي، إنني أُقسمُ بِعزَّتك وجلالك إنني لا أبتغي من جهادي هذه الدُنيا الفانية، ولكنني أبتغي رضاك، ولا شيء غير رضاك يا إلٰهي، إنني أُقسمُ بِعزَّتك وجلالك أنني في سبيلك، فزدني تشريفًا بِالموت في سبيلك.<ref>{{استشهاد مختصر|1=أبو غنيمة|2=1983|ص=190}}</ref> يا إلٰهي، ومولاي، تقبَّل دُعائي وتضرُّعي، وأنزل علينا بِرحمتك غيثًا يُطفئ من حولنا غُبار العواصف، واغمرنا بِضياءٍ يُبدِّدُ من حولنا الظُلُمات، حتَّى نتمكَّن من إبصار مواقع عدُونا فنُقاتلهُ في سبيل إعزاز دينك العزيز. إلٰهي ومولاي، إنَّ المُلك والقُوَّة لك، تمنحُها لمن تشاء من عبادك، وأنا عبدُك العاجز الفقير، تعلم سرِّي، وجهري، أُقسم بِعزَّتك وجلالك أنني لا أبتغي من جهادي حُطام هذه الدُنيا الفانية، ولكني أبتغي رضاك ولا شيء غير رضاك. إلٰهي، ومولاي، أسألُك بِجاه وجهك الكريم، أن تجعلني فداءً لِلمُسلمين جميعًا، ولا تجعلني سببًا في هلاك أحدٍ من المُسلمين في سبيلٍ غير سبيلك القويم. إلٰهي، ومولاي، إن كان في استشهادي نجاةٌ لِجُند المُسلمين فلا تحرُمني الشهادة في سبيلك، لِأنعم بِجوارك ونِعم الجوار جوارك. إلٰهي، ومولاي، لقد شرَّفتني بِأن هديتني إلى طريق الجهاد في سبيلك، فزدني شرفًا بِالموت في سبيلك.<ref>{{استشهاد مختصر|1=أبو غنيمة|2=1983|ص=40-41}}</ref>
</blockquote>
[[ملف:Battle of Kosovo, Adam Stefanović, 1870.jpg|تصغير|{{ط|واقعة قوصوه}}، بريشة آدم أسطفانوڤيچ (1870م).]]
[[ملف:Miloš ubija Murata, A. Jovanović.jpg|تصغير|ميلوش كوبلوڤيچ يطعن السُلطان مُراد الأوَّل ويُرديه قتيلًا.]]
تختلفُ المصادر العُثمانيَّة والصربيَّة في وصف كيفيَّة انطلاق المعركة، لكن من المعروف أنَّها اندلعت يوم [[19 جمادى الآخرة|19 جُمادى الآخرة]] [[791 هـ|791هـ]] المُوافق فيه [[12 يونيو|12 حُزيران (يونيو)]] [[1389]]م،<ref>{{استشهاد مختصر|1=طقوش|2=2013|ص=52}}</ref> ويُعتقد بأنَّ العُثمانيين كانوا المُبادرين في الهُجوم، حيثُ أطلق النبَّالون سهامهم بِاتجاه الخيَّالة الصربيين، الذين اتخذوا تشكيلة الإسفين وانقضوا على الجناح الأيسر لِلجيش العُثماني بِقيادة الشاهزاده يعقوب چلبي،<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Nastasijevic|2=1987|ص=187|لغة=en}}</ref> فهزموه وأجبروا أفراده على الفرار من المعركة، لكنَّهم عجزوا عن خرق قلب الجيش والجناح الأيمن.<ref group="la" name="مولد تلقائيا3" /> ولمَّا توقَّف هُجوم الفُرسان الصليبيين المُدرَّعين، انقلبت الآية ومالت الكفَّة لِصالح العُثمانيين، ذلك أنَّ الدُروع الثقلية لِلفُرسان والخُيُول أصبحت عقبة أمامهم، فلم يقدروا على المُناورة والتحرُّك بسلاسة، عكس المُشاة والفُرسان العُثمانيين الذين يرتدون الملابس الخفيفة، فهاجم الشاهزاده بايزيد الصربيين بِقوَّةٍ وكبَّدهم خسائر فادحة. تُشيرُ المصادر التاريخيَّة إلى أنَّ ڤوك برانكوڤيچ، صهر القيصر الصربي، لمَّا تبيَّن لهُ أنَّ المعركة خاسرة وأنَّ العُثمانيين أكثر كفاءةً وأفضل تجهيزًا من الصليبيين، فرَّ ومعهُ عشرة آلاف فارس والتحق بِجيش المُسلمين، فدارت الدائرة على الصربيين وأخذوا يتساقطون أمام الضربات العُثمانيَّة المُتتالية،<ref name="نهاية المعركة" /> فخسروا عددًا كبيرًا من الجُنود، ثُمَّ انسحب البشناقيُّون من الميدان بعد أن يأسوا من إحراز النصر، وجُرح القيصر لازار ووقع أسيرًا في يد العُثمانيين مع عددٍ من نُبلائه.<ref name="معركة قوصوه" /> دامت هذه الواقعة المُهمَّة 8 ساعات،<ref name="فتح أنقرة" /> وبانتهائها زال استقلال الصرب وزُلزلت أوروپَّا زلزلةً كُبرى لِهول الهزيمة، بحيثُ بقي ذكُر هذه المعركة شهيرًا في القارَّة العجوز بِأسرها طيلة قُرون.<ref name="نهاية المعركة" />
[[ملف:Miloš Obilić posle zavere pred šatorom Muratovim, Pavle Čortanović i Adam Stefanović.jpg|تصغير|يمين|إحضار الجُندي الصربي ميلوش كوبلوڤيچ إلى السُلطان مُراد، وفق ما تنص عليه بعض الروايات، قُبيل أن يطعنه الأوَّل بوقتٍ قصير.]]
[[ملف:Sultan 1.Murat Turbesi 01.JPG|تصغير|مشهد خُداونگار، أو تُربة السُلطان مُراد.]]
وبعد تمام النصر، كان السُلطان مُراد يتجوَّلُ مُتفقدًا ساحة المعركة والقتلى والجرحى، وفي إحدى الروايات أنَّهُ كان يبحث عن الناجين لِإسعافهم أو المُحتضرين لِإسقائهم شُربة ماء قبل أن يلفظوا النفس الأخير،<ref name="مؤنس" /> فانقضَّ عليه جُندي صربي يُدعى «[[ميلوش أوبيليتش|ميلوش كوبلوڤيچ]]» كان يتظاهر بِالموت، وفاجأه بِطعنةٍ قاتلةٍ من خنجره المسموم كانت هي القاضية عليه بعد قليل، وسقط القاتُل قتيلًا تحت سُيُوف الانكشاريَّة مُباشرةً.<ref name="نهاية المعركة" /> وفي روايةٍ أُخرى أنَّ ميلوش هذا قام من بين الجُثث واقترب من السُلطان مُنحنيًا بِدعوى أنَّ لديه ما يعرضه،<ref name="فتح أنقرة" /> وفي رواية فريدون بك من أثره المُسمَّى «مُنشآت السلاطين»، أنَّ ميلوش تظاهر بِأنَّهُ أراد أن يُعلن إسلامه على يديّ السُلطان،<ref>{{استشهاد مختصر|1=فريدون بك|2=1274هـ|ص=116}}</ref> وعند ذلك أشار الأخير لِلحرس أن يُطلقوه فتظاهر بِأنَّهُ يُريد تقبيل يد السُلطان وقام في حركةٍ سريعةٍ بِإخراج خنجره المسموم وطعن به السُلطان، فقتله الانكشاريَّة على الفور.<ref group="la" name="مولد تلقائيا2" /> أمَّا في تاريخ دمتري قانتمير فقد قيل أنَّ السُلطان كان يُحدِّثُ الصدر الأعظم خلال تجوُّله في ساحة القتال قائلًا أنَّهُ رأى منامًا الليلة الفائتة مفاده أنَّهُ قُتل في ميدان الحرب، فتنبَّه أحد الجُنود الصربيين المُصابين أنَّ المُتحدثان هُما السُلطان والصدر الأعظم، فانقضَّ على السُلطان وطعنه في جانبه. على جانبٍ آخر، تُشيرُ رواياتٍ غربيَّةً إلى أنَّ السُلطان مُراد قُتل خِلال المعركة ولم يُعرف من هو قاتله، ولا تأتي تلك الروايات على ذِكر ميلوش على الإطلاق،<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Emmert & Vucinich|2=1991|ص=9-11|لغة=en}}</ref> وفي روايةٍ أُخرى ترجع لِسنة 1416م قيل بأنَّ القيصر لازار هو من قتل مُراد بيده خِلال المعركة.<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1= Ćirković|2=1990|ص=38|لغة=en}}</ref> ثارت ثائرةُ الشاهزاده بايزيد لمَّا طُعن والده، وأمر بدايةً بِقتل الأسرى الصليبيين ثأرًا له، لكنَّ مُرادً رفض ذلك رفضًا قاطعًا، فقال لِقادته وإبنيه: {{اقتباس مضمن|لًا تُعَذِّبُوا الأَسرَى وَلَا تُؤذُوهُم، ولَا تَسلِبُوهُم، فإنَّ [[محمد|النَبِيّ]] {{صلى الله عليه وسلم}} قَالَ لِأَصحَابِه فِي أَسرَى [[بنو قريظة|بَنِي قُرَيظَة]]: "أَحْسِنُوا إسَارَهُمْ، وَقَيّلُوهُمْ، وَأَسْقُوهُمْ حَتّى يُبْرِدُوا"}}.<ref name="الفتوح الإسلامية عبر العصور">{{استشهاد مختصر|1=العمري|2=2000|ص=391}}</ref><ref>{{استشهاد مختصر|1=فرج|2=2016|ص=111}}</ref> ولم تدُم مُعاناة السُلطان مُراد طويلًا، فأسلم الروح بعد قليل، بعد أن أوصى بِولاية العهد إلى ابنه بايزيد وودَعَ جيشه في بضع جُمل، فقال:
<blockquote>لا يسعني حين رحيلي إلَّا أن أشُكر الله، إنَّهُ علَّامُ الغُيُوب المُتقبِّل دُعاء الفقير، [[الشهادتان|أشهدُ أن لا إله إلَّا الله]]، وليس يستحقُ الشُكر والثناء إلَّا هو، لقد أوشكت حياتي على النهاية ورأيتُ نصر جُند الإسلام. أطيعوا ابني بايزيد، ولا تُعذِّبوا الأسرى ولا تُؤذوهم ولا تسلبُوهم، وأودِّعُكم مُنذُ هذه اللحظة وأُودِّعُ جيشنا الظافر العظيم إلى رحمة الله، فهو الذي يحفظُ دولتنا من كُلِّ سوء.<ref name="الفتوح الإسلامية عبر العصور" />
</blockquote>
[[ملف:Sultan 1.Murat Turbesi 02.JPG|تصغير|يمين|قبر السُلطان مُراد الأوَّل.]]
ولمَّا تُوفي السُلطان مُراد عفا بايزيد عن جميع الأسرى باستثناء القيصر لازار ونُبلائه، الذين أمر بإعدامهم، فأُعدموا على الفور.<ref name="فريدون">{{استشهاد مختصر|1=آمجن|2=1999|ص=16}}</ref> استُخرجت أحشاء السُلطان مُراد ودُفنت في سهل قوصوه كي لا يُصاب جُثمانه بِالتلف أثناء رحلة العودة الطويلة إلى بورصة لِدفنه بِجانب أبيه أورخان وجدِّه عُثمان. وبُني ضريحٌ فوق الموضع التي دُفنت فيه الأحشاء عُرف مُنذ ذلك الحين باسم «مشهد خُداونگار» ([[اللغة التركية|بِالتُركيَّة المُعاصرة]]: Meşhed-i Hüdavendigâr أو Sultan Murad Türbesi؛ [[اللغة الألبانية|بِالألبانيَّة]]: Tyrbja e Sulltan Muratit؛ [[اللغة الصربية|بِالصربيَّة]]: Гроб Султана Мурата)، وبقي حتَّى اليوم مقامًا ذو أهميَّة تاريخيَّة وثقافيَّة وحضاريَّة عند مُسلمي البلقان، أمَّا الجُثمان فنُقل إلى مدينة بورصة حيثُ وُري الثرى إلى جانب السُلطانين أورخان وعُثمان، ومن تُوفي من أُمراء آل عُثمان.<ref name="وفاة السلطان">{{استشهاد مختصر|1=أوزتونا|2=2010|ص=101}}</ref> حقَّقت معركة قوصوه لِلعُثمانيين مكاسب آنية ومُستقبليَّة. فمن حيث المكاسب الآنية، فقد سقط مركز المُقاومة في شرقيّ أوروپَّا ضدَّ المُسلمين، وخلت المناطق الواقعة في جنوبيّ نهر الطونة من قوى عسكريَّة يُمكنها التصدي لِلعُثمانيين، باستثناء المجر. وزال استقلال الصرب، وتحوَّلت القيصريَّة الصربيَّة إلى إقطاعٍ عسكريٍّ، إذ أنَّ أسطفان بن لازار، الذي خلف والده، تفاهم مع بايزيد ووافق على دفع الجزية والخدمة في القُوَّات العُثمانيَّة. كما تعزَّزت فُرص العُثمانيين لِلسيطرة على البلقان، بِفعل أنَّ هذه المعركة فتحت طريق الصرب الشماليَّة أمام العُثمانيين، وأضحت الظُروف مُؤاتية لِلتقدُّم نحو الأَرْنَؤُط والبشناق، وبدأت موازينُ القوى تميلُ بشكلٍ ملحوظٍ لِصالح العُثمانيين. ومن حيثُ المكاسب المُستقبليَّة فقد شكَّلت معركة قوصوه بداية التحوُّلات المُهمَّة التي طرأت على التركيب العرقي والاجتماعي والسياسي والثقافي والاقتصادي في المنطقة، حيثُ اصطبغت هذه المناطق المفتوحة بِالصبغة الإسلاميَّة، وبدأ السُكَّان يتحولون إلى الإسلام؛ إمَّا هربًا من قهر الأُمراء الإقطاعيين ومُضايقة الكنيسة الكاثوليكيَّة، أو بِفعل أنَّ العناصر المحليَّة شاءت أن تُشارك في الإدارة العُثمانيَّة لِتدعم مواقعها الداخليَّة.<ref name="وفاة السلطان" />

