تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
عبد العزيز بن متعب بن عبد الله الرشيد
الأمير | |
---|---|
عبد العزيز بن متعب بن عبد الله الرشيد | |
معلومات شخصية | |
الميلاد | 1870 حائل |
الوفاة | 12 أبريل 1906 روضة مهنا |
الجنسية | عربي |
اللقب | الجنازة |
الأولاد | متعب ومشعل ومحمد وسعود |
عائلة | آل رشيد |
الحياة العملية | |
المهنة | حاكم وقائد عسكري |
تعديل مصدري - تعديل |
الأمير عبد العزيز بن متعب بن عبد الله الرشيد (1285 هـ/1868 - 1324 هـ/1906) اسمه الكامل: عبد العزيز بن متعب بن عبد الله العلي الرشيد من الجعفر من قبيلة شمر، ثاني حكام نجد من أسرة آل رشيد و سادس حكام إمارة جبل شمر في حائل (فترة حكمه: 1897 - 1906). تولّى الحكم بعد وفاة عمه محمد عبد الله الرشيد، ولد يتيماً حيث أن والده متعب بن عبد الله بن علي الرشيد قُتل على يد أبناء أخيه طلال بن عبد الله بن علي الرشيد (بندر وبدر)، فتولى عمه محمد رعايته والإهتمام به فشب على الفروسية، وتربى عند أخواله من آل عجل من شمر.
شخصيته
“الجنازة”، هكذا كان يلقبه أهل حائل، فهو موتٌ متحرك بينهم، لا يهاب المنايا، ولا يعرف الخوف طريقًا له، غليظ الطبع، قاسي القلب، منزوع المشاعر، تُروى عنه قصص وحكايات في هذا الصدد، أشبه بالأساطير، كان يلبس ثوبًا أسود في المعارك، ويقول “هذا كفني”، فأُطلق عليه لقب “الجنازة”، وقيل عن عبد العزيز بن متعب أنه كان فارسا لا يشقُّ له غبار وشجاعا من الطراز الأول حتى أن خصومه سمّوه بالجنازة لكثرة إقدامه واقتحامه الصفوف في المعارك، وقالوا إنه لو وضع قالب ثلج فوق رأسه لذاب في خمس ثواني مبالغة في وصف غضبه وشجاعته وكان أيضا شديدا حازما يأخذ أمور السياسة بالقوة والعنف، كما كان جباراً عتياً لا أثر للخوف في قلبه، وقد كان قطوباً عبوساً دائم التلثم فسمي «العبوس الملثم»، قلما كان يبتسم، بل قلما ما كان يكشف عن وجهه للناس. كما وصفوه بأنه قطعة من حديد، فيه قوة الإعصار وصلابة الصخر وجبروت المردة وعناد النمر وبطش الأسد، وعيناه كأنهما شهابان من نار، مرهوب النظرة.
ويذكر أنه غضب على أحد الأسر المشهورة بسبب مشاركتهم مع ابن سعود (أسرة المحيا شيوخ طلحة من عتيبة) وقُتل ثلاثة من شيوخها في شهر واحد فقط وهم تركي ومتروك بن سداح وضيف الله بن غازي (الاكوخ) بعد ثلاثة معارك طاحنة.
سنوات حكمه
بدأ حكم عبد العزيز المتعب الرشيد في ظل قبول تام له من قبل الأهالي وأفراد الاسرة، وكان ذا ميول عسكرية وتوسعية، فاهتم كثيراً بالشأن العسكري وكوّن جيشاً، وعزّز به جميع مناطق نفوذه، حين حكم «نجد» بعد عمه الأمير محمد بن عبد الله أرسل إلى مدن نجد بأنه أصبح حاكم نجد وليس لديه سوى «الحافر وصنع الكافر» أي الخيل والبنادق، وقام بغزو الكويت عام 1898 واسترد أجزاء كان الشيخ مبارك الصباح قد استولى عليها بعد وفاة محمد العبد الله الرشيد.