== أهميَّة مُراد الأوَّل ==
تكمُن أهميَّة مُراد الأوَّل بِنجاحه في الارتقاء بِالإمارة العُثمانيَّة إلى طور الدولة، وقد مهَّدت وضعيَّة الفُتُوح السبيل لِتطوير النظام الانكشاري وإحداث تغييرات هامَّة في نُظم الإمارة، ما ساعد على وضع أُسس الهيكل المركزي فيها.

=== على صعيد الدولة ===
[[ملف:3 -Murad I map-ar.png|تصغير|خارطة تُظهر حُدُود الإمارة العُثمانيَّة عند تولِّي مُراد الأوَّل عرش آل عُثمان (النبيذي) وعند وفاته (الأحمر يُمثِّل المناطق المفتوحة الداخلة ضمن نطاق الدولة، والوردي يُمثِّل المناطق التي دانت بِالتبعيَّة لِلإمارة).]]
ترك السُلطان مُراد وراءه دولةً بلغت مساحتها حوالي 500,000 كلم<sup>2</sup> تقريبًا، منها حوالي 291,000 كلم<sup>2</sup> في البلقان وما يزيد عن 208,000 كلم <sup>2</sup> في الأناضول، وأدخل انتصاره في قوصوه مُعظم البلاد البلقانيَّة ضمن ديار الإسلام لِمُدَّة 500 سنة.<ref name="وفاة السلطان" /> وبهذا، فإنَّ مُرادًا زاد حُدود الإمارة التي ورثها عن والده أورخان أكثر من خمسة أمثال في مدى حوالي 29 سنة، إذ كانت مساحتها عندما تسلَّمها 95,000 كلم<sup>2</sup>.<ref>{{استشهاد مختصر|1=حرب|2=1994|ص=20}}</ref> أمَّا المناطق التي دخلت ضمن نطاق الإمارة العُثمانيَّة فهي على الوجه التالي تفصيلًا وفق التقسيمات الإداريَّة المُعاصرة:
* '''في الأناضول''': ولايات [[بورصة (محافظة)|بُورصة]]، و[[بالق أسير (محافظة)|بالق أسير]]، و[[بيله جك (محافظة)|بيله جك]]، و[[قوجه إيلي (محافظة)|قوجه إيلي]]، و[[صقاريا (محافظة)|صقارية]]، و[[إسكي شهر (محافظة)|إسكي شهر]]، و[[بولو (محافظة)|بولي]]، و[[كوتاهية (محافظة)|كوتاهية]]، و[[أفيون قره حصار (محافظة)|أفيون قره‌حصار]]، و[[جنق قلعة (محافظة)|چنق قلعة]] عدا مروز و[[بوزجه آضه|بوزجەآضه]]؛ و[[أنقرة (محافظة)|أنقرة]] عدا كسكين، وقيري قلعة شرفلي، وقوجه حصار؛ و[[إسطنبول (محافظة)|إستنبول]] عدا جُزُر بحر مرمرة؛ وأقضية آق شهر التابعة لِ[[قونية (محافظة)|ولاية قونية]]، وأقضية بك شهري، وسيدي شهري، ويالواج التابعة [[إسبرطة (محافظة)|لِولاية إسپرطة]]، وشرقيّ قره‌آغاج، وسوما التابعة لِ[[محافظة مانيسا|ولاية مغنيسية]]، وقرق آغاج، ومدينة برغامة وبلدات قينق وديكيلي التابعة لِ[[إزمير (محافظة)|ولاية إزمير]]. أمَّا المناطق التي دخلت في تبعيَّة الدولة دون أن تفقد استقلالها بشكلٍ تام: إمارة جندرلي (ولايات [[قسطموني (محافظة)|قسطموني]]، و[[سينوب (محافظة)|سينوپ]]، و[[سامسون (محافظة)|صمصون]]، و[[زونغولداق (محافظة)|زنغُلداق]]، و[[جانقري (محافظة)|چانقري]] وقسمًا من [[جوروم (محافظة)|چوروم]])، وإمارة أماسية، وإمارة الحميد (ولايتيّ [[بوردور (محافظة)|بوردُو]] وإسپرطة).<ref name="وفاة السلطان" />
* '''في البلقان''': [[جاليبولي|شبه جزيرة قلِّيبُلِي]]، وولايات [[محافظة أدرنة|أدرنة]]، و[[قرقلر ايلي (محافظة)|قرقلر إيلي]]، و[[تكيرداغ (محافظة)|تكرطاغ]]، وقضاء جتالجه، وكامل بُلغاريا الحاليَّة، و[[تراقيا الغربية|تراقية الغربيَّة]] عدا جزيرة سمندرك، ومدينة [[سالونيك]] بِشبه جزيرة [[خالكيذيكي|خالكيديكة]]، ومقدونية الجنوبيَّة عدا جزيرة [[ثاسوس|طاشوز]]، وتسالية، ومقدونية الشماليَّة، و[[كوسوفو|قوصوه (كوسوڤو)]]، و[[نيش]] (صربيا الجنوبيَّة) وشرقيّ [[ألبانيا تحت حكم الدولة العثمانية|الأَرْنَؤُط]]، وشرقيّ [[الجبل الأسود]]. أمَّا المناطق التي دانت بِالتبعيَّة لِلإمارة العُثمانيَّة فهي: جُمُهوريَّة رجوسة، وإمارة دبروجة، وإمارة الصرب.<ref name="وفاة السلطان" />