احتكاكه مع سعدون باشا المنصور
أغار سعدون باشا على عشائر شمّر القاطنة في بغيلة (النعمانية حاليًا) خريف 1317 هـ (1899 م) فانتصر عليهم، مما أدّى بالحكومة العثمانية أن تدفع بالأمير عبد العزيز أن يوقف تقدمه نحو مناطق نفوذه، فزحف نحو الخميسية مقر سعدون باشا[1]، فانتصر في معركة تل اللحم ودخل البلدة وأقام فيها عدة أيام، إلا أن المنتفق جمعوا شتاتهم والتقوا مرة أخرى في تليل جبارة في معركة استمرت ثلاثة أيام انتهت لصالح المنتفق واسترجاع الخميسية واندحار ابن رشيد.[2] وهذا النصر دفع بالمنتفق أن تمنع قبائل شمر من دخول المنطقة الممتدة من أعالي النجف وحتى الكويت.[3]
إلا أن المؤرخ معن العجلي يروي قصة أخرى حيث كان سعدون باشا في كرّ وفرّ مع ابن رشيد من حفر الباطن حتى الخميسية، ولكنه تراجع تحت ضغط قبيلة شمر حتى الخميسية فدخلها أمير حائل عبد العزيز بن متعب وصلى في جامعها وبقي في الخميسية لثلاثة أيام دون قتال. وكان الأمير قد أقسم أن يطارد سعدون حتى (يبلغ الهور ويركب قارب المشحوف ويشاهد الجاموس)، ويروي المؤرخ معن العجلي أن أمير الخميسية عبد الله بن خميس رغب بأن يبر ابن رشيد بقسمه لتنتهي الحرب بسلام، فأعد على حافة الهور في شريعة الخميسية مشحوفا أنيقاً ليركبه ابن رشيد برهة قصيرة من الزمن، وأحضر جاموسة (سوداء غراء) ليراها ابن رشيد ويبر بقسمه.[4] وقد بدأت المسألة وانتهت دون وقوع أي قتال بفضل حكمة عبد الله بن خميس في تأجيل هجوم سعدون باشا حتى انسحاب ابن رشيد حقنا للدماء.[4]
معركة الصريف
وقعت في عهد الأمير عبد العزيز المتعب، معركة الصريف الكبرى، التي جاءت بعد ثلاثة عقود من السلم في الجزيرة العربية. وتعود أسبابها إلى العداء المتبادل بين عبد العزيز المتعب وحاكم الكويت ومن يوالونه من حكام نجد ومشايخ القبائل.
وتتوجت هذه التراكمات العدائية، بقيام الشيخ مبارك الصباح بتوقيع معاهدة حماية مع بريطانيا، ثم قام بعقد تحالفات كبرى جمعته مع كل من: آل سعود وآل مهنا حكام بريدة، وآل سليم حكام عنيزة "وكانوا لاجئين في الكويت وقبيلة مطير وعتيبة والضفير والعجمان والرشايدة والعوازم وبنو هاجر وبنو مرة وبنو خالد والسعدون المنتفق وسبيع والسهول وقحطان والرولة. فاجتمع نتيجة لهذا التحالف الكبير جيش عظيم بلغ عدد أفراده 64.000 مقاتل، وقد حاول ابن صباح أن يستجر الأمير عبد الله العسكر إلى الدخول إلى معركة الصريف، إلا أن ابن عسكر أبى ورفض[5]، واتجه مبارك نحو الطرفية وهي منطقة تقع إلى الشرق من القصيم، ومن جهته جهز عبد العزيز المتعب جيشاً مكونا من قبيلة شمر يبلغ تعداده 12.000 مقاتل
وفي صباح يوم 17 مارس 1901، قام ابن رشيد بأداء رقصة العرضة الحربية، وقام كل واحد منهم بتوديع صاحبه وأخيه حيث لا يعلم أحد إن كان سيرجع أم لا، وكان ابن رشيد يود أن يؤخر الحرب ليوم آخر، وقام بإرسال مجموعة من الخيالة عدتهم الرماح من أبناء حمود العبيد الرشيد والطلال، وهجموا على جيش مبارك الصباح، فقابلهم جيش ابن صباح بإطلاق الأعيرة النارية من البنادق وانكسروا، فلما رجعوا إلى ابن رشيد قال لهم: وأنا أخو صلفة اكسروكم. فردوا عليه: يا طويل العمر لم نجد خيالة رماح لقينا أهل بنادق بواردية. فقال ابن رشيد: يا الله زملوا وحطوا ردايف وسوقوا المسيوق.