=== على الصعيد الإداري ===
توسَّعت الإدارة العُثمانيَّة في عهد مُراد الأوَّل بِمقدار خمس مرَّات لِما كانت عليه، كما ازداد عدد السُكَّان، بحيثُ أصبح هذا العهد يُعدُّ نُقطة تحوُّلٍ فاصلةٍ في الحلقة التاريخيَّة للانتقال إلى طور الدولة. أدَّى الانتشار العُثماني الواسع في البلقان إلى ظُهُور مناطق حُدوديَّة جديدة كانت هدفًا لِحركة هجرة تُركيَّة وإسلاميَّة واسعة، وعلى الرُغم من المُقاومة التي صادفها العُثمانيُّون فإنَّ هدف الاستيطان والسياسة التي طبَّقوها قد أثبتت لهم أنَّهُ من الصعب إجلاؤهم عن البلقان، والمعروف أنَّ مُمارسة عمليَّات نقل السُكَّان إلى المناطق المفتوحة قد بدأت مُنذُ وقتٍ مُبكرٍ بِهدف تدعيم الجهاد.<ref name="أهمية">{{استشهاد مختصر|1=طقوش|2=2013|ص=54}}</ref> وفي الوقت الذي استقرَّ فيه الفاتحون في المناطق المفتوحة جرى دمج القادة المحليين شيئًا فشيئًا عن طريق الإقطاع، ما أحدث تغييراتٍ هامَّةٍ في التركيبة السياسيَّة في البلقان، إذ أنَّ تطبيق نظام الإقطاع العسكري الذي سار عليه العُثمانيُّون، في الأراضي المفتوحة، ألحق قسمًا من الأُمراء المحليين بِنظام [[تيمار|التيمار]]، فأُبطلت حُقوق هؤلاء على السُكَّان، وتساوى المُزارعون في البلقان بِالمُزارعين المُسلمين الأناضوليين في الوضعيَّة الحُقوقيَّة، كما حقَّق هذا الربط الأمن والهُدوء وعزَّز قُوَّة الجيش.<ref name="أهمية" /> وبِفعل أنَّ أُسس نظام الإقطاع العسكري منوطة، بِشكلٍ مُباشرٍ، بِتعمير القُرى، فقد عمل العُثمانيُّون على تشجيع الناس على الهجرة من الأناضول، والعمل، من ناحيةٍ أُخرى، على إقرار السُكَّان المحليين في أماكنهم. وهكذا رسَّخت الإدارة العُثمانيَّة أقدامها في الروملِّي، وجرى إحياء عمليَّة الحياة الاقتصاديَّة من واقع تعزيز الوُجود السُكَّاني في القُرى وتعمير الخربة منها. وأدَّى العُلماء، الذين استقطبتهم فُرص المناصب والمُخصَّصات، والدراويش الغُزاة، الذين وجدوا الفُرصة لِمُمارسة عمليَّة الجهاد، دورًا في تطبيع المُمارسات الإداريَّة الإسلاميَّة المُتميزة بِالتسامُح مع غير المُسلمين.<ref name="أهمية" /> والواقع أنَّ الصدر الأعظم قره‌خليل باشا الجندرلي أدَّى دورًا أساسيًّا في بناء إدارة مركزيَّة، فأنشأ منصب [[قاضي عسكر|قاضي العسكر]]، القاضي الأعلى لِلجُيُوش العُثمانيَّة، وهو في واقع الأمر [[قاضي القضاة|قاضي القُضاة]] أي رئيس العُلماء وما يقوم مقام وزير العدل المُعاصر، حتَّى إنشاء منصب [[شيخ الإسلام]] لاحقًا، ويجمع بِحُكم صلاحيَّاته بين رئاسة الإدارة وقيادة الجيش، وأنشأ خزانة الدولة ونظام الدفاتر، وهُما أساس المُؤسسة التيماريَّة، وكان مُتولِّي نظارة الخزانة يُسمَّى «الخزندار»، ومُتولِّي نظارة الدفاتر يُسمَّى «الدفتردار». وتمَّ، في ظل حُكم مُراد الأوَّل، إنشاء منصب «البكلربك» الذي هو أميرُ الأُمراء.<ref name="أهمية" />

=== على الصعيد العسكري ===
{{أيضا|إنكشارية{{!}}إنكشاريَّة|سباهية{{!}}سپاهية}}
[[ملف:Sipahi.jpg|تصغير|يمين|فارسٌ سپاهيٌّ.]]
شهدت المُؤسسة العسكريَّة العُثمانيَّة بضع تغيُّراتٍ وتطوُّراتٍ ملحوظةٍ في عهد مُراد الأوَّل. ففي مجال سلاح الفُرسان، يُنسب إلى القائد والوزير تيمورطاش باشا تنظيم فرق الخيَّالة العُثمانيين المُسمَّاة «[[سباهية|سپاهية أو سپاه]]» على نظامٍ جديدٍ، فاختار أن تكون راياتهم بِاللون الأحمر الذي أصبح شعار الدولة العُثمانيَّة حتَّى آخر أيَّامها، وأقطع كُلَّ نفرٍ منهم جُزءًا من الأرض يزرعهُ أصحابه الأصليُّون مسيحيين كانوا أو مُسلمين في مُقابل دفع بدل مُعيَّن لِصاحب الإقطاع، وذلك بِشرط أن يسكن الجُندي في أرضه وقت السِلم ويستعد لِلحرب عند الاقتضاء على نفقته وأن يُقدِّم أيضًا جُنديًّا آخر معه. وكان كُل إقطاع لم يتجاوز إيراده السنوي عشرين ألف غرش يُسمَّى «تيمار»، وما زاد إيراده على ذلك يُسمَّى «زعامت». وكانت هذه الاقطاعات لا يرثُها إلَّا الذُكُور من الأعقاب، وإذا انقرضت الذُريَّة الذَكريَّة ترجع المُقاطعة إلى الحُكومة وهي تُقطعها إلى جُنديٍّ آخر بِنفس هذه الشُرُوط.<ref name="فتوح بلغاريا1" /> وفي سنة 1387م اقترح قره‌خليل باشا الجندرلي على السُلطان مُراد تشكيل وحدات عسكريَّة نظاميَّة جديدة إلى جانب الانكشاريَّة والسپاهية، فوافقهُ السُلطان على ذلك، وهكذا تأسست وحدتيّ مُشاة «اليايا» وفُرسان «المُسلَّم». وكانت المرحلة الأولى هي جمع ألفين من فتيان التُرك الأشدَّاء: ألفٌ لِلفُرسان وألفٌ لِلمُشاة، وهؤلاء سوف يتقاضون أُجورًا أثناء الحرب، أمَّا في زمن السلم فسوف يشتغلون بِزراعة الأراضي التي ستُخصص لهم. وقُسِّم جُنُود المُشاة إلى جماعاتٍ تضُم عشرة جُنُود، و«بلوكاتٍ» تضُمُّ مائة جُندي، وعُرف قائد الجماعة باسم «أونباشي» أي رئيس العشرة، وعُرف قائد البلوك باسم «يوزباشي» أي رئيس المائة، بينما يقود الجميع قائدٌ اسمه «بكباشي» أي رئيس الألف. أمَّا فُرسانُ المُسلَّم فقد انقسموا إلى فرق عُرفت باسم «الأوجاقات» تضُمُّ كُلٌ منها ثلاثين فارسًا، يقضي الأمر بِذهاب خمسة منهم إلى الحرب.<ref>{{استشهاد مختصر|1=جواد|2=1299هـ|ص=1-2}}</ref>
[[ملف:Sipahi-vienibas-karogs.svg|تصغير|راية السپاهية.]]
ولمَّا تضاعفت الفُتُوحات العُثمانيَّة في الروملِّي زادت حاجة الدولة إلى الجُنُود، فاتجهوا لِأجل هذا إلى الاستفادة من أسرى الحرب، بِمُوجب قانون الخُمس ([[اللغة التركية العثمانية|بالتُركيَّة العُثمانيَّة]]: <span style="font-family: Arabic Typesetting; font-size:22px ">پنچيك قانونى</font></span>) الذي نصَّ على جواز حُصُول الدولة على خُمس أسرى الحرب مُقابل الضريبة المُستحقة عليهم. وكان يجري في البداية إلحاقهم بِأوجاق الانكشاريَّة بعد مرحلة تدريبٍ قصيرة، فلمَّا تبيَّن لِلسُلطان بعض المحاذير في ذلك، أشار بِتسليم الفتيان من أسرى الحرب لِلأُسر التُركيَّة المُسلمة في الأناضول، وبِذلك أمكن لِهؤلاء العمل بِالزراعة لِقاء أجرٍ زهيد، وتعلَّموا في الوقت ذاته العادات والتقاليد التُركيَّة الإسلاميَّة. وكانوا يتلقُّون التعليم العسكري الأساسي في أوجاقٍ أسَّسهُ السُلطان مُراد في قلِّيبُلِي عُرف باسم «أوجاق العَجَميَّة».<ref>{{استشهاد مختصر|1=أوزجان|2=1999|ص=382}}</ref> وكان السُلطان مُراد قد أنشأ، عقب فتح أدرنة، أوجاقًا خاصًّا بِالانكشاريَّة بِهمَّة وجُهُود قره‌خليل باشا الجندرلي، وكان تزويده بِالجُنُود يتم من أسرى الحرب وفق قانون الخُمس سالف الذِكر، إذ يمُر الواحد منهم بِدورة تدريب قصيرة، ثُمَّ ينخرط في سلك الانكشاريَّة.<ref>{{استشهاد مختصر|1=أوزجان|2=1999|ص=384}}</ref>

== شخصيَّته وصفاته ==
[[ملف:Murad I Sahand Ace.jpg|تصغير|رسمٌ لِلسُلطان مُراد في ملابس عُثمانيَّة كلاسيكيَّة، على الرُغم من أنَّهُ لم يكن يرتدي مثل تلك الملابس.]]
تصفُ المصادر العُثمانيَّة مُراد الأوَّل بِأنَّهُ كان شخصًا مربوع القامة، وطويل الرقبة، ومُستدير الوجه، وكبير الأنف بحيثُ شبَّهت أنفه بِكبش الدَّك، وواسع العينين، وعاقد الحاجبين الكثين، وحاد النظرات، وكبير الأسنان المُتباعدة، وعريض الصدر. لحيته لم تكن طويلة ولا قصيرة، أمَّا أصابعه فكانت طويلة وغليظة وقويَّة جدًا ومُتباعدة عن بعضها بعضًا، حتَّى قيل بِأنَّ [[طغراء]]ه نجمت عن ضغطه بِإصبعه على الورق. صوته كان جهوريًّا قويًّا في الحُرُوب ويُسمع من مسافةٍ بعيدة.<ref>{{استشهاد مختصر|1=أرمغان|2=2006|ص=24}}</ref>

تُبرزُ المصادر العُثمانيَّة الجانب الخيِّر والعادل لِمُراد الأوَّل، أمَّا بعض المصادر الغربيَّة فتصفهُ بِأنَّهُ كان قليل الكلام، وأنَّ عباراته جميلة على قلَّتها، وأنَّهُ «حاكمٌ خيِّرٌ، وصيَّادٌ لا يعرف التعب، وفارسٌ شهم». ويصفه المُؤرِّخ البُغداني دمتري قانتمير بِأنَّهُ «رمز الاستقامة»، وأنَّ أرادتهُ لم تكن تُهزم، يُؤدِّي فُروضه الدينيَّة الإسلاميَّة بالتزام، ويُحب مُناقشة العُلماء كثيرًا، ويرتدي قماشًا صوفيًّا خفيفًا ورقيقًا، وهذا رداءٌ خاص بِالدراويش والعُلماء.<ref name="أرمغان1">{{استشهاد مختصر|1=أرمغان|2=2006|ص=25}}</ref> ويُروى أنَّ الشعب كان يُحبُّه باعتباره «حاميًا وأبًا مُباركًا». ويعتبر المُؤرَّخ التُركي مُصطفى أرمغان أنَّ هذا كان سبب تلقيبه «خُداونگار»، بينما يقول المُؤرِّخ الكبير [[خليل إينالجك]] أنَّ لقب «الغازي خُداونگار» يعود لِشجاعة مُراد في الغزو، وحمايته الدولة.<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=İnalcık|2=2020|ص=163|لغة=en}}</ref>
[[ملف:Iskender-name-murder of Murad.jpg|تصغير|يمين|رسمٌ لِحادثة مقتل السُلطان مُراد في قوصوه بِحسب إسكندرنامه أحمدي. رُسم لِباسُ السُلطان وأركانه بِشكلٍ أكثر تطابُقًا مع لِباسه الحقيقي وما كان رائجًا في [[القرن 15|القرن الخامس عشر الميلادي]].]]
يُعرف عن السُلطان مُراد تعلُّقه بِالصيد شأنهُ شأن الكثير من السلاطين العُثمانيين. ويصف المُؤرِّخ العُثماني مُحمَّد نشري حُبَّهُ لِلصيد بِقوله: {{اقتباس مضمن| كَانَ يُحِبُّ الصَّيدَ كَثِيرًا، وَلَدَيهِ كِلَابٌ ذَاتَ سَلَاسِلَ ذَهَبِيَّة وَفِضيَّة. وَكَانَت صُقُورَهُ هَكَذَا أيضًا}}. وممَّا يدحض الادعاء القائل بِأنَّ مُرادًا كان [[أمية|أُميًّا]] لا يعرف القراءة ولا الكتابة، أنَّهُ كان أوَّل سُلطانٍ يمتلكُ مكتبةً خاصَّة، بِدليل أنَّ بعض الكُتب نُسخت خصيصًا له.<ref name="أرمغان1"/> وسبب القول بِأنَّ مُراد الأوَّل كان أُميًّا جاء بالاعتماد على القصَّة سالِفة الذِكر والقائلة بِأنَّهُ ضغط بِإصبعه على الورقة لِيترُك طغراءه نظرًا لأنَّهُ لا يُوقِّع، غير أنَّ الدلائل تُشير إلى أنَّهُ لم يكن فقط عالمًا بِالتُركيَّة، بل أنَّهُ كان يقرأ أصعب الكُتب العربيَّة التي لا يستطيع جُمهُور الناس من الأعاجم فهمها بِسُهولة وإن تكلّمُوا [[اللغة العربية|اللُغة العربيَّة]].<ref name="أرمغان1"/>

كان السُلطان مُراد مُحبًا بِشدَّة لِلمُلَّا [[جلال الدين الرومي|جلالُ الدين الرومي]]، وحظي بِلقب «هنكار» نتيجة ذُيُوع حُبِّه العميق له. لِهذا السبب أمر بِخياطة قُبَّعة من قطع ثوبِ عائد لِجلال الدين الرومي بِخُيُوطٍ ذهبيَّةٍ، وصنع منها تاجًا، ولفَّ عليها لفَّة مُدوَّرة. وحُوفظ على هذه الرأسيَّة في تُربة السُلطان مُراد في بورصة حتَّى مطلع [[القرن 17|القرن السَّابع عشر الميلادي]]، حتَّى أنَّ بعض السلاطين العُثمانيين اعتمروا تلك القُبعة على اعتبار أنها تاج السلطنة.<ref name="أرمغان1"/>

عُرف عن السُلطان مُراد تفضيله ارتداء ثوبٍ أبيضٍ مُزيَّنٍ بِالأحمر، وكانت القُبَّعة التي يعتمرها مُذهَّبة، وتبرز أطرافها بِمقدار إصبعٍ عن اللفَّة. وفي عهد هذا السُلطان قطع تنظيم [[آخية|الآخية المُجاهدين]] المُستمر مُنذُ زمن [[عثمان الأول|السُلطان عُثمان الأوَّل]] مرحلةً جديدةً، ويقولُ المُؤرِّخ إسماعيل حقِّي أوزون چارشلي بِأنَّ مُرادًا كان رئيس هذه الجماعة.<ref name="أرمغان2">{{استشهاد مختصر|1=أرمغان|2=2006|ص=26}}</ref> ويُمكن مُلاحظة هذا الأمر من حيثُ حرص مُراد على اتباع مبادئ هذه الجماعة وزُهده في الدُنيا، فهو لم يحتفظ بِأيٍّ من الهدايا المُرسلة لهُ عند زواج ابنه الشاهزاده بايزيد من ابنه أمير كرميان، فوزَّعها كُلَّها على الأُمراء ورجال الدولة والعُلماء والفُقراء. ومِمَّا يُؤكد انتسابه لِلآخية أيضًا ما يُنسب إليه من كلامٍ مكتوبٍ في إحدى الوقفيَّات: {{اقتباس مضمن|لَفَفتُ وِسطَ أَخِي مُوسَىٰ بِالحِزامِ الذي لَفَّهُ الإِخوَةُ عَلَى وِسطِي}}.<ref name="أرمغان2"/>

يتناقل أهالي بورصة قصَّة مفادها أنَّ مُراد الأوَّل صلَّى صلاته الأخيرة قُبيل انطلاقه إلى حرب قوصوه في موضعٍ أمر ببناء مسجدٍ جامعٍ فيه في ذات السنة (1389م)، وعندما قُتل في المعركة، استُلهم اسم الجامع من من هذه الواقعة، فسُميَّ «جامع الشهادة»، وهو يقع اليوم في حي طوبخانة بِالمدينة سالِفة الذِكر، إلى الأعلى من قبريّ عُثمان الأوَّل وأورخان غازي.<ref name="أرمغان2"/> أخيرًا، اشتهر مُراد الأوَّل بتديُّنه الكبير وحُسن مُعاملته لِرعيَّته، وفي هذا يقول المُؤرِّخ الرومي «هالكو نديلاس»: {{اقتباس مضمن|قَامَ مُرَاد بِأَعمَالٍ مُهِمَّة كَثِيرَة. دَخَل 37 مَعرَكَة سَوَاءَ فِي الأَنَاضُول أو في البَلقَان، وَخَرَجَ مِنهَا جَمِيعًا ظَافِرًا، وَكَانَ يُعَامِلُ رَعِيَّتَهُ مُعَامَلَةً شَفُوقَةً دُونَ النَّظَر لِفَوَارِقِ العِرقِ وَالدِّينِ}}.<ref>{{استشهاد مختصر|1=حرب|2=1994|ص=19}}</ref> ووصفهُ المُؤرِّخ الدكتور [[علي الصلابي|عليّ مُحمَّد الصَّلَّابي]] بِقوله: {{اقتباس مضمن|لَقَد فَهِمَ السُلطَانُ مُرَاد حَقِيقَةَ الإيمَانِ وَكَلِمَةَ التَوحِيدِ وَذَاقَ آثَارَهَا فِي حَيَاتِهِ، فَنَشَأَت فِي نَفسِهِ أَنفَةٍ وعِزَّةٍ مُستَمَدَّةٍ مِنَ الإيِمَانِ بِاللهِ، فَأيقَنَ أنَّهُ لَا نَافِعَ إلَّا الله، فَهُوَ المُحيِي وَالمُمِيتُ، وَهُوَ صَاحِبُ الحُكمِ وَالسُلطَة وَالسِّيَادِة، وَمِن ثُمَّ نَزَعَ مِن قَلبِهِ كُلَّ خَوفٍ إلَّا مِنهُ سُبحَانَهُ، فَلَم يُطَأطِئ رَأسَهُ أَمَامَ أَحَدٍ مِنَ الخَلقِ، وَلَا يَتَضرَّعُ إِلَيهِ، وَلَا يَركَعُ مِن كِبرِيَائِهِ وَعَظَمَتِهِ، لِأنَّهُ عَلَى يَقِينٍ بِأنَّ الله هُوَ القَادِرُ العَظِيم، وَلَقَد أَكسَبَهُ الإِيمَانُ بِاللهِ قُوَّةً عَظيمَةً مِنَ العَزمِ وَالِإقدَامِ وَالصَّبرِ وَالثَّبَاتِ وَالتَّوكُّلِ وَالتّطلُّعِ إِلَى مَعَالِي الأُمُورِ ابتِغَاءَ مَرضَاتِهِ {{سبحانه وتعالى}}، فَكَانَ فِي المَعَارِكِ التِي خَاضَهَا ثَابِتًا كَالجِبَال الرَّاسِيَة، وَكَانَ عَلَى يَقِينٍ رَاسِخٍ بِأنَّ المَالِكَ الوَحِيد لِنَفسِهِ وَمَالِهِ هُوَ اللهُ {{سبحانه وتعالى}}، وَلِذَلِكَ لَم يُبَالِ بِأَن يُضحِّي فِي سَبِيلِ مَرضَاة ربِّه بِكُلِّ غَالٍ وَرَخِيصٍ}}.<ref>{{استشهاد مختصر|1=الصلابي|2=2001أ|ص=71-72}}</ref> ويقول المُؤرِّخ [[حاجي خليفة|الحاج مُصطفى بن عبد الله القُسطنطيني]]: {{اقتباس مضمن|...وَكَانَ رَحِمَهُ الله تَعَالَىٰ مِن أَجَلِّ المُلُوكِ قَدًرًا وَدينًا، وَكَانَ دَائِمُ الغَزوِ، بِحَيثُ أَفنَى عُمرَهُ فِي أَمرِ الجِهَادِ، وَكَانَ مَنصُورًا فِي حُرُوبِهِ، كَثِيرَ الخَيرِ، مُوَاظِبًا عَلَى الجَمَاعَاتِ فِي الصَلَوَاتِ}}.<ref>{{استشهاد مختصر|1=حاجي خليفة|2=2009|ص=155}}</ref> من الروايات العُثمانيَّة المُتناقلة التي تعكس حرص مُراد الأوَّل على العدل قصَّةٌ تعود إلى عصر السُلطان [[سليمان القانوني|سُليمان القانوني]]، عاشر سلاطين آل عُثمان، مفادها أنَّ مُرادًا بينما كان يتجوَّل مع حرسه في شوارع أدرنة، لاحظ أنَّ أحد الفلَّاحين كان واقفًا في محلٍ لِبيع الطعام يأكل [[خبز|الخُبز]] وال[[ثوم]] بينما كان حصانه ينتظر وعلى ظهره حملٌ ثقيل. فوقف مُراد فورًا، وأمر الفلَّاح أن يضع ال[[شعير]] وال[[علف]] لِحصانه وأن يرفع الحِمل من ظهر الحصان وأن يحملهُ بِكامله على ظهره أثناء تناوله لِطعامه. وهكذا أفهم مُراد الصَّارم الفلَّاح والعامَّة المُتفرجين أنَّ الرجل لا يجب أن يرتاح ما لم يُعنَ بِجواده.<ref>{{استشهاد مختصر|1=لام|2=2007|ص=42}}</ref>