وفي ذلك الوقت وصل مئة وخمسون فارس من قبيلة شمر والتحقوا بجيش ابن رشيد وطلبوا الإذن بالقتال فقال لهم بعض رؤساء جيوشه اصبروا علينا حتى نشرب القهوة ونهجم جميعا فإما لنا وإما علينا. فلما سمع ابن رشيد هذا القول وعلم المسبب لتأخير القوم عن الهجوم هو شرب القهوة أمر أن تقلب أواني القهوة ويراق ما فيها على الأرض وقال لهم: من يريد أن يشرب القهوة فهذه قهوة عدوه قريبة منه. عندئذ هبت القبائل وعزمت على القتال فمنعهم ابن عبد العزيز الرشيد من ذلك وأمرهم ألا يكون ذلك إلا بعد تقديم المسيوق، فأحضرت المسيوق هناك طلب عبد العزيز الرشيد أن يتقدمها بعض الفرسان فتطوع سالم ومنها ولدا حمود العبد الرشيد وعبد الله السبهان العلي ورئيس عشيرة قحطان. وأبى عبد العزيز الرشيد أن يتقدم عليه أحد وقال: لا يتقدم إلا أنا فإما أن أقتل أو انتصر فإن قتلت فإني فداء لكم (يعني شمر ومن معها). فاستل سيفه ووضعه على كتفه ثم لبس رداءً أحمرًا واعتم بعمامة حمراء حتى يتميز في القتال ونشر ذوابتيه على كتفه ثم اتجه إلى فهد الشعلان ومن معه من مشايخ الرولة وقال لهم: أرجوكم عدم خوض المعركة لأنكم ضيوف لدينا ونحن نكفيكم ذلك فإن دارت الدائرة علينا فإنكم أولى بمالنا وحلالنا. فعندما سمعوا هذا الكلام أخذتهم النخوة فقام الشيخ فهد الشعلان وحث جماعته على الاشتراك في القتال ومساعدة عبد العزيز الرشيد.
عندما ظهرت مسيوق ابن رشيد أمام جيش ابن صباح، بادرهم الجيش بإطلاق النار على المسيوق، حيث كان مبارك الصباح قد أوصاهم ببدء الحرب من ظهور المسيوق، حتى تلاحم الجيشين وتدانا بعضهم ببعض، وبرز فعل تركي بن محيا وجماعته الذي لم ينساه ابن رشيد بعد الصريف وكانت بوادر الهجوم تشير إلى انتصار جيش مبارك الصباح، وكان جيش مبارك الصباح قد وصل إلى معسكر ابن رشيد وتمت هزيمة خيالة جيش ابن رشيد عدة مرات وكانت بوادر النصر لجيش مبارك الصباح واضحة، وحول ابن رشيد هجومه من الوسط إلى الأطراف والتي سرعان ما انهزمت وتركت مواقعها، وقد كانت الرياح ضد جيش ابن صباح وأثارت الرياح الزوابع والعواصف الرملية، وأخذت القبائل المشتركة في جيش مبارك الصباح بالانسحاب، أما مبارك الصباح فقد اضطر إلى ترك مخيمه معه سلطان الدويش ولحق به سعدون باشا وبنوه عقاب وهزاع بن عقاب. وحُسمت هذه المعركة الكبرى خلال ساعات النهار الأولى بانتصار ساحق لعبد العزيز المتعب وقواته على جيش التحالف الكويتي الكبير. بعدما وصلته أخبار انتصار بن رشيد، وقد كان الأمير عبد العزيز المتعب آل رشيد عازماً على غزو الكويت، فقد طلب من العثمانيين تزويده بالسلاح، وتم الاتفاق معهم على أن يتم تزويده بالأسلحة من خلال موانئ قطر، وكانت قطر تحت سلطة آل ثاني الذين كانوا على وفاق مع الأمير عبد العزيز المتعب، فأرسل لهم الأخير رسالة بخصوص وصول شحنات الأسلحة من العثمانين، إلا أن المندوبين حاملي الرسالة قد قبض عليهم مبارك الصباح قبل وصولهم فقطع الإمداد العثماني عن ابن رشيد.