=== تلقبه بِلقب «خليفة» ===
[[ملف:1555 osmanli 1 murat nm nd.jpg|تصغير|مسكوكة نقديَّة ترجع لِزمن مُراد الأوَّل يظهر عليها لقبه: «السُلطان خلَّد الله مُلكهُ» على الوجه، و«السُلطان مُراد بن أورخان خلَّد الله مُلكهُ» على الخلف، دون إشارة لِلقب الخليفة.]]
يقول [[استشراق|المُستشرق]] البريطاني [[توماس أرنولد|طوماس آرنولد]] أنَّ السلاطين العُثمانيين تسمُّوا بِلقب «[[خلافة إسلامية|خليفة]]» قبل فتح الشَّام ومصر بِزمنٍ طويل، وسبب تلقبهم بِهذا يرجع إلى أنَّ الكثير من الأُمراء المُسلمين قليلي الأهميَّة في العالم الإسلامي كانوا ينتحلون هذا اللقب الفخم مُنذُ أن [[سقوط بغداد (1258)|سقطت بغداد بِيد المغول]] وقُتل آخر [[قائمة الخلفاء العباسيين|خُلفاء بني العبَّاس]] [[عبد الله المستعصم بالله|أبو عبد المجيد عبدُ الله المُستعصم بِالله]] سنة [[656 هـ|656هـ]] المُوافقة لِسنة [[1258]]م، فلا يُستغرب عندها - برأيه - ألَّا يرفض سلاطين آل عُثمان الأقوياء هذا المديح. ويُقال أنَّ أوَّل سُلطانٍ عُثمانيٍّ لقَّب نفسه بِخليفة المُسلمين كان مُراد الأوَّل، فبعد فتحه أدرنة حوالي سنة 1361م كتب إليه الأمير الكرمياني في آسيا الصُغرى يُهنئه على انتصاراته ويصفه بِأنَّهُ {{اقتباس مضمن|خَلِيفَةُ الخَالِق المُختَار وَظِلُّ الله عَلَى الأَرضِ}}، وردَّ مُراد بِرسالةٍ جاء فيها أنَّ لا فرق في الطبيعة والمادَّة بين حاكمٍ ومحكومٍ، ولكنَّ الله خلع على بعض عباده المُختارين شرف الخِلافة لِيُساعدوا من لا عون لهم. ويُضيف آرنولد قائلًا أنَّ مُرادًا كان مُنذُ توليِّه العرش مُكرسًا كُل وقته لِلحرب والجهاد في سبيل الله، ولِذا اعتبر نفسه «خليفة» بِمعنى هذه الكلمة التي فهمها به مُعاصروه. وما لبث أن أرسل أحد أُمراء آسيا الصُغرى، وهو إسفنديار بك، سنة [[1374]]م خطابًا إلى مُراد يُسميه فيه: «صاحب السُموّ الذي بلغ منزلة الخِلافة رفيعة الشأن، سُلطان سلاطين الإسلام وخاقان خواقين البشر».<ref>{{استشهاد مختصر|1=الخربوطلي|2=1969|ص=254}}</ref> هذا ويجدر بِالذكر أنَّ المسكوكات النقديَّة المضروبة في البلاد العُثمانيَّة زمن هذا السُلطان لا يظهر عليها نقش لقب الخليفة، وإنما اسم مُراد وأورخان والدُعاء لهُ بِدوام المُلك.

== زوجاته وأولاده ==
{{صور متتابعة
| رصف = left
 | اتجاه = horizontal 
 | عرض = 120
 | صورة1 = Kera Thamara.jpg
 | تعليق1 = تمارة خاتون، الأميرة البُلغاريَّة زوجة مُراد الأوَّل.
 | صورة2 =I Bayezit.jpg
 | تعليق2 = [[بايزيد الأول|بايزيد الأوَّل]]، خليفة مُراد على عرش آل عُثمان.
}}
تزوَّج السُلطان مُراد بضع نساءٍ خِلال حياته وأنجب منهُنَّ جميع أبناءه وبناته. وكما هو حال والده من قبله، كانت بعضُ تلك الزيجات لِأهدافٍ سياسيَّةٍ محض، بينما كان بعضها الآخر تقليديًّا. أمَّا زوجاته وأولاده فهم:
;زوجاته
* '''[[كلجيجك خاتون|گُلچيچك خاتون]]''': أرملة عجلان بك، أحد أُمراء قره‌سي. كانت إحدى سبايا غزوة العُثمانيين لِلإمارة بحسب الظاهر، ونُقلت إلى القصر السُلطاني في بورصة حيثُ تعرَّف بها مُراد وعرض عليها الزواج فقبلت به.<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Peirce|2=1993|ص=36|لغة=en}}</ref>
* '''باشا ملك خاتون''': ابنة الأمير مُراد بك القزل.
* '''[[كيرا تمارا|تمارة خاتون]]''': ابنة [[الإمبراطورية البلغارية الثانية|القيصر البُلغاري]] [[إيفان أليكسندر|يُوحنَّا إسكندر]].
* '''دسپينة خاتون''': ابنة النبيل الرومي تكفور القُسطنطيني.
* '''فوادانة خاتون''': ابنة أحد سادة إمارة جندرلي.
;أبناؤه
* '''گُندُز بك'''.
* '''[[صاووجي جلبي بك|صاووجي چلبي بك]]''': أصغر أبناء مُراد، ولا تُحدِّد المصادر هويَّة والدته من بين النساء سالِفات الذِكر. أعلن العصيان على والده وتعاون مع الأمير الرومي [[أندرونيكوس الرابع باليولوج|أندرونيقوس الرَّابع]] الذي تمرَّد على والده يُوحنَّا الخامس بِدوره كما أُسلف، وانتهى العصيان بِالقبض عليهما وقتلهما.
* '''[[بايزيد الأول|بايزيد الأوَّل]]''': ابن [[كلجيجك خاتون|گُلچيچك خاتون]]. خلَف والده على عرش آل عُثمان بعد أن أوصى لهُ بِالمُلك وبايعهُ الأعيان مُباشرةً بعد مقتل مُراد في قوصوه.
* '''[[يعقوب جلبي|يعقوب چلبي]]''': ابن فول دانة خاتون. أعدمهُ بايزيد لاحقًا خوفًا من مُنازعته على المُلك.
* '''إبراهيم بك'''.
;بناته
* '''[[نفيسة خاتون (ابنة مراد الأول)|نفيسة ملك خاتون]]''': زوجة الأمير علاءُ الدين القرماني ووالدة ناصر الدين مُحمَّد بك القرماني، الذي خلف والده على عرش الإمارة.
* '''سُلطان خاتون'''.

== المراجع ==
=== فهرست المراجع ===
;بِاللُغتين العربيَّة والعُثمانيَّة
{{مراجع}}

;باللُغات التُركيَّة والأوروپيَّة
{{مراجع|مجموعة="la"|2|محاذاة=نعم}}

=== ثبت المراجع <small>(مُرتَّبة حسب تاريخ النشر)</small> ===
;<u>كُتُب ودوريَّات باللُّغة العربيَّة:</u>
{{بداية المراجع|2}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q119850432|مرجع=جودت1890}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q119269108|مرجع=سرهنك1895}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q107563203|مرجع=حليم1905}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q112612806|مرجع=رستم1956}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q123735153|مرجع=الخربوطلي1969}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q119020382|مرجع=جحا وآخرون1972}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q123651785|مرجع=مؤنس1977}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q113541212|مرجع=فريد بك1981}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q119175215|مرجع=أبو غنيمة1983}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q119078151|مرجع=القرماني1985}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q123643942|مرجع=بروي1986}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q119368991|مرجع=مصطفى1986}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q119114178|مرجع=كولنز1993}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q123650125|مرجع=حرب1993}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q119268097|مرجع=مانتران1993}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q119269538|مرجع=حرب1994}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q107191418|مرجع=طقوش1997}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q123648617|مرجع=ياغي1998}}
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف1 =عبد القادر أوزجان|عنوان =الدولة العُثمانيَّة: تاريخ وحضارة|الجزء=1|الفصل= النُظُم العسكريَّة العُثمانيَّة|مسار =https://archive.org/details/20200712_20200712_1613/page/n487/mode/2up|سنة =1999|ناشر =مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلاميَّة|مكان =[[إسطنبول]]|مرجع=أوزجان1999|مترجم=صالح سعداوي|isbn =9290630817}}
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف1 =فريدون آمجن|عنوان =الدولة العُثمانيَّة: تاريخ وحضارة|الجزء=1|الفصل=التاريخ السياسي للدولة العُثمانيَّة|مسار =https://archive.org/details/20200712_20200712_1613/mode/2up|سنة =1999|ناشر =مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلاميَّة|مكان =[[إسطنبول]]|مرجع=آمجن1999|مترجم=صالح سعداوي|isbn =9290630817}}
* {{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف =صلاح ضبيع|دورية=الاجتهاد|مسار = https://ebook.univeyes.com/158757#|عنوان =العلاقات العُثمانيَّة البيزنطيَّة|العدد =41 و42، السنة الحادية عشر|سنة =شتاء وربيع [[1419هـ]] = [[1999]]م|ناشر =دار الاجتهاد للأبحاث والترجمة والنشر|مرجع=ضبيع1999|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20231203171616/https://ebook.univeyes.com/158757|تاريخ أرشيف=2023-12-03}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q123652201|مرجع=العمري2000}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q123643510|مرجع=الصلابي2001}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q114357988|مرجع=الصلابي2001أ}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q123734851|مرجع=لام2007}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q123644367|مرجع=النويري2008}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q119174278|مرجع=حاجي خليفة2009}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q119025953|مرجع=أوزتونا2010}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q119858534|مرجع=الرشيدي2013}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q107311111|مرجع=طقوش2013}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q119023002|مرجع=أرمغان2014}}
* {{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف =مُحمَّد خير علي فرج|دورية =المقاصد: دراسات في العلوم الإسلامية|عنوان =العدالة العلميَّة تجاه المسيحيين في عهد العُثمانيين|العدد =6|سنة =شتاء وربيع [[1437هـ]] = [[2016]]م|ناشر =جامعة المقاصد في بيروت، كُليَّة الدراسات الإسلاميَّة|مرجع=فرج2016}}
{{نهاية المراجع}}
;<u>كُتُب باللُّغة العُثمانيَّة:</u>
{{بداية المراجع}}
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف1 =[[شكر الله (مؤرخ عثماني)|شكر الله بن شهاب الدين أحمد]]|عنوان =بهجة التواريخ|مسار = https://www.quranicthought.com/ar/books/%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85%D8%A9-%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D9%87%D8%AC%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D9%85%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A7/|مترجم=مُحمَّد الأدرنوي|سنة=[[1007هـ|۱۰۰۷هـ]]|مرجع=شكر الله1007هـ|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20231209221036/https://www.quranicthought.com/ar/books/%d8%aa%d8%b1%d8%ac%d9%85%d8%a9-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a8%d9%87%d8%ac%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%88%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%ae-%d9%85%d8%aa%d8%b1%d8%ac%d9%85-%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a7/|تاريخ أرشيف=2023-12-09}}
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف1 =أحمد فريدون بك|عنوان =مجموعه مُنشآت السلاطين|مسار = https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/4/49/Majm%C5%AB%CA%BBat_Munsh%C4%81%CA%BC%C4%81t_Al-Sal%C4%81%E1%B9%AD%C4%ABn_-_Vol._I.pdf|سنة =[[1274هـ|۱۲٧٤هـ]]|ناشر =طبعخانۀ عامره|مكان =إستانبول|الجزء=١|مرجع=فريدون بك1274هـ|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20231215000432/https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/4/49/Majm%C5%AB%CA%BBat_Munsh%C4%81%CA%BC%C4%81t_Al-Sal%C4%81%E1%B9%AD%C4%ABn_-_Vol._I.pdf|تاريخ أرشيف=2023-12-15|حالة المسار=live}} {{ويكي بيانات|label|raw|linked|Q99853627}}.
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[خواجة سعد الدين أفندي|سعد الدين بن حسن جان]]|عنوان=تاج التواريخ|الجزء=١|مسار= https://gallica.bnf.fr/ark:/12148/btv1b10083904c/f1.item|سنة=١٨٦٢ - ١٨٦٣|ناشر=طبعخانۀ عامره|مكان=إستانبول|مرجع=سعد الدين1862|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230605162044/https://gallica.bnf.fr/ark:/12148/btv1b10083904c/f1.item|تاريخ أرشيف=2023-06-05}}
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف1 =أحمد جواد|عنوان =تاريخ عسكرى عثمانى: دولت عليه‌نك ابتداى تشكلندن بوگونه قدر وقوعه گلان ترتيبات عسكريه و وقوعات حربيه‌سنى شاملدر|سنة =[[1299هـ|۱۲۹۹هـ]]|مرجع=جواد1299هـ|oclc =13126418}}
{{نهاية المراجع}}
;<u>باللُغات التُركيَّة والأوروپيَّة:</u>
{{بداية المراجع|محاذاة=نعم|2}}
* {{استشهاد بموسوعة|موسوعة =[[الموسوعة البريطانية|Encyclopædia Britannica]]|عنوان =Murad I|تاريخ=n.d|مسار =https://www.britannica.com/biography/Murad-I|مسار أرشيف =https://archive.today/20160308003056/http://www.britannica.com/biography/Murad-I|تاريخ أرشيف = 8-3-2016|ناشر = [[الموسوعة البريطانية المحدودة (شركة)|Encyclopædia Britannica Inc]]|لغة= en|مرجع=Britannica (n.d)}}
* {{استشهاد بكتاب|الأخير1 =Turco|الأول1 =Saidino|عنوان =Chronica dell origine e progressi della Casa Ottomana|مسار = https://books.google.com.lb/books/about/Chronica_dell_origine_e_progressi_della.html?id=x11nfdhdrQMC&redir_esc=y|سنة =1649|ناشر =Appresso Matteo Riccio|مترجم=Vicenzo Bratutti Raguseo|لغة =it|مرجع=Turco1649|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20231211165105/https://books.google.com.lb/books/about/Chronica_dell_origine_e_progressi_della.html?id=x11nfdhdrQMC&redir_esc=y|تاريخ أرشيف=2023-12-11}}
* {{استشهاد بكتاب|الأخير1 =Захариев|الأول1 =Стефан|عنوان =Географико-историко-статистическо описание на Татар Пазарджишката кааза|مسار=https://archive.org/details/tchorbad_1870/mode/2up|طبعة =1|سنة =1870|ناشر =Съмър|مكان =[[فيينا|Виена]]|لغة =bg|مرجع=Захариев1870}}
* {{استشهاد بكتاب|الأخير1 =Temperley|الأول1 =Harold W. V.|عنوان =History of Serbia|طبعة =2|مسار =https://archive.org/details/historyofserbia00temp/page/n9/mode/2up|سنة =1919|ناشر =G. Bell and Sons LTD|مكان =London|لغة =en|مرجع=Temperley1919}}
* {{استشهاد بكتاب|الأخير1 =Grumel|الأول1 =Venance|عنوان =Traité D'Études Byzantines|مسار = https://gallica.bnf.fr/ark:/12148/bpt6k33309949/f17.item|سنة =1958|ناشر =Presses universitaires de France|مكان =Paris|لغة =fr|الفصل=La Chronologie|مرجع=Grumel1958|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20231210225700/https://gallica.bnf.fr/ark:/12148/bpt6k33309949/f17.item|تاريخ أرشيف=2023-12-10}}
* {{استشهاد بكتاب|الأخير1 =Цветкова|الأول1 =Бистра А.|عنوان =Героичната съпротива на българите против турското нашествие|طبعة =1|سنة =1960|ناشر =Народна просвета|مكان =София|لغة =bg|oclc=645458427|مسار= https://electronic-library.org/books/Book_0064.html|مرجع=Цветкова1960|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20231211164105/https://electronic-library.org/books/Book_0064.html|تاريخ أرشيف=2023-12-11}}
* {{استشهاد بكتاب|مسار=http://www.inalcik.com/images/pdfs/32094858EDiRNEninFETHi.pdf |الفصل=Edirne'nin Fethi (1361) |الأخير=Halil |الأول=İnalcık |مؤلف-وصلة=خليل إينالجك|مكان=Ankara |سنة=1964 |عنوان=Edirne |ناشر=Türk Tarih Kurumu |تاريخ الوصول=2 Kasım 2014 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20141102171309/http://www.inalcik.com/images/pdfs/32094858EDiRNEninFETHi.pdf |تاريخ أرشيف=2 Kasım 2014 |لغة=tr|مرجع=İnalcık1964}}
* {{استشهاد بدورية محكمة|الأخير =Beldiceanu-Steinherr|الأول =Irène|دورية =Travaux et Mémoires du Centre de Recherche d'Histoire et Civilisation de Byzance|عنوان =La Conquête d’Andrinople par les Turcs: la pénétration turque en Thrace et la valeur des chroniques ottomanes|المجلد =1|سنة =[[1965]]|ناشر =E. De Boccard|لغة=fr|مرجع=Beldiceanu-Steinherr1965}}
* {{استشهاد بكتاب|الأخير1 =Runciman|الأول1 =Steven|مؤلف-وصلة=ستيفين رونسيمان|عنوان =The Fall of Constantinople, 1453|سنة =1965|ناشر =Cambridge University Press|مكان =Cambridge|لغة =en|oclc=220712|مرجع=Runciman1965}}
* {{استشهاد بكتاب|الأخير1 =Петров|الأول1 =Петър Христов|عنوان =Търговски връзки между България и Дубровник през XIV век|سنة =1967|ناشر = Бълг. ист. д-во|مكان =София|لغة =bg|مرجع=Петров1967}}
* {{استشهاد بكتاب|الأخير1 =Cox|الأول1 =Eugene L.|عنوان =The Green Count of Savoy: Amadeus VI and Transalpine Savoy in the Fourteenth Century|مسار =https://archive.org/details/greencountofsavo0000coxe/mode/2up|سنة =[[1967]]|ناشر =Princeton University Press|مكان =Princeton, New Jersey|لغة =en |oclc=748459|مرجع=Cox1967}}
* {{استشهاد بكتاب|الأخير=Tomac|الأول=Petar|عنوان=Kosovska bitka|مسار=https://books.google.com/books?id=ygIzAAAAMAAJ|سنة=1968|ناشر=Vojnoizdavački zavod|مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20161223055519/https://books.google.com/books?id=ygIzAAAAMAAJ | تاريخ أرشيف = 23 ديسمبر 2016|لغة=sr|مرجع=Tomac1968}}
* {{استشهاد بدورية محكمة|الأخير =Zachariadou|الأول =Elizabeth|دورية =Studii Veneziani|عنوان =The Conquest of Adrianople by the Turks|المجلد =12|سنة =[[1970]]|لغة=en|مرجع=Zachariadou1970}}
* {{استشهاد بدورية محكمة|الأخير =Kuzev|الأول =Alexander|دورية =Etudes Balkaniques|عنوان =Die Beziehungen des Königs von Vidin Ivan Sracimir zu den osmanischen Herrschern|المجلد =VII|العدد =3|سنة =1971|ناشر =Insitute of Balkan Studies|لغة=de|مرجع=Kuzev1971}}