مذبحة أسرى الصريف
قتل ابن رشيد الجرحى والأسرى الكويتيين وأهل مدن نجد ، ، وكان الأمير المنتصر ابن رشيد قاسياً عتياً، يأتون بالأسرى أمام ناظريه فيأمر بضرب أعناقهم، فبذر في نفوس أهل نجد بذور كرههم ومقتهم له، وقد نكل تنكيلاً عظيماً بأهل نجد ممن حارب مع الشيخ مبارك الصباح، وحليفه عبد العزيز بن سعود، حيث بلغ عدد الأسرى الكويتيين في معتقل ابن رشيد 400 أسير، قتلهم ابن رشيد جميعهم إلا قلة قليلة نجت، تعد على الأصابع، كما أن ابن رشيد حشر أسراه في مستودع كبير، وكان يجلس في كل صباح قبالة هذا المستودع، فيؤتى له بوجبة منهم لتضرب أعناقهم بين يديه، وهم يصرخون ويتضرعون إليه صائحين بأصوات مبحوحة تنم عن الترقب والخوف (خاف الله يا عبد العزيز) ولكن عبد العزيز لا يسمع إلا قرقعة فناجين القهوة ولا تمضي إلا لحظات، إلا وتسقط الرؤوس على الأرض، .[6][7][8]
معاركه مع عبد العزيز آل سعود
في عام 1902 قاد الملك عبد العزيز آل سعود حملة نحو الرياض انتهت بتمكنه من استردادها وقتل عجلان بن محمد العجلان حاكم الرياض المعيّن من قبل حائل. وكان الأمير عبد العزيز بن متعب بن رشيد، في تلك الأثناء، في حفر الباطن، يفاوض العثمانيين، ليساعدوه على احتلال الكويت. ولما وصله خبر دخول عبد العزيز بن سعود الرياض، لم يهتم كثيراً، واستهان بأمره. وأقام في حفر الباطن أربعة أشهر، بعد فتح الرياض، يفاوض الأتراك، ويمنّي نفسه بقتل ابن سعود، واستعادة الرياض، واحتلال الكويت معاً. وبعد أن لمس تقاعس الأتراك ومماطلتهم، تشاور مع رجاله، واستقر رأيه على التوجه إلى عاصمته، في حائل، وتجهيز جيش كبير، لغزو الرياض.
وفي هذه الأثناء كان عبد العزيز آل سعود قد استطاع جمع جيشه وهم أهل الحوطة وأهل الحلوة وأهل الفرعة وهم من بني تميم بالانضمام إليه، فالتحق منهم أكثر من 800 مقاتل ليصبح جيشه نحو 1,500 مقاتل وكان من قادوا المعركة مع الملك عبد العزيز ثلاث فرسان وهم علي بن خريف أمير الحلوة، وأبو شيبة أمير الحوطة، ووجعان الراس أمير الفرعة، وعند وصول ابن رشيد إلى الدلم زحف إليه عبد العزيز آل سعود برجاله ليلًا ودخل البلد، وفي الصباح تقصى عبد العزيز آل سعود أخبار ابن رشيد فعلم أنه يخرج صباح كل يوم مع بعض رجاله إلى بساتين النخيل الواقعة خارج البلد، ففكر الملك في أن يستخدم أسلوب المفاجأة فهجم عليهم في وقت الظهيرة مما أدى إلى إرباك صفوفهم واختلال نظامهم، واستمر القتال إلى غروب الشمس.
وفي صباح اليوم التالي انسحبت قوات آل رشيد إلى السلمية فلحق بهم عبد العزيز آل سعود بعد أن جاءه المدد والذخيرة التي أرسل في طلبها ليصل عدد من معه إلى 2,000 مقاتل، ودارت المعركة بينهم ثانية في السلمية في ربيع الأول سنة 1320هـ الموافق حزيران (يونيو) 1902م، وقد حصل بينهم قتال شديد انهزم على أثره ابن رشيد.