* {{استشهاد بكتاب|الأخير = Veiter| الأول = Theodor|عنوان = Volkstum zwischen Moldau, Etsch und Donau: Festschrift für Franz Hieronymus Riedl: Dargeboten zum 65. Lebensjahr| مسار = https://books.google.com.lb/books?id=MlMeAAAAMAAJ&q=%22wenn+es+1371+in+einem+scharm%C3%BCtzel+am+flusse+maritza%22&dq=%22wenn+es+1371+in+einem+scharm%C3%BCtzel+am+flusse+maritza%22&hl=en&sa=X&ei=wOKHUb-bDpPE4gTA74CwAQ&redir_esc=y| سنة = 1971| ناشر = W. Braumüller| isbn = 9783700300076| مسار أرشيف =https://web.archive.org/web/20190331172637/https://books.google.com/books?id=MlMeAAAAMAAJ&q=%22wenn+es+1371+in+einem+scharm%C3%BCtzel+am+flusse+maritza%22&dq=%22wenn+es+1371+in+einem+scharm%C3%BCtzel+am+flusse+maritza%22&hl=en&sa=X&ei=wOKHUb-bDpPE4gTA74CwAQ&ved=0CDIQ6AEwAA| تاريخ أرشيف = 31 مارس 2019|لغة=de|مرجع=Veiter1971}}
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف=Vojna Akademija|عنوان = Vojna Enciklopedija | ناشر = Vojnoizdavački zavod JNA | مكان = Belgrade | سنة = 1972 | لغة = hr| الفصل = Kosovska bitka|مرجع=Vojna1972}}
* {{استشهاد بكتاب|الأخير1 =Dede|الأول1 =Abdürrahim|عنوان =Rumeli'de birakilanlar: Bati Trakya Türkleri|مسار = https://books.google.com/books?id=Wd0bAAAAMAAJ|سنة =[[1975]]|ناشر =Otaǧ Matbaasi|مكان =İstanbul|لغة =tr|مرجع=Dede1975|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230426093204/https://books.google.com/books?id=Wd0bAAAAMAAJ|تاريخ أرشيف=2023-04-26}}
* {{استشهاد بكتاب|الأخير1 =Setton|الأول1 =Kenneth M.|مؤلف-وصلة=كينيث سيتون|عنوان =The Papacy and the Levant (1204–1571)|مسار = https://books.google.com.lb/books?id=i4OPORrVeXQC&redir_esc=y|سنة =1976|ناشر =The American Philosophical Society|مكان =Philadelphia|لغة =en |isbn = 0871691140|الجزء=I: The Thirteenth and Fourteenth Centuries|مرجع=Setton1976|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20231210193324/https://books.google.com.lb/books?id=i4OPORrVeXQC&redir_esc=y|تاريخ أرشيف=2023-12-10}}
* {{استشهاد بكتاب|الأخير=Shaw|الأول= Stanford|تاريخ= 1976|عنوان=History of the Ottoman Empire and modern Turkey|مكان=New York|ناشر=Cambridge University Press|المجلد=1|لغة=en|ردمك=9780521291668|مسار=https://psi424.cankaya.edu.tr/uploads/files/Shaw,%20Ott%20Emp%20Mod%20Turkey%202-1.pdf| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20150925065632/http://psi424.cankaya.edu.tr/uploads/files/Shaw,%20Ott%20Emp%20Mod%20Turkey%202-1.pdf | تاريخ أرشيف = 25 سبتمبر 2015|مرجع=Shaw1976}}
* {{استشهاد بكتاب |الأول1=Patrick |الأخير1=Balfour |الأول2=Baron |الأخير2=Kinross |سنة=1977 |عنوان=The Ottoman Centuries: The Rise and Fall of the Turkish Empire |مكان=London |ناشر=Perennial |isbn=9780688080938 |مسار=https://archive.org/details/ottomancenturies00kinr|لغة=en|مرجع=Balfour & Kinross1977}}
* {{استشهاد بكتاب|الأخير1 =Дечев|الأول1 =Васил|عنوان =Миналото на Чепеларе|لغة=bg|طبعة =2|سنة =1978|ناشر =Христо Г. Данов|مكان =Пловдив|oclc=7421737|مرجع=Дечев1978}}
* {{استشهاد بكتاب|الأخير1 =Иречек|الأول1 =Константин|عنوان =История на българите|سنة =1978|ناشر =Наука и изкуство|مكان =София|لغة =bg|oclc =405525391|مرجع=Иречек1978}}
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف1-الأخير=Klaić|مؤلف1-الأول=Vjekoslav|مؤلف2-الأخير=Macan|مؤلف2-الأول=Trpimir|عنوان=Povijest Hrvata od najstarijih vremena do svršetka XIX stoljeća|مسار=https://books.google.com/books?id=VAcQAQAAMAAJ|سنة=1981|ناشر=Nakladni zavod MH| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20161223054339/https://books.google.com/books?id=VAcQAQAAMAAJ | تاريخ أرشيف = 23 ديسمبر 2016|لغة=sr|مرجع=Klaić & Macan1981}}
* {{استشهاد بموسوعة|الأخير = Namık|الأول = Kemal|موسوعة =Osmanlı Tarihi|عنوان =Anadolu Selçukluları ve Anadolu beylikleri hakkında bir mukaddime ile Osmanlı devleti'nin kuruluşundan İstanbul'un fethine kadarv̲̲|مسار =https://books.google.com/books?id=UCBpAAAAMAAJ|تاريخ = 1982|ناشر = Türk Tarih Kurumu Basımevi|المجلد = 1| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191217031631/https://books.google.com/books?id=UCBpAAAAMAAJ | تاريخ أرشيف = 17-12-2019|لغة=tr|مرجع=Namık1982}}
* {{استشهاد بكتاب|الأخير=Nastasijevic|الأول=Slavomir|عنوان=Vitezi Kneza Lazara|مسار=https://books.google.com/books?id=ESbkAAAACAAJ|تاريخ=1987|ناشر=Narodna Knjiga Beograd|isbn=8633100150|لغة=sr| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191217031630/https://books.google.com/books?id=ESbkAAAACAAJ | تاريخ أرشيف = 17 ديسمبر 2019|مرجع=Nastasijevic1987}}
* {{استشهاد بكتاب|الأخير=Đerić|الأول=Branislav|عنوان=Kosovska bitka: vojno-istorijska rasprava|مسار=https://books.google.com/books?id=060MAAAAIAAJ|سنة=1989|ناشر=Naučna knjiga|مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191217031634/https://books.google.com/books?id=060MAAAAIAAJ| تاريخ أرشيف = 17 ديسمبر 2019|لغة=sr|مرجع=Đerić1989}}
* {{استشهاد بكتاب|الأخير=Ćirković|الأول=Sima M.|عنوان=Kosovska bitka u istoriografiji|مسار=https://books.google.com/books?id=V5pIAQAAIAAJ|سنة=1990|ناشر=Zmaj| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20140103142033/http://books.google.com/books?id=V5pIAQAAIAAJ | تاريخ أرشيف = 3 يناير 2014|لغة=sr|مرجع=Ćirković1990}}
* {{استشهاد بكتاب|الأخير1= Emmert|الأول1=Thomas A.|الأخير2=Vucinich|الأول2=Wayne S.|عنوان=Kosovo: Legacy of a Medieval Battle|مسار=https://books.google.com/books?id=NMR9mgEACAAJ|سنة=1991|ناشر=University of Minnesota| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20161223065654/https://books.google.com/books?id=NMR9mgEACAAJ | تاريخ أرشيف = 23 ديسمبر 2016|لغة=en|مرجع=Emmert & Vucinich1991}}
* {{استشهاد بموسوعة|الأخير = Gökbilgin|الأول = M. Tayyib|موسوعة =Encyclopaedia of Islam|عنوان =Edirne|مسار = https://referenceworks.brillonline.com/entries/encyclopaedia-of-islam-2/edirne-COM_0200?s.num=16|تاريخ = 1991|طبعة =2|ناشر = BRILL|سلسلة = Handbook of Oriental Studies|المجلد = 2|isbn=9789004161214|لغة=en|مرجع=Gökbilgin1991|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20231013165117/https://referenceworks.brillonline.com/entries/encyclopaedia-of-islam-2/edirne-COM_0200?s.num=16|تاريخ أرشيف=2023-10-13}}
* {{استشهاد بكتاب|الأخير=Peirce|الأول=Leslie P.|عنوان=The Imperial Harem: Women and Sovereignty in the Ottoman Empire|مسار=http://books.google.com/books?id=L6-VRgVzRcUC|سنة=1993|ناشر=Oxford University Press|لغة=en|ردمك=9780195086775| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190715043119/https://books.google.com/books?id=L6-VRgVzRcUC | تاريخ أرشيف = 15 يوليو 2019|مرجع=Peirce1993}}
* {{استشهاد بكتاب| الأول1= John Van Antwerp | الأخير1= Fine | عنوان= The Late Medieval Balkans: A Critical Survey from the Late Twelfth Century to the Ottoman Conquest | ناشر= University of Michigan Press | سنة= 1994 | isbn = 9780472082605 | مسار= https://books.google.com/?id=Hh0Bu8C66TsC|لغة=en|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200618224653/https://books.google.com/books?id=Hh0Bu8C66TsC&hl=th|تاريخ أرشيف=2020-06-18|مرجع=Fine1994}}
* {{استشهاد بكتاب|الأخير1 =Mirčetić|الأول1 =Dragoljub|عنوان =Vojna istorija Niša|الجزء=1|مسار = https://books.google.com.lb/books?id=2G0yAAAAMAAJ&redir_esc=y|سنة =1994|ناشر =Prosveta|مكان =Niš|لغة =sr |isbn =8774551523|oclc=33091772|مرجع=Mirčetić1994|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20231211172956/https://books.google.com.lb/books?id=2G0yAAAAMAAJ&redir_esc=y|تاريخ أرشيف=2023-12-11}}
* {{استشهاد بكتاب | الأخير = Sedlar | الأول = Jean W. | عنوان = East Central Europe in the Middle Ages, 1000-1500 | سنة = 1994 | مسار = https://archive.org/details/eastcentraleurop0003sedl | ناشر = University of Washington Press |لغة=en|مرجع=Sedlar1994}}
* {{استشهاد بكتاب|الأخير1=Андреев|الأول2=Йордан|عنوان=Българските ханове и царе|الأخير2=Лалков|الأول2=Милчо|ناشر=Абагар|سنة=1996|isbn=954427216X|مكان=Велико Търново|لغة=bg|مرجع=Андреев & Лалков1996}}
* {{استشهاد بكتاب|الأخير1=Warren|الأول1=Treadgold|عنوان=A History of the Byzantine State and Society|ناشر=Stanford University Press|سنة=1997|لغة=en|ISBN=0804726302|مسار= https://books.google.com.lb/books?redir_esc=y&id=nYbnr5XVbzUC&q=Pelekanon+#v=onepage&q=Pelekanon&f=false|تاريخ الوصول=28 October 2021|مرجع=Warren1997|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230501174216/https://books.google.com.lb/books?redir_esc=y&id=nYbnr5XVbzUC&q=Pelekanon+|تاريخ أرشيف=2023-05-01}}
* {{استشهاد بكتاب|الأخير1 =Мутафчиев|الأول1 =Петър|عنوان =Добруджа в миналото: Българи и румъни в историята на дунавските земи|سنة =1999|ناشر =Стефанка Банкова|مكان =София|لغة =bg|مرجع=Мутафчиев1999}}
* {{استشهاد بكتاب|الأخير=Sakaoğlu|الأول=Necdet|سنة=1999|عنوان=Bu Mülkün Sultanları|ناشر=Oğlak Yayınları|مكان=İstanbul |مرجع=Sakaoğlu1999|isbn=9753292996|لغة=tr}}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1-الأخير=Hunyadi |مؤلف1-الأول=Zsolt |مؤلف2-الأخير=Laszlovszky  |مؤلف2-الأول=Jozsef |تاريخ=2001 |عنوان=The Crusades and the Military Orders|ناشر=Central European University Press|لغة=en|مرجع=Hunyadi & Laszlovszky2001|isbn=9789639776203}}
* {{استشهاد بكتاب|الأخير1 =Runciman|الأول1 =Steven|مؤلف-وصلة=ستيفين رونسيمان|عنوان =A History of the Crusades|سنة =[[2002]]|ناشر =Penguin Books|مكان =London|لغة =en |oclc=1251399262|isbn =014013705X|مرجع=Runciman2002}}
* {{استشهاد بكتاب|الأخير1 =Lowry|الأول1 =Heath W.|عنوان =The Nature of the Early Ottoman State|طبعة =1|سنة =[[2003]]|ناشر =State University of New York Press|مكان =[[ألباني (نيويورك)|Albany]]|لغة =en |isbn =0791456358|oclc=51040673|مرجع=Lowry2003}}
* {{استشهاد بكتاب|الأخير=Finkel|الأول= Caroline|تاريخ=2006|عنوان=Osman's Dream: The Story of the Ottoman Empire 1300-1923|مكان=London|ناشر=John Murray|لغة=en|ISBN=9780719561122|مسار=https://www.slideshare.net/shirazthegreat/osmans-dream-the-history-of-the-ottoman-empire-caroline-finkel| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20160409052523/http://www.slideshare.net/shirazthegreat/osmans-dream-the-history-of-the-ottoman-empire-caroline-finkel | تاريخ أرشيف = 9 أبريل 2016|مرجع=Finkel2006}}
* {{استشهاد بكتاب|الأخير=Kortüm|الأول=Hans-Henning|عنوان=Transcultural wars from the Middle Ages to the 21st century|مسار=https://books.google.com/books?id=6bdmAAAAMAAJ|سنة=2006|ناشر=Akademie|isbn=9783050041315|لغة=en| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191217031639/https://books.google.com/books?id=6bdmAAAAMAAJ | تاريخ أرشيف = 17 ديسمبر 2019|مرجع=Kortüm2006}}
* {{استشهاد بكتاب| الأخير = Boskovic| الأول = Vladislav| عنوان = King Vukasin and the disastrous Battle of Marica| مسار = https://books.google.com/books?id=oTdPlvMRYeUC&pg=PA11 | سنة = 2009| ناشر = GRIN Verlag| isbn = 978-3-640-49264-0| لغة= en| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190331172700/https://books.google.com/books?id=oTdPlvMRYeUC&pg=PA11 | تاريخ أرشيف = 31 مارس 2019 }}
* {{استشهاد بكتاب|الأخير=İnalcık|الأول=Halil|مؤلف-وصلة=خليل إينالجك|عنوان=Kuruluş Dönemi Osmanlı Sultanları (1302-1481)|سنة=2010|ناشر=Türkiye Diyanet Vakfı İslam Araştırmaları Merkezi|isbn=9786055586065|مكان=İstanbul|مرجع=İnalcık2010|لغة=tr}}
* {{استشهاد ويب|تاريخ =20-01-2015|عنوان =Padişahların tarihe kazınmış sözleri|مسار =https://www.milliyet.com.tr/galeri/padisahlarin-tarihe-kazinmis-sozleri-51664/1|مسار أرشيف =https://archive.today/20231209201925/https://www.milliyet.com.tr/galeri/padisahlarin-tarihe-kazinmis-sozleri-51664/1|تاريخ أرشيف =9-12-2023|موقع =[[ملليت|Milliyet]]|لغة =tr|تاريخ الوصول =19-4-2017|مرجع=Milliyet2015}}
* {{استشهاد بموسوعة|الأخير =İnalcık|الأول =Halil|مؤلف-وصلة=خليل إينالجك|موسوعة =TDV İslâm Ansiklopedisi|عنوان =MURAD I|مسار = https://cdn2.islamansiklopedisi.org.tr/dosya/31/C31010092.pdf|تاريخ = 2020|ناشر =TDV İslâm Araştırmaları Merkezi|المجلد = 31|مرجع=İnalcık2020|لغة=tr|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20231209203943/https://cdn2.islamansiklopedisi.org.tr/dosya/31/C31010092.pdf|تاريخ أرشيف=2023-12-09}}
{{نهاية المراجع}}

== وصلات خارجيَّة ==
{{روابط شقيقة}}
* {{استشهاد ويب|مؤلف =د. مُحمَّد عبد الستَّار البدري|تاريخ =[[14 أكتوبر|14 تشرين الأوَّل [أكتوبر]]] [[2016]]|عنوان =من التاريخ: مراد الأول.. محوّل الدولة العثمانية إلى إمبراطورية|مسار =https://aawsat.com/home/article/760836/%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84-%D9%85%D8%AD%D9%88%D9%91%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A5%D9%85%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9|مسار أرشيف =https://archive.ph/NB2y0|تاريخ أرشيف =[[16 ديسمبر|16 كانون الأوَّل [ديسمبر]]] [[2023]]|موقع =[[الشرق الأوسط (جريدة)|الشرق الأوسط]]|تاريخ الوصول =[[16 ديسمبر|16 كانون الأوَّل [ديسمبر]]] [[2023]]}}
* {{استشهاد ويب|مؤلف =خالد خليل|تاريخ =[[24 يونيو|24 حُزيران (يونيو)]] [[2016]]|عنوان =ما سر قرار السلطان مراد الأول وطقوس (الإخوة البيض) والبحيرات السبع في بلغاريا؟|مسار =https://sabq.org/saudia/%D9%85%D8%A7-%D8%B3%D8%B1-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84-%D9%88%D8%B7%D9%82%D9%88%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%B6-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A8%D8%B9-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A7|مسار أرشيف =https://archive.ph/xu83w|تاريخ أرشيف =[[16 ديسمبر|16 كانون الأوَّل [ديسمبر]]] [[2023]]|موقع =[[صحيفة سبق الإلكترونية|سبق]]|تاريخ الوصول =[[16 ديسمبر|16 كانون الأوَّل [ديسمبر]]] [[2023]]}}
{{بداية صندوق}}
{{S-hou|[[قائمة السلالة العثمانية|عاهل آل عُثمان]]||1326||1389}}
{{S-reg|}}
{{صندوق تعاقب/سبقه|before=[[أورخان غازي]]}}
{{تعاقب-لقب|title=[[قائمة سلاطين الدولة العثمانية|سُلطان الدولة العُثمانيَّة]]|years=1362 – 15 حُزيران (يونيو) 1389}}
{{صندوق تعاقب/تبعه|after=[[بايزيد الأول|بايزيد الأوَّل]]}}
{{نهاية صندوق}}
{{سلاطين الدولة العثمانية}}
{{أبناء السلاطين العثمانيين}}
{{سلاطين الدولة العثمانية2}}
{{عهد الفترة العثماني}}
{{ضبط استنادي}}
{{معرفات الأصنوفة}}
{{شريط بوابات|أعلام|الإسلام|التاريخ الإسلامي|الدولة العثمانية|السياسة|ملكية}}
{{شريط محتوى متميز|مختارة|التاريخ=12 يوليو 2017|النسخة=23817598 }}
{{لا لربط البوابات المعادل}}

[[تصنيف:مراد الأول| ]]
[[تصنيف:أتراك عثمانيون]]
[[تصنيف:أشخاص في حروب عثمانية بلغارية]]
[[تصنيف:أشخاص من أصل بيزنطي]]
[[تصنيف:أشخاص من أصل طوراني]]
[[تصنيف:سلاطين عثمانيون أمهاتهم روميات]]
[[تصنيف:سلاطين عثمانيون في القرن 14]]
[[تصنيف:شخصيات في الشعر الملحمي الصربي]]
[[تصنيف:شهداء مسلمون]]
[[تصنيف:عثمانيون مغتالون]]
[[تصنيف:عثمانيون من أعلام الحروب البيزنطية العثمانية]]
[[تصنيف:قيام الدولة العثمانية]]
[[تصنيف:ماتريدية]]
[[تصنيف:مدفونون في بورصة]]
[[تصنيف:مغتالون في كوسوفو]]
[[تصنيف:ملوك قتلوا في عمليات قتالية]]
[[تصنيف:مواليد 1326]]
[[تصنيف:مواليد 726 هـ]]
[[تصنيف:مواليد القرن 14]]
[[تصنيف:مواليد في بورصة (مدينة)]]
[[تصنيف:وفيات 1389]]
[[تصنيف:وفيات 791 هـ]]
[[تصنيف:ملكيون قتلوا في القرن 14]]