هُزم ابن رشيد وإنسحب عائدًا إلى حفر الباطن، أما عبد العزيز آل سعود فعاد إلى الرياض بعد أن ثبتت سيادته على الخرج والدلم والنواحي الجنوبية لنجد، فقام عبد العزيز آل سعود بالهجوم على القصيم وتمكن من ضم بريدة وعنيزة لدولته، علم عبد العزيز بن متعب بن رشيد، بانتصارات ابن سعود في القصيم، وهو في العراق، يستمد العون من الدولة العثمانية، ويستثير قبيلة شمر لنجدته. فاشتد غضبه، خاصة على أهل القصيم، الذين ساعدوا الأمير عبد العزيز بن سعود. وقد أمدته الدولة العثمانية بعدد كبير من الجند النظامين، بأسلحتهم الحديثة، خاصة المدافع، وكميات كبيرة من المؤن. وقدّر عدد الجنود المدد بنحو ألف وخمسمائة جندي، على اختلاف روايات المصادر، أغلبهم من الشام والعراق، يعملون في الجيش العثماني. وقام عبد العزيز بن رشيد بمصادرة ما وجد من إبل العقيلات القصيميين، الذين كانوا يجوبون البلاد، للتجارة بين العراق والشام ومصر وشبه الجزيرة العربية، وحمل عليها قسماً كبيراً مما حصل عليه من أطعمة ومؤن وأسلحة، ونقلها من العراق إلى نجد.
وأسرع عبد العزيز بن رشيد إلى القصيم، بمن اجتمع لديه من البدو، خاصة من قبيلة شمر، وفئات من الحضر والجيش النظامي العثماني، يريد القضاء على ابن سعود، أو على الأقل إخراجه من القصيم. والتحق به ماجد الحمود بن رشيد، ومن معه، ووصلوا إلى بلدة القصيباء، ومنها إلى الشيحية، بالقرب من البكيرية، وتوجه ابن متعب إلى منطقة الرس والشنانة في القسم الغربي من القصيم ، فوصلها في آب (أغسطس) من العام نفسه مؤملا ، على مايبدو ، في الحصول على مساعدة الأتراك من الحجاز . إلا أن مدينة الرس التي كانت خاضعة له في السابق قررت هذه المرة الانضمام إلى أمير الرياض، ولذا نصب الشمريون معسكرهم في الشنانة . ووصل إلى نفس المنطقة عبد العزيز مع قواته الأساسية، إلا أن كلا الخصمين لم يدخلا في قتال، وربما كان ذلك بسبب حر الصيف، وتفشي وباء الكوليرا في معسكر ابن متعب ، بينما أخذ البدو من كلا الطرفين يتفرقون لأنهم لم يجدوا الغنائم المنشودة . وظلت عند ابن متعب وحدات تركية من العراق وأفراد من جبل شمر فقط ، كما ظل في المعسكر السعودي أبناء المدن المخلصين لعبد العزيز.[9]
سار عبد العزيز ابن رشيد متجها من حائل في 15 يونيو 1904 ومعه شمر والحجلان وإزاء هذه الجموع استنهض عبد العزيز آل سعود أهالي رياض الخبراء وكان أشهر من خرجوا معه الفريجي والنويصر من عفالق قحطان كما أن تواجد عبد العزيز في بريدة جعله يستنهض أهل البادية والحاضرة فيها ليجتمعوا عنده، وبلغ عدد الوافدين عليه عدة آلاف من المحاربين خرج بهم من رياض الخبراء وبريدة ونزل إلى البكيرية في مواجهة خصمه، وكان ذلك في أول شهر ربيع الثاني 1322هـ – يونيه 1904م، حيث كان أمرائها السويلم من العرينات. وكانت خطة الملك عبد العزيز أن يقسم جيشه إلى قسمَين.. قسم بقيادته يضم أهل العارض وجنوبي القصيم خصصه لملاقاة جموع قبيلة شمر وابن رشيد، والقسم الثاني يضم أهل القصيم، بعد أن علم بانسحاب أهل القصيم منها حيث كان رجالها آنذاك مع ابن سعود، وصل الأمير عبد العزيز، مع أتباعه، إلى ما بعد بلدة المِذْنَب. وإذ وصلته الأخبار بانتصار أهل القصيم على جيش ابن رشيد، قدم إلى عنيزة، في اليوم التالي للمعركة. واستعاد قوته، وتوافدت عليه جموع من بوادي عتيبة ومطير، فتجمع لديه، في ستة أيام، اثنا عشر ألف مقاتل. في هذا الوقت قدم من بقي من أهل البكيرية من عجائز ونساء وأطفال المؤونة للحامية الرشيدية، ومن البكيرية انطلق ابن رشيد إلى بلدة الخَبْراء، ولكن أبى أهلها أن يعلنوا له الطاعة، فأمر بقطع النخيل وقذف البلدة بالمدافع.
وعمد الأمير عبد العزيز للعودة إلى البكيرية للسيطرة عليها خصوصا أن رجالها قد خرجوا معه، إلا أن ابن رشيد سارع إلى إرسال سرية بقيادة سلطان الحمود الرشيد اصطدمت بخيالة ابن سعود عند الفجر فانهزمت ودخل الأمير عبد العزيز ومن معه من أهل البلدة إلى البكيرية وفتك بالحامية الرشيدية فيها واستولى على المستودعات التي رتبها ابن رشيد، وكانت الخسائر البشرية كبيرة، لدى الطرفَين، خاصة بين الجنود النظاميين. فقد خسر ابن سعود 900 رجل من قواته، منهم أربعة من آل سعود. وقُتل من جيش الأتراك نحو ألف جندي، بينهم أربعة ضباط كبار. وقُتل من أهل حائل، أيضاً، 300 فرد، بينهم اثنان من آل رشيد. ثم تعقب جيش ابن رشيد الذي ارتحل من بلدة الخَبْراء إلى الشنانة واتخذ منها معسكراً له، وتمركزت قوات عبد العزيز آل سعود بن سعود في الرس.[10]
معركة روضة مهنا ومقتل ابن رشيد
في 16 صفر 1324هـ / 12 أبريل 1906م وصل الأمير عبد العزيز بن سعود خبر نزول عبد العزيز بن متعب بن عبد الله الرشيد في روضة مهنا الواقعة غربي نفود الثويرات شرق القصيم ليجتمع إلى صالح بن حسن آل مهنا أبا الخيل أمير بريدة وكان عبد العزيز في مجمع «البطنان» غرب الدهناء
بعث ابن رشيد رسالة إلى ابن سعود قبل المعركة يقول له فيها: إنه لمن العار على رجلين مسلمين أن يتسببا بإراقة دماء لا ضرورة لها في حرب دائمة بينهما. واقترح أن تحلّ المشكلة القائمة بينهما بمبارزة شخصية يحصل الفائز فيها على كل شيء. وكان ذلك الاقتراح مغرياً لابن سعود الذي كان محارباً ماهراً، لكنه لم يكن واثقاً بابن رشيد ولذلك رفض الاقتراح. وكان أن أثنى في جوابه على شجاعة عدوه وعلق على الموقف بقوله: إن ابن رشيد بشجاعته المتهوّرة، كان لديه رغبة في الموت بينما أريد أنا الحياة. وأن رجلاً يريد أن يحيا لا يسلك سبيل الحكمة إذا نازل رجلاً يريد أن يموت.
إختار عبد العزيز آل سعود مائتي رجل وقسمهم إلى فريقين بهدف إغتيال يسير كل منهما بحذر إلى تلّ من الرمال على جانبين متقابلين من معسكر ابن رشيد على أن يتجنّبوا حراسه القلائل وانتظر رجال ابن سعود كي ينام عدوُّهم. وعند منتصف الليل خمدت أكثر نيران المعسكر وأصبح كل شيء هادئاً. فتسلّل الفريق الأول بصمت وخلسة إلى المعسكر. ولم يكن هناك إلا ومض صغير من نور، فاتجهوا إليه كفراشات تطير في الظلام إلى نار. وحين اقتربوا من ذلك الومض اتضح أنه كان شمعة في داخل خيمة. وفجأة خرج من تلك الخيمة شخص يتبعه خادم يحمل معه إبريقاً.
فجمد المهاجمون فوراً في أماكنهم. لكن في خضمّ الهياج اهتزت راية ابن سعود في يد حاملها وأحدثت كراتها المعدنية والوشي الملصق بها نوعاً من الضجيج. فصاح الرجل الذي خرج من الخيمة باتجاههم قائلاً: “وش هالدبرة يالفريخ”. وكان من المعروف أن الفريخ حامل راية ابن رشيد. وكان صوت اللهجة الآمرة التي استعملها ذلك الرجل توضح أنها اللهجة التي يستعملها سيّد مع خادمه. ولم يكن ذلك الشخص الواقف بإزاء الخيمة سوى ابن رشيد نفسه. وكان قد فهم خطأ أن حامل راية ابن سعود هو حامل رايته. ولم يكن رجال ابن سعود في حاجة إلى أكثر من لحظة واحدة ليدركوا مقدار حظهم الغريب. فصاح أحدهم بزملائه قائلاً: “ابن رشيد يا طلاّبته”. فتدافع المهاجمون نحوه، وبالرغم من أن ابن رشيد حاول بشجاعة أن يدافع عن نفسه بسيفه المصلت فغلب الرصاص على أمره وقتل فانسحب جيشه إلى حائل.
أسرته وأبنائه
تزوج الأمير عبد العزيز بن متعب الرشيد من كل من :
- الأميرة موضي الحمود العبيد الرشيد وأنجبت له ثلاث أبناء وابنة هم (متعب - مشعل - محمد - منيرة)
- الأميرة موضي بن سبهان العلي السبهان وأنجبت له ابن واحد وهو سعود
- الأميرة منيرة الصحن آل علي وأنجبت له ابنة وهي سلمى
- الأميرة صيتة العريعر الخالدي وأنجبت له ابنة وهي جوزاء
- الأميرة حصة الدخيل الدوسري، ولم تنجب منه أبناء.
- الاميرة جوزاء الدويش المطيري، ولم تنجب منه أبناء.
- الاميرة شيمة الشبرمي التميمي، ولم تنجب منه أبناء.
وأبنائه هم:
- متعب بن عبد العزيز بن متعب الرشيد (الحاكم السابع لأسرة آل رشيد)
- مشعل بن عبد العزيز بن متعب الرشيد
- محمد بن عبد العزيز بن متعب الرشيد
- سعود بن عبد العزيز بن متعب الرشيد (الحاكم العاشر لأسرة آل رشيد)
- منيرة بنت عبد العزيز بن متعب الرشيد
- سلمى بنت عبد العزيز بن متعب الرشيد
- جوزاء بنت عبد العزيز بن متعب الرشيد
انظر أيضًا
مصادر ومراجع
- ^ لغة العرب، وزارة الإعلام العراقية. م:1 ص:436
- ^ محمد النبهاني. التحفة النبهانية. دار احياء العلوم. بيروت 1986
- ^ إمارة المنتفق وأثرها في تاريخ العراق والمنطقة الإقليمية 1546-1918. حميد حمد السعدون. دار وائل للنشر. 1999 عمان. ISBN 9957-11-022-5
- ^ أ ب الخميسية وما حولها. معن شناع العجلي. دار الثقافة للطباعة والنشر والتوزيع. الدوحة قطر. ط:3 1431 هـ/2010 م. ص:94-97
- ^ كتاب معركة الصريف بين المصادر التاريخية والراويات الشفهية. لمؤلفه فيصل السحمان.
{{استشهاد بكتاب}}
: يحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغ:|بواسطة=
(مساعدة) - ^ "صراع الأسرة هزم مبارك في حرب الصريف". مؤرشف من الأصل في 2020-09-17.
{{استشهاد ويب}}
: الوسيط غير المعروف|=
تم تجاهله (مساعدة) - ^ "معركة الصريف - صحيفة الأنباء". مؤرشف من الأصل في 2020-09-17.
{{استشهاد ويب}}
: الوسيط غير المعروف|=
تم تجاهله (مساعدة) - ^ "مقال من جريدة القبس". مؤرشف من الأصل في 2013-03-13.
{{استشهاد ويب}}
: الوسيط غير المعروف|=
تم تجاهله (مساعدة) - ^ "خزانة التّواريخ النجديّة - ج ٧". مؤرشف من الأصل في 2020-09-17.
{{استشهاد ويب}}
: الوسيط غير المعروف|=
تم تجاهله (مساعدة) - ^ "استرداد الرياض وتوحيد أجزاء من نجد". مؤرشف من الأصل في 2020-09-17.
{{استشهاد ويب}}
: الوسيط غير المعروف|=
تم تجاهله (مساعدة)